هناك عدد كبير جدّاً من كتب الرافضة المعتمدة عندهم قد ذكرت عبدالله ابن سبأ
أقتصر على خمسة وعشرين كتاباً ، هي :
1- رسالة الإرجاء ، للحسن ابن محمد ابن الحنفية .
2- وكتاب الغارات ، لأبي إسحاق إبراهيم بن محمد سعيد بن هلال الثقفي الأصبهاني (ت حدود 283هـ )
3- وكتاب المقالات والفِرَق، لسعد بن عبد الله الأشعري القمي (ت301)
4- وكتاب فِرَق الشيعة، لأبي محمد الحسن بن موسى النوبختي (القرن الثالث)
5- وكتاب معرفة أخبار الرجال، لأبي عَمرو محمد بن عمر بن عبد العزيز الكشي (ت 369)
6- وكتاب رجال الطوسي، لشيخ الطائفة أبي جعفر محمد بن الحسن الطوسي (ت460)
7- ومناقب آل أبي طالب ، لابن شهر أشوب (ت 588)
8- ونهج البلاغة، لابن أبي الحديد (ت 656)
9- وحل الإشكال ، لأحمد بن طاووس (ت 673)
10- وكتاب الرجال ، لابن داود (707)
11- وكتاب الرجال ، للحسن الحلي (ت726)
12- والتحرير للطاووسي (ت1011)
13- ومجمع الرجال للقهبائي (ت 1016)
14- ونقد الرجال للتفرشي (ألفه عام1015)
15- وجامع الرواة، للمقدسي الأردبيلي (ألفه 1100)
16 - ومرآة الأنوار، لمحمد بن طاهر العاملي (ت 1138)
17 - وكتاب روضات الجنات ، لمحمد باقر الخوانساري (ت 1315)
18- وتنقيح المقال في أحوال الرجال ، لعبد الله المامقاني (ت 1351)
19- وكتاب الكنى والألقاب ، لعباس بن محمد رضا القمي (ت 1359)
20- والأنوار النعمانية ، لنعمة الله الجزائري ،
21- وقاموس الرجال ، لمحمد تقي التستري ،
22- وروضة الصفا ، لمحمد بن حسن الأعلمي الحائري
23- ومقتبس الأثر ومجدد ما دثر ، لمحمد بن حسن الأعلمي الحائري ،
24- بالإضافة لكتاب موسوعة البحار ، للمجلسي (ت1110)
25- وأصل الشيعة وأصولها، لمحمد حسين كاشف الغطاء ،
وأغلب هؤلاء من الفرس .
فهذه خمسة وعشرون كتاباً مما وقفت عليه ، من كتب الشيعة الرافضة ممن ذكرت عبدَ الله بن سبأ ،
سواء بالمدح أو بيان ذم أئمة آل البيت رحمهم الله تعالى له ، أو بيان عقيدته ، وتأثيرها في الشيعة .
ـ أقوال بعض كتب الرافضة في ابن سبأ .
لقد طفحت كتبُ الرجال والتاريخ في ذكر ابن سبأ ، ودوره في انحراف الشيعة بعد سيدنا عليٍّ رضي الله عنه ، لكني أقتصر على ذكر بعض أقوال أئمة الشيعة وعلمائهم في ذكر ابن سبأ اليهودي ، وما كان يقوله في سيدنا عليّ رضي الله عنه ، وذلك من كتبهم ، وليس من كتب أهل السنة ، وسيأتي بيان الأفكار والمعتقدات التي بثّها وأتباعُه بين الشيعة ، وهي موجودة في كتبهم ومعتقداتهم إلى يومنا هذا .
قال النوبختي ـ وهو من علماء القرن الثالث ـ : حكى جماعة من أهل العلم ـ من أصحاب عليٍّ عليه السلام ـ أن عبد الله بنَ سبأ كان يهوديّاً ، فأسلم ، ووالى عليّاً عليه السلام ، وكان يقول ـ وهو على يهوديته ـ في يوشع ابن نون:وصي بعد موسى ، على نبينا وآله وعليهما السلام، فقال في إسلامه ـ بعد وفاة النبي صلى الله عليه وآله ـ في عليٍّ عليه السلام بمثل ذلك . وهو أولُ من شهر القولَ بفرض إمامة عليٍّ عليه السلام ، وأظهر البراءةَ من أعدائه ، وكاشف مخالفيه .
