مصطفي حامد أبو الوليد المصري ـ
أمام الرئيس الأمريكي أوباما في أفغانستان طريقان يرسم خلال أيهما إستراتيجية للهزيمة وخسارة الحرب .
# الطريق الأول هو أن لا يرسل أي قوات إضافية إلى أفغانستان فيترك قواته هناك ضائعة تائهة يتخطفها الموت من كل جانب، فلا هي قادرة على حماية النظام الأفغاني ، ولا حتى حماية نفسها . فهي في حاجة لمن يحميها وهذا ما لا يستطيع فعله جيش كرزاى ، ولا قوات الحلفاء التي تعانى من نفس المشكلة بل لا تفهم لنفسها رأساً من قدم، فمازال قادة الغرب يتساءلون حتى الآن :
لماذا نحن في أفغانستان ؟ يطن السؤال أيضا في رأس الجنود ، بل ويطرحه بعض قادتهم العسكريين والسياسيين سرا وعلنا، فهدف الحرب ضائع وبالتالي ضاع الجنود على أرض أفغانستان بلا هدف، توقف الساسة في أوروبا عن إرسال أي قوات ذات قيمة لأنهم ببساطة يرسلونهم إلى الموت وبلا هدف .
الطريق الثاني للهزيمة هو إستراتيجية تصعيد التورط العسكري بأن ترسل أمريكا جنودا جددا إلى أفغانستان لكي تكون مهمتهم الأساسية حماية القوات الأمريكية الموجودة الآن بالفعل في أفغانستان (!!).
فيتقوقع الجميع في أماكن محددة (يقولون أنها عشرة مواضع أو مناطق) يتخندقون فيها لحماية مواقع ثابتة تحمي مصالح سياسية واقتصادية تمثل "الضرورة" التي تحدث عنها أوباما والتي يدعى أنها تملى عليه الاستمرار في حرب أفغانستان، وهي في الحقيقة ضرورات خمس وليست ضرورة واحدة:
1 ـ فالقوات الأمريكية عليها حماية كابول عاصمة نظام كرزاي "الديموقراطي!!" الذي ترغب أمريكا في تسويقه عالميا على أنه انجازها السياسي الأكبر في ذلك البلد ـ طبعا فإن الانتخابات الرئاسية الأخيرة كانت فضيحة فوق الوصف داخل أفغانستان وعلى امتداد العالم، وذلك حديث يحتاج إلى تفصيل..
صمود كابول يعنى استمرار النظام ووقوفه على قدمين وإن كانتا من قش مدعوم بحراب جيوش أمريكية /أوروبية تخطى تعدادها مئة ألف جندي .
2 ـ على القوات الأمريكية حماية مزارعها للأفيون في الجنوب خاصة هلمند (60% من أفيون أفغانستان وأكثر من كل أفيون العالم) ـ ثم ننجرهار في الشرق ومزارع الحشيش الضخمة في الشمال .
3 ـ على تلك القوات تكبيل قندهار ـ المركز الروحي والإداري للإمارة الإسلامية .
4 ـ حماية مصانع تكرير الهيروين في القواعد الجوية الرئيسية "باجرام ـ قندهار ـ شيندند ـ الخ " .
5 ـ حماية خطوط نقل الطاقة " نفط وغاز" من تركمانستان إلى باكستان عبر مناطق غرب أفغانستان .
لا يحلم أوباما أوجنرالاته بشيئين :
الأول السيطرة على كل أرض أفغانستان " 85% منها تحت سيطرة كاملة أو جزئية من الإمارة الإسلامية " .
الثاني : إنهاء جهاد الشعب الأفغاني بقيادة الإمارة الإسلامية وحركة طالبان الذي تطور جهاده إلى ثورة شعبية شاملة ومسلحة حسب توصيف أمير المؤمنين الملا محمد عمر حفظه الله في بيانه الشهير في عيد الفطر الماضي .
ونكاد أن نضيف أن الرئيس العاجز " أوباما " وجنرالاته حربـــه
الفاشلين لا يحملون حتى بمجرد الاستمرار في تحقيق الأهداف الخمس التي ذكرناها آنفا والتي تمثل ما يمكن تسميته "ضرورات أوباما في أفغانستان" .
إن إستراتيجية تصعيد التورط العسكري لا يمكنها بأي حال تحقيق نصر من أي نوع أو ضمان الحفاظ على ضرورات أوباما الخمس . ولكن كل يطمعون فيه هو توفير أقصى مناخ من الضغط على قيادة الإمارة الإسلامية عند الجلوس على مائدة المفاوضات لإقرار حل نهائي للمشكلة أو بمعنى أدق آليات الانسحاب النهائي من أفغانستان.
الأمريكيون يتصورون أنه إذا كانت القوات الأمريكية كبيرة العدد وجرائمها متواصلة وكبيرة يعانى منها السكان قتلا وتدميرا، فإن موقف القيادة الجهادية سيكون أضعف وميلها أكبر للوصول إلى أي حل وبسرعة، وبالتالي تقدم أكبر قدر من التنازلات .
