هذه هي الوقفة 38 من كتاب الأبطحي اللقاء بالأمام الغائب
قولوا الحمدلله على نعمة العقل
أهداء لأخي البرقعي
يروي هذا المؤلف هذه القصة
العـالم التـقىٍّّ الشيخ احمد الاردبيلىٍّّ المعروف بالمقدّس الاردبيلىٍّّ ( ت 993 ه - ) ممّن فازوا بـفـيـض لقـاء الامـام صـاحـب العـصـر ( ارواحـنـا فـداه ) ، واسـتـمـدّوا مـن الامـام إ جـابـات عـمـّا اشـكـل عـليـهـم مـن القـضـايـا العـلمـيـّة . وقد كان الشيخ المقدّس الاردبيلىٍّّ نموذجًا في القداسة والتّقى والعبادة ، بحيث غدا مضربًا للامثال .
ومـن المشهور عن هذا الرجل المقدّس انّه كان يقصد الضريح الشريف للامام امير المؤ منين علىٍّّ بن ابـي طـالب ( عـليـه السـّلام ) عـنـدمـا تـنـغـلق امـامـه بـعـض المسائل المعضلة ، فيساءل الامام ( عليه السّلام ) عنها ، ويتلقّى من امير المؤ منين ( عليه السّلام ) الجـواب عـمـّا اشـكـل عـليـه . فـيـالَهُ مـن يـقـيـن فـي مساءلة الا مامة . . وما اعجبه مقامًا من مقات الزّهد والتقوى ! روى احـد خـواصّ طـلاّب المـرحـوم المـقـدّس الاردبـيـلىٍّّ - وقـد كـان هـذا الطالب من علماء عصره - فقال :
كنت في إ حدى الليالي في صحن الروضة المقدّسة بالنجف الاشرف ( على مشرّفها السلام ) .
. وقـد مـضـى مـن الليـل اكـثـره . واذ كـنت اسير في الصحن الشريف . . رايت شخصًا متوجِّهًا نحو الروضـة المـقـدّسـة ، فـقـصـدتـه . ولمـّا قـربـت مـنـه . . عـرفـتـه :
لقـد كـان اسـتـاذي الفاضل العالم التقىٍّّ الزكي مولانا احمد الاردبيلىٍّّ ( قدّس اللّه روحه ) .
عـنـدئذ اسـتـخـفـيـت عـنـه . . حـتـّى اتـى البـاب - وكـان مـغلقًا - فانفتح له عند وصوله إ ليه .
ودخل الروضة ، ودخلت انا وراءه . فسمعته يتكلّم كاءنّه يناجي احدًا . . ثمّ خرج . واءُغْلِق الباب . فمشيت في اءثره . . حتّى خرج من الغري ، متوجّهًا تلقاء مسجد الكوفة .
كنت اتعقّبه متواريًا عنه بحيث لايراني . . حتى دخل المسجد . ثمّ انّه بلغ المحراب الذي استُشهد فـيـه امـيـر المـؤ منين ( صلوات اللّه عليه ) . . فمكث هناك طويلا ، ثمّ رجع ، وخرج من المسجد ، عائدًا نحو الغري .
كـلّ هـذا وانـا فـي اثـره . حـتـّى إ ذا اقـتـرب مـن ( الحـَنـّانـة ) . . اخـذنـي سـُعـال لم اقـدر عـلى دفـعـه . فـالتـفـت الىٍّّ ، وعـرفـنـي .
وقال :
انتَ مير علاّم ؟! قلت :
نعم .
قال :
ما تصنع هنا ؟! قلت :
كنت معك من لَدُنْ ان دخلت الروضة المقدّسة . . حتّى الا ن . واقسم عليك بحق صاحب القبر ( عليه السّلام ) ان تخبرني بما جرى عليك الليلة ، من البداية حتّى النهاية .
فقال ( رضوان اللّه عليه ) :
اخبرك على الاّ تخبر به احدًا ما دمتُ حيًّا .
فلمّا توثّق منّي . . قال :
كنت افكّر في بعض المسائل ، وقد اءُغلِقَتْ علىٍّّ . فوقع في قلبي اءن آتي اءمير المؤ منين ( عليه السـّلام ) واءسـاءله عـن ذلك . فـلمـّا وصـلت الى البـاب فـُتـح لي بـغـير مفتاح - كما رايتَ - فدخلت الروضة ، وابتهلت الى اللّه ( تعالى ) في ان يجيبني مولاي عن ذلك .
فـسـمـعـت صـوتـًا مـن مـوضـع المـرقـد الطـاهـر ان :
ائتِ مـسـجـد الكوفة ، وسَلِ الا مام القائم ( عجّل اللّه فَرَجه ) ؛ فإ نّه إ مام زمانك فاءتيت المحراب ، وساءلت عنها . وفُزْتُ بالجواب .
وها انذا راجع الى بيتي .