|
اقتباس: |
|
|
|
|
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابن الخطاب |
|
|
|
|
|
|
|
وضعنا لك الرابط كي لا تظن أنك أتيت بشئ جديد
يكفينا في هذا المقام للتدليل على مدى ضبط أصحاب نبينا الذين قال فيها الحق سبحانه وتعالى (أُوْلَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ)
وتحرزهم الشديد في الرواية عن النبي صلى الله عليه وسلم هذه الحادثة
ما رواه البخاري عن أبي سعيد الخدري قال: (كنت في مجلس من مجالس الأنصار إذ جاء أبو موسى كأنه مذعور فقال استأذنت على عمر ثلاثا فلم يؤذن لي فرجعت فقال ما منعك؟ قلت استأذنت ثلاثا فلم يؤذن لي فرجعت وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (إذا استأذن أحدكم ثلاثا فلم يؤذن له فليرجع) فقال والله لتقيمن عليه ببينة أمنكم أحد سمعه من النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال أبي بن كعب والله لا يقوم معك إلا أصغر القوم، فكنت أصغر القوم فقمت معه فأخبرت عمر أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال ذلك). رواه البخاري/ كتاب الاستئذان/ باب الاستئذان ثلاثا/ رقم الحديث: 5776، ومسلم في كتاب الآداب/ رقم الحديث: 4010، وأبو داود في كتاب الأدب/ رقم الحديث: 4510، وأحمد في مسند الكوفيين/ رقم الحديث: 18689.
وعندنا من هذه الادلة الكثير التي تدل على ضبط الصحابة ودقة تأكدهم من ما يسمعون من بعضهم
من احاديث المصطفى صلى الله عليه وسلم
فلايوجد عندنا عن آبائه
ولا عن عده من اصحابنا
ولاترهات الاعاجم مثل عن عفير عن آبائه الحمير
|
|
|
|
|
|
بسم الله الرحمن الرحيم
أقول:
1- بالنسبة لاستدلالكم بقوله تعالى:[ إنما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله أولئك هم الصادقون].سورة الحُجرات.
الجواب:
أ****- أن هذه الآية لا تشمل كل أصحاب النبي(ص), إذ أن الآية تضع قيوداً منها الإيمان و عدم الإرتياب و الجهاد بالنفس سبيل الله, و ليس كل أصحاب النبي(ص) تتحقق فيه هذه الشروط كما هو معلوم, فلذا لا يُمكن الاستدلال بهذه الآية على صدق كل أصحاب النبي(ص).
ب****- أن معنى الصدق في هذه الآية هو صدق الإيمان لا الصدق المُقابل للكذب, و هذا ما فهمه أهل التفسير من أصحابكم.
فقد قال القُرطبي في هذه الآية:[ قوله تعالى : إنما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا أي : صدقوا ولم يشكوا وحققوا ذلك بالجهاد والأعمال الصالحة . أولئك هم الصادقون في إيمانهم ، لا من أسلم خوف القتل ورجاء الكسب . فلما نزلت حلف الأعراب أنهم مؤمنون في السر والعلانية وكذبوا ، فنزلت . قل أتعلمون الله بدينكم الذي أنتم عليه . والله يعلم ما في السماوات وما في الأرض والله بكل شيء عليم .].راجع تفسير القرطبي سورة الحُجرات.
http://www.islamweb.net/newlibrary/d..._no=48&ID=2744
و جاء في تفسير بن كثير:[ وقوله : ( إنما المؤمنون ) أي : إنما المؤمنون الكمل ( الذين آمنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا ) أي : لم يشكوا ولا تزلزلوا ، بل ثبتوا على حال واحدة ، وهي التصديق المحض ، ( وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله ) أي : وبذلوا مهجهم ونفائس أموالهم في طاعة الله ورضوانه ، ( أولئك هم الصادقون ) أي : في قولهم إذا قالوا : " إنهم مؤمنون " ، لا كبعض الأعراب الذين ليس معهم من الدين إلا الكلمة الظاهرة .].راجع تفسير بن كثير سورة الحُجرات.
و جاء في تفسير الطبري:[ يقول - تعالى ذكره - للأعراب الذين قالوا آمنا ولما يدخل الإيمان في قلوبهم : إنما المؤمنون أيها القوم الذين صدقوا الله ورسوله ، ثم لم يرتابوا ، يقول : ثم لم يشكوا في وحدانية الله ، ولا في نبوة نبيه - صلى الله عليه وسلم - ، وألزم نفسه طاعة الله وطاعة رسوله ، والعمل بما وجب عليه من فرائض الله بغير شك منه في وجوب ذلك عليه ( وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله ) يقول : جاهدوا المشركين بإنفاق أموالهم ، وبذل مهجهم في جهادهم ، على ما أمرهم الله به من جهادهم ، وذلك سبيله لتكون كلمة الله العليا ، وكلمة الذين كفروا السفلى .
وقوله ( أولئك هم الصادقون ) يقول : هؤلاء الذين يفعلون ذلك هم الصادقون في قولهم : إنا مؤمنون ، لا من دخل في الملة خوف السيف ليحقن دمه وماله . [ ص: 319 ]
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل .
ذكر من قال ذلك :
حدثني يونس قال : أخبرنا ابن وهب قال : قال ابن زيد في قوله ( أولئك هم الصادقون ) قال : صدقوا إيمانهم بأعمالهم .].راجع تفسير الطبري سورة الحُجرات.
http://www.islamweb.net/newlibrary/d...no=49&ayano=15
قلت: فأهل التفسير فهموا من معنى الصدق أنه صدق الإيمان لا صدق اللسان, فالآية لا تتناول الصدق في النقل.
ج- الأهم من هذا كله أن "الضبط" أشمل من الصدق, فكثير من الصادقين لا يضبطون الرواية, لذا نجد في كُتبكم الرجالية تقولون في حق كثير من الرواة "صدوق كثير الخطأ" "صدوق سيئ الحفظ" "صدوق اختلط في آخر عمره", فالصدق لا يتلازم مع الضبط, فتأمّلّ
فإثبات صدق من تُسمونهم بـ "الصحابة" على فرض عمومه لا يلزم منه إثبات ضبطهم.
2- بالنسبة للاستدلال بالرواية المذكورة على تحرّز من سميتهم بـ "الصحابة" في الرواية عن النبي(ص), ففيه:
أ****- أن الرواية تتناول حالة جزئية, فلا يُمكن عدها دليلاً مُطرداً يشمل كل أصحاب النبي(ص), فلو فرضنا أن بعضهم كان مُتحرّزا في الرواية عن النبي(ص), فلا يعني ذلك أن الكل كان كذلك, فنحتاج إلى دليل عام يشمل الجميع.
ب****- أن بعض أصحاب النبي(ص) صرّح أنه لم يكن مُتيقناً في روايته و هو زيد بن ثابت, فقد روى بن أبي شيبة بسند صحيح قول زيد بن ثابت لأصحابه:[أتدرون لعل كل شيء حدثتكم ليس كما حدثتكم].راجع مُصنف بن أبي شيبة ج5 ص315.
http://islamport.com/w/mtn/Web/3022/...D%D3+%DF%E3%C7
قلت: فهذا "الصحابي" زيد بن ثابت لا يجزم بضبطه للرواية, و هذا ينقض ما قلتموه.
و لكم جزيل الشكر.