تقدم العديد من المسلمات المظلومات اللاتي اُعتقلن وألقين في السجن ظلما، بخطاب مفتوح إلى الرئيس الأوزبكستاني الجائر "إ. كريموف"، وجاء في هذا الخطاب أن المسلمات يتعرضن في السجون حاليا لمختلف أنواع الظلم والإهانة والاستهزاء، وأن ذلك يحدث في الوقت الذي يزعم فيه دستور البلاد بأن الرئيس هو ضامن رئيسي للدفاع عن كل المواطنين بمن فيهم النساء أيضا، وأنهن اضطررن إلى التقدم بخطاب إليه لما لم تعُد خطاباتهن السابقة إلى وزير الداخلية والنائب العام في أوزبكستان بأية نتائج، وفي الخطاب أطلعت المسلمات الرئيس الطاغي على الأوضاع الحرجة العصيبة التي تكونت في السجون والمعتقلات الأوزبكية وخاصة في سجن النساء، وأكدن على أنه ما ألقي القبض عليهن وما انتقم منهن إلا أن قلن: "ربنا الله" وأسلمن له واستقمن على دينهن، وأنهن بريئات من كل تهمة ألصقت بهن، وأن ثمة بينهن أمهات انتزعوا من أثدائهن أطفالهن الرضع, وبقي أولادهن بلا راع ولا كفيل يربـيـهم ويقوم على شؤونهم. كما وأكدن فيه على أن أي عقوبة عنيفة أو أي تعذيب وحشي أو إهانة بذيئة في السجن فإنها أول ما توجه نحو المتهمات بالمادة ۱٥٩، (وهي مادة تلصق بالمسلمين) وأن التعذيبات الممارسة في السجون لا يمكن تصورها من حيث شناعتها وخباثتها وأن أداء الشعائر الدينية كإقامة الصلاة وارتداء الحجاب الشرعي ممنوع بتاتا وأن قرارات العفو العام الذي يصدرها الرئيس لا يطبق عليهن أبدا، وأن ذلك يحقق بقصد من أجل الأخذ بالثأر منهن لكونهن مؤمنات بالله ومتمسكات بدينه. وفيما يلي تأتي مقطعات من خطابهن:
"..نحن الضعيفات اللاتي ينتزع من رؤوسهن خمارهن في السجون! ونحن المحبوسات اللاتي منعن من نعمة التعبد لخالقهن – جل وعلا - وحرمن من قراءة القرآن والإمساك بالمصحف! وإذا صلت إحدانا صلاتها سمعت من السباب والشتائم البذيئة الحقيرة الشيء الكثير، وهذه التهمة جاهزة لها: "المتهمات بالمادة (۱٥٩ لا يطعن الأنظمة المأمور بها", ويسجل في ملفها تهمة "نشر الفوضوية وتخريب النظام" التي هي علامة الحظر من الدخول ضمن العفو العام، وإذا لبسنا لباسا أطول بقليل من الركبتين، فيخرقونه ويفضحوننا على مرأى الجميع.."
"ويسمح لنا بالمقابلة مع أقربائنا مرةً في ستة أشهر ولهذه المقابلات تُقدم لنا بقصد غرف أصغر وأكثر قرا، ولا يسع النظر إلى أوساخ الأطباق ولوازم الفراش التي توزعها إدارة السجن في أثناء المقابلات.."
"وإذا تجاوزت الإهانة والاستهزاء كل الحدود فإن المسلمات اللاتي طالبن بمراعاة حقوقهن يزج بهن في زنزانة العقاب. وفي هذه الأيام ألقيت في هذه الأقبية بلا سبب سبع مسلمات لمدة تتراوح ما بين سبعة أيام وثلاثين يوما. وما هي زنزانة العقاب؟ هي غرفة صغيرة رطبة، سعتها وطولها متران تقريبا وفوقها شباك صغير مصنوع من البلاستيك، وفي منتصف بابها ذي الطبقتين ثمة ثقب بقدر فاصوليا خضراء، وعلى جدار الجانبين نُصب سريران ذو طبقتين محسوبان لأربعة أشخاص. ويقع السريران طول النهار مطويين، وبغية الحيلولة دون حدرهما تم إقفالهما بمفتاح، وأرض الزنزانة مغمورة بالماء.. ولا يوجد فيها أية لوازم وأدوات، والسجينة التي ألقيت إلى هذه الغرفة تُبقى في لباس قصير شفاف واحد، وينتزع منها كل الأزياء الباقية، ويقدَّم لها في الساعة السابعة صباحا ملعقتان من الأرز المسلوق مع قطعة خبز وقدح شايا بلا سكر، وأما في الغداء فلا يُعطى شاي ولا ماء سوى قطعة خبز وقليل من الحساء، وأما جراية العشاء فهي نفس ما يقدَّم في الفطور. ولهذا الطعام يمكن التعود بطريقة ما ولكن عدم إعطائهم الماء والورق للتطهر بعد قضاء الحاجة لا يقيد في أي شيء، وباليد الملوثة يضطر إلى أكل الطعام وفي الحالة غير النظيفة يضطر إلى أداء الصلاة، وإذا قضت واحدة في الزنزانة حاجتها فإن الرائحة لا يطاق تبقى حتى المساء، ومن عدم دوران الهواء يتأتى الانحباس النتن في الهواء. وفي الساعة التاسعة مساء ينصب السجانة الأسرة للنوم، وفي الساعة الخامسة صباحا يدخلون هذه الزنزانة من جديد فيخرجون بالسجينات منها للغسل، وعندما يرجعن إلى الغرفة فتكون الأسرة مطوية إلى الجدران ومقفلة، فيضطررن إلى الجلوس طول النهار، ونتيجةً لذلك يتعبن شديدا فيسقطن إلى الأرض الرطبة البليلة. وكل يوم يخرج السجّانون بالسجينات إلى الخارج مرتين ويفتشون أولا السجينات أنفسهن ثم الزنزانة الخالية، وبعد التفتيش يبقى أحد السجانين حارسا في الزنزانة مع السجينة، وهذا النوع من العقاب مختلق خصيصا ليخرج الإنسان من حالته الطبيعية ويشل أعصابه، والمرأة التي زجت في تلك الغرفة تتدهور أعصابها وصحتها حتما.
وإذا لبث الإنسان في تلك الأقبية طوال يومين أو ثلاثة أيام فقط فإنه يحرم من صحته، والآن تصوروا لبث أخواتنا المسلمات في هذه الزنزانة في لباس خفيف واحد طوال ۳٠ يوما! وكل هؤلاء النساء مريضات والبعض منهن مشوهة. فالسجانة طبقوا عليهن هذه العقوبة عمدا، عارفين بأنه من المستحيل أن يخرجن منها سالمات. ونحن على قلق شديد من مصير أولئك المسلمات السبع الرازحات في تلك الأقبية، وهذه الحادثة هي التي دفعتنا إلى التقدم بهذا الخطاب. وسبب إلقاء أخواتنا في زنزانة العقاب هو أن السجانين عندما زجوا بمسلمة مريضة القلب في تلك الزنزانة طلبت كلهن إطلاق سراحها وإدخالها في المستشفى".
"وإذا قدم إلى سجن النساء مراسلو وسائل الإعلام العام أو المفتشون وتلقوا من السجينات حديثا وطرحوا عليهن الأسئلة عن حالتهن فإن السجينات اللاتي ذكرنا لهم بكل الحقائق في السجن سرعان ما يتعرضن للتعذيبات ويلقَون إلى غرفة العقاب بعد انصرافهم.
نحن الضعيفات بقينا بين عدة نيران وبلا ذنب زجوا بنا في السجن، وإذا نعبر الآن عن امتعاضنا من التعذيبات والظلم هنا فإننا نسجَن من جديد وإذا اشتكينا إلى أحد فنتعرض للحبس من جديد. فهل توجد لهذه الفظائع نهاية؟ ومن يذب عن أعراضنا وحقوقنا المنتهكة؟! وإلى من نتقدم بشكوى؟!"
ثم تقدمت المسلمات إلى الرئيس الطاغي بخطاب: "نحن - مواطنات هذه الجمهورية – نطالبكم كضامن مراعاة الحقوق الدستورية لمواطني أوزبكستان – بإعادة كل حقوقنا والكف عن التعذيبات الجائرة الممارسة تجاهنا بشكل كامل وإطلاق سراح أخواتنا اللاتي ألقين ظلما إلى زنزانة العقاب وإطلاق سراح جميع الأمهات والمسلمات المتهمات جورا ومحاكمة الموظفين والسجانين الذين يمارسون التعذيبات الوحشية تجاه السجينات البريئات!
ونحن نعلم تمام العلم بأنه يوجد في العالم كثير من الناس المحسنين الذين يكافحون كل أنواع الظلم والعنف والتعسف ولا سيما إذا كانت تقف وراء هذه الجرائم والمظالم الجهات الحكومية وإذا كانت ضحية لهذه الأعمال الوحشية النساء. ونعتقد أن الرجال النبلاء الذين يملكون عزة النفس لا ينظرون إلى تلك الحالة برضى وبغير مبالاة.
تضرعا إلى الله وحده وتوكلا عليه نرجو أن الرئيس يعيد الحقوق المنتهكة لمواطناته الضعيفات ويؤثر من كل جهة في إطلاق سراحنا.
باحترام، المسلمات السجينات:
"أوزبكستان المسلمة"
للهم فك أسرهن والطف بهن واجعل لهن فرجا ومخرجا اللهم عليك بالطغاة الجبارين فإنهم لا يعجزونك ياقوي يا عزيز
آمين
من لم يهتم بأمور المسلمين فليس منهم فيجب عليك أخي المسلم المشارك في نصرة المسلمين ولو بالكلام
منقول