كيف تتكوّن شخصية الموالي في بغض إمام الدعوة محمد بن عبد الوهاب وكيف تنسفها ؟!
فتوى العلامة كمال باشا شيخ الإسلام كما يلقبه العثمانيون
الحمد لله العلي العظيم القوي الكريم والصلاة على محمد الهادي إلى صراط مستقيم وعلى آله الذين اتبعوه في دينه القويم وبعد : فقد تواترت الأخبار والآثار في بلاد المسلمين والمؤمنين أن طائفة من الشيعة قد غلبوا على بلاد كثيرة من بلاد المسلمين حتى أظهروا مذاهبهم الباطلة ؛ فأظهروا سب الإمام أبي بكر والإمام عمر والإمام عثمان رضوان الله تعالى عليهم أجمعين ، وأنهم يستحقرون الشريعة وأهلها ويسبون المجتهدين زعما منهم أن سلوك مذهب هؤلاء المجتهدين لا يخلو عن مشقة ، بخلاف سلوك طريق رأسهم ورئيسهم الذي سموه بشاه إسماعيل ، فإنهم يزعمون أن سلوك طريقه في غاية السهولة ونهاية المنفعة ، و يزعمون أن ما أحله شاه فهو حلال وما حرمه فهو حرام ، وقد أحل شاه الخمر فيكون الخمر حلالا ، وبالجملة إن أنواع كفرهم المنقولة إلينا بالتواتر مما لا يُعد ولا يُحصى ؛ فنحن لا نشك في كفرهم وارتدادهم ، وأن ديارهم دار حرب وأن نكاح ذكورهم وإناثهم باطل بالاتفاق ، فكل واحد من أولادهم يصير ولد زنا لا محالة وما ذبحه واحد منهم يصير ميتة، وإن من لبس قلنسوتهم الحمراء المخصوصة بهم من غير ضرورة كان خوف الكفر عليه غالباً؛ فإن ذلك من أمارات الكفر والإلحاد ظاهراً، ثم إن أحكامهم كانت من أحكام المرتدين حتى إنهم لو غلبوا على مدائنهم صارت هي دار الحرب فيحل للمسلمين أموالهم ونساؤهم وأولادهم. وأما رجالهم: فواجب قتلهم إلا إذا أسلموا، فحينئذ يكونون أحراراً كسائر أحرار المسلمين، بخلاف من أظهر كونه زنديقاً فإنه يجب قتله البتة. ولو ترك واحد من الناس دار الإسلام واختار دينهم الباطل فلحق بدارهم؛ فللقاضي أن يحكم بموته ويقسِّم ماله بين الورثة، وينكح زوجته لزوج آخر. ويجب أن يُعلم أيضاً أن الجهاد عليهم كان فرض عين على جميع أهل الإسلام الذين كانوا قادرين على قتالهم. وسننقل من المسائل الشرعية ما يصحح الأحكام التي ذكرنا آنفاً. فنقول وبالله التوفيق:
قد ذكر في البزازية، أن من أنكر خلافة أبي بكر رضي الله عنه فهو كافر في الصحيح، وأن من أنكر خلافة عمر رضي الله عنه فهو كافر في الأصح. وذكر في التتارخانية: ( أن من أنكر خلافة أبي بكر فالصحيح أنه كافر؛ وكذا خلافة عمر رضي الله عنه وهو أصح الأقوال، وكذا سبُّ الشيخين كفر ). وذكر في البزازية: ( أن أحكام هؤلاء أحكام المرتدين ). تنظر فتواه في مجموع رسائله الذي طبعه الدكتور سيد باغجوان مؤخرًا بعنوان " خمس رسائل في الفرق والمذاهب " ص 195-201 .
هذه الفتوى وما تضمّنتها من تداعياتٍ أبّان الحرب بين الدولة العثمانية ونصارى أوروبا من جهةٍ وبين الدولة العثمانية والصفوية المجوسية من جهةٍ أخرى كان لها الأثر الحقيقيُّ في فضحهم وفضح مخططاتهم وموالاتهم لأهل الكتاب ضد المسلمين، فكانت الفتاوى تقرّ بكفر هؤلاء، والغالب على فتاوى علماء الدولة العثمانية أنها قد أقرّت بكفر من لم يكفّرهم! ومعلومٌ أن الدولة العثمانية على مذهب الحنفية، وبعد هذا يأتي من الإمامية من يتهم الإمام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله بتكفير المسلمين وهو على مذهب الحنبلية!، ويوهمون المواليَ الساذج بأن هؤلاء التكفيريين يكفّرون جميع طوائف المسلمين بما فيهم أهل السنة والجماعة! وكأنّ الإمام رحمه الله قد أحدث مذهباً أو عقيدةً جديدةً أسماها (الوهابية ) تناهض الكتاب والسنة في المسائل العقدية والفقهية، وهذه حجج الضعفاء، ومسلك الجهلاء، فكل من يجدّد الدين وينهض بإخراج العباد من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد ويأمر بتطبيق الكتاب فهو في نظرهم تكفيريٌّ خارجيٌّ وجب الوقوف في وجه! والطعن في صدقه! والخروج عليه وصدّه! ولعمري لو كانوا على الحق لما طعنوا في رجلٍ جعل الكتاب حجته، والسنة مهجته، ولعمري لو فكّر العقلاء من الإمامية وتعمّقوا في كتب أئمة الحنبلية والشافعية والمالكية والحنفية لوجدوا أن الإمام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله سار على نهجهم كما ساروا جميعاً على نهج رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته بما فيهم أئمة آل البيت رضوان الله عليهم أجمعين، فالأئمة الأربعة رحمهم الله ورضي عنهم حوربوا وأوذوا في سبيل الدعوة ومحاربة البدع والخرافات، وكذلك حورب شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله كما حوربوا، وكذلك حورب الإمام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله كما حوربوا، والسلسلة تطول منذ زمن التابعين إلى يومنا هذا، فأحببت الإختصار، وأخذت بالإقتصار.
وبعد هذا يأتي الكثير من السذّج المنتسبين للإمامية ويفرّقون دون دليل بين أهل السنة والجماعة وبين الوهابية بحكم أن الوهابية ( زعموا ) تكفيرية وأن أهل السنة والجماعة إخوةٌ لهم في الدين كما هي باقي المذاهب والفرق نصدمهم بفتاوى أئمة جميع مذاهب أهل السنة والجماعة الأربعة في حق الرافضة وما تضمّنتها فتاويهم بتكفيرهم ومروقهم عن الدين! وبهذا يكون الإمام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله قد أفتى بما أفتى بهم علمائه الذين سبقوه من الحنابلة وهو المذهب المنتسب إليه أهل جزيرة العرب فيقع الروافض في حيرةٍ من أمرهم! كيف نقول بأن الوهابية ( مذهب ) وأن أهل السنة والجماعة مذهبٌ آخر وكلاهما في فضحنا سواء، وفي أصولهم سواء، وفي كل شيءٍ سواء إلا ما ندر وقل؟!!
إن العقلية الإمامية الجدلية هي عقليةٌ تلقينية، وهي المحارب الأول للفكر الإسلامي! وقد أخذوا حكمة العرب بعكس مضمونها وحقيقتها الواضحة، فجعلوا ( العلم منذ الصغر كالنقش على الحجر ) مضماراً حقيقياً لغسل الأدمغة وتدميرها! وهذا ما جعل الموالين يتيهون في أفكارٍ مسمومةٍ تفتك في دمهم وتنسف دينهم دون الشعور بالمهالك التي تحيط بهم! وتكون هذه الأفكار هي القاتل الحقيقيُّ للموالي، وبسببها تتكون الشخصية النفسية القائمة على ( الإنفصام ) فتكون خطورتها بدايةً على الفرد دون الجماعة ثم تتشعّب ليكون خطرها على الفرد والجماعة على حدٍّ سواء، فبالنسبة للفرد هو كل ما عليك أيها الموالي أن تتلقّن دون أن تتفكّر ولو بمجرد محاولةٍ بائسةٍ للتفكير! فإن حاولت مجرد المحاولة أن تفكر فيما نقوله فأنت مارقٌ على الدين، ضاربٌ عرض الحائط بتبعية الموالاة المكذوبة إلى الأئمة رضوان الله عليهم أجمعين! وبالنسبة للجماعة فقد انتهى زمن التفكير لأنه لم يكن موجوداً بالأصل عند الفرد! وكيف يكون موجوداً وقد تم قتله داخل كل فردٍ منذ الصغر! فاستخدموا حكمة العرب وحرّفوها وجعلوها ( العلم في الكبر كتكسير الحجر )! ويكون من المستحيل تفكيك أغلبية هذه الأدمغة إلا بتكسيرها! وبذلك يكون الإمام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله إماماً جليلاً يحترمه الإمامية قهراً أو سلماً، جهراً أو سرّاً!
يا معشر الزملاء: دلوي قد اكتظ فمن أراد أن يدلو بدلوي لكي أغرقه فيه ثم أخرجه منه فليتفضل.
وكتبه
عضو هيئة الدفاع في شبكة الدفاع عن السنة
وليد الخالدي
01-12-10, 10:59 AM
العرض العادي
