!
!
!
المالكي المعصوم
وإيران المنزّهة
والعراق الخاطئ
عبد الرؤوف مدلّل
التاريخ: 21/1/1431 الموافق 07-01-2010
المختصر / يكاد يحار المرء في فهم دور ومهنة رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي.
فهو رئيس وزراء بدون أي صلاحية سوى إطلاق التصريحات وتكرار عبارة "أعداء العراق"
التي لم يتم حتى الآن لا شرحها ولا تفسيرها ليعرف العراقيون قبل غيرهم من هم أعداؤهم.
ففي خبرة المالكي القومية المتأخرة زمنيا، فإن أعداء العراق مرة في سورية ومرة أخرى في تركيا،
ومرة في "البعث المنحل" ومرة في القاعدة، ومرة في السعودية،
ومرة في التجاهل الغربي للعبة العراق السياسية.
مع المالكي أضحى العالم كله عدوا للعراقيين
ماعدا إيران المعصومة عن ارتكاب
ولو "فتفوتة" خطأ بحق العراق.
إيران المالكي منزّهة عن الخطأ.
ورجالها معصومون باعتبارهم آيات إلهية.
أما قلوبهم فلا تنبض إلا حبا وتقى وورعا.
حارب المالكي العالم بأسره فقط ليخفي دور إيران في بلاده
التي لم تتورع منذ أيام عن احتلال بئر نفطية في أرضه.
ولم يحرك المالكي ساكنا ولم يطلق تصريحا.
أما وأن عالم دين انتقد السيستاني فإن المالكي هب وغضب وشهر سيفه.
ثم أوعز لبرلمانه الكسيح أن يطالب دولة منتقد السيستاني بتقديم اعتذار!
العراق كله في خدمة السيستاني
الذي هو رجل وللرجال أن يُنتقدوا ويهاجَموا.
إلا أن ماخفي عن منتقدي السيستاني أنه معصوم ولا يأتيه الباطل.
المالكي هنا يمشط لحية السيستاني ويتقرب من قدسيتها
لعلها تمنحه بعض بركة وحكمة لم تعرف عنه إلى الآن.
وما إن ينتهي من تمشيطها
حتى يرضى عنه خامنئي السعيد بأن يتحول
عرب العراق إلى أعداء العراق
أما فُرس العراق فهم يدخلون مابين جلود العراقيين ولحومهم.
يحصون عليهم أنفاسهم ويكرّهونهم بعروبتهم ومحيطهم.
على العراقي الآن، بعزيمة المالكي،
أن يترك كل همومه وينسى الاحتلال والدمار والفقر والمرض،
وينصرف لتمشيط لحية السيستاني وخامنئي.
كل ما جرى في العراق لا يستحق من البرلمان الكسيح إلا أن يغضب لتلك اللحية التي لم تعلن حزنها حتى الآن على موت العراقيين ومرضهم وفقرهم.
السيستاني الذي أعطى كل أوامره لكل مريديه
أن يتعاملوا مع زعماء الحرب كآلهة قادمة
من اللاشيء يحق لها كل شيء.
لو كان السيستاني يعيش في أي بلد ديمقراطي لكان تعرض لنقد متواصل لمواقفه السياسية وهذا طبيعي.
أما أن يهب برلمان العراق متجاهلا كل هموم العراقيين ومتوقفا عند نقد وجِّه إلى شخص السيستاني،
فهو من قبيل اللهو في أوقات الفراغ وإنقاذ الأم الحنون إيران.
كلما مرت إيران بأزمة يأتي رئيس وزراء العراق
لإشغال العالم بقضية هامشية.
هذا فعله سابقا الجعفري الخطيب المفوه الذي يفتي ويحكم.
والآن دور المالكي.
رؤساء وزارة برتبة حراس الهيكل الإيراني.
لو يشغل المالكي نفسه بالعراق كوطن واحد لكل أبنائه لكان أجدى له. لو يعمل،
لو يتوقف عن تمشيط اللحى، لكان أجدى.
لو يمنح القداسة لأرض عشتار لكان أكثر قوميةً،
ولو منح القداسة لعاصمة الخلافة لكان أكثر إسلاميةً.
أمّا أن تكون لحية السيستاني فوق كل العراقيين أحياء وأمواتاً،
فهو احتلالٌ عقائدي للعراق يجعل من بقية أبنائه
الذين لا يحملون أمشاطا للحى مجرد رعايا
بدون سفارة وبدون سفير وبدون أي اعتراف بوجودهم
إلا كمسافرين يعبرون أرض العراق.
المصدر: جريدة السياسي الإلكترونية
08-01-10, 05:22 PM
المالكي المعصوم وإيران المنزّهة والعراق الخاطئ
العرض العادي
