العودة   شبكة الدفاع عن السنة > المنتـــــــــديات العـــــــــــامـــة > الــــحــــــــــــوار العــــــــــــــــــام

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 13-06-05, 09:26 PM   رقم المشاركة : 1
بايعقوب
عضو ذهبي






بايعقوب غير متصل

بايعقوب is on a distinguished road


المتأمركون السعوديون

عبد الباري عطوان
تشن بعض الاوساط الاعلامية السعودية حملة مكثفة، ومنذ عدة اشهر، ضد العروبة والاسلام، وتمتدح في الوقت نفسه الولايات المتحدة الامريكية، وتطالب بتوثيق العلاقات معها وقطع العلاقات مع الدول العربية. ووصل الامر بأحد الكتاب المقربين من الحكومة، الي التهجم علي من سماهم بـ عرب الشمال ، وركز علي الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، واستخدم الفاظا معيبة في وصفهم مثل الخبث و الدناءة ، واتهمهم بالسعي لهدم المشروع الوحدوي السعودي، وذهب الي ما هو ابعد من ذلك عندما قال ان فكرة القومية العربية فكرة تدميرية متخلفة قميئة .
بداية نسلم بحق كل انسان في التعبير عن افكاره بكل حرية، ودون اي قيود، شريطة ان يكون هناك مناخ للحرية في بلاده، لا ان تستخدم الحرية التعبيرية كوسيلة لتعزيز تيار علي حساب قتل تيار آخر وقمعه وتسفيه آرائه، دون ان يتمكن من حق الرد. وما كنا نتوقف عند هذا المقال وتهجمات صاحبه، لولا انه نشر في صحيفة شبه رسمية، تنتمي الي صحافة تتقلص فيها الحريات الي الحدود الدنيا، الامر الذي يجعلنا نتساءل عما اذا كان هذا المقال موحي به من جهات عليا، ويؤسس بالتالي لتكريس توجه راهن في الاعلام السعودي يزداد شراسة يوما بعد يوم في تبنيه مواقف معادية للعروبة والاسلام ومدافعة عن المشروع الامريكي العدواني في المنطقة العربية.
فالهجوم وبهذا الشكل غير المسبوق علي العرب والعروبة، دون مناسبة، وفي ظل ظرف عربي حرج يشهد حالة من الصحوة الشعبية نحو الاصلاح والحداثة، وتتعاظم فيه المقاومة للاحتلال الامريكي للعراق، يطرح العديد من علامات الاستفهام حول اهدافه وتوقيته، وهي اهداف مريبة في جميع الاحوال.
فقبل عدة اشهر شن الاعلام السعودي حملة مماثلة علي حركة الاخوان المسلمين ووصل الامر بالامير نايف بن عبد العزيز، وزير الداخلية السعودي، الي اتهامهم بانهم اساس البلاء الذي حل بالامة الاسلامية والمملكة العربية السعودية علي وجه الخصوص.
ان الحملات المبرمجة هذه ضد العروبة والاسلام تتنافي جذريا مع السياسات السعودية المعلنة في دعم التضامن العربي والاسلامي، وتصب في مصلحة اثارة الفتنة وتبرير مخططات اذلال الامة واخضاعها للهيمنة الامريكية.
فهذه هي المرة الاولي التي نسمع فيها من يطالب بقطع العلاقات مع العرب بهذه الصورة الجماعية، وتحميلهم كل الشرور، وهي دعوة تذكرنا بأخري مماثلة اطلقها بعض الكويتيين ابان الاجتياح العراقي للكويت ترافقت مع التغني ببوش الاب، واطلاق اسمه والسيدة مارغريت ثاتشر حليفته علي المواليد الجدد تيمنا وتحببا!
ربما نفهم هذه النزعة العدوانية الكويتية المعادية للعرب من قبل بعض الحاقدين وضعاف النفوس كرد فعل علي احتلال بلادهم، ولكننا نستغرب هذه الهجمة السعودية الاعلامية خاصة ان السعودية لم تتعرض الي اجتياح، ولم تخضع لاحتلال، بل لولا الغطاء العربي الذي وفرته جامعة الدول العربية لاستقدام قوات امريكية لحمايتها لكان الوضع مختلفا تماما.
لا عرب الشمال ولا عرب الجنوب ولا عرب الغرب اساءوا الي المملكة العربية السعودية وهددوا وحدتها، بل ما حدث هو العكس تماما، فالسعودية كانت خلف اول انقلاب عسكري في تاريخ العرب، وهو انقلاب حسني الزعيم في سورية، والسعودية هي التي عملت علي فرط اول وحدة عربية بين مصر وسورية، وايدت حرب الانفصال في اليمن، وقاومت علي مدي خمسين عاما مسيرة التحديث السياسي والثقافي والفني في العالمين العربي والاسلامي، وانفقت اكثر من مئة مليار دولار في هذا الخصوص علي الاقل.
ولا نعرف سر هذا الغرام المفاجئ من قبل بعض الكتاب السعوديين بالولايات المتحدة الامريكية لدرجة وضعها في مرتبة اعلي من العرب، وكأنهم ليسوا عربا وليسوا مسلمين. فالولايات المتحدة هي التي تحتل العراق، وتقتل مئة الف من ابنائه، وتعرضه للتقسيم والتفتيش، وبلادهم السعودية كانت منطلق هذا العدوان والاكثر مساندة له حتي هذه اللحظة. كما ان امريكا هذه هي التي تبارك احتلال المسجد الاقصي، وتشجع المجازر الاسرائيلية ضد الفلسطينيين، وهم عرب ومسلمون بالمناسبة، وتحميها في المنظمات الدولية.
اننا نستغرب ان تتعرض العروبة لمثل هذا الهجوم الشرس والبذيء في بلد هو اصل العروبة، وبلغة اهلها نزل القرآن الكريم، وانجبت ارحامها سيد الرسل واكرم الصحابة والمجاهدين، الذين حملوا رايات الدعوة، ونشروا العقيدة في مختلف اصقاع الارض.
ندرك جيدا ان هؤلاء اقلية الاقلية، وان الشعب السعودي ينبذهم ويرفضهم، فهو شعب عربي مسلم موحد يعتز بهويته ويتمسك بها. ولكن المشكلة ان هذا الشعب محروم من التعبير، ومصادرة حرياته، بينما تفتح المنابر الاعلامية علي مصراعيها امام هؤلاء من كتبة الوحي.
أن يتأمرك البعض لدرجة الكفر بهويته وعقيدته فهذا امر ليس بالغريب او المستغرب، ولكن ما نتمناه ان يأخذ هؤلاء المتأمركون ايجابيات امريكا وليس سلبياتها فقط. فامريكا قدمت نموذجا في الديمقراطية والمساواة والقضاء المستقل، والتنمية الاقتصادية، ومحاربة الفساد ونهب المال العام. فهل نسمع منهم ونقرأ لهم، مقالات في الاعلام السعودي الحر تطالب بتطبيق هذا النموذج الامريكي في بلادهم؟ وهل نسمع منهم، ونقرأ لهم، مقالات تطالب بالافراج عن الاصلاحيين المعتقلين في السجون السعودية لسنوات، ودون محاكمة عادلة، لانهم وقعوا عرائض تطالب بالحريات ووقف الفساد، ام ان المقالات المسموح بها هي سب العروبة وتمجيد الولايات المتحدة وعدوانها علي الامة فقط؟!
امر معيب جدا ان نسمع اصواتا تتبني مثل هذه المواقف المستهجنة في بلد يضم بين جناحيه اهم الاماكن العربية والاسلامية واكثرها قداسة عند مليار ونصف المليار مسلم. فمثل هذا الطرح العنصري الفوقي الداعي للتقسيم والفتن بين ابناء الامة الواحدة يعطي تبريرا لاولئك الذين يطالبون بوضع هذه الاماكن المقدسة تحت ادارة تضم ممثلين عن كل الدول الاسلامية.
العرب اعطوا العالم حضارة وعقيدة وتسامحا ومساواة وعدالة وعلوما لولاها ما قامت الحضارة الاوروبية وطفرتها التكنولوجية الحالية. بينما لم تقدم الولايات المتحدة، قبلة هؤلاء، غير الدمار واستخدام القنابل النووية وقتل الملايين من الابرياء في مختلف انحاء العالم!
ختاما نذكر هؤلاء بان بلدهم اسمه المملكة العربية السعودية، واذا كانوا يكرهون العروبة الي هذا القدر، فليغيروا اسمها، ويجعلونه المملكة الامريكية السعودية، او يجعلونها ولاية امريكية تضاف الي الولايات الخمسين، لعلهم يكشفون هويتهم الحقيقية، ويزيلون الاقنعة التي تخفوا خلفها طوال السنوات الخمسين الماضية علي الاقل!







التوقيع :
ماحيلتي فيمن يرى أن القبيح هو الحسن
من مواضيعي في المنتدى
»» بك أستجير فمن يجير سواكا / أنشودة رائعة جداً
»» ديون النوم
»» تقرير أمريكي إنتاج الأفيون يسجل أرقامًا قياسية في ظل حكومة قرضاي
»» الرواية الحقيقية لأحداث بيسلان
»» جماعة الأخوان في العراق
 
 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:41 AM.


Powered by vBulletin® , Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
" ما ينشر في المنتديات يعبر عن رأي كاتبه "