السلام عليكم
اريد ان ابين الشبهة التي خاض فيها الزميل رضا غلام الزيدي هنا في المنتدى وقوله ان القران في اللوح المحفوظ ليس هو القران الذي بين الدفتين فوجب ان لايسمى احدهم قران !
والجواب سيكون على بشكل تعليق على ما اورده الزميل الشيعي من خلال استنتاجه وتقريره ,
حيث قال في معرض رده و وضعه الشبهة على الاخ تقي الدين السني حفظه الله :
يجب علينا الإعتقاد أن
القرآن موجود ومكتوب في اللوح المحفوظ
وإلى الآن أنا لم أقل شيئاً
وهو كلام علمائكم وليس كلامي
الآن
وبناء على قولهم
أريد أن أطرح سؤالاً بسيطاً
هل هذا القرآن الذي في اللوح المحفوظ يحوي الآيات المنسوخة
كآية الرجم وآية الرضاع وغيرهما ؟
الجواب يكون بنعم أو لا
وإن كان أحد يعتقد أن السؤال ممتنع
وروده أو لا يجوز طرحه
فعليكم تبيان هذا الأمر لي
يا إخوان هو سؤال منطقي وشرعي
ويحتاج إلى إجابة نعم أو لا
وإن كان السؤال غلط وأم أهل السنة يعلمون الغلط الذي وقعت فيه فلم لا تبينوه لي ؟؟؟
وكان جوابي على ما تفضل :
جوابي على سؤالك بشكل مباشر حسب فهمي للشبهة واستيعابي للبيان :
نعم
هذا ما انت تريده ايها المحترم من الاجابة بنعم ام بلا
فاللوح المحفوظ قد جرى فيه ما كان وما يكون حتى ما شاء الله ان يكتب القلم .
وهذا ما قاله الاخ تقي الدين السني ايضا في مناظرته معه وليرجع الاخوة للمناظرة هناك ليطلعوا على رد الاخ تقي الدين السني هناك :
http://www.dd-sunnah.net/forum/showt...80#post1264780
---
ثم استرسل الزميل الزيدي في كلامه وعرض شبهته فقال : (سيكون ردي عليه بين طي كلامه وفقراته )
فنقول كما قال الشنقيطي
قلت : لم يقل هذا الشنقيطي وهذا افتراك عليه او وهم منك .
هناك قرآنان أحدهم يحوي المنسوخ (تلاوة) والآخر لا يحويه
وهذا معناه أنهما متباينان ، وأن الثاني جزء من الأول
فكيف يطلق عليهما قرآن ؟
قلت : لايوجد تباين بين القران المحفوظ في اللوح المحفوظ والقران الذي بين الدفتين .
التباين يعني الاختلاف في المضمون وترى اية او سورة غير الاية والسورة في اللوح المحفوظ . !
ولكن يكون قران في اللوح المحفوظ يجمع كل الايات التي نزلت على النبي
وقران يتلو فيه الايات التي نسخت تلاوتها .
ونقول ان القران الذي بين ايدينا هو كل القران الا ما نسخ الله تلاوته , ولا يقال انه جزء من القران المحفوظ في اللوح المحفوظ .
(سوف ابين في التالي تهافت القاعدة التي ذكرها الزميل الشيعي في معرض ارساله لقاعدة لم يأصلها ورماها رمي المسلمات بها !)
قال :
لاحظ أن القرآن هو كلام الله المنزل على عبده محمد
فلا يمكن أن يكون الشيء وجزء منه لهما نفس الإسم
فثبت أن إطلاق اسم القرآن حقيقة على كليهما ممتنع
وفي اللغة ، إطلاق الجزء على الكل أو الكل على الجزء إنما هو من باب المجاز
فأيهما الذي نطلق عليه اسم قرآن من باب المجاز ؟
أرجو أن يكون الإشكال واضحا لك الآن
الجواب :
1 - قوله ان الشئ وجزء منه لا يطلق عليه نفس الاسم .....كذا
اقول : هذه قاعدة ان صحت فلا اعتبار بها لغويا الا في محل النسبة الى الاشياء في معرض المقارنة المخصوصة .
وليس في معنى اطلاق المسميات على الاشياء وان اختلفت اختلاف معينا .
خذ مثلا اطلاقنا على اسماء (الشجر ) فالشجر يختلف في الاشكال والانواع والاحجام ولكن يطلق عليه شجر لانه من جنس الشجر .
خذ مثلا اخر : يطلق على نفس الشجرة الكبيرة المعمرة شجرة تفاح مثلا , وعلى الشجرة الصغيرة التي لم تثمر بعد ايضا شجرة تفاح .
فهل يمكن ان تطلق على الشجرة الاولى شجرة تفاح والصغيرة التي تخلو من ثمار التفاح شجرة زينة ؟!!
اذا هذا بشكل بسيط لا يؤصل القاعدة التي تريد ان تلزمنا بها , وكان عليك مناقشة التأصيل والتأسيس في وضع شبهتك قبل ان تناقش وتسترسل في الشبهة ؟!
