إعتذار إلى أنفسنا من الشيعة المخالفين هداهم الله إلى طريق أهل البيت الصحيح
الحمد لله رب العالمين , والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين , وعلى أهل بيته الطيبين الطاهرين
خلقنا الله بشرا ولم يخلقنا ملائكة , خلقنا من تراب ولم يخلقنا من نور , وهذا البشر يفرح ويغضب ويبكي يحزن , قد يغضب فيرتفع صوته , وقد يغضب فيخرج من طبيعته إلى أخرى وهكذا . . .
قال تعالى :
{وَلَمَّا رَجَعَ مُوسَى إِلَى قَوْمِهِ غَضْبَانَ أَسِفاً قَالَ بِئْسَمَا خَلَفْتُمُونِي مِن بَعْدِيَ أَعَجِلْتُمْ أَمْرَ رَبِّكُمْ وَأَلْقَى الألْوَاحَ وَأَخَذَ بِرَأْسِ أَخِيهِ يَجُرُّهُ إِلَيْهِ قَالَ ابْنَ أُمَّ إِنَّ الْقَوْمَ اسْتَضْعَفُونِي وَكَادُواْ يَقْتُلُونَنِي فَلاَ تُشْمِتْ بِيَ الأعْدَاء وَلاَ تَجْعَلْنِي مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ }
فسبحان من لا يخطئ . .
قال أمير المؤمنين عليه السلام :
( فإني لست بفوق أن أخطئ ولا آمن ذلك من فعلي إلا أن يكفي الله من نفسي ما هو أملك به مني )
وأنا - العبد الفقير إلى الله - لست بفوق أن أخطئ ولا آمن ذلك من فعلي , ففي البالتوك قد يرتفع صوتي وقد تزل قدمي وقد يكون هناك مشادات كلامية بغضب قد ينتابنا من بعض تصرفات الطرف الآخر من استفزاز كلعن رموزنا أو ما شابه ذلك ,
فاعتذر لأنفسنا الشيعة من كل قول أو فعل صدر مني خالفت فيه الكتاب والسنة أو نسبت إليهم قولا او فعلا ليس بصحيح وعن كل كلمة كانت مؤذية لهم أو جارحة . .
والعذر عند كرام القوم مقبول . .
واستغفر الله العظيم . .
هذا الإعتذار فقط لأنفسنا من الشيعة المؤدبين المحتريون الباحثين عن الحقيقة الساعين من أجل الحصول عليها ولمسها بأيديهم , . .
لكن . .
هناك صنفان من الناس ربما لانستطيع الاعتذار منهم . .
الصنف الأول : الذي يطعن في ديننا
الصنف الثاني : الذي يسخر ويستهزأ
إنني قطعا لا أقصد بهذا الإعتذار أولئك النفر من الشيعة الذين اتخذوا السخرية والإستهزاء واللعن والسب والشتم طريقة ومنهجا لهم . . وليس لهم هم إلا الطعن والطعن فقط في أهل السنة لا يرقبون في مؤمن إلا ولا ذمة . . سلم منهم اليهود والنصارى ولم يسلم منهم أهل السنة . .
إنني لا أستطيع أن نسمع مجتبى الشيرازي وهو يتهم عرض رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بالزنا .
ونسمع ياسر الحبيب وهو يلعن ويسب ويشتم و يترضى على أبي لؤلؤة المجوسي ويسأل الله ان يحشر معه ويقول ان العلماء يوصون بالدفن بجواره لينالوا شفاعته , وينسب كلاما جنسيا قبيحا بذيئا الى الأجلاء وأولياء الرحمن . .
ونسمع ونسمع ما نستحي من كتابته ونقله . .
أقول : لا نستطيع أن نقول بعد هذا أننا نقدم لهؤلاء الإعتذار . . كلا والله . .
قال تعالى :
{وَإِن نَّكَثُواْ أَيْمَانَهُم مِّن بَعْدِ عَهْدِهِمْ وَطَعَنُواْ فِي دِينِكُمْ فَقَاتِلُواْ أَئِمَّةَ الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لاَ أَيْمَانَ لَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَنتَهُونَ }
وقال تعالى :
{إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَى إِخْرَاجِكُمْ أَن تَوَلَّوْهُمْ وَمَن يَتَوَلَّهُمْ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ }
تأمل قوله سبحانه ( وطعنوا في دينكم ) وقوله جل وعلا ( قاتلوكم في الدين ) . .
فاذا كان القوم يطعنون في ديننا ويقاتلوننا فيه فالواجب البيان والرد لتوضيح الحقيقة .
والصنف الثاني : المستهزأ الساخر السباب الشتام . .
قال تعالى :
( وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آَمِنُوا كَمَا آَمَنَ النَّاسُ قَالُوا أَنُؤْمِنُ كَمَا آَمَنَ السُّفَهَاءُ أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاءُ وَلَكِنْ لَا يَعْلَمُونَ )
لاحظ أن الله رد عليهم حين أستهزؤا وسخروا بالمؤمنين وسموهم ( السفهاء ) بـ
[ ألا إنهم هم السفهاء ]
فهذه رد لمن سخر واستهزأ بالمؤمنين . .
وقال تعالى :
( وَإِذَا نَادَيْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ اتَّخَذُوهَا هُزُوًا وَلَعِبًا ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَعْقِلُونَ (58) قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ هَلْ تَنْقِمُونَ مِنَّا إِلَّا أَنْ آَمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلُ وَأَنَّ أَكْثَرَكُمْ فَاسِقُونَ (59) قُلْ هَلْ أُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ ذَلِكَ مَثُوبَةً عِنْدَ اللَّهِ مَنْ لَعَنَهُ اللَّهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ أُولَئِكَ شَرٌّ مَكَانًا وَأَضَلُّ عَنْ سَوَاءِ السَّبِيلِ )
لاحظ أن الله رد عليهم حين وقع منهم ( اتخذوها هزوا ولعبا ) بقوله ( قل هل أنبئكم . . قردة خنازير عبد الطاغوت )
فهذا رد على من اتخذ من السخرية والإستهزاء منهجا له وطريقة يرد بها على مخالفيه . . .
والعبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب . .
والخلاصة :
نرجوا من أنفسنا من مخالفينا – وفقهم الله للهداية - أن يتفهموا وضعنا وأن يعرفوا ما سبب قسوتنا أحيانا إن صدر منا قسوة وأن الطرف الآخر قد يكون سببا فيها , وأن هذه القسوة كقسوتك على إبنك الصغير إن امتنع عن أخذ الدواء ولم تجدي الطرق السلمية كلها , فهي قسوة ممدوحة , وأما غيرها مما كان قد سبق به القلم وزلت به القدم فنعلن برآءتنا منه والاعتذار مرة بعد مرة . .
قال تعالى :
قَالَا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ
وقال سبحانه :
رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا