السلام عليكم
بسم الله الرحمن الرحيم
يقول الزميل ابوالوليد المهاجر
...................... لابد من الإمام أن يكون إله ! وإن لم يكن إله فليس بإمام !!
.................................................. ..... فأما أن تثبتوا ألوهية علي بن أبي طالب .. وبذلك يسقط مذهبكم بأكمله
الجواب :
........... إن معنى الإله عندكم هو المعبود ، و نعمة الله الجزائري لم يقل بأن الإمام هو المعبود و بذلك يسقط كل استنتاجك . فلكي يكون إله لا بد من أن يكون معبود فهل قال أحد بأن الإمام هو المعبود ؟؟؟؟
أما بخصوص قدرة المخلوق على التصرف في هذا الكون ، فهي بإذن الله ، فإذا لم يأذن الله للمخلوق فإنه سيكون عاجز عن تحرك نفسه عوضا عن تحريك غيره ، أما بإذن الله فإن المخلوق قادر على كل شيء قال تعالى { واذ تخلق من الطين كهيئة الطير باذني فتنفخ فيها فتكون طيرا باذني وتبرئ الاكمه والابرص باذني واذ تخرج الموتى باذني }.
و هذه الصفات ليست مختصة بنبي الله عيسى عليه السلام ، بل حتى نحن الناس العاديين لا نستطيع فعل أي شيء من غير إذن الله .
مثلاً : نحن نحرك أيدينا و أرجلنا بإذن الله ، و نتكلم بإذن الله ، و نقرأ و نكتب بإذن الله .
فلا يوجد فرق بين الأشياء الكبيرة مثل إحياء الموتى ، و لا بين الأشياء الصغيرة مثل الكلام فكل شيء هو بإذن الله تعالى فمن غير إذن الله تعالى لا يستطيع النبي فعل شيء ، و من غير إذن الله تعالى لا يستطيع أحدنا الكلام .
و معنى إذن الله هو أمداد المخلوق بالقدرة على فعل الأشياء سوى أكانت كبيرة مثل الخلق ، أو صغيرة مثل الأكل .
فالله سبحانه و تعالى يمد خلقه بالقوة كل حسبه ليقوموا بالأفعال الصغيرة أو الكبيرة ، فالله تعالى على كل شيء قدير .
و الشيعة لا يقولون بأن الأئمة قادرون على فعل شيء من دون إذن الله ، و عليكم أن تعرفوا معنى إذن الله .
قال تعالى { وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ } يعني أنهم يقومون بدورهم بأمر الله يعني بإذنه تعالى و ليس من عند أنفسهم ، فإذن الله كل شيء ممكن و من دون إذن الله لا شيء ممكن حتى الكلام .
إن الله تعالى قد جعل وظيفة الهدية إلى الأئمة كما قال تعالى { وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ } و هي وظيفة تختلف عن وظيفة النبوة لذلك قال تعالى { إِنَّمَا أَنتَ مُنذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ } يَقُول وَلِكُلِّ قَوْم إِمَام يَأْتَمُّونَ بِهِ وَهَادٍ يَتَقَدَّمهُمْ , فَيَهْدِيهِمْ إِمَّا إِلَى خَيْر وَإِمَّا إِلَى شَرّ . وَأَصْله مِنْ هَادِي الْفَرَس , وَهُوَ عُنُقه الَّذِي يَهْدِي سَائِر جَسَده . تفسير الطبري .
ثم أن الهداية ليست بالأمر اليسير فإذا لم يلم الإمام بجميع أبعاد الحياة فإنه لا يستطيع أن يهدي ، و يمكن للناس أن يتخذوه قدوة إذا كان يصيب و يخطئ . أما إذا كان يهدي بأمر الله أي بإذنه ، فإنه سيكون قدوة لذلك قال تعالى { أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ } .