العودة   شبكة الدفاع عن السنة > المنتـــــــــديات العـــــــــــامـــة > الــــحــــــــــــوار العــــــــــــــــــام

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 06-01-10, 02:36 PM   رقم المشاركة : 1
الحادي
عضو فضي







الحادي غير متصل

الحادي is on a distinguished road


شيخ الإسلام و التتار

شيخ الإسلام ابن تيمية والتّتار



علي بن حسن الحلبي


قليلة هي المَواقف التي تطبعُ بصماتها بجلاء ونصاعة في سجلِّ التاريخ، فهي ذكرى وعبرةٌ وحافزٌ ودافعٌ لكل من يطّلع عليها أو ينظر إليها.

ومن هذه المواقف الجليلة ننتقي -اليوم- موقفاً كريماً رشيداً، لتذكير أبناء العصر ومثقَّفي الأمّة، وربطهم بأصالة أجدادهم وأمجاد آبائهم لينفضوا غُبار الغفلة عن عقولهم، فيكونوا خير خلف لخير سلف:

شيخ الإسلام ابن تيميَّة المتوفى سنة (728هـ) رحمه الله.
عاش هذا الإمام الجهبذ فترة عصيبة هي فترة من أصعب وأعصى فترات تاريخنا الإسلامي بطوله وعرضه، فاضطربت مفاهيم النّاس، واختلّت موازينهم، وانقلبت حقائقهم، ودخلت الشوائب دينهم، وهاجمهم الغزاة والمعتدون في سويداء بلادهم.
فوقف لهذه الصَّعاب جِلَّةٌ من أهل الدّين والعلم، على رأسهم مقدَّمُهم وإمام عصرهم شيخ الإسلام وعلمُ الأعلام أحمد بن عبد الحليم ابن تيمية النُّميري -رحمه الله رحمة واسعة-، فواجهها برباطة جأشٍ، وثبات قلبٍ، وصدق عزيمةٍ، وحُسن توجُّه إلى الله سبحانه.
وسنذكر له -رحمه الله- موقفاً خَفِيَ على الكثير ممّن عرفه -رحمه الله-، أو سمع به، أو قرأ له، وهذا الموقف يتمثل في تلك الوقفة الجهاديّة المباركة التي خاضها -رحمه الله- ضدّ أعداء الأمّة الإسلاميّة من التَّتار الذين أقصوا كتاب الله -سبحانه وتعالى- واستبدلوه بمناهج رقّعوها من عند أنفسهم سموها (الياسق) كما ذكره الإمام ابن كثير في «تاريخه»(1)!
لقد تمثّلت في هذا الموقف أعظم صور التضحيّة والفداء المنبثقة من العقيدة الصحيحة والمنهاج القويم، ولم يأت هذا الموقف العظيم عفو الخاطر، ولم يصدر عن فراغ، إنما جاء بعد حياة مفعمة بالصبر ومليئة بالعلم والدّعوة.
في أحد أيّام شهر رمضان المبارك من سنة (701هـ) كانت معركة «شقحب» المشهورة، وقبل ذلك بأيام كانت بداية شرارتها، إذ وقف شيخ الإسلام ابن تيمية يحلف للأمراء والناس: أنَّكم في هذه الكرة لمنصورون، فيقول له الأمراء: قل إن شاء الله، فيقول: إن شاء الله تحقيقاً لا تعليقاً.
قال الإمام ابن كثير -في «البداية والنهاية» (14/25-26)- معلقاً على هذا: وكأن يتأول في ذلك أشياء من كتاب الله، منها قوله -تعالى-: {ذلك ومن عاقب بمثل ما عوقب به ثمّ بُغي عليه لبنصرنّه الله إن الله لعفوُّ غفور}.
ثم قال ابن تيمية بعد ذلك لأحد أصحابه: يا فلان، أوقفني موقف الموت.
فساقه صاحبه إلى مقابلة العدو، وهم منحدرون كالسّيل، تلوح أسلحتهم من تحت الغبار المنعقد عليهم.
ثمَّ فال له: يا سيّدي، هذا موقف الموت، وهذا العدو قد أقبل من تحت هذه الغبرة المنعقدة، فدونك وما تريد.
فرفع ابن تيمية طرفه إلى السَّماء، وأشخص بصره، وحرك شفتيه طويلاً، ثمّ انبعث وأقدم للقتال.
قال صاحبه: وأمّا أنا فخيل إليّ أنه دعا عليهم، وأن دعاه استجيب منه في تلك السّاعة.
وقال: ثمّ حال القتال بيننا والالتحام، وما عدتّ رأيته، حتى فتح الله ونصره، وانحاز التتار إلى جبل صغير عصموا أنفسهم به من سيوف المسلمين تلك السّاعة، وكان ذلك آخر النهار.
قال صاحبه: وإذا أنا بالشيخ وأخيه -وكان معه- يصيحان بأعلى صوتيهما تحريضاً على القتال، وتخويفاً للنّاس من الفرار، فقلت: يا سيدي لك البشارة بالنّصر، فإنه قد فتح الله ونصر، وهاهم التّتار محصورون بهذا السّفح،وفي غذٍ إن شاء الله يؤخذون عن آخرهم.
قال: ثمّ رأيت الشيخ يحمد الله، ويثني عليه بما هو أهله، ثمّ دعا في ذلك الموطن دعاءً وجدت بركته في ذلك الوقت وبعده.
هذه صورة جهاديّة مجيدة ينبغي تأمُّلها وإدامة النظر فيها، وإعمال الفكر في دوافعها وثمارها لنأخذ منها العبرة، ونسير حذائها حتى يفتح الله سبحنه بالفلاح، ويأذن بالنصر؛ دون تعجُّل مفسد، ولا مواجهة نُجرُّ إليها!
{ وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنّهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكننَّ لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدّلنّهم من بعد خوفهم أمنا يعبدونني لا يشركون بي شيئاً}.











__________________

(1) «البداية والنهاية» (13/117).








-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-











شجاعة وجهاد شيخ الاسلام ابن تيمية
رحمه الله



سيرة شيخ الاسلام إبن تيمية رحمه الله
أعجوبة الزمان
في اليوتيوب







التوقيع :
المراجع الرافضيه التي تعرف الحق وتنكره جميعهم ضد عوام الشيعه المساكين قوليا او فعليا فتاواهم و تعميتهم وخداعهم لعوامهم ومكانهم اذا حضر المرجع هذا عن النعلان الشيعي العامي لايسمع لا يرى لا يفكر لايسأل لا يقرأ كتبه وكتب غيره فلا تكونوا بصف هؤلاء المراجع فنقسوا عليهم كما يقسوا عليهم هؤلاء المراجع الذين حللوا لهم الحرام وحرموا عليهم الحلال وحرموهم من الطيبات ورفقا عليهم وقليلا من الرحمه

من مواضيعي في المنتدى
»» مابين ممثل السستاني وكسرى
»» ايها المقلدون المقيّدون مع التحية
»» التصنيف الامريكي والرافضي للمسلمين بالعراق زعموا
»» الصوفية يسجدون لمشائخهم
»» كتاب هداية الحيارى
 
 

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:20 PM.


Powered by vBulletin® , Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
" ما ينشر في المنتديات يعبر عن رأي كاتبه "