العودة   شبكة الدفاع عن السنة > المنتـــــــــديات العـــــــــــامـــة > الــــحــــــــــــوار العــــــــــــــــــام

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 10-04-10, 05:58 AM   رقم المشاركة : 1
حلم
عضو ذهبي






حلم غير متصل

حلم is on a distinguished road


فتنة خروج ابن الأشعث على الحجاج و مقتل 100 ألف من المسلمين

فتنة خروج ابن الأشعث على الحجاج
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ،،،
أما بعد ففي قصص من سبقنا عبرة ومزدجر
( إن في ذلك لآية وما كان أكثرهم مؤمنين * وإن ربك لهو العزيز الرحيم )
يسمع الناس بالفتن وخطرها وسوء عاقبتها
ولكن كما قيل بالمثال يتضح المقال .

من الفتن التي هزت الأمة الإسلامية وكادت تطيح بالخلافة زمن بني أمية
فتنة عبد الرحمن بن الأشعث
وكان ابتداؤها سنة إحدى وثمانين .

قال الحافظ ابن كثير :

وكان سبب هذه الفتنة أن ابن الأشعث كان الحجاج يبغضه ، وكان هو يفهم ذلك ، ويضمر للحجاج السوء وزوال الملك عنه ، ثم إن الحجاج بن يوسف نائب الخليفة عبد الملك بن مروان على العراق جهز جيشا من البصرة والكوفة وغيرهما لقتال رتبيل الكافر ملك الترك ، الذي آذى أهل الإسلام وقتل فئاما منهم ، وأمر الحجاج على ذلك الجيش ابن الأشعث ، مع أنه كان يبغضه كما تقدم ، حتى إنه كان يقول :


ما رأيته قط حتى هممت بقتله


ودخل ابن الأشعث يوما على الحجاج وعنده عامر الشعبي ، فقال الحجاج انظر إلى مشيته !!


والله لقد هممت أن أضرب عنقه
فأخبر الشعبي ابن الأشعث بما قال الحجاج ،
فقال ابن الأشعث :

وأنا والله لأجهدن أن أزيله عن سلطانه إن طال ببي البقاء .


فسار ذلك الجيش بإمرة ابن الأشعث ، حتى وطئ أرض ( رتبـيل ) ، ففتح مدنا كثيرة ، وغنم أموالا كثيرة ، وسبى خلقا من الكفار ، ورتبيل ملك الكفار يهرب منهم من مدينة لأخرى .



ثم إن ابن الأشعث رأى لأصحابه أن يوقفوا القتال ، حتى يتقووا إلى العام المقبل ، ولتستقر الأمور في البلاد التي فتحوها .



فكتب إليه الحجاج يأمره بالاستمرار في القتال ، ويذمه ويعيره بالنكول عن الحرب ، فغضب ابن الأشعث ، ثم سعى في تأليب الناس على الحجاج .


وقام والد ابن الأشعث - وكان شاعرا خطيبا ، فقال :

إن مثل الحجاج في هذا الأمر ومثلنا كما قال القائل :

( احمل عبدك على الفرس فإن هلك هلك ، وإن نجا فلك )


إنكم إن ظفرتم كان ذلك زيادة في سلطان الحجاج ،
وإن هلكتم كنتم الأعداء البغضاء .


ثم قال :


اخلعوا عدو الله الحجاج
ولم يذكر خلع الخليفة

اخلعوا عدو الله الحجاج وبايعوا لأميركم
عبد الرحمن بن الأشعث ،
فإني أشهدكم أني أول خالع للحجاج .


فقال الناس من كل جانب :

خلعنا عدو الله الحجاج
- وكانوا يبغضونه -
ووثبوا إلى ابن الأشعث فبايعوه ، ولم يذكروا خلع الخليفة .


وبعد بيعة الفتنة تلك تبدلت الأمور ، ووقع ما لم يكن في الحسبان ، فقد انصرف ابن الأشعث عن قتال الترك الكفرة !!


وسار بجيشه المفتون مقبلا إلى الحجاج ليقاتله
ويأخذ منه العراق
فلما توسطوا في الطريق
قالوا :

إن خلعنا للحجاج خلع لابن مروان ، فخلعوا أمير المؤمنين عبد الملك بن مروان ، وجددوا البيعة لابن الأشعث ، فبايعوه على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وخلع أئمة الضلالة وجهاد الملحدين .




فلما بلغ الحجاج ما صنعوا من خلعه وخلع أمير المؤمنين ، كتب إلى الخليفة بذلك يعلمه ، ويستعجله في بعثه الجنود إليه ، فانزعج الخليفة واهتم

وسعى الناصحون المصلحون في درء الفتنة .




فكتب المهلب بن أبي صفرة
إلى ابن الأشعث يحذره ، وينهاه عن الخروج على إمامه وقال :


إنك با ابن الأشعث قد وضعت رجلك في ركاب طويل
أبق على أمة محمد صلى الله عليه وسلم
الله الله !!

انظر لنفسك فلا تههلكها
ودماء المسلمين فلا تسفكها
والجماعة فلا تفرقها
والبيعة فلا تنكثها

فإن قلت أخاف الناس على نفسي
فالله أحق أن تخافه من الناس
فلا تعرضها لله في سفك دم أو استحلال محرم
والسلام عليك




ثم أخذ الخليفة عبد الملك في تجهيز الجنود في نصرة الحجاج في قتاله الخارجين على الجماعة ، وجعل المفتونون يلتفون على ابن الأشعث من كل جانب
حتى قيل إنه سار معه ثلاثة وثلاثون ألف فارس ومائة وعشرون ألف راجل !!!




حتى دخلوا البصرة ، فخطب ابن الأشعث وبايعم ، وبايعوه على خلع الخليفة ونائبه الحجاج بن يوسف

وقال لهم ابن الأشعث :


ليس الحجاج بشيء ، ولكن اذهبوا بنا إلى عبد الملك الخليفة لنقاتله ، ووافقه على خلعهما جميع من بالبصرة من الفقهاء والقراء والشيوخ والشباب .




قال الحافظ ابن كثير :

وتفاقم الأمر وكثر متابع ابن الأشعث على ذلك ، واشتد الحال وتفرقت الكلمة جدا ، وعظم الخطب واتسع الخرق ا.هـ




ثم التقى جيش الخليفة وجيش ابن الأشعث ، فقال القراء الذين خلعوا البيعة :

أيها الناس قاتلوا عن دينكم ودنياكم .



وقال عامر الشعبي
- وكان من الأئمة ، لكن ابن الأشعث فتنه -
قال :
قاتلوهم على جورهم ، واستـغلالهم الضعفاء !!
وإماتتهم الصلاة .



ثم بدأ القتال ، ما بين كر وفر ، يقتتل الناس كل يوم قتالا شديدا ، حتى أصيب من رؤوس الناس خلق كثير


واستمر هذا الحال مدة طويلة
ثم كتب الخليفة إلى ابن الأشعث ومن معه يقول :




إن كان يرضيكم مني عزل الحاج خلعته
وأبقيت عليكم أعطياتكم
وليـخير ابن الأشعث أي بلد شاء
يكون عليه أميرا ما عاش وعشت .



فلما بلغ ذلك ابن الأشعث خطب الناس وندبهم إلى قبول ما عرضه عليهم أمير المؤمنين
من عزل الحجاج وإبقاء الأعطيات
فثار الناس من كل جانب ،

وقالوا:

والله لا نقبل ذلك ، نحن أكثر عددا وعدة !!




ثم جددوا خلع الخليفة عبد الملك واتفقوا على ذلك كلهم ، واستمر القتال بين الفئتين
مائة يوم وثلاثة أيام
على ما قاله ابن الأثير .




وصبر جيش الخليفة بقيادة الحجاج ، بالحرب ، فأمر بالحملة على كتيبة القراء الذين خلعوا الخليفة ، لأن الناس كانوا تبع لهم ، وهم الذين يحرضونهم على القتال ، والناس يفتدون بهم


فحمل جيش الحجاج عليهم -
فقتل منهم خلقا كثيرا
وبعدها انهزم ابن الأشعث ومن معه ، فلحقهم جيش الحجاج يقتلون ويأسرون ، وهرب ابن الأشعث ومعه جمع قليل من الناس،
فأرسل الحجاج خلفه جيشا كثيفا
ليقتلوه ويأسروه


ففر ابن الأشعث
حتى دخل هو ومن معه
إلى بلاد رتبيل الكافر ملك الترك !!!
فأكرمه وأنزله عنده وأمنه وعظمه كيدا للمسلمين



هرب ابن الأشعث بعد أن أثار فتنة
أهلك الحرث والنسل فقتل من أتباعه من قتل ،
وأسر كثير منهم ،
فقتلهم الحجاج بن يوسف ، وهرب من بقي منهم .



ومنهم عامر الشعبي الإمام الثقة ، فأمر الحجاج أن يؤتى بالشعبي فجيء به حتى دخل على الحجاج .



