بسم الله الرحمن الرحيم
البيان الأول :
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين القائل: {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلا تَفَرَّقُوا} [آل عمران:103] والقائل: {وَلا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ} [الأنفال:46].
والقائل: {إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ} [الرعد:11].
والصلاة والسلام على رسول الله القائل: «تركت فيكم أمرين لن تضلوا ما إن تمسكتم بهما كتاب الله وسنة نبيه» الموطأ [2/899]، وبعد:
فإن علماء اليمن يتابعون ما تشهده الأمة العربية اليوم من أحداث متسارعة وأزمات كبيرة، وفساد عام في الجوانب المختلفة من ظلم وذل وفقر وبطالة وتنازع وتمزق وضعف؛ بسبب البعد عن الله تعالى وعدم التحاكم إلى شرعه، وظهور المنكرات والمعاصي قال تعالى: {ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ} [الروم:41]، الأمر الذي جعل بعض الشعوب تثور على حكوماتها وأنظمتها، كما حدث في الثورتين الشعبيتين الرائدتين السلميتين في تونس ومصر، اللتين أفضتا إلى إقامة حكومتين انتقاليتين مؤقتتين لتصريف أمور البلاد والإشراف على انتخابات حرة ونزيهة يتمكن فيها أبناء البلدين من اختيار نوابهم وحكامهم، وقد كان لهاتين الثورتين أثرهما على بقية البلدان والشعوب العربية ومنها اليمن، غير أنه صاحب هاتين الثورتين قمع واعتداء وسفك للدماء وإزهاق للأرواح، فهل نستطيع يا أبناء يمن الإيمان والحكمة تحقيق ما تطمح إليه الشعوب من إصلاح للأوضاع، وإقامة للعدل، ورفض للظلم والاستبداد، وإرجاع الحقوق إلى أهلها، دون حصول تلك الأحداث المريرة والمؤلمة التي صاحبت الثورتين؟!
نعم. نستطيع ذلك بعون الله تعالى وتوفيقه إذا ما التزم أبناء يمن الإيمان والحكمة حكاماً ومحكومين بما يقتضيه الشرع، وتبينه هيئة علماء اليمن فيما يلي:
أولاً: حسن الصلة بالله تعالى والتوبة من الذنوب كبيرها وصغيرها، والعمل على إزالة جميع المنكرات في جميع المجالات، وإشاعة الأخوة الإيمانية فيما بينهم، وتعظيم حرمات الله تعالى وحرمات المسلمين في دمائهم وأعراضهم وأموالهم.
ثانياً: الالتزام بالإسلام عقدية وشريعة، واحتكام جميع أبناء اليمن حكومة وشعباً في كل شيء يتنازعون أو يختلفون فيه إلى كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم؛ لقوله تعالى: {وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِنْ شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبِّي عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ} [الشورى:10].
وقوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا} [النساء:59].
فالكتاب والسنة هما المرجعية لكل المسلمين حكاماً ومحكومين عند التنازع والاختلاف، والتمسك بهما والتحاكم إليهما وتطبيقهما في كل المجالات هو دليل الإيمان وشرطه، قال تعالى: {فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} [النساء:65] وهو الضمان الحقيقي للحفاظ على وحدة الصف والأمن والاستقرار؛ لقوله صلى الله عليه وسلم فيمن يترك الاحتكام إلى كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم: «وما لم تحكم أئمتهم بكتاب الله تعالى ويتخيروا فيما أنزل الله؛ إلا جعل الله بأسهم بينهم» [رواه ابن ماجه].
ثالثاً: جمع كلمة أبناء اليمن، وتوحيد صفوفهم، والحفاظ على أمن البلاد واستقرارها، وترك كل ما يؤدي إلى إحداث الفرقة والنزاع، وإثارة الفتنة، وإيقاع العداوة والبغضاء، وإثارة النعرات الجاهلية، والعصبيات الطائفية والمناطقية، مذكرين بأن اليمن شعب واحد، ربهم واحد ودينهم واحد، لا تفرقهم طوائف ولا أعراق، وإنما تجمعهم أخوة الإيمان والإسلام، قال تعالى: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ} [الحجرات:10].
