...حِينما مَات الضَمير مات حُلمي..~~
بعد طول انتظاردام خمس سنوات شاءت القدرة الإلهية أن يدق الفرح باب قلبي وتدخله الفرحة وأكون أماً .
هذا الشعور الذي كان حلماً بالنسبة لي ورزقني الله بالسعد في حياتي وهو أبني سعد كان بالنسبة لي
أغلى من يمشي على هذه الأرض أفرح لفرحه وأبكي لبكائه أسهر إذا مرض وأنام إذا ارتاح .
أنظر إليه وهو يكبر أمام عيني ويثلج صدرلكل سنة يزيدها من عمره
ألبي له جميع رغباته كبيرها قبل صغيرها .
يذهب معي في كل مكان جاعلته كالظل بالنسبة لي كل ذلك لماذا ؟؟؟؟؟
هل لأنه أبني ؟؟؟؟
لا وألف لا .
بل لأنه دنيتي وحياتي كلها .
كبر أبني بين يدي وبمرأى من عيني وهو في أتم الصحة والعافية .
جاء وقت دخوله المدرسة .
كنت أنتظر تلك اللحظة بفارغ الصبر كانت دراسته بالنسبة لي نقطة مهمة
فحرصت على تأسيسه منذ البداية .
ومن شدة خوفي عليه أدخلته معي في نفس المدرسة التي أعمل بها
يذهب معي صباحاً ويعود معي ظهراً .
درس الصف الأول وتعلم الكتابة وحفظ سوراً كثيرة من القرآن الكريم .
كان طالباً ذكيا محبوباً عند معلميه تغلب عليه روح الفكاهة والمرح
وانتهت السنة الأولى وانتقل إلى الصف الثاني كم كان مسروراً
بهذا النجاح وكم كانت فرحته أكبر عندما كان يذهب معي ليشتري أدواته المدرسيه ويختارها بنفسه .
كانت لديه مشكلة في التنفس عرضته أنا ووالده على أكثر من
طبيب جميعهم قالوا أنها مجرد لحمية في الأنف وبعملية جراحية بسيطة
لاتتجاوز النصف ساعة ينتهي أمرها ويعود تنفسه لوضعه الطبيعي .
حرصت أنا ووالده على إجراء تلك العملية وحددنا موعدها ولم نتأخر عنها يوماً واحداً .
استيقظت في الصباح الباكروايقظت أبني من نومه وألبسته ملابسه وأستودعته الله الذي لا تضيع ودائعه .
وذهب مع والده إلى المستشفى وبعد ذهابهم بساعة اتصلت بوالده
لأطمئن عليه وقال لي :بعد ساعة ستجرى له العملية .
بعد ذلك أخذه الأطباء إلى غرفة العمليات كنت أنتظر انتهاء تلك العملية حتى يعود وأفرح بعودته .
ولـــــــــــــــــــــكــــــــــــــــــــن !!!
وقعت الحادثة العظمى والمصيبة الكبرى بالنسبة لي ولوالده أما بالنسبة
للأطباء لم تكن سوى كلمة بسيطة قالوها بكل برود وبدون أي مبالاة ....
عذراً****
توفي بسبب خطأ طبي !!!!!!!!
لاأملك إلا أن أقول :
حسبي الله ونعم الوكيل .
حسبي الله وكفى .
فقد فقدت أبني وأغلى ماعندي فقدت الأمل الذي طالما أنتظرته .
يـــــــــاتـرى ؟؟
أين قلوب هؤلاء الأطباء ؟
أين ضميرهم وذمتهم ؟
أين أمانتهم في تأدية أعمالهم ؟
إلى هذا الحد الأرواح رخيصة بين أيديهم ؟
إلى هذا الحد مخافة الله معدومة عندهم ؟
هل من مجيب ؟
ولكن!! هناك من لايضيع حق أحد عنده ومهما طال بهم العمر فإن الله يمهل ولايهمل ...
وسيحرق قلوبهم مثل ماأحرقوا قلبي .
حسبي الله ونعم الوكيل .
حسبي الله وكفى .
قصة أحدى الصديقات نقلتها لكم بِحذافيرهاكانت تتكلم والدموع لم تتوقف .....