بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة على اشرف الخلق والمرسلين سيدنا محمد وعلى أله الطيبين الطاهرين
لاشك ان الاخوة اهل السنه يعتقدون بل البعض يؤكد ان ابوي الرسول كانا كافرينً في النار ويعبدان الاوثان والعياذ بالله بناءاً على هذا الحديث
ما جاء عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: استأذنت ربي أن أستغفر لأمي فلم يأذن لي واستأذنته أن أزور قبرها فأذن لي . رواه مسلم .
رواه مسلم(1: 132-133) وأبو داود(4718) وأحمد(3: 268) زأبو يعلى(3516) وابن حبان(578- الإحسان) وابن أبي شيبة وأبو عوانة(1: 99) والبيهقي(7: 190) كلهم من طرق عن حماد بن سلمة عن ثابت بن أسلم البناني به.
وهو حديث صحيح جدا, وإسناده في غاية الصحة, صححه مسلم والجوزجاني في الأباطيل والمناكير(1: 233) وابن حبان والبيهقي وابن كثير(باعتمادهما الحديث في كتبيهما وتعليقاتهما كما سيأتي) والألباني في الصحيحة(2592) والحويني في مجلة التوحيد
النسائي, حيث روى حديث الاستئذان(2032) - وهو:عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: زار النبي صلى الله عليه وسلم قبر أمه فبكى وأبكى من حوله ، فقال: ((استأذنت ربي في أن أستغفر لها فلم يؤذن لي ، واستأذنته في أن أزور قبرها فأذن لي ، فزوروا القبور فإنها تذكر الموت.
وذكره ابن الجوزي والنووي وابن باز وقروا بصحته
وايضاً علمائهم يقرون بكفر ابوي الرسول والعياذ بالله
قال النووي: فيه جواز زيارة المشركين في الحياة وقبورهم بعد الوفاة لأنه اذا جازت زيارتهم بعد الوفاة ففي الحياة أولى وقد قال الله تعالى (وصاحبهما في الدنيا معروفا) وفيه النهى عن الاستغفار للكفار.
قال القاضي عياض رحمه الله :سبب زيارته صلى الله عليه وسلم قبرها أنه قصد قوة الموعظة والذكرى بمشاهدة قبرها ويؤيده قوله صلى الله عليه وسلم في آخر الحديث فزوروا القبور فانها تذكركم الموت.
وعن أنس أن رجلا قال يا رسول الله أين أبي ؟ قال في النار فلما قفى دعاه فقال إن أبي وأباك في النار .رواه مسلم .
قال النووي: فيه أن من مات على الكفر فهو في النار ولا تنفعه قرابة المقربين وفيه أن من مات في الفترةعلى ما كانت عليه العرب منعبادة الأوثان فهو من أهل النار وليس هذا مؤاخذة قبل بلوغ الدعوة فان هؤلاء كانت قد بلغتهم دعوة ابراهيم وغيره من الأنبياء صلوات الله تعالى وسلامه عليهم وقوله صلى الله عليه وسلم أن أبي وأباك في النار هو من حسن العشرة للتسلية بالاشتراك في المصيبة .اه
وقد بسط الكلام في عدم نجاة الوالدين العلامة إبراهيم الحلبي في رسالة مستقلة والعلامة على القارىء في شرح الفقه الأكبر وفي رسالة مستقلة .
و غيرهما .
وقال البيهقي في كتابه دلائل النبوة :
وكيف لا يكون أبواه وجده عليه الصلاة والسلام بهذه الصفة في الآخرة وقد كانوا يعبدون الوثن حتى ماتوا ولم يدينوا بدين عيسى ابن مريم عليه السلام وكفرهم لا يقدح في نسبه عليه الصلاة والسلام لأن أنكحة الكفار صحيحة ألا تراهم يسلمون مع زوجاتهم فلا يلزمهم تجديد العقد ولا مفارقتهن إذ كان مثله يجوز في الإسلام .اهـ
وقال ابن كثير: والمقصود أن عبدالمطلب مات على ما كان عليه من دين الجاهلية خلافا لفرقة الشيعة فيه.
وإخباره صلى الله عليه وسلم عن أبويه وجده عبدالمطلب بأنهم من أهل النار لا ينافي الحديث الوارد عنه من طرق متعددة أن أهل الفترة والأطفال والمجانين والصم يمتحنون في العرصات يوم القيامة كما بسطناه سندا ومتنا في تفسيرنا عند قوله تعالى وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا فيكون منهم من يجيب ومنهم من لا يجيب فيكون هؤلاء من جملة من لا يجيب فلا منافاة ولله الحمد والمنة
ولكن نقول للاخوة هداهم الله
هل يعقل ان من مات قبل زمن الرسول فهو كافر مخلد بالنار بدون ذنب فهل الله جلا وعلا ظالم يظلم عباده والعياذ بالله حتى نقول ذلك !!!!!!!!!