وقال صلى الله عليه وسلم: «المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله ولا يحقره، التقوى هاهنا.. التقوى هاهنا -ويشير إلى صدره ثلاث مرات- بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم، كل المسلم على المسلم حرام دمه وعرضه وماله» [رواه مسلم].
رابعاً: دعوة جميع أبناء اليمن من سائر القيادات والزعامات والقوى والفعاليات من جميع المحافظات والمناطق والقبائل اليمنية لعقد مؤتمر وطني جامع لتدارس أوضاع اليمن الحاضرة، والاتفاق على الحلول لمشاكلنا الراهنة، والتوافق على تشكيل حكومة إجماع وطني مؤقتة من أهل الكفاءات؛ بحيث تكون متوازنة تتوزع فيها الحقائب الوزارية السيادية بين الكفاءات من أبناء المجتمع اليمني حتى لا يكون فيها هيمنة لطرف على آخر، وذلك لتسيير أعمال البلاد، وتقوم بالإشراف على تمكين الشعب من اختيار نوابه وحكامه برضاه، وفي أجواء حرة ونزيهة وآمنة، واتخاذ الإجراءات والضمانات التي تحقق ذلك خاصة، وقد تضمنت خطابات رئيس الجمهورية ما يؤيد مضمون ذلك ورفضه مبدأ التوريث والتمديد.
خامساً: أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالضوابط الشرعية واجب شرعي، سواءً مورس بطريقة فردية أو جماعية كالتجمعات والاعتصامات وسائر الفعاليات الجماعية والمظاهرات السلمية التي لا اعتداء فيها على مال أحد أو عرضه أو دمه أو أي ممتلكات عامة أو خاصة، ويجب على الدولة أن تقوم بواجبها في حماية هذا الحق وضمان ممارسته، ولا يجوز لها أن تمنع أحداً من ممارسة هذا الحق فضلاً عن الاعتداء عليه أو اعتقاله، وكل اعتداء بالضرب أو القتل أو غيره هو جريمة عمدية لا تسقط بالتقادم يعاقَب عليه الآمر والمنفذ، وقد بين النبي صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم حرمة الدماء بقوله: «لن يزال المؤمن في فسحة من دينه ما لم يصب دماً حرام» [رواه البخاري].
وقوله صلى الله عليه وسلم: «لزوال الدنيا أهون على الله من قتل رجل مسلم» [أخرجه الترمذي].
ولا يجوز الطاعة لأحد يأمر بهذه المعصية لقوله صلى الله عليه وسلم: «لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق» [رواه الترمذي].
كما ينبه علماء اليمن بأنه لا يحق لأي مظاهرة أخرى مخالفة أن تتجه إلى نفس مكان المظاهرة الأولى منعاً للفتنة وصيانة للدماء، وكذلك يحرم أي اعتداء بالضرب أو القتل أو غيره على القوات المسلحة والأمن؛ «فكل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه»، كما ثبت ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم.
سادساً: إصلاح القضاء وفق أحكام الشريعة الإسلامية، وسرعة اتخاذ الخطوات العملية لتحقيق المبدأ الدستوري الذي ينص على استقلاله، كما نصت على ذلك المادة (149) من الدستور:"القضاء سلطة مستقلة قضائياً ومالياً وإدارياً" ويمكن القضاة من الاختيار الحر لمجلس القضاء الأعلى".
سابعاً: منع أي توقيف أو اعتقال تعسفي، وحظر تعذيب السجناء جسدياً أو نفسياً أو معنوياً اتقاء للظلم ودعوة المظلوم، كما قال صلى الله عليه وسلم: «واتق دعوة المظلوم؛ فإنه ليس بينها وبين الله حجاب»، وقد نص الدستور في المادة (48): بأن الدولة تكفل للمواطنين حريتهم الشخصية، وتحافظ على كرامتهم وأمنهم، وتحظر التعذيب بكافة صوره وأشكاله، ووجوب إطلاق سراح جميع المعتقلين والسجناء خارج إطار القضاء.
