السلام عليكم ورحمة الله
نعم .. إنها صديقتي ..
من أب من احدى دول المغرب العربي وهو رجل اعمال لا يعرف لا صلاة ولا صوم ولا حج
ولا يعرف أي شيء عن الاسلام فضلا ان يعرف ان هناك مذاهب
ومن أم عراقيةإماميةاثناعشرية
'على فكرة كثير من رجال دول المغرب العربي متزوجين عراقيات ولا يعرفون شيئا عن الاثناعشرية'
وواضح ان العديد من النساء العراقيات الرافضيات يبحثن في قرارة انفسهن عن رجال
يتزوجنهن زواجا شرعيا ولا يقدمنهن "سبايا" و"جواري" لمراجع الحوزات
ولا يهتكوا أعراضهن تحت مسمى المتعة باسم الدين والتقرب الى الآل
المهم..
درسنا معا .. وجلسنا معا .. وضحكنا معا .. وأكلنا معا
وأيضا ..
تناقشنا .. بهدوء أحيانا .. وبعصبية أحيانا أخرى
ومازلت أذكر كيف بدأ أول حوار بيننا..
كان لدينا مشروع جماعي في تلك السنة علينا أن ننجزه سويا
ذهبت إلى بيتها أول مرة منذ تعرفنا على بعض ولم أكن أعلم أنها شيعية
عند دخولي للصالون لفت نظري سيف من الفضة معلق
وعليه نُقِش : " لا إله إلا الله محمد رسول الله علي ولي الله "
تسارعت نبضات قلبي وشعرت بتوتر علِمَتْ به لما تقابلت نظراتنا
قالت لي وهي أيضا مُتوترة:
ما بكِ ؟؟
قلت لها ولم أتمالك نفسي:
الآن فقط علمت لماذا تغيرين الموضوع كلما ذكرنا الصحابة رضوان الله عليهم
لم أتوقع أنكِ ممكن ان تستعملي التقية في الصداقة لماذا ؟؟ لماذا ؟؟
ما الذي يمنع النقاش بيننا ؟؟
أحببتكِ في الله بكل صدق وأنتِ تخادعينني سامحكِ الله
قالت لي وعينيها مغرورقتان بالدموع :
أنا حريصة على إخفاء عقيدتي لانني لا أعلم إلا الشيء القليل عن مذهبي
ولستُ مُستعدة للنقاش بعد
قلت لها :
هداكِ الله كلنا مقصرون جدا في معرفة ديننا وانا ايضا لا أعلم إلا الشيء القليل
تعانقنا ومسحتُ دموعها وجلسنا وقلتُ لها :
تريدي أن نواصل الكلام الآن أم نلتفت إلى مشروعنا نتمه ؟
قالت لي :وما رأيكِ ؟
قلتُ لها :
نُتم مشروعنا أولا لأن المناقشة ستطول وقد يحصل بيننا خلاف
يُلقي بظله الثقيل ونحن نقدم المشروع أمام اللجنة
قالت لي :
نعم أظن من الافضل الالتفات الى المشروع اولا
ثم دخلت والدتها بالعصير في يدها.. كانت امرأة ذات جمال ساحر ..
فرددتُ بيني وبين نفسي : معها حق تهرب من الروافض وتتزوج من بلد ثاني لا يوجد فيه شيعة اطلاقا
ثم نَظَرَتْ إلى وجه ابنتها وأكيد لاحَظَتْ آثار الدموع
ولكنها صمتت ولم تقل شيئا
ورَحبَتْ بي وخرجت مُتمنية لنا التوفيق ..
كنا طيلة أسبوعين يوم عندي ويوم عندها لا ننام إلا ساعتين في اليوم
وخلال هذه الفترة لاحظت عدة أشياء :
ـ والدتها تصلي على التربة الحسينية ثلاث مرات في اليوم فقط
ـ هي لا تقوم معي للصلاة عند سماع الآذان ورأيتها مرات قليلة تُصلي ولكنها لا تضع التربة الحسينية
ـ تحدثت مرة مع والدها علمتُ لا يفقه شيئا من الدين وسرعان ان غيرت والدتها الموضوع
ـ حدثتني مرة والدتها عن تعرفها على زوجها أول مرة عندما كان يدرس في العراق
وهي تضحك بكل فخر كيف كانت أول مرة تتعرف عليه
إذ أنه رأى شابين يعاكسانها فانقض عليهما وأشبعهما ضربا إلى أن فرا هاربين
ـ أخت صديقتي هي أيضا مثل أبيها لا تعرف عن الاسلام سوى اسمه
ـ كان خطيبها سُنّـِياً يُصلي في المسجد القريب من البيت
ـ هي لا تلبس الحجاب وكذلك والدتها وأختها
وأخيرا أنهينا المشروع وقدمناه أمام اللجنة وتحصلنا على درجات ممتازة ولله الحمد
ثم حانت لحظة المواجهة ...
يتبعـ ...