قال النوبختي : فمن هنا قال من خالف الشيعة: إن أصل الرفض مأخوذٌ من اليهودية.اهـ من فرق الشيعة للنوبختي (44) ونقله الكشي في رجاله (101) والمامقاني في تنقيح المقال في أحوال الرجال ، والتستري في قاموس الرجال ( 5 : 462 )
وقال النوبختي ـ في ذكره للسبئية ـ :
أصحاب عبد الله بن سبأ ، وكان ممن أظهر الطعن على أبي بكر وعمر وعثمان والصحابة ، وتبرأ منهم ، وقال : إن عليّاً عليه السلام أمره بذلك . فأخذه عليٌّ فسأله عن قوله هذا فأقر به ، فأمر بقتله ، فصاح الناس إليه : يا أمير المؤمنين ، أتقتل رجلاً يدعو إلى حبكم أهل البيت ، وإلى ولايتك ، والبراءة من أعدائك ؟ فصيَّره إلى المدائن .اهـ
من فرق الشيعة (44)
وقاموس الرجال (5 : 463 )
تنبيه :
إن أمر علي رضي الله عنه بقتل ابن سبأ لطعنه في الصحابة الثلاثة رضي الله عنهم دليل على محبته لهم ، وأن من يطعن فيهم فحكمه القتل في نظره رضي الله عنه وعنهم جميعاً فما يقول الرافضة ؟
وقال النوبختي :
لما بلغ عبد الله بن سبأ نعي عليٍّ عليه السلام بالمدائن قال للذي نعاه : كذبتَ ، لو جئتنا بدماغه في سبعين صرةً ، وأقمتَ على قتله سبعين عدلاً ؛ لعلمنا أنه لم يمت ، ولم يُقتل ، ولا يموت حتى يملك الأرض .اهـ
من فرق الشيعة (43)
وقاموس الرجال للتستري (5: 463)
وانظر المقالات والفِرَق ( 31 )
وقال سعد بن عبد الله القمي :
السبئية أصحاب عبد الله بن سبأ ، وهو عبد الله بن وهب الراسبي الهمداني ،
وساعده على ذلك عبدُ الله بن خرسي، وابن أسود ،
وهما من أجل أصحابه، وكان أول من أظهر الطعن على أبي بكر وعمر وعثمان والصحابة، وتبرأ منهم .اهـ
من المقالات والفِرَق (20)
ونقل الكشي ـ بسنده إلى محمد الباقر رحمه الله تعالى ـ
أن عبد الله بن سبأ كان يدَّعي النبوة ،
وزعم أن أمير المؤمنين عليه السلام هو الله ـ تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً
ـ فبلغ ذلك أمير المؤمنين عليه السلام ، فدعاه ، وسأله فأقر بذلك ،
وقال : نعم ، أنت هو .
وقد كان أُلقِي في روعي أنك أنت الله ، وأني نبي .
فقال له أمير المؤمنين عليه السلام : ويلك ، قد سخر منك الشيطان ، فارجع عن هذا ثكلتك أمُّك وتب .
فأبى ، فحبسه ثلاثةَ أيام ،
فلم يتب ، فأحرقه بالنار
[ قلت : الصواب أنه نفاه إلى المدائن ، ولكنه حرّق جماعة من أتباعه كما سيأتي]
وقال : إن الشيطان استهواه ، فكان يأتيه ، ويلقي في روعه ذلك .اهـ
من رجال الكشي ط كربلاء (98) وط الأخرى (70 )
وقاموس الرجال ( 5 : 461 )
وتنقيح المقال للمامقاني (2 : 183 ـ 184 )
ونقل أيضاً ـ بسنده عن أبي عبد الله جعفر الصادق رحمه الله تعالى ـ
وهو يحدِّث أصحابه بحديث عبد الله بن سبأ ،
وما ادعى من الربوبية في أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام ،
فقال : إنه لما ادعى ذلك استتابه أميرُ المؤمنين عليه السلام فأبى أن يتوب ، وأحرقه بالنار .اهـ
من المصدر السابق رجال الكشى .