قال الشعبي :
فسلمت عليه بالإمرة ، ثم قلت :



أيها الأمير
إن الناس قد أمروني أن أعتذر إليك
بغير ما يعلم الله أنه الحق


ووالله لا أقول في هذا المقام إلا الحق
قد والله تمردنا عليك وحرضنا ،
وجهدنا كل الجهد ، فما كنا بالأتقياء البررة ،
ولا بالأشقياء الفجرة ،
لقد نصرك الله علينا ،
وأظفرك بنا ،
فإن سطوت فبذنوبنا ، وما جرت إليك أيدينا ،
وإن عفوت عنا فبحلمك ، وبعد فالحجة لك علينا .



فقال الحجاج لما رأى اعترافه وإقراره :

أنت يا شعبي أحب إلي ممن يدخل علينا يقطر سيفه من دمائنا ، ثم يقول ما فعلت ولا شهدت
قد أمنت عندنا يا شعبي .




ثم قال الحجاج :
يا شعبي كيف وجدت الناس بعدنا يا شعبي ؟
وكان الحجاج يكرمه قبل دخوله في الفتنة .




فقال الشعبي مخبرا عن حاله بعد مفارقته للجماعة :

أصلح الله الأمـير

قد اكتحـلت بعدك السـهر !!


واستـوعرت السـهول !!

واستجلـست الخوف !!

واستحليت الهم !!

وفقدت صالح الإخوان !!

ولم أجد من الأمير خلفا !!




فقال الحجاج :

انصرف يا شعبي ، فانصرف آمنا .




ثم شرع الحجاج في تتبع أصحاب ابن الأشعث ، فقتلهم مثنى وفرادى !!!


حتى قيل إنه قتل منهم بين يديه
مائة ألف وثلاثين ألفا !!!


منهم محمد بن سعد بن أبي وقاص ،
وجماعات من السادات ،
حتى كان آخرهم سعيد بن جبير رحمه الله .



وكان ممن تبع ابن الأشعث
طائفة من الأعيان منهم
مسلم بن يسار وأبو الجوزاء ،
وأبو المنهال الرياحي
ومالك بن دينار والحسن البصري رحمه الله



وذلك أنه قيل لابن الأشعث :

إن أردت أن يقاتل الناس حولك كما قاتلوا حول هودج عائشة فأخرج الحسن البصري معك
فأخرجه



وكان ممن خرج أيضا سعيد بن جبير وابن أبي ليلى الفقيه وطلحة بن مصرف وعطاء بن السائب ، وغيرهم



قال أيوب :
فما منهم من أحد صرع مع ابن الأشعث
إلا رغب عن مصرعه ،
ولا نجا أحد منهم
إلا حمد الله أن سلمه !!!



ثم إن الحجاج كتب إلى رتبيل ملك الترك الذي لجأ إليه ابن الأشعث ، أرسل إليه يقول :

والله الذي لا إله إلا هو
لئن لم تبعث إلي بابن الأشعث
لأبعثن إليك بألف ألف مقاتل ولأخربنها



فلما تحقق الوعيد من الحجاج
استشار في ذلك بعض الأمراء
فأشار عليه بتسليم ابن الأشعث
قبل أن يخرب الحجاج دياره
ويأخذ عامة أمصاره ،
فعند ذلك غدر رتبيل بابن الأشعث
فقبض عليه وعلى ثلاثين من أتباعه
فقيدهم بالأصفاد وبعثهم مع رسل الحجاج إليه


فلما كانوا ببعض الطريق بمكان يقال له ( الرخج )


صعد ابن الأشعث وهو مقيد بالحديد
إلى سطح قصر
ومعه رجل موكل به لئلا يفر
فألقى ابن الأشعث بنفسه من ذلك القصر
وسقط معه الموكل به
فماتا جميعا

فعمد الرسول إلى رأس ابن الأشعث فاحتزه
وقتل من معه من أصحابه ،
وبعث برؤوسهم إلى الحجاج
فأمر فطيف برأس ابن الأشعث في العراق
ثم بعثه إلى أمير المؤمنين عبد الملك فطيف به في الشام ،
ثم بعث به إلى أخيه عبد العزيز بمصر
فطيف برأسه هناك ، ثم دفن .


قال الحافظ ابن كثير :

والعجب كل العجب من هؤلاء الذين بايعوه بالإمارة :
كيف يعمدون إلى خليفة قد بويع له بالإمارة على المسلمين من سنين ، فيعزلونه وهو من صليبة قريش ، ويبايعون لرجل هندي بيعة لم يتفق عليها أهل الحل والعقد !!!


ولهذا لما كانت هذه زلة وفلتة نشأ بسببها شر كثير ، هلك فيه خلق كثير ، فإنا لله وإنا إليه إليه راجعون ا.هـ


ذكر ابن الأثير في تاريخه :

أن رجلا من الأنصار جاء إلى عمر بن عبد العزيز فقال :

أنا ابن فلان بن فلان ، قتل جدي يوم بدر ، وقتل جدي فلان يوم أحد ، وجعل يذكر مناقب سلفه ، فنظر عمر إلى جليسه فقال :

هذه المناقب والله ، لا يوم الجماجم ويوم راهط ، من الخروج وحمل السلاح على المسلمين ، ولا حول ولا قوة إلا بالله رب العالمين


إن فتنة ابن الأشعث كانت فتنة عظيمة فرقت الكلمة ، وقتل فيها أكثر من مائة ألف مسلم

وفي هذه الحادثة فوائد منها :



أولها :

أن للفتن في أول نشوئها لذة وحلاوة
تستهوي كثيرا من الناس ، إلا من عصمه الله ونجاه ، وقد خرج كثير من القراء مع ابن الأشعث ، فضلا عن عامة الناس ، كان كلامهم في أول الفتن قويا ومهيجا ، تكلم متكلموهم ، وأبدع خطباؤهم ، في التحريض على قتال جند الخليفة .


قال أبو البختري :

أيها الناس قاتلوهم على دينكم ودنياكم ، فوالله لئن ظهروا عليكم ليفسدن عليكم دينكم ، وليلن على دنياكم .


قوال عامر الشعبي :

أيها الناس قاتلوهم ، ولا يأخذكم حرج من قتالهم ، والله ما أعلم على بسيط الأرض أعمل بظلم ولا أعمل بجور منهم


وقال سعيد بن جبير نحو ذلك


ووالله لو كانوا يعلمون ما ستـؤول الأمور إليه لما قالوا ما قالوا ، ولكنها الفتن تعمى فيها الأبصار .


ثانيا :

إذا وقعت الفتن فإن ضحاياها الأبرار والفجار
قال الله تعالى ( واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة )


ذكر ابن الأثر في تاريخه
أن الحجاج لما غلب جيش ابن الأشعث أخذ يبايع الناس وكان ظالما ، وكان لا يبايع أحدا إلا قال له اشهد على نفسك أنك كفرت ، يعني بنقضك البيعة وحملك السلاح ، فإن قال نعم بايعه ، وإلا قتله .


فأتاه رجل من خثعم كان معتزلا للناس كلهم ، فسأله الحجاج عن حاله فأخبره باعتزاله ، قال الحجاج ، بل أنت متربص بنا ، أتشهد أنك كافر ؟


قال الرجل :

بئس الرجل أنا أعبد الله ثمانين سنة ، ثم أشهد على نفسي بالكفر


قال الحجاج : أقتلك إذا ؟


قال الرجل : وإن قتلتني


فقتله الحجاج ، ولم يبق أحد من أهل الشام والعراق إلا رحمه ، وحزن لقتله

ثالثا :

إذا ولت الفتنة مدبرة عند ذلك يندم من دخل فيها لما يراه من الفساد والشرر الذي نتج عنها

واستمع إلى أهلها وقد جيئ بهم حتى أوقفوا بين يدي الحججاج بن يوسف هاهو فيروز بن الحصين أسر فأتي به إلى الحجاج فقال له :
أبا عثمان !!
ما أخرجك مع هؤلاء ، فوالله ما لحمك من لحومهم ولا دمك من دمائهم فقال :

أيها الأمير فتنة عمت ، فأمر به الحجاج فضربت عنقه ثم دعا الحجاج بعمر بن موسى فجيء به موثقا ، فعنفه الحجاج ، فاعتذر ، وقال أصلح الله الأمير !!

