نحن نعلم بأن دعوة المسلم لأخيه المسلم في ظهر الغيب مستجابة - كما أخبرنا نبينا صلى الله عليه وسلم - وأن مَلَكاً يرد على الداعي بأن له مثل ذلك ..!!
ونحن نعلم بالثواب الجزيل والأجر العظيم لمن يدعو للمسلمين والمسلمات أحيائهم وأمواتهم ..!!
شيخهم البرعي كان موجوداً في برنامج خاص لم أتمكن من مشاهدة جزئه الأول ، ولكن الذي رأيته أنه كان في الإستديو ثم رأيته في لقطة وهو يرقص مع الرجال على الطبول وبالكاد يجر رجليه من كِبر السن والمرض مستنداً على رَجُلين من أتباعه ، والقوم يرددون كلمة الله ... الله ... الله ..!!
ثم اقترب منه شاب في عنقه سبحة صوفية محاولاً تقبيل يديه ، فرده أحد أعوان البرعي ..!!
وبعد ذلك عاد البرنامج للإستديو وكانت هنالك فرقة إنشاد صوفية تتغنى بقصيدة دينية بالدفوف ، ولم أفهم منها إلا القليل في مدح التهجد والتصوف ..!!!
ثم نعود للجزء المهم في البرنامج ، حيث كان وجه البرعي بدون تعابير واضحة إلا من شبح إبتسامة بالكاد تظهر على شفتيه ..!!
والمدقق الخبير يلاحظ بأن رجل الكاميرا يتعمد أن يأتي بصورة مقربة له من الجانب الأيمن فقط ..!!
وإذا واجهه بالكاميرا تكون اللقطة من بعيد..!!
سبب الإبتسامة الباهتة هذه هو المرض ، فالرجل لم يكن متكبراً ، بل كان لديه مرض باركنسون.
وهو مرض يصيب الدماغ ، ومن مظاهره الكثيرة أن وجه المريض يبدو جامداً لا تعبير يُرى عليه ..!!
وهذا الجمود يزيد بإزدياد شدة المرض ..!!
ويفقد المريض التحكم في بعض أطرافه وتصدر عنه حركات لا إرادية مثل الرعشة الخفيفة في يد البرعي اليمنى ، والتي حاول جاهداً أن يخفيها وهو يسندها على طرف المقعد الذي يجلس عليه ، ولكنها كانت بادية بكل وضوح ..!!
ونعود للسبب الأساس لهذا الموضوع وهو:
في آخر البرنامج كان المريدين والأتباع يتصلون به في الإستديو طالبين منه الفاتحة والدعاء لهم ، ولفت انتباهي المرأة التي تقول بأنها عمياء وأجرت عدة عمليات لم يكتب لها النجاح وتطلب منه أن يرد الله لها بصرها عن طريق دعاءه ..!!
وأخرى تطلب منه الدعاء لولدها إن لم تخني الذاكرة ، وسوداني يعمل في السعودية ويطلب منه الدعاء لفك السِحْر عنه ..!!
والبرعي بكل تواضع وأريحية وعدهم بأن يقرأ لهم الفاتحة في وقت السَحَرْ ، وقت استجابة الدعاء ، وعلى وعد منه بأن يدعو لهم ..!!
وهذا شيء طيب أن يدعو للناس ...!!
ولكن ألم يلاحظ المتصلين به بأن الرجل مريض ، وخصوصاً رعشة يده اليمنى ..؟؟
إن كان دعاءه مستجاب مثلما أرادوا أن يوهموا الناس ، فلَمَ لَم يشفي نفسه هو أولاًَ ..!!
قد يقول قائل بأن الشافي هو الله ، وأنه لم يعدو إلا أن يدعو لهم مثل دعاء الرسول صلى الله عليه وسلم للمسلمين ، ودعاء الصحابة لبعضهم وللمسلمين ..!!
ونحن نقول كلامنا ليس على هذا ..!!
بل لماذا لم يقل لهم بأن عليهم الدعاء لله مباشرة بدلاً من أن يجعلوه وكيلاً لهم وأن يكون هو الواسطة بينهم وبين الله ..!!
ما فهمته من البرنامج الذي حاول أن يلمّع البرعي هو الإيحاء للمشاهدين بفضل البرعي وبركاته ، وأن من يريد الاستجابة فليوسطه ..!!
لقد فات مقدم البرنامج أن يقول للناس بأن الشافي هو الله وليس البرعي ..!!
ولا أدري هل تعمد البرعي أم فاته - بالرغم من صفاء ذهنه الواضح - أن يقول للناس بأن الله يستجيب لدعوة الداعي إذا دعاه ، وأن المسلم لا يحتاج لواسطة بينه وبين الله عز وجل ..!!
حتى ولو كان البرعي نفسه ..!!
الذي لم يستطع إخفاء رعشة يده ناهيكم عن أن يشفي نفسه ..!!