نحن نقول لك كما يقال في المثل الشعبي عجوز أوقفت سارقا لكن حين أضاءت النور وجدته إبنها يحاول أن يدخل الدار و كذلك حالك
تظن بنقلك عن أخينا أبي زرعة أنك وجدت زلة لسان أو قولا جديدا أو بدعا من القول لكنك ياهذا تكتب على الماء أو أنك رايت سرابا ظننته ماء فلما أتيته لم تجده شيئا
ثم بعدها أصبحت تستخرج القواعد و الأسس و تبني عليها بناءك الهش و ليتك كنت ممن يتدبر القرآن فيستخرج منه ما ينفعه في دنياه و آخرته لكن هو حالكم تتبعون كبراءكم و آيات الشياطين في عقيدتكم و لا تستعملون عقولا وهبها الله لعباده فأسأل الله لي و لك الهداية و أن تنزع الغشاوة التي لا تسمح لك برؤية الحق
كلام أخينا أبي زرعة واضح فسيدنا علي هو من المهاجرين الذين رضي الله عنهم و زكاهم و من أنكر هذا فقد كفر بما أنزل الله على عبده صلى الله عليه و سلم و هذا لا مراء و لا لبس فيه و لن تجد له منكرا من المؤمنين
ثم تأخذ جزئية ذكرها أخونا ابو زرعة بأن لابي بكر رضي الله عنه فضلا ليس لغيره و هو صحبة الغار و هذا معلوم ضرورة لا يماري فيه إلا هالك لكنك تريد أن تجعل كل كلمة يقولها أهل السنة كلمة نهائية شاملة و كافية و هذا من السفسطة و محاولة للتلبيس على الناس فإن تكلمنا عن فضل ظاهر لا مراء فيه لا يعني أبدا أن هذا المثال هو الوحيد و يكفيك مثالا آخر و ليس أخيرا أن فضل عثمان على علي من القرآن إذ هو من جهز جيش العسرة و لا تجعل كلامي هذا و تستغله كما تفعل بأن تستخرج منها أحكاما من كيسك و تجعلها لي مقصدا و معنى أردته
فبقولك أن عليا متساوي في الفضل مع عمر رضي الله عن صحابة خير خلق الله صلى الله عليه و سلم هذا ضرب من القول بغير علم و لا سلطان مبين و نحن إذا لا ننكر فضائل علي فليس معناه أنه الأفضل فكثير من الصحابة لهم فضائل معينة لم يشاركهم فيها أحد غيرهم لكن ذلك لم يجعلهم أفضل من خير خلق الله بعد الرسل عليهم السلام فهو الأتقى و الأحب لرسول الله صلى الله عليه من المسلمين
إن لسيدي و حبيبي علي رضي الله عنه فضائل ليست لغيره هذا لا أنكره لكن لو كان هذا هو المقياس لكان آخرون من الصحابة افضل منه رغم أننا نقول بافضليته عليهم و عليه فتلك القاعدة منكوسة مغلوطة لا تصح و نحن هنا لا نعمل موازين فنضع فيها الصحابة و نحكم عليهم فيكفينا أن الله رضي عنهم أجمعين بنص القرآن و لن تستطيع أن ترفع فضلا عن فضل آخر من كيسك فمن هاجر و أنفق قبل الفتح ليس مثل من أنفق بعد الفتح و أن دينارا في زمن العسرة لا يساويه أل ألف ألف دينار بعده فهل عندكم موازين الله لتثقلوا ميزانا على ميزان أ/ أنه الهوى تسلط على قلوبكم و زين لكم الشيكطان أعمالكم
إن ما أراده أخونا ابا زرعة هو تبيان زيغكم في فهم كلام الله و هو محاججة لك فلو أخرجت أحدا من الصحابة من الذين رضي الله عنهم فيمكنك بنفس الطريقة و المنهج إخراج علي منهم بل يمكنك أن تقول بأنه ارتد أيضا مثل غيره و حاشاه من قولكم
فبنفس ما استسغتم القول بارتداد الصحابة و وفق ذلك المنهج فإنكم لن تستطيعوا نفي ذلك عن علي و عليه فقواعدك الإنشائية التي لا ترجع إلى عقل أو تدبر تلزمك وحدك
أما عن الفضائل فأهل السنة هو من ذكر فضائل علي و لستم أنتم فأنتم من كذب عليه فمرة هو أعلى عليين و مرة أسفل سافلين مرة أشجع من رسول الله صلى الله عليه و سلم و مرة أجبن من النساء و مرة يستجيب له الكون في مراده و مرة أصحابه و مقربوه لا يملك أن يأمرهم أو ينهاهم و مرة هو أقول الناس بالحق و مرة هو أخوف الناس على نفسه فلا يأمر بمعروف و لا ينهى عن منكر
و أهل السنة إذ يقرون له بفضائله فإنهم لا ينتقصون من حقه و لا يجعلونه إلها و يكفي أننا نترضى عنه و نحبه حبا جما و نترحم عليه و نستغفر له كما أمرنا ربنا فيمن سبقنا بالإيمان أما أنتم فلا أنتم من المهاجرين و لا من الأنصار و لا من الذين جاؤوا بعدهم يستغفرون لهم الله و يدعون أن ينزع الله ما في قلوبهم من غل للمؤمنين
أخيرا قواعدك ضع عليها قليلا من الملح و ضعه تحت أشعة الشمس ربما تجد بعدما تحترق من يأخذ بها و يجعلها له منهجا و ليست المشكلة اليوم بل المشكلة أن تلقى ربك على هذا الضلال فتقول يا ليتني اتبعت الرسول و تقول أرجعوني لعلي أعمل صالحا أو يا ليتني لم أتبع آيات الشيطان أو تقول رب زدهم ضعف العذاب فهؤلاء أضلونا السبيلا و حينها لن تجد من يعطيك فرصة للعودة إلى الصواب ففرصتك اليوم و ليس غدا و لن تجد من يقول لك الحق و يطلب منك اتباعه و كفى بنفسك عليك ذلك اليوم حسيبا