كانت فتنة شملت البر والفاجر ، فدخلنا فيها ، فقد أمكنك الله منا ، فإن عفوت فبفضلك ، وإن عاقبت ظلمت مذنبين فقال الحجاج :

أما إنها شملت البر والفاجر ، فقد كذبت ، ولكنها شملت الفاجر وعوفي منها الأبرار ، وأما إقرارك فعسى أن ينفعك . فرجى له الناس السلامة ، لكن الحجاج أمر به فضربت عنقهثم دعا الحجاج بالهلضام بن نعيم فقال :

ما أخرجك مع ابن الأشعث ؟

وما الذي أملت ؟
فقال الرجل :
أملت أن يملك ابن الأشعث فيوليني العراق ، كما ولاك عبد الملك فقتله الحجاج ثم دعا بأعشى همدان وقد تبع ابن الأشعث ، وعمل الشعر في التحريض على قتال الخليفة ، فلما دخل على الحجاج أنشد يعتذر :
أبى الله إلا أن يتمم نوره *** ويطفئ نار الفاسقين فتخمدا
فقتلاهم قتلى ضلال وفتنة *** وجيشهم أمسى ذليلا ممردا
فما لبث الحجاج أن سل سيفه *** فولى جيشــنا وتبددا
دنود أمير المؤمنين وخيله *** وسلطانه أمسى عزيزا مؤيدا
ليهنأ أمير المؤمنين ظهوره *** على أمة كانوا سعاة وحسدا
نزلوا يشتكون البغي من أمرائهم *** وكانوا هم أبغى البغاة وأعندا

فقال الحجاج :

والله يا عدو الله لا نحمدك ، وقد قلت في الفتنة ما قلت ، وحرضت الناس علينا ، فصربت عنقه وأحلق بأصحابه .

رابعا :

إذا وقعت الفتنة سعى أهلها في استدراج بعض الخواص إليهم ليحتجوا بهم عند العامة
وقد قيل لابن الأشعث :
إذا أردت أن يقاتل الناس حولك كما قاتلوا حول هودج عائشة فأخرج الحسن البصري معك ، فأخرجه . وخرج مع ابن الأشعث بعض الأئمة ، كسعيد بن جبير ، ومالك بن دينار وغيرهما ، ففتن الناس والمعصوم من عصمه الله . ولهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يستعيذ بالله من الفتن ويأمر بذلك في كل صلاة ، لأن بعضها يجعل الحليم حيرانا ، ذلك أن أهل الفتنة يزينون فعلهم بكثرة موافقيهم . فابن الأشعث قاتل معه أكثير من مائة وخمسين ألفا ، وتبعه جماعة من السادات ، لكن فعلهم لم يكن مرضيا ، إذ هو خلاف النصوص الآمرة بالجماعة والصبر الناهية عن الخروج والفرقة والمنازعة . قال أيوب : ما منهم من أحد صرع مع ابن الأشعث إلا رغب عن مصرعه ، ولا نجا من نجا منهم إلا حمد الله وسلمه . قال الإمام ابن بطة العكبري في التحذير والاغترار بالكثرة : والناس في زماننا أسراب كالطير يتبع بعضهم بعضا !!

لو ظهر فيهم من يدعي النبوة _ مع علمهم بأن رسول الله صلى الله عليه وسلم خاتم الأنبياء _ أو من يدعي الربوبية لوجد على ذلك أتباعا وأشياعا .

خامسـأ :

أن عاقبة الفتن وخيمة ، ومآل أهلها الخسران

فهاهو ابن الأشعث خرج على جيش إسلامي مجاهدا في سبيل الله ، ثم صار رأسا في الفتنة ، فترك قتال الكفار وهجم على أهل الإسلام !!

وقتل بسببه جمع كثير ، واضطربت الأمور وكثر الشر ، ثم آلت به الحال أن يلجأ إلى ملك الكفار الذي كان يقاتله بالأمس ، ففرح به الكافر وأكرمه إغاظة للمسلمين. وهكذا الفتن تقود صاحبها إلا ما لا يريد .
وليت ابن الأشعث وقف عند هذا لكان هينا ، وما هو وربي بهين لقد غدر به الملك الكافر وأرسله موثقا إلى الحجاج ، فأسقط في يده ، فلما كان ببعض الطريق ، صعد قصرا فألقى نفسه ، فمات ، فمن كان يظن أن نهايته تكون كذلك .

سـادسـا :
لقد ألبس ابن الأشعث فتنته هذه لباس الشرع ، وأوهمهم أنها إنكار للمنكر ونصرة للدين ، لكن الباطن خلاف ذلك

قد ذكر ابن الأثير أن الحجاج كان يبغض ابن الأشعث ، ويقول :
ما رأيته قط إلا وأردت قتله ، وهو يعلم ذلك ، وكان يهدد ويقول :
وأنا والله لأجهدن أن أزيل الحجاج عن سلطانه إن طال بي البقاء . ونص ابن كثير على أن سبب تلك الفتنة كره ابن الأشعث للحجاج ، ثم جمع حوله من يبغضون الحجاج ، فانظروا كيف استغل كره الناس ليثأر منه وينكد عليه !!


ولهذا فمن دعا إلى مفارقة الجاعة وإثارة الفتنة فهو صاحب هوى مريض قلب ، مخالف للسنة ، وإن ظهر فعله ذلك في صورة إنكار للمنكر


سابعا :

إذا وقعت الفتنة ، فإن أول من يصطلي بنارها من أوقدها ، فتنقلب الأمور عليهم ، ويتسلط الجهال من أتباعهم حتى يكون الأمر والنهي عليهم .


وقد كتب الخليفة إلى ابن الأشعث عزل الحجاج وتوليته مكانه ، وبقاء أعطيات الناس ، فمال إلى ذلك ابن الأشعث ، فخطب الناس وقال :

اقبلوا ما عرض عليكم ، وأنت أعزاء أقوياء ، فوثب الجهال من كل مكان يقولون :
لا والله لا نقبل نحن أكثر منهم عددا وعدة ، وأعادوا خلع الخليفة ثانية ، وبايعوا ابن الأشعث ، فانصاع لأمرهم ووافقهم حتى آل أمره إلى ما آل إليه .

ثامنا :

من فارق الجماعة ودخل في الفتنة فهو في غربة ووحشة ، ومآله أن يتخلى عنه أحبابه وأعوانه .

هاهو الشعبي يصف حاله بعد أن خلع البيعة ودخل مع ابن الأشعث ، فقدت صالح الإخوان ولم أجد من الأمير خلفا .

من أجل ذلك كان الأئمة يحرصون على الاجتماع زمن الفتن يقول حنبل :

اجتمع فقهاء بغداد في ولاية الواثق إلى أبي عبد الله _ يعني الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله _ يقولون له :

إن الأمر تفاقم وفشا _ يعنون إظهار القول بخلق القرآن ، ولا نرضى بإمرته ولا سلطانه ، فناظهرهم الإمام أحمد في ذلك وقال :

عليكم بالإنكار في قلوبكم ، ولا تخلعوا يدا من طاعة ، لا تشقوا عصا المسلمين ولا تسفكوا دماءكم ودماء المسلمين معكم ، وانظروا في عاقبة أمركم ، واصبروا حتى يستريح بر ويسترح من فاجر .
وقال لهم :
ليس هذا _ يعني نزع أيديهم من طاعتهم _ صوابا ، هذا خلاف الآثار ا.هـ

الإمام أحمد يقول هذا ، وقد آذاه السلطان وجلده وسجنه ، ثم منعه من لقيا الناس ، لكن أهل السنة أهل عدل واجتماع ومتابعة للنصوص يرجون ما عند الله تعالى


وآخرها :

أن هذه الفتنة تدل على أهمية التمسك بالآداب الشرعية زمن الفتن ، فمن تلك الآداب :

-الحذر من الفتن وعدم الاستشراف لها واعتزال أهلها .
-ومنها الحلم والرفق ،
فلا تعجل في قبول الأخبار ، والأفكار والآراء ، والحكم على الناس تخطئة وتصويبا ، فما كان الرفق في شيء إلا زانه ، وما نزع من شيء إلا شانه .

-ومنها لزوم جماعة المسلمين وإمامهم والحذر من التفرق ، لقول حذيفة رضي الله عنه لما ذكر له النبي صلى الله عليه وسلم الفتن ، قال فما تأمرني إن أدركني ذلك ؟


فقال :
تلزم جماعة المسلمين وإمامهم ومنها الالتفاف حول علماء السنة أهل التوحيد ، والحذر من التفرق عليم ومنازعتهم ، والصدور عن آرائهم والاستجابة لنصحهم ووالله ، وتالله ، وبالله :

إن أول باب يلج الرجل منه إلى الفتنة الطعن بالعلماء ، والاستبداد بالرأي دونهم .
ومن رأيتموه يقدح في علمائنا فاعلموا أنه مفتون ، فإن من علامة أهل البدع الوقيعة في أهل السنة ومنها أن الفتن إذا وقعت فما كل ما يعلم يقال ، وليت بعض الناس يتركون الأمور العظام للعلماء الكبار حفاظا على اجتماع الكلمة ، لأن مرد الناس في آخر أمرهم للعلماء ، فمن كان عنده رأي فليعرضه عليهم
( وإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم )






التوقيع :
الأدعياء كثر
فمدع أن النصرانية على هدي عيسى
-عليه السلام-
و مدع أن التشيع على هدي آل البيت
- رضوان الله تعالى عنهم -
و لا ندري أي الدعوتين أكذب من الأخرى
من مواضيعي في المنتدى
»» فكرة مهدي الرافضة مأخوذة من العهد القديم التوراة المحرفة / وثيقة
»» الرد على محاضرات قصص تاريخية لطارق السويدان
»» إيران وحقل الفكة أطماع أم أحقاد ؟
»» أيها الشيعي هل أنت واثق من عقيدتك ولا تريد إلا الحق ؟
»» نصيحة امام الشيعة المعصوم للشيعية بأن تعمل مثل الكلب عندما يبول
 
قديم 10-04-10, 07:19 AM   رقم المشاركة : 2
شعيب الاشباني
صوفي






شعيب الاشباني غير متصل

شعيب الاشباني is on a distinguished road


هل ابن الاشعث هذا هو نفسه الذي كان يعادي الوليد بن عقبة (والي الكوفة في عهد الخلافة العثمانية)؟؟







 
قديم 10-04-10, 10:07 AM   رقم المشاركة : 3
الصنديد الأموي
موقوف







الصنديد الأموي غير متصل

الصنديد الأموي is on a distinguished road


ابن الاشعث خارجي ويستحق القتل ..
والحجاج قائد عسكري محنك استطاع ان يقضي على كل فتن الخوارج المارقين

واستطاع ان يتعامل مع اهل العراق المعروفين بتذمرهم من كل امير يتأمر عليهم
لذا اختار عبدالملك بن مروان الحجاج اميراً على العراق ..

موضوع رائع اخي حلم .






 
قديم 10-04-10, 11:55 AM   رقم المشاركة : 4
طالب الجنة
عضو نشيط







طالب الجنة غير متصل

طالب الجنة is on a distinguished road


لا نقول إلا حسبنا الله و نعم الوكيــــل, و رحم الله أموات المسلمين







التوقيع :
موقع الإعجاز في القرآن و السنة لا تفوتوه ...http://www.55a.net/firas/arabic/
من مواضيعي في المنتدى
»» استبصال أسرة بكاملها و هذه صورهم...إنا لله و إنا إليه راجعون
»» أواصر النسب و المصاهرة بين آل النبي صلى الله عليه و سلم و بين الخلفاء الراشدين / صورة
»» عاجل
»» فيروس أنفلونزا الخنازير
»» رموز إنجيلية على أسلحة القوات الدولية بأفغانستان
 
قديم 11-04-10, 05:30 AM   رقم المشاركة : 5
حلم
عضو ذهبي






حلم غير متصل

حلم is on a distinguished road








التوقيع :
الأدعياء كثر
فمدع أن النصرانية على هدي عيسى
-عليه السلام-
و مدع أن التشيع على هدي آل البيت
- رضوان الله تعالى عنهم -
و لا ندري أي الدعوتين أكذب من الأخرى
من مواضيعي في المنتدى
»» اذا كان المعصوم يعلم الغيب كيف يشاور غير المعصوم
»» جالية اليمن بجيزان تدشن حملة تبرع بالدم لدعم الجيش السعودي
»» موثق جنايات سيد قطب على الاسلام وأهله
»» موقف الإمامين ابن تيميَّة وابن القيّم من الصوفية
»» آيات من القرآن غفل عنها الشيعة
 
قديم 11-04-10, 06:13 AM   رقم المشاركة : 6
حلم
عضو ذهبي






حلم غير متصل

حلم is on a distinguished road


الرابط الصوتي تجده
هنا
http://www.sultanal3eed.com/sound/3-المنهج.html






التوقيع :
الأدعياء كثر
فمدع أن النصرانية على هدي عيسى
-عليه السلام-
و مدع أن التشيع على هدي آل البيت
- رضوان الله تعالى عنهم -
و لا ندري أي الدعوتين أكذب من الأخرى
من مواضيعي في المنتدى
»» خاتمة الشعراوي كما يصفها ولده عبد الرحيم
»» في كلام النبوة الأزواج من الآل قبل الذرية
»» الحقد الفارسي على العرب صريح في واجهة المكتبة العامة في طهران
»» إسلام 70 عاملاً صينياً في شركة تنفيذ قطار المشاعر خلال 24 ساعة
»» إيران وحقل الفكة أطماع أم أحقاد ؟
 
قديم 11-04-10, 06:56 PM   رقم المشاركة : 7
حلم
عضو ذهبي






حلم غير متصل

حلم is on a distinguished road


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حلم مشاهدة المشاركة
  
وبعد بيعة الفتنة تلك تبدلت الأمور ، ووقع ما لم يكن في الحسبان ، فقد انصرف ابن الأشعث عن قتال الترك الكفرة !!


وسار بجيشه المفتون مقبلا إلى الحجاج ليقاتله
ويأخذ منه العراق


ففر ابن الأشعث
حتى دخل هو ومن معه
إلى بلاد رتبيل الكافر ملك الترك !!!
فأكرمه وأنزله عنده وأمنه وعظمه كيدا للمسلمين




"....فأقبل رجل غائر العينين مشرف الوجنتين ،
ناتئ الجبين ، كث اللحية محلوق ، فقال :
اتق الله يا محمد ، فقال :
( من يطع الله إذا عصيت ؟
أيأمنني الله على أهل الأرض فلا تأمنونني ) .
فسأل رجل قتله
- أحسبه خالد بن الوليد -
فمنعه ، فلما ولى قال :
( إن من ضئضئ هذا ، أو :
في عقب هذا
قوم يقرؤون القرآن لا يجاوز حناجرهم ،
يمرقون من الدين مروق السهم من الرمية ،
يقتلون أهل الإسلام ويدعون أهل الأوثان
لئن أنا أدركتهم
لأقتلنهم قتل عاد "

الراوي: أبو سعيد الخدري المحدث: البخاري -
المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 3344








" الخوارج كلاب أهل النار "
الراوي: عبدالله بن أبي أوفى المحدث: الألباني -
المصدر: تخريج كتاب السنة - الصفحة أو الرقم: 904
خلاصة حكم المحدث: صحيح







"الخوارج كلاب النار "

الراوي: عبدالله بن أبي أوفى المحدث: الألباني -
المصدر: صحيح ابن ماجه - الصفحة أو الرقم: 143
خلاصة حكم المحدث: صحيح









"دخل أبو أمامة الباهلي دمشق
فرأى رؤوس حروراء قد نصبت
فقال :

كلاب النار وكلاب النار ثلاثا
شر قتلى تحت ظل السماء
خير قتلى من قتلوا
ثم بكى
فقام إليه رجل فقال :

يا أبا أمامه
هذا الذي تقول من رأيك أم سمعته

قال :
إني إذا لجريء
كيف أقول هذا عن رأي

قد سمعته غير مرة ولا مرتين


قال : فيما يبكيك ؟

قال :
أبكي لخروجهم من الإسلام
هؤلاء الذين تفرقوا واتخذوا دينهم شيعا .
الراوي: أبو أمامة الباهلي المحدث: الوادعي -
المصدر: الصحيح المسند - الصفحة أو الرقم: 481
خلاصة حكم المحدث: جيد







"عن أبي أمامة يقول :
شر قتلى قتلوا تحت أديم السماء
وخير قتيل من قتلوا
كلاب أهل النار
قد كان هؤلاء مسلمين
فصاروا كفارا

قلت يا أبا أمامة
هذا شيء تقوله
قال بل سمعته من رسول الله
صلى الله عليه وسلم

الراوي: أبو أمامة المحدث: الألباني -
المصدر: صحيح ابن ماجه -
الصفحة أو الرقم: 146
خلاصة حكم المحدث: حسن









بينا النبي
صلى الله عليه وسلم
يقسم
جاء عبد الله بن ذي الخويصرة التميمي
فقال :
اعدل يا رسول الله
فقال :
( ويحك ، ومن يعدل إذا لم أعدل ) .

قال عمر بن الخطاب :
ائذن لي فأضرب عنقه ،
قال :

دعه
فإن له أصحابا

يحقر أحدكم صلاته مع صلاته

وصيامه مع صيامه

يمرقون من الدين
كما يمرق السهم من الرمية


ينظر في قذذه فلا يوجد فيه شيء
ثم ينظر إلى نصله فلا يوجد فيه شيء
ثم ينظر إلى رصافه فلا يوجد فيه شيء
ثم ينظر في نضيه فلا يوجد فيه شيء
قد سبق الفرث والدم
آيتهم رجل إحدى يديه
أو قال : ثدييه
مثل ثدي المرأة
أو قال : مثل البضعة تدردر ،
يخرجون على حين فرقة من الناس
قال أبو سعيد :
أشهد سمعت من النبي
صلى الله عليه وسلم
وأشهد أن عليا قتلهم
وأنا معه ، جيء بالرجل على النعت
الذي نعته النبي صلى الله عليه وسلم
قال :
فنزلت فيه :
{ ومنهم من يلمزك في الصدقات } .

الراوي: أبو سعيد الخدري المحدث: البخاري -
المصدر: صحيح البخاري -
الصفحة أو الرقم: 6933










"قال صاحب لي
يحدثني عن شأن الخوارج
وطعنهم على أمرائهم
فحججت فلقيت عبد الله بن عمرو
فقلت له :
أنت من أصحاب رسول الله
- صلى الله عليه وعلى آله وسلم -
، وقد جعل الله عندك علما ،


وأناس بهذا العراق يطعنون على أمرائهم ،
ويشهدون عليهم بالضلالة
فقال لي :
أولئك عليهم لعنة الله والملائكة
والناس أجمعين .