ثامناً: محاسبة كل من باشر أو تسبب بضرب أو قتل المتظاهرين سلمياً أو الصحفيين والإعلاميين، وكذا محاسبة كل من ثبت قضاءً اعتداؤه على الممتلكات الخاصة والعامة في الأحداث الأخيرة، أو اعتدى بضربٍ أو قتلٍ على أفراد الشرطة والجيش، وسرعة إطلاق سراح المعتقلين على ذمة المظاهرات والاعتصامات السلمية.
تاسعاً: ضرورة التعجيل بما يلي:
1) سحب وإلغاء جميع الإجراءات الانفرادية التي أدت إلى تأزيم الأوضاع.
2) إقالة كل الفاسدين والعابثين بمقدرات الأمة ومحاسبة من ثبت قضاءً في حقهم وفق أحكام الشريعة الإسلامية.
3) تشكيل لجنة متفق عليها من العلماء والقضاة المشهود لهم بالنزاهة والصلاح يستعينون بمن يرونه من الخبراء والمختصين للبت في قضايا النزاع بين جميع الأطراف.
عاشراً: ضمان جميع الحقوق والواجبات والحريات للرجال والنساء في ضوء الشريعة الإسلامية.
أحد عشر: إعادة دعم السلع الأساسية والنفط ومشتقاته لرفع المعاناة عن أبناء الشعب، وعدم إثقال كاهل المواطن بالضرائب.
إثنا عشر: التعامل مع جميع المواطنين في كل أنحاء اليمن بالسوية، وإزالة أي صورة من صور التمييز الحزبية أو القبلية أو المناطقية أو أي عصبية جاهلية، وإقامة العدل وإزالة الظلم ورد الحقوق وإيصالها إلى أهلها، ومحاسبة المفسدين.
وختاماً فإن هيئة علماء اليمن تؤكد على ما يلي:
1) دعوة كافة القوى الخارجية إلى الالتزام باحترام السيادة اليمنية، والالتزام بالقوانين الدولية التي تمنع التدخل في الشئون الداخلية للدول.
2) دعوة جميع أبناء الشعب اليمني المسلم الغيور حكاماً ومحكومين إلى الالتفاف حول ما جاء في هذا البيان، والعمل على نشره وتبيينه وشرحه، ودعوة الجميع لرفع أصواتهم بالمطالبة بما ورد في هذا البيان نصحاً للأمة وبراءة للذمة، ورفع العرائض الموقعة من أبناء الشعب وتسليمها لهيئة علماء اليمن تأييداً لما جاء في هذا البيان، وحثاً لجميع القوى بالالتزام بما ورد فيه.
3) دعوة إخوانهم مشايخ القبائل وجميع وجهاء وأعيان أبناء الشعب اليمني لتأييد هذا البيان.
4) دعوة جميع أبناء الأمة الإسلامية، وفي مقدمتهم العلماء والدعاة والهيئات والمنظمات والجمعيات الإسلامية لمساندة موقف علماء اليمن بالدعاء والتأييد.
وستظل هيئة علماء اليمن في متابعة دائمة لتطورات الأحداث على الساحة اليمنية.
سائلين الله تعالى أن يجنب اليمن وسائر بلاد المسلمين الفتن ما ظهر منها وما بطن، وأن يوفق الجميع لما يحبه ويرضاه.
والحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
صادر عن هيئة علماء اليمن
صنعاء - بتاريخ: 18 ربيع أول 1432هـ الموافق 21/2/2011م
البيان الثاني :
مجلس علماء أهل السنة بحضرموت يدعو الرئيس صالح إلى الرحيل
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي حرم الظلم على نفسه وجعله بين العباد محرماً، والصلاة والسلام على عبده ورسوله الذي أمر بقول الحق وإن كان مرّاً، أما بعد:
فقد تابع مجلس علماء أهل السنة والجماعة بحضرموت الأحداث المؤسفة التي مرّت بها البلاد خلال الأيام الماضية من قتل ذريعٍ، وجراحات بالغة كثيرة، وعدوان صارخٍ على فئاتٍ من الشعب في مدنٍ مختلفة، وتخلٍ عن المسؤولية، كما حصل في صنعاء وتعز وزنجبار وغيرها من المدن والقرى اليمنية، وكل ذلك من الجرم البالغ، والعدوان الصارخ، والخيانة للأمانة التي حملها من تربعوا على كراسي الحكم وأمسكوا بزمام السلطة، فأمنُ الناس والمحافظة على دينهم وأرواحهم وأموالهم وأعراضهم أعظم وظيفة يجب أن يقوم بها من حمل مسؤولية العباد ومُكِّن من حكم البلاد، قال تعالى: {الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوْا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنْ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ} [الحج:41] وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما من عبدٍ يسترعيه الله رعية يموت يوم يموت وهو غاش لرعيته إلا حرم الله عليه الجنة» [متفق عليه]، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اللهم من ولي من أمر أمتي شيئاً فشق عليهم فاشقق عليه، ومن ولي من أمر أمتي شيئاً فرفق بهم فارفق به» [رواه مسلم].
وبما أن رئيس الجمهورية لم يعد قادراً على الإمساك بزمام الأمور والتصرف وفق ما يوجبه عليه الشرع.. بل أضحى يعمل بخلاف ذلك مما جعل الأمة تمقته وتنادي برحيله، وتنشد التغيير إلى الأفضل بوسائلها السلمية المختلفة؛ فإن الواجب عليه هو أن يستجيب لنداء أمته، ويسمع لصرخات شعبه الذي لم يعد يتقبله، ويدع حكم البلد إلى من يقدر على ذلك ويثق به الشعب، فيخرج عن المسؤولية وينقذ نفسه من تحمّل المزيد من الأوزار جراء إزهاق الأرواح وإسالة الدماء وتدمير البلد، فإنَّ عادة الله في من أسرف في قمع المؤمنين معلومة، كما قال الله تعالى: {أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ * إِرَمَ ذَاتِ ٱلْعِمَادِ * ٱلَّتِى لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِى ٱلْبِلَـٰدِ * وَثَمُودَ ٱلَّذِينَ جَابُوا۟ ٱلصَّخْرَ بِٱلْوَادِ * وَفِرْعَوْنَ ذِى ٱلْأَوْتَادِ * ٱلَّذِينَ طَغَوْا۟ فِى ٱلْبِلَـٰدِ * فَأَكْثَرُوا فِيهَا ٱلْفَسَادَ * فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ * إِنَّ رَبَّكَ لَبِٱلْمِرْصَادِ} [الفجر:6-14] وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الله يعذب الذين يعذبون الناس في الدنيا» [رواه مسلم]، كما ينقذ البلد من الانزلاق إلى الفتنة التي قد بدت نذرها، وانتشر شررها، وأذنت بالتمادي الذي إن حصل فلن يقف عند حد، ويقول من أشعل الفتنة "يا ليتني متُّ قبل هذا وكنت نسياً منسياًّ".
كما أن الواجب على الأمة بجميع فئاتها، وفي مقدمتها قادتها من العلماء والسياسيين وأصحاب الفكر والعسكريين ورجال الأمن أن يقفوا الموقف المشرف الذي ينقذ العباد والبلاد مما حلّ بهم، ويعملوا على وأد الفتنة، وتفويت الفرصة على من يريد إشعالها بما أمكن من وسائل شرعية، وأن تسود بينهم الألفة والمحبة، والتعاون على البر والتقوى، ورفض التعاون على الإثم والعدوان، وأن يحكِّموا العقل، ويحذروا الانسياق وراء العواطف ودواعي الهوى والشيطان.
اللهم جنبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن عن بلدنا هذا خاصة وعن سائر بلاد المسلمين عامة.
صادر عن:
مجلس علماء أهل السنة بحضرموت
30/6/1432هـ الموافق 2/6/2011م
البيان الثالث :
بيان رابطة علماء المسلمين بشأن ما يحصل في اليمن 1432هـ - 2011
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، ونشهد أن محمدًا عبده ورسوله، أما بعد
فإن رابطة علماء المسلمين لتستنكر ما يحصل في دولة اليمن من إراقة الدم الحرام وإزهاق الارواح البريئة ومن واقع الواجب الملقى عليها تؤكد على ما يأتي:
أولًا: إن المطالبة بتحقيق العدل ورفع الظلم مقصد شرعي، قال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ} [النحل:90]، وقال: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ} [النساء:58].
