الحدود الشمالية تشهد انتشار زواج السعوديين من شاميات
غلاء المهور في المملكة وفقر الفتيات وراء تزايد الزيجات
"باب الحارة "أحد المسلسلات السورية التي أقنعت مبالغاتها الشباب السعودي بالتزوج من فتاة شامية
دمشق، القريات: منى العبدلي
لم يعد مستغربا البتة أن ترى امرأة شامية في عمر الصبا وهي تسكن مع عائلة سعودية في شمال المملكة، وخاصة المدن السعودية الحدودية كالقريات وطريف وتبوك على وجه الخصوص، وقد استقر بها المقام والحظ والنصيب كما تقول إحداهن زوجة لشاب أو رجل سعودي متوسط العمر ليستقر حالها وأحوالها بعيدا عن أهلها. وقد لا ترى المرأة أهلها إلا خلال الإجازات السنوية الطويلة أو لأسباب طارئة.
وحول هذه الظاهرة يقول المواطن "أبو أحمد"في العقد الخامس من العمر:إنه متزوج من شامية منذ عشر سنوات ويعيش حياة هانئة وسعيدة مع زوجته وإن من أهم الأسباب التي دعته للزواج من خارج السعودية هو غلاء المهور في المملكة، وكثرة المديح والإطراء الذي يسمعه عن الشاميات وولائهن لأزواجهن، ومهارتهن في الطبخ. وأضاف أن زوجته في العقد الثالث من العمر وأن حالة أسرة زوجته متوسطة. وتروي "أم عبدالرحمن"زوجة شامية من إحدى القرى السورية:أنها قبلت بالزواج من رجل ذي" احتياجات خاصة" وهي في الخامسة والعشرين من العمر، وعن الأسباب التي جعلتها توافق على الزواج قالت لاشك أن ظروف المعيشة القاسية الآن أحد الأسباب التي جعلتها تقبل أن تكون زوجة لرجل من خارج بلدتها ووطنها فهي تسكن في قرية"خربة غزالة"وتعمل في الفلاحة من الصباح الباكر، وتضيف قائلة إن هذا الزواج ساعد على تحسن الحالة الاقتصادية لعائلتها. ومن جانب آخر أكدت"أم سهيل"أنها وافقت على الزواج من رجل مسن مرجعة السبب في هذا الزواج إلى الحالة السيئة لعائلتها، وصعوبة الحياة بدون المال، وتقول:إن مثل هذه الزيجات غالبا ماتنتهي بالطلاق، لعدم التكافؤ الاجتماعي، وكذلك المعاناة التي أجدها في عدم التكيف مع العادات والتقاليد لبلد الزوج. فيما يرى المواطن" أبو خالد" أن من أهم الأسباب التي شجعته على الزواج من شامية هو كثرة الإطراء والمدح للشاميات ممن سبق لهم الزواج بالشاميات فالكثير منهم يثني على تعاملها، ومبالغتها في خدمة زوجها، وكذلك تأثره الشديد بمسلسل "باب الحارة" كما قال. ويذكر المواطن "أبو بدر"أنه رجل يرغب في تعدد الزوجات وقد تزوج للمرة الثانية ولكن بفتاة شامية، وذكر أن السبب في هذا الزواج أن السعودية لا توافق على الزواج برجل سبق له الزواج، ويضيف قائلا:إنه وجد في الفتاة الشامية الرقة في المعاملة، والطاعة الكاملة له، فضلا عن رضاها بأبسط الأشياء التي يقدمها لها. وتقول المواطنة "أم فيصل" تزوج ابني منذ سنتين بفتاة شامية من محافظة حمص، بعد أن فشل في زواجه الأول من بنت عمه والآن ولله الحمد يعيش في سعادة مع زوجته الشامية فهي إنسانة متفهمة للأمور الزوجية، بالإضافة إلى مهارتها في المطبخ وإعداد ما لذ وطاب من الأكلات الشامية. وفي المقابل أكد المواطن "نايف العبدلي" أنه لا يفضل الزواج بشامية ويقول: إن لجوء بعض الشباب للزواج من فتاة شامية يعود للمبالغة في مدحهن من قبل المتزوجين بشاميات في المجالس والاستراحات، سواء في الصفات الشكلية من الشعر الأشقر، والبشرة البيضاء، وبطريقة التعامل مع أزواجهن والمبالغة في خدمتهم وتدليلهم، وتنميق ألفاظهن أثناء الحديث معهن. ويضيف العبدلي:كذلك لاننكر دور وسائل الإعلام والقنوات الفضائية، والمسلسلات الشامية، وما يدور فيها من المبالغة في خدمة الزوج وأهلة والولاء لهم وطاعة زوجها في جميع الأحوال سواء كان على صواب أم كان على خطأ، فيعتقد الرجل أن الشاميات هن أكثر ولاء وصبرا وتقديرا للأمور الزوجية أكثر من بنت البلد. وحول هذا الموضوع قالت "م.ن" معلمة علم اجتماع:إن الزواج بشامية أو غيرها من خارج البلد يدفع ثمنه الأطفال الأبرياء فهم يعيشون في صراع دائم بين هويتين مختلفتين فيعيش الأبناء في صراع نفسي، وفي الغالب تطغى هوية الأم على الأب فيتبعها الأبناء سواء في السلوك أو اللهجة أو في العادات والتقاليد، فيشعرون بعدم الاستقرار نتيجة اختلاط الهويات. وتروي "س.ت" الرويلي ممرضة في أحد المستشفيات الخاصة:سبق لأخي الزواج بشامية ولكنها أصرت على الاحتفاظ بهويتها وعاداتها وتقاليدها ولم تتمكن من الاندماج في مجتمعنا بعاداته وتقاليده، مما أدى إلى قلة الترحيب بها في العائلة، و سبب لها العزلة والوحدة في المجتمع الذي تعيش فيه، وبالتالي انعكس ذلك سلبا على أخي وأبنائه الثلاثة فشعر بخيبة الأمل والصراع بين الأهل والزوجة، مما أدى به إلى طلاق زوجته في نهاية المطاف. وعن طرق الزواج بالشامية يذكر لنا "جمعة"الساكن في قرية" بصري الشام" الواقعة في جنوب العاصمة السورية أن بعض أبناء بلده يمتهنون مهنة الخاطبة، وأحيانا يطلقون على أنفسهم "الوسطاء"فيقومون بإرشاد من يرغبون في الزواج بشامية وتسهيل الأمور عليهم ويتقاضون على ذلك عمولات مالية رمزية لقاء كل عملية زواج ناجحة.