باحث مصري يتهم المسيحية بالعنف الشديد والإرهاب
اتهم باحث مصري بارز المسيحية والتاريخ المسيحي بالعنف والإرهاب الشديدين , كما اتهم الرهبان بإخفاء الحقائق والأدلة الدالة على ذلك.
وقال الدكتور يوسف زيدان المتخصص في التراث العربي المخطوط وعلومه، خلال لقاء له على فضائية الجزيرة ضمن برنامج "لقاء اليوم" الذي أذيع مساء اليوم الأحد : إن الأدلة دامغة وواضحة على منتهى العنف والإرهاب الذي مارسه كثير من الرهبان المسيحيين خلال قرون خمسة.
واعتاد رهبان وقساوسة مسيحيون على اتهام الدين الإسلامي بالعنف والإرهاب , وكثيرا ما حثوا القوى الغربية على اضطهاده ومنع انتشاره بهذه الحجة المغلوطة.
وكان البرنامج يدور بالأساس حول رواية " عزازيل " التي كتبها الباحث د. يوسف زيدان رئيس قسم المخطوطات بمكتبة الاسكندرية وما أثارته الرواية من غضب لدى الكنيسة في مصر والعالم .
وكان "بنديكيت السادس عشر" بابا الكنيسة الكاثوليكية قد وصف في محاضرة له الإسلام بالعنف , وأرجع سبب انتشاره إلى السيف.
رواية "عزازيل"
وتتحدث رواية "عزازيل" عن الانقسامات بين الكنائس الأرثوذكسية والخلافات اللاهوتية المسيحية القديمة حول طبيعة المسيح ووضع السيدة مريم العذراء، والاضطهاد الشديد الذي قام به المسيحيون ضد المصريين في الفترات التي كانت فيها مصر تدين بالمسيحية.
وتكشف كذلك عن فترة من التاريخ القبطي الغامض للكثيرين، مما أثار غضب الكنيسة الأرثوذوكسية المصرية خاصة القمص "عبد المسيح بسيط" أستاذ اللاهوت الدفاعي بالكلية الإكليريكية. واتهم الرواية في تصريحات صحفية "بأنها تنتصر للهراطقة، وتوجه هجوما شديدا للكنيسة ورمزها القديس مرقس.
كما أصدر الأنبا بيشوي سكرتير "المجمع المقدس" في مصر بيانا اتهم فيه مؤلف رواية "عزازيل" بالإساءة إلى المسيحية, واتهم الأنبا بيشوي د. زيدان بتدمير العقيدة المسيحية وقال "سوف نرد على كل ما نوى به د. يوسف زيدان تدمير العقيدة المسيحية الأصيلة".
وقائع فعلية وشخصيات حقيقية
وأكد الباحث يوسف زيدان أن كل الوقائع والشخصيات الواردة في الرواية هي وقائع فعلية وشخصيات حقيقية، وقال: "كان التحدي الإبداعي في الرواية هو كيف أحرك الأحداث دون أن أخالف أي واقعة فعلية أو شخصية تاريخية".
وأكد زيدان أن البابا " كيرلس عمود الدين، بابا الإسكندرية الرابع والعشرين"، ظهر في الرواية بحسب ما يوافق شخصيته التاريخية الفعلية، داعياً المشككين في ذلك إلى قراءة رسالته المشهورة "اناتيما" أو اللعنات التي صبها على رأس الأسقف نسطور، منتقداً ما يسميه الأقباط تاريخ الكنيسة، مؤكداً أنه يعتبره جزءاً من تاريخ مصر الذي لا يمكن فصله عن باقي أجزاء تراثنا المشترك.
وقال: "الرواية دعوة للاهتمام بالإنسان المختفي بين الصراعات المذهبية، وتؤكد أن العنف لا يرتبط بالضرورة بدين أو مذهب معين، وإنما يرتبط بأشخاص محددين توهموا أنهم من حقهم قتل الآخرين باسم الحق الإلهي".