وإن المناداة بتحقيق التنمية ومحاربة التخلف حق مقصود شرعاً وعقلا، وإن الإلحاح على شُوريَّة الحكم في البلاد واختيار الشعب من يمثله بناءً على الأصول الشرعية, أساسٌ من أسس الاستقرار، ولا تمثل تلك المطالبات خروجًا أو مخالفة شرعية، بل ذلك من جنس الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر, وبخاصة أن النظام يسمح لهم بذلك.
ثانيًا: إن النظام اليمني يتحمل ما جرى ويجري من إراقة الدماء في تلك المجزرة الوحشية التي ارتكبت في حق المعتصمين والمتظاهرين لاسيما وأن النظام يكفل لهم حق التظاهر وحق الاعتصام وحق الحماية من قبل الدولة.
ثالثًا: على رجال الجيش والأمن أن يقوموا بواجبهم الذي تحملوه بحماية أمتهم، ويصدروا الأوامر بمنع استخدام القوة ضد المواطنين العزل، وألا يلوثوا أيديهم بدماء الأبرياء، فإن حرمة الدماء عند الله عظيمة، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: «لا يزال المؤمن في فسحة من دينه ما لم يصب دمًا حرامًا» [رواه البخاري/6862].
رابعًا: على أهل العلم والمصلحين والدعاة القيام بواجباتهم الشرعية والعملية في قيادة أمتهم وتسديد مسيرتها، وتوجيهها نحو أعدل السبل وأقوم الطرق، التي بها يصلح حال البلاد والعباد، متحرين في ذلك رضا ربهم، ومراعين فقه واقعهم، دون حيف أو خوف، أو ولاءٍ لشرق أو غرب، ونوصي الأئمة بالدعاء في الصلوات لإخوانهم.
خامسًا: على قبائل اليمن الأبية, وبما تمثله من دور بارز لدى الشعب اليمني, الانتصار لهؤلاء المعتصمين والمتظاهرين فيما يتعلق بالمطالب المشروعة التي كفلها لهم الشرع, والابتعاد عن حمل السلاح في المظاهرات والاعتصامات مع التحلي بالصبر وضبط النفس في التعامل مع الأحداث المؤسفة.
سادسًا: على أحزاب اليمن أن تقدم مصلحة الشعب المشروعة فوق أي مصلحة ضيقة, فإن مصلحة البلد مصلحة للجميع, والمصالح الجاهلية والفئوية دمار على الجميع.
سابعًا: على الشعب اليمني اللجوء إلى الله سبحانه وتعالى في هذه الضائقة, وضبط النفس والتحلي بالصبر وأن تكون مطالبهم فيما يحقق تحكيم شرع الله والالتزام بالكتاب والسنة, والمطالبة بالحقوق المشروعة والبعد عن المطالب الحزبية والفئوية, أو ما يؤدي إلى تفرق الشعب واختلافه حتى يقطعوا الطريق على من يريد بهم السوء فكلما كنتم أقرب من الله كنتم أقرب إلى الفرج.
ثامنًا: الحرص على وحدة اليمن والحذر ممن يريد استغلال الأحداث لتفتيته وتقسيمه إلى عدة دول, مع التيقظ لاستغلال الرافضة لهذه الأحداث ممثلة في الحوثيين, فهم أشد خطرًا على الشعب اليمني مما يعاني منه.
وأخيرًا نذكر بقول الله تعالى: {وَلا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ} [إبراهيم:42]، نسأل الله تعالى أن يلطف بعباده في اليمن وسائر بلاد المسلمين، وأن يرزقهم الثبات، ويربط على قلوبهم، وأن يعجل برفع الظلم عنهم،وأن يوفقهم لتحكيم كتابه واتباع سنة نبيه, والحمد لله رب العالمين.