أتي رسول الله
- صلى الله عليه وعلى آله وسلم -
بقليد من ذهب وفضة ،
فجعل يقسمها بين أصحابه
فقام رجل من أهل البادية فقال :
يا محمد والله لئن أمرك الله أن تعدل
فما أراك أن تعدل ،
فقال :
( ويحك من يعدل عليه بعدي )
فلما ولى قال :
( ردوه رويدا )
فقال النبي
- صلى الله عليه وعلى آله وسلم - :
( إن في أمتي أخا لهذا,
يقرأون القرآن لا يجاوز تراقيهم,
كلما خرجوا فاقتلوهم ثلاثا ) .

الراوي: عبدالله بن عمرو بن العاص
المحدث: الوادعي -
المصدر: الصحيح المسند -
الصفحة أو الرقم: 795
خلاصة حكم المحدث: صحيح







"أتيت عبد الله بن أبي أوفى ،
وهو محجوب البصر ، فسلمت عليه .
قال لي من أنت ؟
فقلت : أنا سعيد بن جهمان
قال : فما فعل والدك ؟
قال : قتلته الأزارقة
قال : لعن الله الأزارقة ،
لعن الله الأزارقة .



حدثنا رسول الله
– صلى الله عليه وعلى آله وسلم – :
أنهم كلاب النار ،
قال : قلت :
الأزارقة وحدهم أم الخوارج كلها ؟
قال : بل الخوارج كلها .

قال :
قلت فإن السلطان
يظلم الناس ويفعل بهم ؟
قال : فتناول يدي فغمزها بيده
غمزة شديدة
ثم قال :
ويحك يا ابن جهمان ،
عليك السواد الأعظم
إن كان السلطان يسمع منك ،
فائته في بيته ، فأخبره بما تعلم
فإن قبل منك ،
وإلا فدعه فإنك لست بأعلم منه .

الراوي: عبدالله بن أبي أوفى المحدث: الوادعي -
المصدر: الصحيح المسند -
الصفحة أو الرقم: 542
خلاصة حكم المحدث: حسن






التوقيع :
الأدعياء كثر
فمدع أن النصرانية على هدي عيسى
-عليه السلام-
و مدع أن التشيع على هدي آل البيت
- رضوان الله تعالى عنهم -
و لا ندري أي الدعوتين أكذب من الأخرى
من مواضيعي في المنتدى
»» نقل العاصمة الإيرانية من طهران تحسبًا لزلزال مدمر
»» اليمن و عدة دول عربية تعد العدة لطرد السفير الايراني و اغلاق السفارة
»» كيف يعرف القضاء الشيعي أن الزناة يزنون و لا يتمتعون
»» شعار الفاتيكان النجاسة من الإيمان
»» قناة الجزيرة تدعم الحوثيين وتستضيف قادتهم الميدانيين
 
قديم 11-04-10, 07:04 PM   رقم المشاركة : 8
الوافي 4
عضو ماسي







الوافي 4 غير متصل

الوافي 4 is on a distinguished road


جزاك الله خير يا حلم على توضيح فتنة عبدالرحمن بن الأشعث

استمتعت و انا اقرا تفاصيل الأحداث التي تم سردها بأسلوب سهل و مختصر

و رضي الله عن الخليفة الأموي المبارك عبدالملك بن مروان







 
قديم 13-04-10, 05:58 AM   رقم المشاركة : 9
حلم
عضو ذهبي






حلم غير متصل

حلم is on a distinguished road


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الوافي 4 مشاهدة المشاركة
  
جزاك الله خير يا حلم
على توضيح فتنة عبدالرحمن بن الأشعث

استمتعت و انا اقرا تفاصيل الأحداث
التي تم سردها بأسلوب سهل و مختصر

و رضي الله عن الخليفة الأموي المبارك
عبدالملك بن مروان


و إياك أخي الوافي

و لكن أظن أنك تقصد
أن القصة شدتك بتفاصيلها
و ليس استمتعت بها
فكيف يمكن الاستمتاع
بمثل هذه القصة المأساة
التي راح ضحيتها

أكثر من 100 ألف
من المسلمين






التوقيع :
الأدعياء كثر
فمدع أن النصرانية على هدي عيسى
-عليه السلام-
و مدع أن التشيع على هدي آل البيت
- رضوان الله تعالى عنهم -
و لا ندري أي الدعوتين أكذب من الأخرى
من مواضيعي في المنتدى
»» تكفير المسلمين أصل من أصول الفكر الشيعي
»» محاضرة حشيت بالعلم وددت لو كل مسلم سمعها
»» بشارة عظيمة للصحابة "الله تعالى يقول لهم أنه أنقذهم من النار"
»» فتوى الشيخ ابن باز رحمه الله في تحديد سن الزواج في بعض البلدان
»» الحوثيون بين إيران و القاعدة
 
قديم 01-08-10, 07:16 AM   رقم المشاركة : 10
حلم
عضو ذهبي






حلم غير متصل

حلم is on a distinguished road


تاريخ الخوارج باختصار

مقطع مفرَّغ
لفضيلة الشـيخ الدكـتور:
صالح بن سعد السحيمي
موجِّه الدعاة
بفرعِ وزارةِ الشُّؤون الإسلاميِّة
بالمدينةِ النبويِّة
والمُدرِّس بالمسجدِ النبويِّ

السؤال:
بارك الله فيكم وفي علمكم
يقول السائل:
نرجو توضيح فتنة الخوارج
و خصوصاً في هذه الأيام


الجواب:
هذا سؤالٌ جوابه يطول
ولكن سأختصره في بضع دقائق.
تعلمون
-رحمني الله وإياكم-
أن الإسلام جماعة واحدة أو جماعات؟

جماعة واحدة

قال الله
-جل وعلا-:
{وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ
وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ}
.[1]
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم
-عندما ذكر الفرقة الناجية، وعندما ذكر افتراق الأمم-
((وستفترق هذه الأمة إلى ثلاث وسبعين فرقة
كلها في النار إلا واحدة
وهي الجماعة))
[2]،
وفي رواية:
((من كان مثل ما أنا عليه اليوم وأصحابي))،
قال صلى الله عليه وسلم:
((عليكم بالجماعة فإن يد الله مع الجماعة))
[3].

فالمسلمون جماعة واحدة لا جماعات
وفرقة لا فرق، وطائفة لا طوائف، وحزب الله لا أحزاب، هذا هو شأن المؤمنين الخُلَّص، المتقين، يعيشون في ظل جماعة واحدة، ينتمون إليها، حتى وإن تباعدت أقطارهم، أو تفرقت بهم الأماكن، أو ذهبوا إلى أي مكان آخر، فهم يشعرون أنهم جماعة واحدة مسلمة لا فرق بين من هم في الشرق أو الغرب أو الشمال أو الجنوب، فالمسلمون جماعة واحدة لا جماعات متعددة.

وقد كانوا على هذا في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وصدر الخلافة الراشدة، ثم إنه حصلت فتن ظهرت فيها بعض الطوائف الذين انشقوا عن جماعة المسلمين،

وأول فرقة ظهرت في الإسلام هي فرقة الخوارج
قد يقول قائل:
طيب والمنافقون؟
أقول: المنافقون ليست من فرق المسلمين أصلاً؛
بل هم كفار ابتداءً؛
ولكن أول بذرة خرجت على المسلمين هي الخوارج،
وكان خروجهم باللسان في عهد النبي
صلى الله عليه وسلم
عندما ظهر ذو الخويصرة التميمي
واعترض على قسمة النبي صلى الله عليه وسلم يوم حُنين
فإن النبي صلى الله عليه وسلم
قسَّم غنائم حنين في أناس حديثي عهد بالإسلام
بل ربما أعطى بعض غير المسلمين
كما أعطى صفوان وغيره، وهذا جائز؛
إما لترغيبهم في الإسلام،
أو لتقوية إيمانهم إن كانوا مؤمنين،
عندها اعترض ذلكم الشقي على قسمة النبي
صلى الله عليه وسلم
وقال :
إنها قسمة ما أريدَ بها وجه الله!
اعدل يا محمد فإنك لم تعدل!
قال:
((ويحك ومن يعدل إن لم أعدل؟!
ألا تأمنوني وأنا أمين من السماء؟
فهمَّ عمر أو خالد بقتله؛
لكن النبي صلى الله عليه وسلم
لم يوافق على قتله،
وكما تعلمون أنه كثيرًا ما يؤخِّر بعض الأمور لمصلحة راجحة؛ فيقول:
((مَعاذ الله أن يقال إن محمداً يقتل أصحابه))
مع أنه يعرفهم؛
بل ترك من هم شر منهم وهم المنافقون،
فقال:
((دعوه فإنه يخرج من ضئضئه؛
-أي:
من صلبه أو من أمثاله على الفهمين للسلف-
يخرج من ضئضئ هذا
قوم تحقرون صلاتكم إلى صلاتهم
وعبادتكم إلى عبادتهم
يقرئون القرآن لا يجاوز حناجرهم
يمرقون من الدين
كما يمرق السهم من الرَّمِية
لا يعودون إليه حتى يعود السهم إلى فُوقه
[4]
أي: إلى قوسه والمكان الذي أُطلق منه.


