الخيانة في النقل لمرجعهم عبد الحسين: قيامه بالبتر والتحريف لنص الشهرستاني بحق الصادق
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد ، ففي كل يوم يوفقني الله تعالى إلى صرعةٍ جديدة من مصارع عقول الإمامية - كما هو عنوان كتابي القادم - والتي ستكون في هذا الموضوع عن مرجعهم عبد الحسين الذي صار الشيعة يخجلون من انتسابه لهم لكثرة كذبه وتحريفاته وتناقضاته ..
فقد وجدته ينقل ترجمة الصادق من كتاب ( الملل والنحل ) لعبد الكريم الشهرستاني الذي أثنى عليه بالترجمة بما هو أهله ، فقال في كتابه ( المراجعات ) ( المراجعة 110 ) ( 418 ) :[ كما اعترف به أبو الفتح الشهرستاني في كتابه الملل والنحل ، حيث ذكر الصادق ( ع ) فقال : وهو ذو علم غزير في الدين ، وأدب كامل في الحكمة ، وزهد بالغ في الدنيا ، وورع تام عن الشهوات ، قال : وقد أقام بالمدينة مدة يفيد الشيعة المنتمين إليه ، ويفيض على الموالين له أسرار العلوم ، ثم دخل العراق وأقام بها مدة ما تعرض للإمامة - أي للسلطنة - قط ، ولا نازع أحدا في الخلافة ( قال ) : ومن غرق في بحر المعرفة لم يطمع في شط ، ومن تعلى إلى ذروة الحقيقة لم يخف من حط ، إلى آخر كلامه . والحق ينطق منصفا وعنيدا ].
وأراد بقوله:[ إلى آخر كلامه ] أن يغطي بتره لما تبقى من كلامه بحق الصادق رحمه الله تعالى لأنه يهدم بنيانهم من القواعد ويُعَكِّر عليهم مزاجهم !!!
وقبل أن أشير إلى خيانته في النقل سأورد نص الشهرستاني كاملاً ، فقال في كتابه ( الملل والنحل ) ( 1 / 166 ) :[ أبي عبد الله جعفر بن محمد الصادق وهو ذو علم غزير في الدين وأدب كامل في الحكمة وزهد بالغ في الدنيا وورع تام عن الشهوات وقد أقام بالمدينة مدة يفيد الشيعة المنتمين إليها ويفيض على الموالين له أسرار العلوم ثم دخل العراق وأقام بها مدة ما تعرض للأمامة قط ولا نازع أحدا في الخلافة قط
ومن غرق في بحر المعرفة لم يطمع في شط ومن تعلى إلى ذروة الحقيقة لم يخف من حط وقيل من أنس بالله توحش عن الناس ومن استأنس بغير الله نهيه الوسواس
وهو من جانب الأب ينتسب إلى شجرة النبوة ومن جانب الأم ينتسب إلى أبي بكر الصديق رضي الله عنه
وقد تبرأ عما كان ينسب إليه بعض الغلاة وبرىء منهم ولعنهم
وبرىء من خصائص مذاهب الرافضة وحماقاتهم من القول بالغيبة والرجعة والبداء والتناسخ والحلول والتشبيه .. ].
وإليكم خيانته بالإعراض عن الحقائق التي قررها الشهرستاني في كلامه بحق الصادق رحمه الله تعالى:
الخيانة الأولى:
لم ينقل شرف انتسابه لأبي بكر الصديق رضي الله عنه من جهة الأم ، فقال:[ ومن جانب الأم ينتسب إلى أبي بكر الصديق رضي الله عنه ]. فلم تطق نفسه أن ينقل الحقيقة الموجعة لهم بتشرف الصادق من جهة الأم إلى الصديق الأمة رضي الله تعالى عنه ، فارتكب تلك الخيانة بالبتر.
الخيانة الثانية:
لم ينقل ما يهدم أساس مذهبهم مما قرره الشهرستاني من كون الصادق رحمه الله تعالى قد تبرأ من حماقات مذهب الرافضة ، فقال:[ وبرىء من خصائص مذاهب الرافضة وحماقاتهم من القول بالغيبة والرجعة والبداء والتناسخ والحلول والتشبيه ].
الخيانة الثالثة:
قام بتحريف الحقيقة التي قررها الشهرستاني بأن الإمام الصادق رحمه الله تعالى لم يتعرض للإمامة ولا نسبها لنفسه ، ولا نازع أحد الخلافة والسلطنة ، فقال:[ ثم دخل العراق وأقام بها مدة ما تعرض للأمامة قط ولا نازع أحدا في الخلافة قط ].
وبما أن تلك الحقيقة والمتمثلة بعدم تعرض الصادق رحمه الله للإمامة - الألهية المزعومة - تُعَدُّ قاتلةً لمذهب الإمامية سارع مرجعهم عبد الحسين بإقحام عبارة منه ضمن كلام الشهرستاني ليوهم أن مراد الشهرستاني الإمامة السياسية أي الخلافة والسلطنة ، حيث حرَّف كلامه بإدخال كلمة " السلطنة " بعد الإمامة ليوهم أن مراد الشهرستاني السلطة وليس الإمامة الإلهية ، فقال عبد الحسين مُحرِّفاً :[ ما تعرض للإمامة - أي للسلطنة - قط ].
وعليه أقول:
1- لماذا أدخل كلمة " السلطنة " في كلام الشهرستاني ولم ينقله كما هو.
2- إن الذي يهدم بنيانه ويكشف زيف تحريف لمعنى الإمامة ، هو أن الشهرستاني أتبع كلامه عن الإمامة بكلامه عن الخلافة والسلطنة مباشرة ، فقال:[ ما تعرض للأمامة قط ولا نازع أحدا في الخلافة قط ] ، فهو يؤكد بأن مراده بالإمامة غير مراده بالخلافة والسلطنة ، بدليل عطفها عليها.
فالحمد لله الذي جعل مراجع الإمامية بهذا الانحطاط والخيانة والتحريف ليخجل من سلوكهم أتباعهم المنصفون الباحثون عن الحق بصدق وإخلاص.
الملاحظة الختامية:
قال في نهاية كلامه بأن الشهرستاني قد نطق بالحق فيما ترجم به للصادق رحمه الله تعالى ، حيث قال:[ والحق ينطق منصفاً وعنيدا ]
وأقول فعلاً قد صدق مرجعهم عبد الحسين بكون الشهرستاني قد نطق بالحق الذي أورده في كلامه والمتضمن لعدة حقائق هي:
1- لم يتعرض للإمامة قط.
2- تشرف نسبه للصديق رضي الله عنه من جهة أمه.
3- براءته من مذهب الرافضة في الغيبة والرجعة والبداء.