رئيس الرابطة الأمين العام للرابطة
الشيخ/ الأمين الحاج د. ناصر بن سليمان العمر
البيان الرابع
فتوى علماء عدن وحضرموت بتحريم استخدام الرصاص بالمظاهرات
بسم الله الرحمن الرحيم
بيان علماء عدن وحضرموت ودعاتها حول الأحداث الأخيرة في اليمن
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.. وبعد:
يتابع علماء عدن وحضرموت بقلق كبير ما تمر به اليمن عموماً من أوضاع وأحداث متصاعدة، واستشعاراً منا للواجب الشرعي، ووفاءً بميثاق الله تعالى في القيام بالبيان والبلاغ والنصيحة والإصلاح نؤكد على ما يلي:
أولاً: التأكيد على حق الأمة في الاحتساب والإنكار على حكامها، وحقها في المطالبة بالتغيير والإصلاح بالوسائل السلمية المنضبطة، فهذا الإنكار حق مشروع تكفله الشرائع السماوية والأعراف الدولية، لعموم الأدلة الموجبة للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من القرآن الكريم والسنة النبوية، ومنها فعل الصحابي أبي سعيد الخدري رضي الله عنه في إنكاره على والي المدينة (مروان بن الحكم) على مرأى من الصحابة، مستدلاً بقول النبي صلى الله عليه وسلم: «من رأى منكم منكراً فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان»[رواه مسلم].
ثانياً: ندعو القوى السياسية، والفعاليات الشبابية، وجموع المتظاهرين لعدم الانزلاق إلى الاعتداء على الممتلكات الخاصة والعامة، أو استخدام أي شكل من أشكال العنف المسلح، والالتزام بالخيار السلمي حتى تتحقق مطالبهم المشروعة والعادلة؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه».
ثالثاً: ندعو الجنود والضباط من أبناء القوات المسلحة والأمن، وكافة منتسبي الجهاز الأمني للدولة إلى عدم استخدام الرصاص الحي أو أدوات القمع في تفريق المظاهرات والاعتصامات، وأن سفك دم المسلم حرام بنص الكتاب والسنة، لا سيما أنه يعبر عن مطالبه بطريقة سلمية مشروعة، قال تعالى: {وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا} [النساء:93] وقول النبي صلى الله عليه وسلم: «لا يزال المسلم في فسحة من دينه ما لم يصب دماً حراماً»، ونذكرهم بأن المسؤولية أمام الله تعالى في الآخرة مسئولية فردية، قال تعالى: {وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْدًا} [مريم:95] فلا يجوز لهم التأول في استخدام السلاح ضد المتظاهرين بحجة الأوامر العسكرية، فلا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «إنما الطاعة في المعروف».
رابعاً: ندعو الدولة أن تقوم بمبادرة جادة نحو التغيير الحقيقي والفوري -قبل فوات الأوان- وذلك على جميع الأصعدة السياسية والاقتصادية بما يلبي تطلّع الأمة اليمنية واحتياجاتها، وفق ثوابت دينها الإسلامي الحنيف.
نسأل الله أن يصلح البلاد والعباد، وأن يوفق الجميع لما يحبه ويرضاه، والحمد لله رب العالمين.
بتاريخ: الجمعة 15/ ربيع أول/ 1432هـ
الموافق: 18/ فبراير/ 2011م
الموقعون على البيان:
1- عوض محمد بانجار.
2- عبد الله بن فيصل الأهدل.
3- أحمد بن حسن المعلم.
4- عبد الله بن محمد اليزيدي.
5- عبد الرحمن بن عبد الله بكير.
6- أحمد بن علي برعود.
7- محمد بن علي مديحج.
8- عبد الله بن أحمد المرفدي.
9- عبد الرب بن صالح السلامي.
10- فهد بن محمد اليونسي.
11- جمال بن ناصر النقيب.
12- سمحان عبد العزيز (راوي).
13- حكيم بن محمد الحسني.
14- عباس بن طاحل.
15- محمد باعبد.
16- محمد بن أبو بكر.
17- نادر بن سعد العمري.