وذكر من أوصافهم في أحاديث أخرى:
أنهم قوم سفهاء الأحلام،
حدثاء الأسنان،
سيماهم التحليق،
وأنهم يقتلون أهل الإسلام،
ويدعون أهل الأوثان،
وأنهم يخرجون في كل زمان
كلما ظهر منهم قرن قُطع؛
حتى يظهر في عِرَاضهم الدجال،
وأن في قتلهم أجرًا عظيمًا؛
كما قال صلى الله عليه وسلم:
((فإن لمن قتلهم أجرًا))
وقال: عليه الصلاة والسلام:
((خير قتيل من قتلوه))
وهم شر قتيل تحت أديم السماء،
وهم شر الخلق والخليقة
ويبَشر أن من قتلوه فهو على خير؛

لأن النبي صلى الله عليه وسلم:
((قال خير قتيل من قتلوه))
[5].


هذه الفرقة الضالة المبتدعة
التي بعض الناس يتردد في هذا الزمان
في تسميتهم خوارج،
على الرغم من قتلهم الأنفس البريئة المعصومة،
وجرأتهم على عباد الله،
وهم يقرؤون القرآن
ويتكلمون بالقرآن
ويتشدقون بالقرآن؛
ولكنه لا يجاوز حناجرهم وتراقيهم؛
لأنهم- والعياذ بالله- لا يتحركون
إلا وفق أهوائهم،
فلا يفهمون القرآن،
ولا يؤمنون بالسنة،
ولا يرقبون في مؤمن إلاًّ ولا ذمة.



وقد خمدوا في عهد أول الخلافة الراشدة
والنبي صلى الله عليه وسلم
وصف ذلكم الرجل بأنه هذه أوصافه؛
ولذلك بحث عنه علي
-رضي الله عنه-
فوجده بين القتلى يوم النهروان.
بعد وفاة أمير المؤمنين عمر
-رضي الله عنه-
وبعد أن انكسر باب الفتنة؛
حيث أخبر النبي صلى الله عليه وسلم
أنه يُكسر بموته باب الفتنة
فتنفتح الفتنة على مصراعيها،
عندها بدأ الخوارج يدبون في جسم الأمة،
وثاروا على الخليفة الراشد ذي النورين،
مُجهزِ جيش العسرة،
ولفَّقوا أقاويل لا حقيقة لها،
أو أمورًا هو معذور فيها،
وأثاروا ما أثاروا ضد هذا الخليفة
الذي قال فيه النبي
صلى الله عليه وسلم

إنه لا يضره شيء بعد اليوم،
وأنه مبشرٌ بالجنة على فتنة تصيبه
-رضي الله عنه وأرضاه، وأخزى الله من أبغضه وقلاه-
عثمان بن عفان
من السابقين الأولين إلى الإسلام،
خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم،
أحد العشرة المبشرين بالجنة،
زوَّجه النبي صلى الله عليه وسلم ابنتيه،
فخرجت عليه الخوارج
ومن المألِّبين عليه
بعد عبد الله بن سبأ اليهودي،
عبد الرحمن بن مُلجم
الذي قتل بعد ذلك عليًا
-رضي الله عنه-،
وكان قد أرسله عمر بن الخطاب
-رضي الله عنه-
إلى مصر ليُقرئ الناس القرآن؛
لكنه لم يتفقه في القرأن
ولم يفقه القرآن
بل سار يتشدق بهواه،
فاستحل الدماء المعصومة،
وسار في هذا النفق المظلم،
فألَّبوا على عثمان
-رضي الله عنه-
فقتلوه بعد أن منع
-رضي الله عنه-
الصحابة أن يدافعوا عنه،
وعلى رأسهم علي والحسن والحسين
-رضي الله عنهم وأرضاهم-
، وفاوضهم وحاول أن يبين لهم الحق
غير أنهم مُقدِمون على باطلهم،
وفي يوم الخميس هجموا عليه وأحاطوا به
وأخافوا أهل المدينة
ومن أخاف أهل المدينة
أذابه الله كما يُذاب الملح في الماء
كما قال النبي صلى الله عليه وسلم
واقتحموا عليه بيته
وكان في ذلك اليوم صائمًا،
وقد رأى النبي
صلى الله عليه وسلم
وهو يقول:
((أفطر عندنا يا عثمان))
ثم تقدم هؤلاء الأوغاد وأحاطوا به
وقتلوه ومثَّلوا به
وكان أحدهم يركل جمجمته الطاهرة برجله
ويقول:
والله ما وجدت يوماً من أيام الله
ولا يوماً من أيام الجهاد في سبيل الله
أعظم من هذا اليوم!!


{قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ
أَعْمَالًا الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا
وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا}
[6].

بعد أن أقدموا على هذه الفتنة الشنعاء
انقلبوا على علي
-رضي الله عنه-
، وزعموا أنه تستر على قتَلة عثمان
، وأخذوا يثيرون ضد علي
-رضي الله عنه-
؛ حتى انتهى الأمر بقتالهم عن الخوارج،
وظهرت الفتن وظهرت فِرق أخرى؛
لكن الخوارج ظهروا أكثر على علي
-رضي الله عنه-
، وأرسل إليهم ابن عباس
-رضي الله عنهما-
وفاوضهم؛ فرجع منهم الكثير
بعد أن بين لهم الحق بدليله،
وبقي الكثير فتجهَّز لهم علي
-رضي الله عنه-
فأبادهم وقتلهم يوم النهروان.


وإن كان لم يتبع فارَّهم
ولم يُجهز على جريحهم،
وعندها ذهب الخوارج وانتهى أمرهم.



لكن عبد الرحمن ابن مُلجِم
اتفق مع اثنين آخرين
على أن يقتلوا
عليًا ومعاوية وعمر بن العاص
-رضي الله عنهم أجمعين-
فأما الذي عزم على قتل عمرو
فقد تخلَّف عمرو عن الصلاة في ذلك اليوم
لمرض أصابه
وصلى بدلاً منه رجل يُقال له:
خارجة؛ فقتلوه؛
فقيل:
(أردتُ عمرًا وأراد الله خارجة).
وأما الذي عزم على قتل
معاوية
-رضي الله عنه-
فإنه طعنه؛
لكنه لم يصب مقتلا.


وأما أشقاهم، وهو قاتل علي
-رضي الله عنه-
عبد الرحمن بن ملجم
كان قد سمَّم حربة لمدة شهر
كان لهذه الحربة تسعة رؤوس؛
يقول:
أما ثلاثة فلله ولرسوله،
وأما الستة
فلبُغضه لعلي
-رضي الله عنه-
؛ فقتله،
ولما أرادوا أن يقتلوه ويقتصوا منه
قال:
(لا تقتلوني دفعة واحدة؛
بل قطِّعوني إربًا إربًا وابدؤوا بأصابعي،
وآخر ما تقطعوا لساني
حتى أستمر على الذكر)
ذكر على ضلال
{قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا}
[7]
فكان هو من شر البرية
- نسأل الله العافية والسلامة-
قاتل علي ابن عم رسول الله
صلى الله عليه وسلم،
وأول من أسلم من الصبيان،
وزوج فاطمة الزهراء
-رضي الله عنهم أجمعين-
، فكان هذا هو أشقى القوم في ذلك الوقت.


هذه خلاصة لظهورهم؛
ثم إنهم ما زالوا يظهرون إلى يومنا هذا،
وعقيدتهم تكفير المسلمين بالذنوب أو بالمعاصي؛
حتى ولو كان من وجهة نظرهم في أنها ذنوب؛
وإلاَّ فقد أثاروا على علي قضايا ليست ذنوبًا فضلاً عن أن تكون كفرًا؛
يعني ليست ذنوبًا أصلاً؛
وإنما هي من المسائل الاجتهادية؛
بل وتقوَّلوا أشياء ووقعوا في أمور يرون أنها سهلة
وهم -والعياذ بالله- يفعلون شرًا منها.


من ذلك أنهم
لما قتلوا عبد الله ابن خباب بن الأرت
-رضي الله عنهما-
وبقروا بطن امرأته
قتلوها وقتلوا جنينها،
بعد قليل
مرّوا بنخل لنصراني
فأرادوا أن يأخذوا منه رطبًا بالثمن؛
فقال: أنا أهدي إليكم؛
فقالوا:
لا، نحن لا نقبل الهدية، ولا نأخذه إلا بثمنه؛
قال:
"عجبًا لكم أيها القوم،
قبل قليل فعلتم ما فعلتم بهذا الرجل وزوجته وجنينه،
والآن لا تأخذون هذا التمر إلا بثمن؟!
إن أمركم لعجيب".


