الحسن المثنى بن الحسن بن علي بن أبي طالب
(000-97هـ)
هو الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب الهاشمي القرشي، أبوه الحسن بن علي سبط رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأمه خولة بنت منظور الفزارية.
وكانت زوجة لمحمد بن طلحة بن عبيد الله السجاد، وولدت منه إبراهيم وداود والقاسم فهم إخوة الحسن لأمه، وكنيته أبو محمد وأبو عبد الله ولقبه المثنى.
ولد الحسن في المدينة المنورة، وكان يشبه رسول الله صلى الله عليه وسلم. روى الحديث عن أبيه وعن عبد الله بن جعفر، وروى عنه ولده عبد الله وابن عمه الحسن بن محمد ابن الحنفية، وسهيل بن أبي صالح وغيرهم، تولى أمر صدقات جده الإمام علي رضي الله عنه، وكان الإمام قد شرط أن الصدقات في أبناء ابنيه الحسن والحسين دون سواهما.
تزوج ابنة عمه فاطمة بنت الحسين سنة (60هـ) وكانت فاضلة عابدة ذات خلق وجمال بديع، وأشبه ماتكون بجدتها فاطمة الزهراء رضي الله عنها، وأنجب منها أبناءه محمد وعبد الله، اشترك مع عمه الحسين في موقعة الطف في كربلاء سنة (61هـ) التي استشهد فيها الحسين رضي الله عنه، وجرح فيها الحسن وحمل إلى أخواله الفزاريين في الكوفة لمعالجته، ولم يشهد وفد أهله إلى الخليفة يزيد في دمشق، ولما تم شفاؤه عاد إلى المدينة، وشهد ولاية الحجاج فيها سنة (74هـ)، وعندما طلب إليه أن يشرك عمه عمر بن علي في صدقات الإمام علي، قال له: لا أغير شرط الإمام، فقال الحجاج : أنا أدخله معكم قهراً. فأمسك الحسن عنه، وتوجه إلى الخليفة عبد الملك بن مروان في دمشق، فاستقبله وأكرمه، وأقره على الصدقات وكتب بذلك للحجاج.
كان الحسن جريئاً في قول الحق صادق اللهجة، وله مواقف جريئة مع الرافضة ولايؤيدهم بأقوالهم وغلوّهم وكان يقول لهم: ((أحبّونا، فإن عصينا الله فأبغضونا، فلو كان الله نافعاً بقرابته من رسول الله صلى الله عليه وسلم بغير طاعة لنفع أمه وأباه، قولوا فينا الحق، فإنه أبلغ فيما تريدون، ونحن نرضى به منكم)).
وله فيهم أقوال أبلغ من ذلك . وكان جليلاً فاضلاً ورعاً جواداً لم يطلب الخلافة ولا ادعاها له أحد، وكان ينظم الشعر .
ومن شعره :
لاخير في الود ممن لاتزال به ---في الود مستشعراً من خيفة وجلا
إذا تغيب لم نبرح نسيءُ به ---ظنّاً .. ونسأل عما قال أو فعلا
يروى أنه رأى في منامه قبيل وفاته، كأنَّ مكتوباً بين عينيه: ((قل هو الله أحد)) فاستبشر بذلك أهله وفرحوا، فعرضوا الرؤيا على سعيد بن المسيب ، فقال: إن كان رآها قلّ ما بقي من عمره ، فلم يلبث قليلاً حتى مات، وكان ذلك في سنة (97هـ) ودفن في مقبرة البقيع رحمه الله ورضي عنه.
------------------------
للتوسع :
ـ الأصيلي في أنساب الطالبين لابن الطفطفي الحسني 62 .
ـ سير أعلام النبلاء ج4/483.
ـ مختصر تاريخ ابن عساكر/ج6/333
ـ تهذيب التهذيب/ج1/480.