بسم الله الرحمن الرحيم
يقول المؤرخ الرافضي "نور الله الششتري المرعشي" ما نصه عن حقيقة الدور الذي لعبه ابن العلقمي: (إنه كاتب هولاكو والخواجه نصيرالدين الطوسي، وحرضهما على تسخير بغداد للانتقام من العباسيين بسبب جفائهم لعترة سيد الأنام صلى الله عليه وسلم).[1]
ولا تستغرب فقد قال العلامة الرافضي "الخوانساري" عند ترجمته لنصير الدين الطوسي ما نصه:
(ومن جملة أمره المشهور المعروف المنقول حكاية استيزاره للسلطان المحتشم هولاكو خان، ومجيئه في موكب السلطان المؤيد مع كمال الاستعداد إلى دار السلام بغداد لإرشاد العباد وإصلاح البلاد، بإبادة ملك بني العباس، وإيقاع القتل العام من أتباع أولئك الطغام، إلى أن أسال من دمائهم الأقذار كأمثال الأنهار، فانهار بها في ماء دجلة، ومنها إلى نار جهنم دار البوار)![2]
وهذا إمام العصر عند الرافضة "الإمام الخميني" يقول بكل صراحة ما نصه: (إذا كانت ظروف التقية تلزم أحداً منا بالدخول في ركب السلاطين، فهنا يجب الامتناع عن ذلك حتى لو أدى الامتناع إلى قتله، إلا أن يكون في دخوله الشكلي نصر حقيقي للإسلام والمسلمين مثل دخول علي بن يقطين ونصير الدين الطوسي رحمهما الله).[3]
أما عن حقيقة دور علي بن يقطين فلندع بيانها لأحد علماء الرافضة
وهو العلامة الرافضي "نعمة الله الجزائري" وملخصها كما يلي حسب ما ذكره:
أن "علي بن يقطين" كان مسئولاً في الدولة العباسية، وسنحت له الفرصة لقتل خمسمائة من أهل السنة، فقتلهم بأن هدم عليهم سقف السجن فماتوا كلهم، فأرسل يستفسر عن عمله عند إمامه المعصوم، فأقره على عمله وعاتبه أنه لم يستأذنه في قتلهم. ثم جعل كفارة كل رجل من أهل السنة (تيساً) وقال الإمام المعصوم: "والتيس خير منهم".[4]
ويقول العالم الرافضي "نعمة الله الجزائري" معلقاً على هذه الحادثة، وهو لا يخفي فرحه وتشفيه وسخرية من مقتل أهل السنة:
(فانظر إلى هذه الجزية التي لا تعادل دية أخيهم الأصغر وهو كلب الصيد، فإن ديته عشرون درهماً، ولا دية أخيهم الأكبر وهو اليهودي).[5]
ويقول الطوسي: (اعلموا أنا جند الله، خلقنا من سخطه، فالويل كل الويل لمن لم يكن من حزبنا، قد خربنا البلاد، وأيتمنا الأولاد، وأظهرنا في الأرض الفساد، فإن قبلتم شرطنا، وأطعتم أمرنا، كان لكم مالنا، وعليكم ما علينا)[6].
وهذا هو "ابن طاووس" وهو يقول عن نفسه: (ولم نزل في حمى السلامة الإلهية، وتصديق ما عرفناه من الوعود النبوية، إلى أن استدعاني ملك الأرض –هولاكو- إلى دركاته المعظمة جزاه الله بالمجازات المكرمه في صفر، وولاني على العلويين والعلماء والزهاد، وصحبت معي نحو ألف نفس ومعنا من جانبه من حمانا إلى أن وصلت "الحلة" ظاهرين بالآمال).[7]
=============
المصادر والمراجع:
(1) مجالس المؤمنين (ص400).
(2) روضات الجنات ( 6/300).
(3) الحكومة الإسلامية (ص142).
(4) الأنوار النعمانية- نعمة الله الجزائري (2/308).
(5) الأنوار النعمانية- نعمة الله الجزائري(2/308).
(6) مخطوطة في مكتبة كلية الآداب – جامعة بغداد: (رقم 975).
(7) إقبال الأعمال- لابن طاووس ( ص568).