|
اقتباس: |
|
|
|
|
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة al_sadri |
|
|
|
|
|
|
|
الزميل الفاضل وليد الخالدي حياك الله .......
بداية .....اشكر لك دعوتك الكريمة للنقاش ....وارجو ان يكون مفيدا ويكون هدفنا ليس الانتقاص من الاخر بقدر عرض وجهات نظر الطرفين ...ومن الله التوفيق ...
اقول ايها الفاضل ....انتم اول من ضربتم بالحكم ....استنادا لرواية في صحيح البخاري بما معناه ( اذا تقابل مسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار ).......
ولكن هنا تقولون ان طائفتين من المؤمنين قد تقاتلا .....فأستنادا الى هذا الحديث الصحيح فأصحاب صفين والجمل في النار ....
لا سيما وان الحديث الصحيح لم يضع ( استثناء ) لأحد !
هذه النقطة لتكن الاولى في محور نقاشنا
ولكم مني كل التحيات
|
|
|
|
|
|
أولاً: أهلاً وسهلاً بك زميلي الفاضل ضيفاً أوجب له وآجب الضيافة كما يوجبه كل مسلمٌ يؤمن بالله واليوم والآخر .. ولو أريد الانتقاص منك لما دعوتك .. وحاشى لله أن أفعل ذلك أو أطرقه أو أسلكه .. بل دعوتك لأني أرى لك عقلاً لا يسلمك إلا لخير .. ودعوتي هذه للعقلاء منكم .. وأنت على رأسهم بإذن الله .. وليست المرة الأولى التي أناقشك فيها .. وفي كل مرةٍ أناقشك لم استنقص منك ولم أتعدى حدود الأدب .. لأني أناقش رجلاً باحثاً عن الحق بإذن الله .. يأخذ به أينما كان ومع من كان .. ويتأدب في حواره .. ويزن لخصمه الوزن الذي يليق به .. ولا أنتصر لنفسي ولا أتعصب لها .. بل تعصّبي سيكون تعصّباً للدليل .. وهذا مسلك الحق .. ومنهج الصدق .. وأقول بما قال به الإمام مالك رحمه الله: ( كلٌ يأخذ منه ويرد إلا صاحب هذا القبر ) .. ويقصد به رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم .. ولك مني بإذن الله أن لا أسمعك إلا ما يرضيك ولا أنقص من قدرك أو أتجاوز حدود الأدب معك طالما لا تتجاوزها ولا تتعداها وهذا ظني بك.
ثانياً: الحديث الذي ذكرته أخرجه الإمام البخاري ح (31)، والإمام مسلم ح (2888)، من حديث أبي بكرة - رضي الله عنه - قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: (( إذا التقى المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار، فقلت: يا رسول الله هذا القاتل، فما بال المقتول؟ قال: إنه كان حريصاً على قتل صاحبه )). وهذا لا يعارض قول الله عز وجل: ( وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِنْ فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ ) [الحجرات:9] .. فالله سبحانه وتعالى لم يخرج إحدى الطائفتين من الإيمان بل أقرها سبحانه وتعالى .. وهو علّام الغيوب .. ويعلم ما كان وما يكون .. ولم تُذكر الآية عبثاً من عند الله سبحانه وتعالى .. إلا أنه يعلم أن هنالك تقاتلٌ سيكون بين المسلمين .. وسمّاهم سبحانه وتعالى المؤمنون .. والمؤمنون إخوة .. يقول عز وجل في الآية التي تليها: ( إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ) [الحجرات:10]، وتأكيداً لقول الله سبحانه وتعالى فقد بشّر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم المسلمين بحديثٍ عظيم اختص به الحسن بن علي رضي الله عنهما .. فقد أخرج الإمام البخاري ح (2704) من حديث الحسن عن أبي بكرة - رضي الله عنه - قال: (( إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خطب يوماً ومعه على المنبر الحسن بن علي - رضي الله عنهما - فجعل ينظر إليه مرة وإلى الناس أخرى، ويقول: (( إن ابني هذا سيد، ولعل الله تعالى أن يصلح به بين فئتين عظيمتين من المسلمين )).