وقد قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: (خرجت من نكاح ولم أخرج من سفاح من لن آدم).
وقال تعالى
((وما كنّا مُعَذّبِينَ حتّى نَبْعثَ رَسُولاً))
(( وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا))
((لتنذر قوما ما آتاهم من نذير من قبلك لعلهم يهتدون ))
((لتنذر قوما ما أنذر آباؤهم فهم غافلون))
((ما أتاهم من نذير من قبلك لعلهم يتذكرون))
((قد جاءكم رسولنا يبين لكم على فترة من الرسل أن تقولوا ما جاءنا من بشير ولا نذير))
فكيف تقولون ان ابوي الرسول كافرين في النار يعبدان الاوثان(والعياذ بالله) وهما لم يكن في زمنهما رسول او نبي كما تدعون اليس والد الرسول الاعضم من ذرية ابراهيم وعلى دينه ايضاً كما كان عمرو بن نفيل ام تنكرون ذلك ايضاً؟! بل البعض منكم يقول انهما ماتا في الفترة او قبل البعثة وانهما ليس معذبين بالنار!!
ثم هناك تناقض وخلاف في كفر ابوي الرسول بين علمائكم
فالمتأمل في كتابات الملا علي القاري حول حكم الأبوين يجد عنده تناقض وتردد في مصيرهما، فهو في كتابه «أدلة معتقد أبي حنيفة» يذكر لنا أنهما ماتا على الكفر ومصيرهما إلى النار،
بينما نراه في كتابه ((شرح الشفا، للقاضي عياض))
يقول: وأما إسلام أبويه ففيه أقوال: والأصح إسلامهما على ما اتفق عليه الأجلة من الأئمة، كما بينه السيوطي في رسائله الثلاث المؤلفة».اهـ
وقال في الكتاب نفسه: «وأما ما ذكروه من إحيائه عليه الصلاة والسلام أبويه فالأصح أنه وقع، على ما عليه الجمهور الثقات، كما قال السيوطي في رسائله الثلاث المؤلفة».اهـ
انظر: شرح الشفا، لعلي القاري (1/106)، (1/648) طبعة استانبول، 1316 هـ
وقال ابن ناصر الدين :
حبا الله النبي مزيد الفضل ... على فضل وكان به رؤوفا
فأحيا أمه وكذا أباه ... لإيمان به فضلا لطيفا
فسلم فالقديم بذا قدير ... وإن كان الحديث به ضعيفا.
وعمدتهم في ذلك الحديث المشهور على ألسنة بعض الناس الذي فيه أن النبي صلى الله عليه و سلم أحيا الله له أمه ، و في رواية والديه فأسلما .وهو حديث موضوع باطل عند أهل العلم كالدارقطني والجوزقاني وابن شاهين والخطيب وابن عساكر وابن الجوزي والسهيلي والقرطبي والمحب الطبري وابن سيد الناس وإبراهيم الحلبي وجماعة .
قال ابن الجوزي في كتابه الموضوعات : هذا حديث موضوع بلا شك والذى وضعه قليل الفهم عديم العلم إذ لو كان له علم لعلم أن من مات كافرا لا ينفعه أن يؤمن بعد الرجعة لا بل لو آمن عند المعاينة لم ينتفع.
ويكفى في رد هذا الحديث قوله تعالى: (فيمت وهو كافر) وقوله في الصحيح: استأذنت ربى أن أستغفر لابي فلم يأذن لى.اه
وقد ملأ مؤلف تفسير روح البيان تفسيره بهذه الأحاديث الموضوعة المكذوبة كما هو دأبه في كل موضع من تفسيره بإيراده للروايات المكذوبة، والله المستعان.
أما الشيخ جلال الدين السيوطي فقد خالف الحفاظ والعلماء المحققين وأثبت لهما الإيمان والنجاة فصنف الرسائل العديدة في ذلك منها رسالة التعظيم والمنة في أن أبوي رسول الله في الجنة، و كتاب مسالك الحنفا في إسلام والدي المصطفى .
وحاصل ما ذكره في ذلك ثلاثة مسالك:
المسلك الأول: أنهما ماتا قبل البعثة ولا تعذيب قبلها لقوله تعالى { وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا.
المسلك الثاني: إنهما لم يثبت عنهما شرك بل كانا على الحنيفية دين جدهما إبراهيم عليه السلام كما كان على ذلك طائفة من العرب كزيد بن عمرو بن نفيل وورقة بن نوفل .
