بسم الله الرحمن الرحيم
آخر صيحات عالم التشيع
هذا ما وجدته في منتدياتهم التافهة
(فما بكت عليهم السماء والأرض وما كانوا منظرين).
هذه الآية الشريفة تخبرنا عن قوم فرعون الذين أهلكم الله (عز وجل) بظلمهم، وتتضمن في طياتها منطوق ومفهوم لذوي العقول والألباب، فهي تشير من جهة إلى عدم بكاء الأرض على الكافرين الهالكين، وتشير في الوقت نفسه إلى بكاء الأرض والسماء على المؤمنين المتقين.
يقول إبن عباس عندما سؤل: هل تبكي السماء والأرض على أحد؟
فقال: نعم، إنه ليس أحدٌ من الخلائق إلا وله باب في السماء، منه ينزل رزقه ومنه يصعد عمله، فإذا مات المؤمن فأغلق بابه من السماء الذي كان يصعد به عمله وينزل منه رزقه فقد بكى عليه، وإذا فقده مصلاه في الأرض التي كان يصلي فيها ويذكر الله (عز وجل) فيها بكت عليه.
قال ابن عباس: إن الأرض تبكي على المؤمن أربعين صباحاً.
وطبيعة البكاء وعظمه تختلف مع عظم الشخصية، فإن كانت الشخصية هي شخصية سيد شباب أهل الجنة وسيد الشهداء الذي هز مقتله السماوات والأرضين، ففي هذه الحالة يكون أعظم وأعظم، حيث من اللحظات الأولى للمقتل الشريف أمطرت السماء بالدم، وما رفع حجر ولا مدر إلا ووجد أسفله دم عبيط، فمقتل الحسين (عليه السلام) أبكى حملة العرش والسبع الشداد، وأثر في قوى الطبيعة وما يحويه عالم الموجودات.
وقد تركت مصيبة الحسين علامة باقية، وهي "الشفق الأحمر" في كبد السماء، والتي وجدت بعد مقتل الحسين (عليه السلام)، كما أشار إبن الجوزي لحكمة هذا الأمر بالقول: وحكمته إن غضبنا يؤثر حمرة الوجه، والحق منزه عن الجسمية، فأظهر تأثير غضبه على قتلة الحسين بحمرة الافق، اظهارا لعظم الجناية.
وقد روى إبن عباس: إن يوم قتل الحسين (عليه السلام) مطرت السماء دما، وإن هذه الحمرة التي في السماء ظهرت يوم قتله ولم تُر قبله.
وروي عن الإمام الرضا (عليه السلام) أنه قال: لما قتل جدي الحسين (عليه السلام) أمطرت السماء دما وترابا أحمر [إثبات الهداة: 54 / 179].
وروي عن محمد بن سيرين: أن هذه الحمرة شوهدت بعد مقتل الحسين.
أشار أبو العلاء المعري إلى هذه الحمرة التي ظهرت على أثر مقتل أهل البيت علي والحسن والحسين (عليهم السلام)، وقال [مناقب ابن شهراشوب: 4 / 55]:
وعلى الأفق من دماء الشهيدين * عـلي ونـجـلـه شـاهـدان
فهـما في أواخر الليل فجـران * وفـي أوليـاتـه شـفـقـان
ثبتا في قميصه ليجيء الحشـر * مسـتعـديـا إلـى الرحـمن
منقول من منتدي شيعي
وكاتب الموضوع برتبة مراقب