ثم هم بعد ذلك يتساءلون عن حكم قتل البعوض
أهو حلال أم حرام؟
قتل علي حلال!
ومعاوية وعمر
-رضي الله عنهم أجمعين-!
وقتل البعوض اختلفوا فيه!
يتناقشون أهو حلال أم حرام!
وهكذا كل من لجأ إلى غير الكتاب والسنة
يقع في هذه التناقضات
{أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا}
[8]
{أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا}
[9].


عقيدتهم التكفير بالمعصية،
وأن الإيمان لا يزيد ولا ينقص،
وكفَّروا جملة من الصحابة
ومنهم علي وعمر ومعاوية،
وكل من ينتمي إلى بني أمية،
كل أولاء عندهم كفار،
وكل من خالفهم في عدم تكفير صاحب الكبيرة
يعتبرونه كافرًا حلال الدم والمال....
استباحوا دماء المسلمين وأموالهم،
استباحوا الدماء المعصومة
والله -عز وجل-
يقول:
{وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا}
[10]
ويقول الله -عز وجل-:
{مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا}
[11].


وما أشبه الليلة بالبارحة!
النبي صلى الله عليه وسلم
أخبر أنهم يخرجون
حتى يخرج آخرهم مع الدجال،
وفعلاً ظهروا في عهد جميع الدول الإسلامية المتعاقبة،
وقد ظهروا في هذا الزمان
منذ أن قرر لهم بعض زعماء الأحزاب هذا الفكر
وهو تكفير المسلمين،
فأفتوهم بأن الناس كلهم قد ارتدوا عن الإسلام،
وأنه لم يبقَ على الإسلام إلا هم هؤلاء الخوارج،
وأخذوا يفتون الشباب،
وأنه ليس بينهم وبين الجنة
إلا أن يقتلوا فلانًا وعلانًا من أهل السنة!

وأن يقتلوا رجال الأمن في بلاد أهل السنة!
وأن يقتلوا كل من خالفهم!
أفتاهم صاحب الظلال وغير صاحب الظلال،
أفتاهم زعماء يقبعون في الدهاليز وفي الكهوف،
يفتونهم وهم كالنعام الذي يدس رأسه في التراب؛
حتى أفسدوا شريحة من شباب الأمة،
وكتاب الظِّلال وغيره مليء بالضَّلال
والبدع والخرافات وتكفير المسلمين،
وبعضهم يزعم
أنه ما بقي على الإسلام إلا هو وحده!
أحدهم وقف في بلد ما من إحدى البلاد العربية
وهو يقول:
أشهدكم أنه لم يبقَ على الإسلام
إلا أنا وزوجتي ورجل يذكر في الهند!!

وهكذا يصنفون المسلمين ويكفِّرونهم كما يحلو لهم،
ومعلوم أن من قال لأخيه يا كافر،
فقد باء بها أحدهم.
في الحديث الآخر أنه من قال لأخيه يا كافر حارت عليه؛
أي رجعت عليه؛
يقول بعض السلف:
لأن أخطئ في عدم تكفير كافر
أحب إلي من أن أخطئ في تكفير مسلم،
ويقول النبي صلى الله عليه وسلم:
((لزوال الدنيا وما عليها
أهون على الله من إراقة دم امرئ مسلم))
[12].

إن ما يفعله هؤلاء الأوغاد من خوارج هذا العصر
الذين ضموا إلى خارجيتهم المارقة تَقيَّة الرافضة
، فأصبحوا منافقين؛ يعني جمعوا بين سوأتين!
بين النفاق وبين مذهب الخوارج؛
لذلك هم أعظم وأخطر من الخوارج القدامى،
فمَن يتردد من الأئمة والخطباء في تسميتهم خوارج؛
فهو جاهل بمذهب السلف،
لا يعرف منهج السلف
واقرأ يا عبد الله!

الشريعة للآجرِّي
واقرأ السنة لعبد الله ابن الإمام أحمد
واقرأ السنة لابن أبي عاصم
واقرأ السنة للخَلاّل
واقرأ شرح السنة للبغوي
واقرأ شرح السنة للبربهاري
واقرأ الإيمان لشيخ الإسلام ابن تيمية
والإيمان لأبي عبيد القاسم ابن سلاّم
والإيمان لابن أبي شيبة
واقرأ واقرأ ما تشاء
واقرأ الإبانة لابن بطة
واقرأ الواسطية لشيخ الإسلام ابن تيمية
تجد خطورة مذهب هؤلاء الخوارج
وأنهم من أخطر الناس على الأمة
هم أخطر من اليهود والنصارى ليش؟
انتبهوا أنا ما قلت أَكْفَر
أنا قلتُ:
أخطر من اليهود والنصارى
لماذا؟


لأن كل مسلم يعرف أن اليهودي والنصراني أعداء، والشيوعي وغيرهم أن الكفار أعداء
لكن هؤلاء يتسترون بالإسلام،
ويقرئون القرآن، وهو لا يُجاوز حناجرهم،
فاحذروا منهم
يجدون مفتين من الداخل والخارج
البعض مُفتون من وراء الكواليس، من وراء الكهوف، من تحت الكهوف،
وهم مندسّون كالنعام وتجدهم يحرضون ضد حتى من يطبق شرع الله كما هو الحال في هذه البلاد
(المملكة العربية السعودية بلد العلم والعلماء وبلد التوحيد وبلد نشر العقيدة وبلد إقامة حدود الله -سبحانه وتعالى-). نعم، نحن لا ندّعي الكمال عندنا قصور
لكن مهما كان
أروني وأعطوني دولة
تنفذ حدود الله وترفع شعار العقيدة،
وتُدرس عقيدة التوحيد
منذ الصفوف الأولى إلى آخر المراحل الجامعية
وكل الدول الإسلامية على خير
لكن ينقصها الكثير من هذا الأمر،
فمن يُكفِّرون هؤلاء الناس ويكفرون جميع المسلمين
ويركزوا بعضهم على الحكام خاصة،
هؤلاء مجرمون خدموا أعداء الإسلام،
والله ما خدموا إلا اليهود والنصارى، والله ما خدم الظواهري ومن معه إلا إسرائيل وفّروا لها الجو

«خلا لكِ الجو فَبيضي واصفري
.. ونقري ما شئت أن تنقري»

فتنوا المسلمين ببعضهم، شغلوهم بأنفسهم،
استحلوا دماء المسلمين في أقدس بقاع الأرض؛
في مكة والمدينة بفتاوى من هؤلاء الأوغاد تلاميذ إبليس.
فانتبهوا!
انتبهوا لهذا المذهب الخطير، واعرفوا منهج السلف، واعرفوا خطورة التكفير؛
فإنه من أخطر الأمور في هذا الزمان.

الآن علَّموا شباب
أعمارهم لا تتجاوز سبعة عشر وثمانية عشر
علَّموهم أنهم
لا يعرفون من الدين
إلا فلان كافر وفلان كافر وفلان كافر
هذا هو دينهم
حتى العلماء الأجلاء لم يسلموا من شرهم،
والأحكام عليهم من قبل هؤلاء الأوغاد،
وأخشى أن يكون بعضهم دسيسة يهودية أو ماسونية والبعض مغرَّر به ينفِّذ خطط أعداء الإسلام وهو لا يشعر
-والعياذ بالله-
لست بالخِبِّ ولا الخِبُّ يخدعني.
انتبه لهذا يا عبد الله!
واحذر هؤلاء الأئمة المضلين
فقد حذَّر منهم النبي صلى الله عليه وسلم وقال: ((إنما أخشى على أمتي الأئمة المضلين))
[13]
وقال:
((إن الله لا ينتزع العلم انتزاعًا وإنما يقبضه بقبض العلماء حتى إذا لم يبقَ عالم، اتخذ الناس رؤوسًا جهَّالاً فسُئلوا فأفتوا بغير علم فضلّوا وأضلّوا))
[14].


انتبهوا واعرفوا عمن تأخذوا دينكم،
اسألوا العلماء الربانيين الذين يقضون بالحق وبه يعدلون، والذين يفتون في وضح النهار
ليس عندهم فتاوى مخبأة في الكهوف!
ليس عندهم فتاوى مخبأة في زبالات الإنترنت!
ليس عندهم فتاوى يخفونها عن الناس!
خذوا عنهم وابتعدوا عن أدعياء العلم
الذين هم أجهل من حُمُرِ أهلهم.

وانتبه -يا عبد الله!-
أن تقع في هذا الفكر الخطير جدًا الذي يدخلك في نفق مظلم لا تستطع الخلاص منه، هم الآن ظمّوا إلى خارجيتهم:
التقية
فأصبحوا يحلقون لحاهم ويلبسون الثياب الضيقة
بل ويلبسون ملابس النساء
ويتسترون ويلبسون ملابس الخنافس
لأن الغاية عندهم تبرر الوسيلة
كما صرّح أحد زعمائهم، الموجودون عندنا،
من القعدة قال في شريط له
إنه يضطر إلى تطبيق نظرية ميكافيللي
وهي: إن الغاية تبرر الوسيلة،
اقتل من شئت من أجل أن تصل إلى هدفك.

