نظرات في حديث يكون في أصحابي إثنى عشر منافقاً

تقي الدين السني · من مواضيعي في المنتدى

الحمد لله رب العالمين

معرفة النبي صلى الله عليه وسلم بهم يمنع من نقلهم للحديث ,,
ومتابعة حذيفة بن اليمان رضي الله عنه لهم في خلافة ابا بكر الصديق وعمر تمنعهم ,,
ولا شكَ في كونهم منافقين يكذبون على الله ورسوله ,,
ولهذا قال سفيان الثوري رحمه الله تعالى : ( لولا الإسناد لقال من شاء ما شاء ) ,,
وأما أسماء المنافقين الذين ذكرتهم أستاذي الحبيب إن لم يكن متفق عليهم فالحديث ,,
الذي قال أن منهم 8 يموتون بالدبيلة وأربعة لا يعرف حالهم كما قال شعبة ,,
فيها كلام بارك الله فيك شيخنا :

الأول : هو أن النبي صلى الله عليه وسلم يعرف حالهم فكيف يسمعهم حديثه ويعرف ,,
صلى الله عليه وسلم أنهم إن أخذوا الكلام حرفوه عن مواضعه لتكون فتنة والكذب ,,
الذي ذكرته في كلامك أستاذي الفاضل نفع الله بك حين ينقلون العلم عن النبي صلى الله عليه وسلم
فإنه يقع الكذب على النبي صلى الله عليه وسلم ولكنهم لم ينقلوا العلم عن النبي صلى الله عليه وسلم ,,
وبهذا أستاذي الفاضل يكون الأمر منفياً عنهم النقل للعلم ,,
ثم أستاذي الحبيب النبي صلى الله عليه وسلم يعرف حالهم ويعرف أنهم إذا خلو لأنفسهم قالوا لشياطينهم ,,
إنا معكم إنما نحن مستهزؤون وهذا ينفي وقوع نقلهم للعلم عن النبي صلى الله عليه وسلم ,,

ثانياً : أما الثمانية والذين أخبر عنهم النبي صلى الله عليه وسلم من المنافقين والذين يموتون بالدبيلة ,,
متابعة حذيفة بن اليمان رضي الله عنه لهم في خلافة الشيخين تحول دون نقلهم لأي من العلم أو الإعتراض ,,
حيث إن الموافقة والتواتر بين أصحاب النبي ينسف قول المنافقين في حال وقوع التكذيب لرسول الله ,,
كأن يروي صحابي عن آخر عن آخر عن آخر وكلهم عدول ويأتي منافق ليكذب هذا الكلام ,,
فنأخذ بكلام الصحابة رضوان الله تعالى عليهم لأن الآخر ليس إلا واحداً وكلامه أمام جمعٍ من الصحابة لا يعتد به ,,
فالصحابة رضوان الله عليهم يجتمعون على أمرٍ واحد وهو نقلهم عن النبي إنما يكون تواتر النقل بينهم ,,
فالتكذيب لا يقع من المنافقين لأن الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم يرويه جمعٌ من الصحابة ,,
والمنافقين لم يكونوا يجالسوا النبي صلى الله عليه وسلم كثيراً ,,
ونقلهم للعلم لم يثبت في أي الكتب وبهذا وقع القول بنفي نقلهم للعلم ,,
أما الثمانية الذين يموتون بمرض الدبيلة ينفي وقوعهم بنقل العلم ,,
أما المقتولون فحالهم القتل ,,
ولكن هل هناك من لم يتب من المنافقين ,, !!

ثالثاً : ما بين القتل والدبيلة والتوبة ,,
وهذا ينفي وقوع نقل العلم شيخي الحبيب ,,
فالذين ماتوا بالدبيلة لم يثبت نقلهم للعلم ,,
ومن قتل لم ينقل العلم ,,
ومن تاب وأسمائهم ليست معروفة إلي الآن ,,
ولكن المتابعة من الصحابة رضوان الله عليهم ,,
لهم وموت بعضهم كما أخبر النبي ,,
وحذيفة رضي الله عنه ومعرفة الصحابة ,,
كانت واضحة في المنافقين ولهذا لم ينقلوا العلم ,,
أما زعمهم أنا أبا بكر وعمر داخلا في الأمر ,,
فهذا الأمر لا أساس له من الصحة ,,
لأن الله شهد لهما ولمن بايع بالإيمان ,,
والنبي صلى الله عليه وسلم أخبر بإيمانهما وأنهما أعظم المؤمنين ,,
ولا يقارن إمرء بأبا بكر وعمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنهما ,,
لهذا النفي واقع من نقل العلم ,,
وكذلك النفي واقع في قول بأن منهم الشيخين رضوان ربي عليهما ,,