ثالثاً: عندما تُورد حديثاً يجب عليك أن تفهم النص إلزاماً .. وأن لا تأخذ النص دون فهمه .. فهذا يُضعف الطرف المحاور المطالب بالحوار العلمي المبنيّ على الدليل النقلي والعقلي .. فعلى سبيل الحصر لا المثال .. هل تستدل بآيةٍ من القرآن الكريم دون فهمها؟! .. هذا من الخطأ الذي يجعل خصمك يحاججك به .. وعلى إثر ذلك فالمقصود من حديث الرسول الله صلى الله عليه وسلم: (( إذا التقى المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار، فقلت: يا رسول الله هذا القاتل، فما بال المقتول؟ قال: إنه كان حريصاً على قتل صاحبه )). حيث اتفق علماء الحديث على فهم النص من الحديث حيث لا يدخل في قتال عليٍّ ولا معاوية رضي الله عنهما .. لأنه قتالٌ من غير عمدٍ ولا سبق إصرارٍ ولا تأويلٍ سائغ .. وليس قتالاً لعصبيةٍ جاهليةٍ يرفضها الدين الحنيف .. ورغم ذلك فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (( إذا التقى المسلمان بسيفيهما )) .. وهنا يقرّ رسول الله صلى الله عليه وسلم بأنهما مسلمان .. وأمرهما يعود لله سبحانه وتعالى فإن شاء عذبهما وإن شاء غفر لهما .. وهذا ما عليه أهل السنة والجماعة دون غيرهم يقول سبحانه وتعالى: ( إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ ) .. ومعاوية لم يطلب القتال ولا علياً رضي الله عنهما .. فالإجتهاد الذي سلكه معاوية وهو أمير الشام إذ ذاك والخليفة عثمان رضي الله عنه خليفةً للمسلمين .. فتم اغتياله على أيدي المجرمين الذين استحلوا المدينة وقصته مشهورةٌ معلومة .. فاستنجد بعض أهل المدينة بمعاوية حيث أن الشام هي المكان الوحيد التي تنعم بالأمن والأمان .. وبرجالٍ يبايعون أميرهم على الموت .. وكل ما كان من معاوية هو مطالبته للخليفة من بعده أن يسلمه قتلة عثمان مستدلاً ومجتهداً بقول الله تبارك وتعالى: ( وَمَن قُتِلَ مَظْلُومًا فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَانًا فَلاَ يُسْرِف فِّي الْقَتْلِ إِنَّهُ كَانَ مَنْصُورًا ). ورفض معاوية أن يبايع علياً رغم اعترافه بالسبق والفضل وأنه الأحق بالخلافة ولن يبايع إلا بعد أن يسلّم له قتلة عثمان .. وبعدها آل الأمر إلى ما آل إليه .. والقصة مشهورةٌ معلومةٌ بالأسانيد الصحيحة.
رابعاً: الصحابة الذين اعتزلوا الفتنة مطلقاً ورأوا عدم الدخول فيها .. واتفقوا لو أن هذا القتال مصوّباً على الكفار لكانوا أول من يقوموا به .. وجميعهم رأوها فتنةٌ يجب الابتعاد عنها .. وهم من كبار الصحابة .. لم يُخرجوا إحدى الطائفتين من دائرة الإسلام ولا الإيمان .. رغم مبايعتهم لعليٍّ رضي الله عنه! .. حتى عليٌّ اتفق على رأيهم أنهم مسلمون ولم ينكر عليهم قولهم عندما أجمعوا رأيهم ( إن كان قتال كفارٍ قاتلنا ) .. ولم يجبرهم على خوضها!! .. ولم يدعوهم لها!! .. كسعد بن أبي وقاص .. وعبد الله بن عمر.. ومحمد بن مسلمة الأنصاري .. و سلمة بن الأكوع .. و سعيد بن زيد .. وصهيب بن سنان الرومي .. و أسامة بن زيد .. و أبوهريرة .. وهبيب بن مغفل .. والمغيرة بن شعبة .. وعبد الله بن سعد بن أبي سرح .. وسعيد بن العاص .. ومعاوية بن حديجالأمير .. وزيد بن ثابت .. وكعب بن عجرة .. وسليمان بن ثمامة بن شراحيل .. وعبد الله بن مغفل .. وعبد الله بن سلام .. وأهبان بن صيفي .. والحكم بن عمرو الغفاري رضي الله عنهم .. فهل كل هؤلاء الأكابر من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم وقعوا في الخطأ وأصاب الشيعة؟! .. فإن كان الجواب بنعم .. فهي الطامة في اتهام عليٍّ رضي الله عنه بنفس الخطأ الذي وقعوا فيه!
وبما أنك أوردت حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم في حكم المسلمان المقتتلان .. وأجبتك بما أوردته وفقاً لشرط ووجوب فهم النص .. الآن ألزمك بما ألزم عليٌّ رضي الله عنه به نفسه .. وأن تُورد لي ما فهمته من نصه:
((وكان بدء أمرنا أنا التقينا والقوم من أهل الشام ، والظاهر أن ربنا واحد ونبينا واحد ، ودعوتنا في الإسلامواحدة، ولا نستزيدهم في الإيمان بالله والتصديق برسوله ، ولا يستزيدوننا، الأمر واحد إلا ما اختلفنا فيه مندم عثمان ونحن منه براء)). نهج البلاغة - خطب الإمام علي (ع) - ج 3 – ص 144.
وذكر المجلسي: عن جعفر عن أبيه أن عليا ( عليه السلام ) كان يقول لأهل حربه:(( إنا لم نقاتلهم على التكفير لهم ولم نقاتلهم على التكفير لنا ولكنا رأينا أنا على حق ورأوا أنهم على حق )). وبالإسناد قال: إن عليا لم يكن ينسب أحدا من أهل حربه إلى الشرك ولا إلى النفاق ولكنه كان يقول: (( هم أخواننا بغوا علينا )). بحار الأنوار ج 32 ص 324.
ومن الغريب المريب .. والطعن العجيب .. ما ذكره الحر العاملي .. في قولي علي .. في الرواية الآنفة الذكر في كتابه وسائل الشيعة (ج 15 ص 83) وعلق عليه قائلاً: (( أقول: هذا محمول على التقية ))!!!
يتهم الحر العاملي عليٌّ بالكذب والخوف واظهار خلاف ما يبطن ( وحاشاه رضي الله عنه وأرضاه ) من هذا القول .. وهذا الدجل .. وهذا البهتان .. وهذا الزور .. وهو الأمير .. وصاحب الأمر .. الأسد الكرار .. الشجاع المقدام .. باستخدام التقية مع خصومه الأضعف منه أو حتى الأقوى! .. وفي المقابل ناقل هذه الرواية المجلسي لم يقل بالتقية ولا ألمح لها ولا حتى علّق عليها! .. أنأخذ بقول الراوي أم المنظّر؟! ..هلّا أفقتم يا معشر الشيعة؟!.
والحاكم بإيمان الطائفتين رب الأرباب وملك الملوك سبحانه القائل: ( وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِنْ فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ ) ( إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ).الحجرات آية 9 - 10.
حكم من تأخذون علماء أهل السنةوالجماعة أم علماء الشيعة أم أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه وأرضاه وهو صاحب هذا الأمر الأحوط .. وحكمه الأصوب؟!
طبعاً سيكون جوابكم بدون تردد: (( أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه وأرضاه )) .. فهل تحتكمون إليه؟!
ختاماً: أقول ما قال الإمام الشافعي: (( رأيي صوابٌ يحتمل الخطأ .. ورأي خصمي خطأٌ يحتمل الصواب )).