18- عارف بن علي الصبيحي.
وآخرون..
البيان الخامس :
بيان هيئة علماء اليمن بشأن المبادرة الخليجية (18جمادي الآخرة 1432هـ - 21/ 5/ 2011م)
نص البيان
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين القائل: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ} [النحل:90] والصلاة على رسول الله القائل: «إن من ورطات الأمور التي لا مخرج لمن أوقع نفسه فيها سفك الدم الحرام بغير حله» وبعد:
فإن الأمور قد تأزمت في اليمن بعد أن تم رفض التوقيع على المبادرة الخليجية, وبعد أن تصاعدت الصيحات من بعض المسؤولين إلى إعلان التحدي والمواجهة بين طرفي الشعب المختلفة في القرى والعزل والحارات في المدن, وارتفع التهديد بتمزيق اليمن إلى دويلات أربع فضلاً عما يقوله المختصون من السياسيين بأن البلاد في طريقها إلى إنهيار اقتصادي وسايسي, وهذا يدخلها في حالة من الفوضى الشاملة التي تجعلها صومالاً آخر, ويفتح الباب فيه للحروب الأهلية والفتنة الداخلية والاختلاف والتمزق وتعطيل التنمية وانتشار الفقر والبطالة وانفلات الأمن.
وقد استجاب الرئيس أخيراً لمطلب الوساطة الخليجية، فأعلن المسؤولون في الدولة بأن الرئيس على استعداد للتوقيع على المبادرة وتسليم السلطة لنائبه، وإصدار مجلس النواب لقانون يمنحه الحصانة القانونية ضد الملاحقة أمام القضاء أو أي جهة أخرى على ما صدر منه من أعمال هو أفراد أسرته وبعض القيادات التي أعانته أثناء حكمه.
ونحن نشكر إخواننا في الخليج على جهودهم التي بذلوها لرأب الصدع وحقن الدماء وحل المشكلة اليمنية والوصول إلى اتفاق يجعل الرئيس يتنحى عن السلطة ويسلمها لنائبه الذي سيقوم بالإشراف على انتخابات حرة ونزيهة وآمنة خلال مدة مناسبة يتمكن فيها الشعب صاحب الحق في اختيار حكامه، وأن يختار الرئيس الجديد, ليصل الشعب إلى بر الأمان عبر صناديق الاقتراع وبطريقة دستورية, وهذا الحل بإذن الله تعالى سيجنب البلاد ويلات الشقاق والفتن والتمزق، ونرى أن الواجب على العلماء ومشايخ البلاد وسائر القيادات السياسية والفكرية والعسكرية القيام بواجبها لإنجاح هذه المبادرة الخليجية وعدم فشلها, والتصدي لكل من يحاول جر البلاد إلى الفوضى والاقتتال.
ونطالب أبناءنا الشباب المعتصمين الذين يرفضون هذه المبادرة بألا يحولوا دون نجاح المبادرة الخليجية التي تحقق مطلبهم الأول في تنحي الرئيس وتسليمه السلطة, ومن حقهم أن يبدو رأيهم ولكن دون تعويق لنفاذ الاتفاقية، ونطلب من الأخ الرئيس الالتزام بما وعد من تسليم السلطة وألا يفجعنا مرة ثانية برفضه للتوقيع أو وضع عراقيل أخرى أمام حل مشكلات اليمن, كما نطلب بإعطاء دية مجزية لكل شهيد سقط في هذه الثورة لا تقل عن خمسة وعشرين مليون ريال يمني مع تمليكه بيتاً ومنحه راتباً يكفي أسرته من بعده، وكذلك تعويض المعاقين إعاقة كاملة بدية مجزية لجروحهم وأروشهم مع بيت وراتب شهري, أما الجرحى الذين لا يزالون يحتاجون للعلاج والرعاية الصحية, فيجب أن تقدم لهم كامل الرعاية الصحية وإرسال من يحتاج إلى سفر للعلاج في الخارج حتى يبرءوا بإذن الله.