2- قوله : فثبت أن إطلاق اسم القرآن حقيقة على كليهما ممتنع
قلت : ما هو وجه الامتناع ايها الشيعي المتحير ؟
ابين لك وللقراء الكرام هذا الامر ,
فالقران الكريم كان ينزل على صدر محمد
في مكة المكرمة وفي المدينة ونزوله يسمى قران كريم وايات الله طافحة وشاهد على كل بشر ان الله يقول قران كريم , قران مجيد , وهذا القران , وغيرها من ذكر الكتاب وايات الله ولك ان ترجع لها في كتاب الله .
ومن المعروف ان القران الذي نزل في مكة المكرمة لم يكن قد اكتمل بعد بل كانت اكثر اياته في الوعيد ونبذ عبادة الاصنام والحث على التوحيد وعبادة الله .
فكيف سماه الله قران ؟
فهل انت ستمنع على الله ان يطلق على القران الذي لم يكتمل بعد وينزل منجما قرأنا ؟!!
فلو كان ممتنع لما قال الله ان هذا قرأن وهو لم يكتمل تنزيله بعد !
وقطعا لم يكن القران الكريم الا منزل كما هو في اللوح المحفوظ , وما عرفت العرب بمشركيهم ولا الصحابة الا انه يسمى قران يتلى حتى قبل ان يختمه الله باخر اية كريمة .
فتسقط شبهتك وامتناعك لمخالفتها الحقيقة الواقعة والقائمة الغير منكرة لاحد ومن احد .
3 - قوله : وفي اللغة ، إطلاق الجزء على الكل أو الكل على الجزء إنما هو من باب المجاز
فأيهما الذي نطلق عليه اسم قرآن من باب المجاز.
الجواب :
اين قيل هذا الكلام ؟
كان عليك ان تناقش وتأصل وتؤسس قواعدك وتوثقها قبل الخوض بعواهن الكلام !
وكان عليك ان تناقش الحقيقة والمجاز في اللغة .
فالمجاز في اللغة هو ما تقول للشئ وهو ليس على حقيقته , كمثل تقول : رايت اسدا على صهوة جواد يجول في الورى .
وقطعا هذا هو المجاز فانك وصفت الرجل الشجاع بالاسد . لان الحقيقة ان الاسد لا يمتطي جواد يجول به !
ولكن ايضا هل يطلق الجزء والكل بنفس التسمية على الحقيقة ؟ ام لا ويقيده بهذا مجاز وهذا حقيقة ؟
الجواب : جائز بل حقائق المسميات لا تمنع هذا في اللغة , خذ مثلا انهار عظيمة وكبيرة تجري منها (انهار ) متفرعة تأخذ طريق اخر فيقال عن الاصل نهر والفرع نهر , ولم يقول احد من اللغويين ان هذا القول مجاز وهذا على الحقيقة , مع ان هذا نهر كبير واصل وهذا فرع متفرع عن الاصل .
ولكن لو كانت المقارنة بين الاصل والفرع , او المتقدم والمتأخر فيقال هذا نهر عظيم اصل وهذا نهر صغير متفرع عن الاصل .
وهكذا القران الكريم فنقول : هذا قران من اللوح المحفوظ انزله الله سبحانه على عبده وقاله بواسطة جبريل عليه السلام .
فكلاهما قرأن كريم .
وكل ما يقال : ان القران الكريم في اللوح المحفوظ والقران المنزل على نبينا الكريم هو قران واحد (فقد انزلت الايات المنسوخة تلاوة قطعا ) وما دون في قراننا الحالي هو قران منسوخ منه ايات التلاوة .
لاحظ جيدا : ان الامر غير ممتنع لغويا فان التوراة والانجيل الحالية لا يطلق عليها غير توراة وغير انجيل , مع انهما ليسا الا كتب محرفة وغير صحيحة وليست كتب على حقيقة النزول.
وهكذا اهل الكتاب فهم عندهم كتب محرفة ولكن الله لم يمتنع ان يسميهم (اهل الكتاب ) والله بقصد التوراة والانجيل قطعا . فهل كان الله يتكلم بالمجاز ؟ ام يقول حقيقة انهم اهل الكتاب ؟
---
تبقى عندنا نقطة : ماهو وجه الممانعة ان تنسخ تلاوة اية كريمة ؟
فأذا كانت اية نسخت تلاوتها وبقي حكمها فما الضير ؟
فالله نسخ شرائع كثيرة قبلنا ولم تعد تتلو وتذكر .
ولو اراد الله ان تكون كما هي في الوح المحفوظ وان تكون بين البشر لما نسخ احكامها ولا قرائتها .
فالقران الكريم كل ما نزل منه فهو اية ومنه ما يتلى ومنه ما لم يعد يتلى .
---
ملاحظة :
وضعت ردي وجوابي على الزميل الشيعي بشكل عقلي ومنطقي وشواهد منطقية وعقلية كما كان يريد هو ولم اذكر نصوص لا قرانية ولا نصوص من الاحاديث واقوال العلماء .
لانه هذا ما كان يريده , وغيره فأن الاخ تقي الدين السني قد افاض واستغرق في النقول والاقوال وهو جهد يثاب عليه ان شاء الله .
فاترك واتمنى من الاخوة السنة حصرا ان يسددونا ويصححوا لنا ويضيفوا ويناقشوا كلامي وجوابي , حتى اتعلم منهم واستفاد وليس طرحي وجوابي الا لتقريب المفهوم ومقدمة للنقاش والحوار لنتوصل الى افضل حجة وقناعة .
وفقكم الله لما يحب ويرضى .