وكما تعلمون إن صفات المنافقين مكشوفة في مواقف الإمتحاان ,,
وأوصافهم معروفة كافية عن كشف أسمائهم للجميع
راجع سورة التوبة ومن أسمائها الفاضحة آيــــــة42 و43 و44 و45 و46 و47 و48 49
54 و56 و58 و61 و65 و67 و75 و76 و79 و80 و81 و82
و83 و84 و85 و86 و94 و107
هذا فقط في سورة واحدة ,,

نعم الآيات متكاثرة في وصفهم والتحذير منهم
ولم تفتضح أسماؤهم لحكمة عظيمة أخرى وهي أن باب التوبة مفتوح
وقد تاب منهم أعداد كثيرة وقتل منهم أعداد حتى لم يبق إلا كما ذكر حذيفة رضي الله عنه
(( إثناعشر منافقاً ))ثمانية ماتوا بالدبيلة ولم يبق إلا أربعة أحدهم شيخ كبير لا يجد برد الماء لو شربه من الهرم ,,

هناك حكمة ثالثة في عدم إعلان أسماء المنافقين فوق المنابر
لإنهم قّلة أذلّة لايؤبه لهم
لإنهم ينكشفون سريعاً للعيان
عندما
- يتخلفون عن الغزوات...!!!
- أو يرجعون وهم في الطريق إلى غزوة من الغزوات فينكصون..!!!
ليثبطوا عزائم المؤمنين..!!!
- أو يهيئون مسجد الضرار لتمزيق وحدة المسلمين..!!!

والمطلوب من حذيفة شيء واحد فقط -والعلم عند الله-
أن يفضح هؤلاء القلّة الأذلّة إذا ما حاولوا إثارة الفتن أو التصدي لمواقع قيادية
أو ممارسة التحريفات بأي شكل من الأشكال

أما الإثنا عشر منافقاً الباقون
كما تعلم سابقاً انه هلك منهم ثمانية بمرض الدبيلة
وبقي منهم أربعة ,,
وواحد من هؤلاء الأربعة لا يجد برد الماء البارد
من الشيخوخة والهرم ,,
بقي ثلاثةًُ منهم كان رأس النفاق أبن أبي بن سلول وهلكَ مبكراً
وقد بقي إثنان معروفان عند حذيفة بن اليمان رضي الله عنه ,,
ليسا خلفاء ولا أمراء ولا قادة جيوش ولا ولاة مرٍ فكما أسلفتُ لك ,,
أن الصحابي الجليل حذيفة بن اليمان رضي الله عنه كان يراقبهم ,,
وكان يتتبعهم واحداً تلو الأخر ويخبر الصحابه بأحوالهم من مرض ,,
وهرم وهلك فكان النتيجة 8 بالدبيلة واحد بالشيخوخة والآخر الموت ,,
والأخرين لم يعرف لهما خلافة ولا ولاة أمر ولا قيادة في جيش ,,
فهذا ينفي عن الصحابة رضوان الله عليهم ما يدندن حوله الرافضة ,,

اما الإثنين الأخرين فهما معلومان ,,
الأول : الجد بن قيس نزلت فيه : ( ومنهم من يقول إذن لي ولا تفتني ) ,,
الثاني : نبيل بن الحارث نزلت فيه : ( ومنهم الذين يؤذون النبي ويقولن هو أذن ) ,,
فالنتيجة أن الإثنين الأخرين معلومين ,,

أعلم أننا نحن أهل السنة معنا النصوص الصحيحة والواضحة ,,
وأما الرافضة ما نالهم إلا الخذلان المبين والضياع في الدين ,,
فيكفي أن حذيفة بن اليمان رضي الله تعالى عنه عينه عليهم ,,
والخبير بأمرهم ويتابعه حركاتهم وسكناتهم في كل مكان ,,
فما نال من المنافقين مكانة في الدين ولا في الإسلام ولم يتقلدوا حكماً ولا خلافة ,,
ولم ينقلوا لنا ديناً أو حتى حديثاً فمنهم من مات بالدبيلة ومنهم من هلك ومنهم ,,
من عرته الشيخوخة والإثنين الآخرين معلومان الحال ونزلت فيهم الآيتين السابقات ,,
فحذيفه رضي الله تعالى عنه وأرضاه ,,
يعلم من عاش منهم ,,
ويعلم من مات منهم ,,
ويعلم من مرض منهم ,,
ويعرف من هلك وقتل منهم ,,
ويعرف كل أحوالهم ,,
وهذا الأمر واقع حتى لا يتولى أحد منهم الخلافة أو ينقل لنا العلم عن النبي صلى الله عليه وسلم ,,
ولا يروي رواية ولا ينقل حديثاً ولا يتقلد إمارة جيشٍ أو حتى يأتي العلم من الصحابة ,,

المحلى كتاب الحدود لابي محمد ابن حزم -رحمه الله تعالى-
2203 - مَسْاَلَةٌ ‏:‏ ( جاء فيها )قال ابو محمد ‏:‏ وَاَحَادِيثُ مَوْقُوفَةٌ عَلَى حُذَيْفَةَ فِيهَا ‏:‏ اَنَّهُ كَانَ يَدْرِي الْمُنَافِقِينَ ‏,‏ وَاَنَّ عُمَرَ سَاَلَهُ ‏:‏ اَهُوَ مِنْهُمْ قَالَ ‏:‏ لاَ ‏,‏ وَلاَ اَخْبَرَ اَحَدًا بَعْدَك بِمِثْلِ هَذَا ‏,‏ وَاَنَّ عُمَرَ كَانَ يَنْظُرُ الَيْهِ فَاِذَا حَضَرَ حُذَيْفَةُ جِنَازَةً حَضَرَهَا عُمَرُ ‏,‏ وَاِنْ لَمْ يَحْضُرْهَا حُذَيْفَةُ لَمْ يَحْضُرْهَا عُمَرُ ‏,‏ وَفِي بَعْضِهَا مِنْهُمْ ‏:‏ شَيْخٌ لَوْ ذَاقَ الْمَاءَ مَا وَجَدَ لَهُ طَعْمًا ‏:‏ كُلُّهَا غَيْرُ مُسْنَدَةٍ‏.‏ وَعَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ ‏:‏ مَاتَ رَجُلٌ مِنْ الْمُنَافِقِينَ فَلَمْ اَذْهَبْ الَى الْجِنَازَةِ فَقَالَ ‏:‏ هُوَ مِنْهُمْ ‏,‏ فَقَالَ لَهُ عُمَرُ ‏:‏ اَنَا مِنْهُمْ قَالَ ‏:‏ لاَ‏ ,,

قال الحافظ ابن حجر -رحمه الله -في أسد الغابة في تراجم الصحابة:وحذيفة صاحب سر رسول الله صلي الله عليه وسلم في المنافقين لم يعلمهم احد إلا حذيفة، أعلمه بهم رسول الله صلي الله عليه وسلم ، وسأله عمر: أفي عمالي أحد من المنافقين؟ قال: نعم واحدا قال: من هو؟ قال: لا اذكره، قال حذيفة: فعزله، كأنما دل عليه، وكان عمر اذا مات ميت يسأل عن حذيفة، فإن حضر الصلاة عليه صلى عليه عمر، وان لم يحضر حذيفة الصـــــــلاة عليه لم يحضر عمر.

وورد ان عمر رضي الله عنه اســـــتحلفه يوما ان يخبره: هل هو منهم؟ أين المنافــــــقين الذين اعلم بهم النبي صلي الله عليه وسلم فقال له: لســـت منهم ولن اقولها لأحد غيرك حفاظا على رسول الله صلي الله عليه وسلم .

وروى مسلم عنه - رضي الله عنه انــه قال: «أخبرني رسول الله صلي الله عليه وسلم بما هو كائن الى ان تقوم الســــــــاعة، ولذا ورد عنه رضي الله عنه أحاديث كثيرة عن رســـــول الله صلي الله عليه وسلم في الفتن والتحذير منها

قال الإمام ابن كثير في تفسيره
لقوله تعالى : ( وَلَا تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ مَاتَ أَبَدًا وَلَا تَقُمْ عَلَى قَبْرِهِ إِنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَمَاتُوا وَهُمْ فَاسِقُونَ) سورة التوبة آية84( .. وَكَانَ عُمَر بْن الْخَطَّاب لَا يُصَلِّي عَلَى جِنَازَة مَنْ جُهِلَ حَاله حَتَّى يُصَلِّيَ عَلَيْهَا حُذَيْفَة بْن الْيَمَان لِأَنَّهُ كَانَ يَعْلَم أَعْيَان الْمُنَافِقِينَ قَدْ أَخْبَرَهُ بِهِمْ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلِهَذَا كَانَ يُقَال لَهُ صَاحِب السِّرّ الَّذِي لَا يَعْلَمهُ غَيْره أَيْ مِنْ الصَّحَابَة...) ..

قال الإمام ابن القيم في مدارج السالكين : فصـل خوف المؤمنين الصادقين أن يتلوثوا ببعض صفات النفاق
تالله لقد قطع خوف النفاق قلوب السابقين الأولين. لعلمهم بدقه وجله وتفاصيله وجمله. ساءت ظنونهم بنفوسهم حتى خشوا أن يكونوا من جملة المنافقين. قال عمر بن الخطاب لحذيفة رضي الله عنهما يا حذيفة، نشدتك بالله، هل سماني لك رسول الله صلى الله عليه وسلم منهم؟ قال: لا. ولا أزكى بعدك أحداً وقال ابن أبي مليكة أدركت ثلاثين من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم كلهم يخاف النفاق على نفسه، ما منهم أحد يقول: إن إيمانه كإيمان جبريل وميكائيل ذكره البخاري . وذكر عن الحسن البصري ما أمنه إلا منافق. وما خافه إلا مؤمن ولقد ذكر عن بعض الصحابة: أنه كان يقول في دعائه اللهم إني أعوذ بك من خشوع النفاق. قيل: وما خشوع النفاق؟ قال: أن يرى البدن خاشعاً والقلب ليس بخاشع.

تالله لقد ملئت قلوب القوم إيماناً ويقيناً، وخوفهم من النفاق شديد. وهمهم لذلك ثقيل، وسواهم كثير منهم لا يجاوز إيمانهم حناجرهم. وهم يدعون أن إيمانهم كإيمان جبريل وميكائيل.

وقال الإمام ابن القيم -رحمه الله-في الداء والدواءخوف الصحابة من الله(..وكان عمر بن الخطاب يقول لحذيفة: أنشدك الله هل سماني لك رسول الله صلى الله عليه وسلم، يعني في المنافقين؟ فيقول: لا، ولا أزكي بعدك أحداً.
فسمعت شيخنا رضي الله عنه يقول: ليس مراده لا أبرئ غيرك من النفاقبل المراد لا أفتح على نفسي هذا الباب
فكل من سألني هل سماني لك رسول الله صلى الله عليه وسلم فأزكيه

قلت: وقريب من هذا قول النبي صلى الله عليه وسلم الذي سأله أن يدعو له أن يكون من السبعين ألفاً الذين يدخلون الجنة بغير حساب سبقك بها عكاشة ولم يرد أن عكاشة وحده أحق بذلك ممن عداه من الصحابة، ولكن لو دعا له لقام آخر وآخر وانفتح الباب، وربما قام من لم يستحق أن يكون منهم، فكان الإمساك أولي. والله أعلم..)

ثم إذا نطق حذيفة بن اليمان رضي الله عنه بأسماء المنافقين الإثني عشر
أمام الناس جميعاً فهل سيكون أمين سر رسول الله صلى الله عليه وسلم ,, !!
وفي هذه الحال إما أن يكون رضي الله عنه قد خان الأمانه ,, وحاشاه ,,
إن هذا إتهام وإيذاء لرسول الله صلى الله عليه وسلم بأنه لم يوفق في إختيار ,,
حذيفة بن اليمان رضي الله تعالى عنه أميناً على سره ,,
وحاشاه حاشاه بأبي هو وأمي ,,

هذا والله تعالى أعلم ,,