ونقل الكشي ، عن أبي عبد الله جعفر الصادق رحمه الله تعالى قال :
لعن اللهُ عبدَ الله بنَ سبأ ، إنه ادعى الربوبية في أمير المؤمنين عليه السلام ،
وكان ـ والله ـ أميرُ المؤمنين عليه السلام عبداً لله طائعاً ،
الويلُ لمن كذب علينا ،
وإنّ قوماً يقولون فينا ما لا نقوله في أنفسنا، نبرأ إلى الله منهم، نبرأ إلى الله منهم .اهـ
من رجال الكشي ، ط كربلاء (100)
وتنقيح المقال للمامقاني (2 : 183ـ 184)
وقاموس الرجال (5 : 461 )
ونقل الكشي ـ بسنده إلى علي زين العابدين رحمه الله تعالى قال :
لعن الله تعالى من كذب علينا ،
إني ذكرتُ عبدَ الله بن سبأ فقامت كلُّ شعرة في جسدي،
لقد ادعى أمراً عظيماً، ما له لعنه الله .
كان عليٌّ عليه السلام ـ والله ـ عبداً لله صالحاً، أخاً لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم،
وما نال الكرامة من الله إلّا بطاعته لله ولرسوله.
وما نال رسولُ الله صلى الله عليه وآله وسلم الكرامة إلا بطاعة الله .اهـ
من المصدر السابق رجال الكشى .
ونقل الكشي بسنده إلى أبي عبد الله جعفر الصادق رحمه الله تعالى قال :
إنّا أهل بيت صدِّيقون ، لا نخلو من كذّاب يكذب علينا ،
ويسقط صدقُنا بكذبه علينا عند الناس ،
كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أصدقَ الناس لهجةً ،
وأصدقَ البرية كلها ، وكان مسيلمةُ يكذب عليه ،
وكان أمير المؤمنين من برأ لله بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ،
وكان الذي يكذب عليه، ويعمل في تكذيب صدقه،
ويفتري على الله الكذبَ : عبد الله ابن سبأ لعنه الله . اهـ
من المصادر السابقة رجال الكشى .
وذكر ابن أبي الحديد ، أن عبد الله بن سبأ قام إلى عليٍّ ـ رضي الله عنه ـ وهو يخطب
فقال له : أنت أنت ، وجعل يكرِّرُها .
فقال له ـ عليٌّ ـ : ويلك ، من أنا ؟
فقال : أنت الله .
فأمر بأخذه وأخذِ قومٍ كانوا معه على رأيه .اهـ
من شرح نهج البلاغة (5 : 5 )
وقال المامقاني : عبد الله بن سبأ الذي رجع إلى الكفر ، وأظهر الغلو .
وقال : غالٍ ملعونٌ ، حرَّقه أميرُ المؤمنين بالنار، وكان يزعم أن علياً إله ، وأنه نبيٌّ . اهـ من تنقيح المقال في علم الرجال ( 2 : 183، 184 )
وقال نعمة الله الجزائري : قال عبد الله بن سبأ لعليٍّ عليه السلام : أنت الإله حقّاً ، فنفاه عليٌّ عليه السلام إلى المدائن، وقيل : إنه كان يهوديّاً فأسلم، وكان في اليهودية يقول في يوشع بن نون، وفي موسى مثلَ ما قال في علي .اهـ من الأنوار النعمانية (2 : 234)
وعن سويد بن غفلة رحمه الله تعالى قال : مررت بقوم ينتقصون أبا بكر وعمر رضي الله عنهما ، فأخبرت عليّاً كرم الله وجهه ، وقلت : لولا أنهم يرون أنك تُضمر ما أعلنوا ؛ ما اجترؤوا على ذلك ، منهم عبد الله بن سبأ . فقال علي رضي الله عنه : نعوذ بالله ، رحمنا الله ، ثم نهض ، وأخذ بيدي ، وأدخلني المسجد ، فصعد المنبر ، ثم قبض على لحيته وهي بيضاء ، فجعلت دموعه تتحادر عليها،...الخ وسيأتي في الصحابة رضي الله عنهم بعد قليل.
ومن المضحك :
لما قال كاشف الغطاء في أصل الشيعة وأصولها (40 ـ 41 ) :
أما عبد الله بن سبأ الذي يلصقونه بالشيعة ، أو يلصقون الشيعة به ، فهذه كتب الشيعة بأجمعها تعلن بلعنه ، والبراءة منه .اهـ
فلما راجعه السيد حسين في ذلك قال: إنما قلنا هذا تقية، فالكتاب المذكور مقصود به أهل السنة .اهـ يعني يجوز الكذب على أهل السنة، لذا أخبر عن لعن الشيعة لابن سبأ ، والحقيقة خلاف ذلك .