المسلك الثالث: أن الله أحيا له أبويه صلى الله عليه وسلم حتى آمنا به .
فتارة يقول ماتا على الإسلام ، وأخرى يقول أحيا الله أبويه فآمنا عليهما السَّلام ، وأنشد أبياتا :
فأحيا أمَّهُ ، وكذا أباه لإيمانٍ به فضْلاً لطيفا
فصدِّق ، فالإله بذا قدير وإنْ كان الحديث به ضعيفا
بل وهنا السيوطي يكذب هذا الحديث المشهور عند السنة
أورد السيوطي في (( مسالك الحنفا في والدي المصطفى )) (2/432- 435) سؤالاً في مسألة إيمان والدي النبي صلى الله عليه وسلم فقال :{{{ فإن قلت : بقيت عقدةٌ واحدةٌ وهي ما رواه مسلمٌ عن أنسٍ أن رجلاً قال : يا رسول اللَّه ، أين أبي ؟ قال : (( في النار )) ، فلما قفَّى دعاه ، فقال : (( إن أبي وأباك في النار )) . وحديث (( مسلم )) و(( أبي داود )) عن أبي هريرة أنه صلى الله عليه وسلم استأذن في الاستغفار لأمه فلم يُؤذن له . فاحلل هذه العقدة . قُلْتُ : على الرأس والعين ، والجواب : أن هذه اللفظة ، وهي قوله : (( إن أبي وأباك في النار )) لم يتفق على ذكرها الرواة ، وإنما ذكرها حماد بن سلمة عن ثابت ، عن أنسٍ ، وهي الطريق التي رواه مسلمٌ منها ، وقد خالفه معمر عن ثابت ، فلم يذكر : (( إن أبي وأباك في النار )) ، ولكن قال : (( إذا مررت بقبر كافر فبشره بالنار )) ، وهذا اللفظ لا دلالة فيه على والده صلى الله عليه وسلم بأمرٍ البتة ، وهو أثبت من حيث الرواية ، فإن معمرًا أثبت من حمادٍ ، فإن حمادًا تكلِّم في حفظه ووقع في أحاديثه مناكير ذكروا أن ربيبه دسَّها في كتبه ، وكان حمادٌ لا يحفظ فحدَّث بها فوهم ، ومن ثمَّ لم يخرج له البخاري شيئًا ، ولا خرَّج له مسلم في الأصول إلاَّ من حديثه عن ثابتٍ .. وأمَّا معمر فلم يتكلَّم في حفظه ، ولا استنكر شيءٌ من حديثه ، واتفق الشيخـــان على التخريـــج له ، فكان لفظه أثبت ... ثم ذكر السيوطي شاهدًا لحديث معمر من حديث سعد بن أبي وقاص رضي اللَّه عنه انتهى كلام السيوطي
اما نحن ولله الحمد فنرى ان ابوي الرسول ليس كافرين وليسا بالنار لانهما كانا على ملة ابراهيم عليه السلام
لقوله تعالى
(( وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ القَوَاعِدَ مِنَالبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ العَلِيمُ ، رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِن ذُرِّيَّتِنَاأُمَّةً مُّسْلِمَةً لَّكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنْتَالتَّوَّابُ الرَّحِيمُ ﴾)
فهل والد الرسول ليس من ذرية ابراهيم؟!
وقد قال تعالى ((سنة الله في الذين خلوا من قبل ولن تجد لسنة الله تبديلا))
اذا هنا دليل على ان الاسلام موجود من زمن سيدنا آدم حتي يومنا هذا والى ان تقوم الساعه!
فدعوة الاسلام هي امتداد لما قبلها وقد قال سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم (افترقت اليهود على إحدى أو اثنتين وسبعين فرقة، وتفرقت النصارى على إحدى أو اثنتين وسبعين فرقه، وتفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلاَّ واحدة ) اي ان من النصارى واليهود موحدين يؤمنون بالله وسوف يدخلون الجنة!
قال تعالى((إِنَّ ٱللَّهَ ٱصْطَفَىٰٓ ءَادَمَ وَنُوحًۭاوَءَالَ إِبْرَٰهِيمَ وَءَالَ عِمْرَٰنَ عَلَى ٱلْعَٰلَمِينَ ذُرِّيَّةًۢ بَعْضُهَا مِنۢ بَعْضٍۢ ۗ وَٱللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ))
قال تعالى
((قَالُواْ كُونُواْ هُودًا أَوْ نَصَارَى تَهْتَدُواْ قُلْ بَلْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ))
قال تعالى
((إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهَـذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ آمَنُواْ وَاللّهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ
وَمَن يَرْغَبُ عَن مِّلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلاَّ مَن سَفِهَ نَفْسَهُ))
وللموضع بقية