ونوصي أنفسنا وسائر أبناء الأمة بالتوبة إلى الله تعالى والبعد عن المعاصي التي قد تؤخر حل المشكلة, ونوصي سائر القوى السياسية بالالتزام بالإسلام عقيدة وشريعة, ورفض أي وثيقة تتضمن مخالفة للإسلام عقيدة وشريعة, ونطلب بالالتزام الصارم بما نص عليه الدستور من مواد تتعلق بالإسلام عقيدة وشريعة وكل ما يتعلق بالدين الإسلامي الحنيف وجعل هذه المواد ثابتة غير قابلة للتعديل, فتكون مواداً جامدة كما يقوا أهل الاختصاص, ونطالب الجميع برفض أي أوامر تصدر من أي مسؤول فيه استباحة الدماء أو هتك الأعراض أو نهب الأموال لقول النبي صلى الله عليه وصحبه وسلم: «لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق».
وندعو الجيش والأمن إلى الالتزام بما عاهدوا الله عليه من حماية الوطن وتأمين المواطنين.
ونطلب من شباب اليمن المعتصمين أن يختاروا ممثلين لهم للاشتراك مع سائر أبناء الشعب وقواه السياسية لدراسة ما يتعلق بصلاح البلاد والعباد حتى لا يغيبوا من الأحداث.
كما نطالب الوسطاء من إخواننا الخليجيين وسائر القوى السياسية بالاعتراف بحق شبابنا في ممارسة حقهم الدستوري من الاعتصامات والمظاهرات السلمية المنضبطة بالضوابط الشرعية, كما نطالب بوجوب إشراك جميع القوى اليمنية من العلماء والمشايخ الذين بذلوا جهودهم ومساعيهم للسير بالبلاد إلى بر الأمان من وقت مبكر، وضحوا من أجل ذلك وكذلك سائر القوى السياسية والأهلية لدراسة مشروع أهداف الثورة التي ساهم فيها كثير من أبناء الشعب بمختلف فئاته، وبذلوا الغالي والرخيص فيشترك الجميع في ذلك حتى لا تزل القدم بتبني بعض الآراء التي تخالف الإسلام عقيدة وشريعة, ويتفق الناس على أهداف تمثل إرادة الشعب التي التزم بها شبابنا في قولهم: (الشعب يريد) وشعبنا يريد التمسك بدينه وصلاح شأنه والتشاور بين أبنائه.
وعلينا أن نتذكر في مثل هذه الأحوال التي تفرق الجمع وتشتت الشمل، وقد يسيء البعض بإخوانه أن الطريق الأمثل هو السعي لإصلاح ذات البين، وإزالة ما قد يعلق في النفوس كما قال تعالى: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ} [الحجرات:10]، وكما قال سبحانه: {فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنْ كُنتُمْ مُؤْمِنِينَ} [الأنفال:1].
وفي الأخير لا يفوتنا أن نشكر جميع الدول التي أعانت جميع الأطراف على العودة إلى المبادرة الخليجية والالتزام بها, وخاصة المطالبة الواضحة بالالتزام بانتقال السلطة بطريقة سلمية وآمنة, ونؤيد ما دعا إليه الرئيس الأمريكي من حرص على احترام الخصوصيات لكل شعب في دينه وأخلاقه وقيمه, وعلى التفاهم بين الشعوب وتحقيق المصالح فيما بينها، والتشجيع على مقاومة الاستبداد, ونحن نؤكد أن هذا هو الطريق الأمثل لتحقيق المنافع والتفاهم بين الأمم.
نسأل من الله تعالى أن يوفق الجميع لما يحبه ويرضاه, وأن يحفظ بلادنا من كل سوء ومكروه، وأن يؤلف بين قلوب المسلمين أجمعين، وأن يجمع كلمتهم على الحق والدين, وأن يحافظ ديننا ووحدتنا وأمننا واستقرارنا.
والحمد لله رب العالمين, وصلى وسلم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
رئيس هيئة علماء اليمن
الشيخ/ أ.د.عبد المجيد بن عزيز الزنداني
18جمادي الآخرة 1432هـ - 21/ 5/ 2011م
المصدر: الصحوة نت
والحمد لله .