فانتبهوا واسألوا العلماء
وانظروا إلى بيانات المشايخ
في الرد على تفجير هؤلاء
سواء في المملكة أو في مصر
أو في الجزائر أو في لبنان أو في الأردن
أو في أي مكان مما يفعل أولئك المجرمون كلاب النار، من الذي سماهم كلاب النار؟
رسول الله صلى الله عليه وسلم،
جاء عبد الله بن أبي أَوفى الصحابي الجليل المعروف
، جاء -رضي الله عنه-
وقد نُصبت بعض رؤوس الخوارج
على سور جامع دمشق،
وهي سبعون رأسًا من رؤوس الخوارج المارقين،
فوقف أمام تلك الرؤوس وبكى كثيرًا،
بكى بكى كثيرًا،
ثم في النهاية نظر إليهم وقال:
كلاب النار، كلاب النار، كلاب النار؛
فسأله أحد التابعين بقوله:
يا صاحب رسول الله!
: عندما رأيتهم بكيت وفعلت ما فعلت
ثم ختمت بهذه المقولة
آلله!
أسمعت ذلك من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟
قال لو سمعتها
مرة أو مرتين أو ثلاثًا أو سبعًا
وفي رواية عشرين
لما حدَّثت بها.
ثم ذكر أوصافهم
التي ذكرت لكم بعضها في ضوء الأحاديث النبوية.
[4]
انتبهوا يا إخواني!
إلى من يسرح بأبنائكم في الفلوات والخلوات والاستراحات الخالية، لا تتركوهم فريسة لهؤلاء، لهم ولأهل الشهوات، راقبوا حركاتهم وسكناتهم، تنبَّهوا إلى ما يجري من هؤلاء واحفظوا أولادكم، ربّوهم على طاعة الله، ربّوهم على منهج السلف، ربّوهم على ما يحفظهم الله به من العلم والتعلم والفقه في دين الله، اقرؤوا فتاوى الأئمة المجموعة في كتاب اسمه: (فتاوى الأئمة في النوازل المدلهمة)،
اقرؤوا بيانات شيخنا سماحة المفتي
-حفظه الله-
وصحبه الكرام ، اقرؤوا كتاب:
(الأجوبة المفيدة في المناهج الجديدة)
لشيخنا الشيخ صالح الفوزان
حفظه الله
اقرؤوا كتب السلف القديمة والحديثة،
اقرؤوا كتاب:
(وجادلهم بالتي هي أحسن)،
اقرؤوا الكتب،
لا تكونوا إمَّعوات بَبّغوات يسوقونكم إلى حَتفِكم باسم الدين والدين منهم براء، وهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمِية.


أسأل الله الكريم رب العرش العظيم
أن يحفظ علينا وإياكم ديننا وأن يرينا الحق حقًا ويرزقنا اتباعه والباطل باطلاً ويرزقنا اجتنابه وأن لا يجعله ملتبسًا علينا فنضل. وأن يرزقنا وإياكم العلم النافع والهمل الصالح. وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.




[1] [الأنعام: 153].
[2] رواه ابن ماجه، وصححه الألباني: 3982.
[3] لم أجد حديث بهذا اللفظ؛ وإنما وجدت: ( .. عليكم بالجماعة وإياكم و الفرقة فإن الشيطان مع الواحد و هو مع الاثنين أبعد من أراد بحبوحة الجنة فليلزم الجماعة .. ) رواه أحمد وصححه الألباني.
ووجدت: عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يد الله مع الجماعة)) رواه الترمذي وصححه الألباني.

[4] عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ بَيْنَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقْسِمُ جَاءَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ ذِي الْخُوَيْصِرَةِ التَّمِيمِيُّ فَقَالَ: اعْدِلْ يَا رَسُولَ اللَّهِ! فَقَالَ: ((وَيْلَكَ وَمَنْ يَعْدِلُ إِذَا لَمْ أَعْدِلْ؟)) قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ: دَعْنِي أَضْرِبْ عُنُقَهُ؛ قَالَ: ((دَعْهُ فَإِنَّ لَهُ أَصْحَابًا يَحْقِرُ أَحَدُكُمْ صَلَاتَهُ مَعَ صَلَاتِهِ وَصِيَامَهُ مَعَ صِيَامِهِ يَمْرُقُونَ مِنْ الدِّينِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنْ الرَّمِيَّةِ يُنْظَرُ فِي قُذَذِهِ فَلَا يُوجَدُ فِيهِ شَيْءٌ ثُمَّ يُنْظَرُ فِي نَصْلِهِ فَلَا يُوجَدُ فِيهِ شَيْءٌ ثُمَّ يُنْظَرُ فِي رِصَافِهِ فَلَا يُوجَدُ فِيهِ شَيْءٌ ثُمَّ يُنْظَرُ فِي نَضِيِّهِ فَلَا يُوجَدُ فِيهِ شَيْءٌ قَدْ سَبَقَ الْفَرْثَ وَالدَّمَ آيَتُهُمْ رَجُلٌ إِحْدَى يَدَيْهِ أَوْ قَالَ ثَدْيَيْهِ مِثْلُ ثَدْيِ الْمَرْأَةِ أَوْ قَالَ مِثْلُ الْبَضْعَةِ تَدَرْدَرُ يَخْرُجُونَ عَلَى حِينِ فُرْقَةٍ مِنْ النَّاسِ)) قَالَ أَبُو سَعِيدٍ أَشْهَدُ سَمِعْتُ مِنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَشْهَدُ أَنَّ عَلِيًّا قَتَلَهُمْ وَأَنَا مَعَهُ جِيءَ بِالرَّجُلِ عَلَى النَّعْتِ الَّذِي نَعَتَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ فَنَزَلَتْ فِيهِ {وَمِنْهُمْ مَنْ يَلْمِزُكَ فِي الصَّدَقَاتِ}. صحيح البخاري: 6421.
[5] عَنْ أَبِي غَالِبٍ قَالَ: رَأَى أَبُو أُمَامَةَ رُؤوسًا مَنْصُوبَةً عَلَى دَرَجِ مَسْجِدِ دِمَشْقَ فَقَالَ أَبُو أُمَامَةَ كِلَابُ النَّارِ شَرُّ قَتْلَى تَحْتَ أَدِيمِ السَّمَاءِ خَيْرُ قَتْلَى مَنْ قَتَلُوهُ؛ ثُمَّ قَرَأَ { يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ} إِلَى آخِرِ الْآيَةِ قُلْتُ لِأَبِي أُمَامَةَ أَنْتَ سَمِعْتَهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَوْ لَمْ أَسْمَعْهُ إِلَّا مَرَّةً أَوْ مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا أَوْ أَرْبَعًا حَتَّى عَدَّ سَبْعًا مَا حَدَّثْتُكُمُوهُ. روه الترمذي وابن ماجه وحسنه الألباني.
[6] [الكهف: 103].
[7] [الكهف: 103].
[8] [محمد: 24].
[9] [النساء: 82].
[10] [النساء: 93].
[11] [المائدة: 32].
[12] عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((لَزَوَالُ الدُّنْيَا أَهْوَنُ عَلَى اللَّهِ مِنْ قَتْلِ رَجُلٍ مُسْلِمٍ)) رواه الترمذي والنسائي وصححه الألباني.
[13] رواه أبو داود والترمذي. وصححه الألباني.
[14] عن عروة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إِنَّ اللَّهَ لاَ يَنْتَزِعُ الْعِلْمَ مِنَ النَّاسِ انْتِزَاعًا وَلَكِنْ يَقْبِضُ الْعُلَمَاءَ فَيَرْفَعُ الْعِلْمَ مَعَهُمْ وَيُبْقِى فِى النَّاسِ رُؤوسًا جُهَّالاً يُفْتُونَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ فَيَضِلُّونَ وَيُضِلُّونَ)) رواه مسلم.






التوقيع :
الأدعياء كثر
فمدع أن النصرانية على هدي عيسى
-عليه السلام-
و مدع أن التشيع على هدي آل البيت
- رضوان الله تعالى عنهم -
و لا ندري أي الدعوتين أكذب من الأخرى
من مواضيعي في المنتدى
»» موقف الإمامين ابن تيميَّة وابن القيّم من الصوفية
»» يقولون فساء وضراط الأئمة كريح المسك ومن شرب بولهم وغائطهم حرم على النار
»» أقوال العلماء المعتبرين في ومن لم يحكم بما أنزل الله
»» القرضاوي الحرية مقدمة على تطبيق الشريعة ولا يعارض تحول المسلم إلى دين آخر
»» الحوثيون بين إيران و القاعدة
 
 

الكلمات الدلالية (Tags)
فتنة ،الأشعث ،خروج ،الحجاج ،مقتل ،المسلمين ،100ألف، من


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:16 AM.


Powered by vBulletin® , Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
" ما ينشر في المنتديات يعبر عن رأي كاتبه "