فإذا كانت في أضعف حالتها في الميدان وضغوط المدنين عليها كبيرة لإنقاذهم بسرعة وبأي شكل لوقف معاناتهم، فإنها قد تقبل مجرد مشاركة بعدة وزراء في حكومة كرزاي، وقد اتضح أن ذلك هو المستحيل بعينه لأن الصراع في أساسه عقائدي وليس سياسي ولمجرد السعي إلى السلطة بأي شكل كان .
كما أن وضعية قوات الإمارة ومجاهديها في الميدان هي في أفضل حالات الفعالية مع امتلاك كامل لزمام المبادرة على الأرض، وبالتالي فإن القيادة السياسية للإمارة الإسلامية ليست فقط قادرة على رفض "الحد الأدنى" بل يمكنها بكل ثقة فرض إرادتها كاملة على المعتدين عند بحث " الحل النهائي" الذي لن يكون أقل من انسحاب كامل للقوات المعتدية ، واستلام الإمارة زمام السلطة كاملا وعودتها إلى قندهار وكابول وكامل التراب الأفغاني، مع الاحتفاظ بحقها في طلب تعويضات حرب من المعتدين طبقا لأعلى معايير التعويض المعترف بها دوليا، إضافة إلى ما يقرره القضاء الإسلامي في أفغانستان كتعويض سواء للأفراد أو الممتلكات أو الآثار الجانبية للحرب .
{ ويمكن في ذلك المجال مراجعة جداول تعويضات الحرب التي فرضتها الأمم المتحدة على العراق لتعويض الشعب الكويتي عن خسائره ـ واضعين في الاعتبار انخفاض سعر الدولار عما كان عليه عام 1991ـ سننشر ملخصا لأنواع ومقادير تلك التعويضات بشكل منفصل. ويمكن أيضا مراجعة التعويضات التي فرضت على ليبيا في حادث لوكربي الذي قرر تعويضا عن كل قتيل في الحادث مقداره 53مليون دولار ـ وذلك هو المبلغ المطلوب للتعويض عن كل شهيد أفغاني في الحرب الأخيرة إذا وافقت محاكمنا الإسلامية على ذلك المقدار. وأيضا مع مراعاة انخفاض سعر الدولار خلال السنوات من 1988 حتى الآن}.
# تراهن أمريكا على زيادة عدد قواتها وتكثيف الضغط على المدنيين حتى يرغمون القيادة السياسية للإمارة على القبول بأي شيء لإنهاء الحرب في أسرع وقت كما تراهن أن يؤدى ضغطها العسكري إلى تنشيط سلاح الإغراء بالمال لشراء الأنفس الضعيفة فهي تعرض الرشاوى على المقاتلين كي يلقوا السلاح لقاء مبالغ مالية، وذلك شيء غريب حقا ودليل على تخبط لا مثيل له .
فالذين يرغبون في المال ذهبوا منذ البدايات الأولى وقدموا أنفسهم لخدمة الشيطان وعملوا مرتزقة لدى الاحتلال والحكم الجديد، أما الذي أبقى على السلاح في يديه فهو في انتظار فرصة من اثنين: فإما الانتصار الكامل وطرد المعتدين، أو فرصة نيل الشهادة التي يعتبرها المسلمون فوزهم الأكبر وأمنيتهم العظمى .
فلا مجال للمال في ترغيب هؤلاء ، كما أنه لا مجال للقوة العسكرية في ترهيبهم .
# تراهن أمريكا عند زيادة قواتها ، إضافة إلى الإغراء المالي، تقديم إغراءات الجاه والسلطة السياسية، وتقول أنها تطمــــع في
شق صفوف حركة طالبان .
إذا كان الأمر يتعلق بالمجاهدين الحقيقيين فإن ذلك الأسلوب سيفشل معهم حتما وقد تعرضوا لمثله وقت الجهاد ضد السوفييت ولم ينجح. ولكن هناك فئة من الناس نفوسها مهيأة لممارسة أدوار النفاق وتجهز وضعها لذلك منذ وقت مبكر..
وإذا عدنا مرة أخرى إلى دروس غزوة أحد وتخلى المنافقين عن الجيش لتوهين عزائم المؤمنين، نجد أن الله سبحانه وتعالى حفظ المؤمنين من الخذلان فاستمروا في جهادهم . ولم يصادفوا الانكسار على أرض المعركة إلا بعصيانهم أوامر قائدهم الأعلى . فكان في ذلك درسا وعبرة لجميع المؤمنين في جميع الأزمنة .. فاعتبروا يا أولى الأبصار، واسألوا أنفسكم السؤال التالي:
لماذا هزمنا أمام الأمريكيين في بداية حربهم علينا عام 2001؟؟.
أليس بسبب خيانة الأمانة ومعصية الأمير والإخلال بواجبات البيعة ؟؟.
# أعربت في أحد التحليلات عن اعتقادي بأن أحداث 11سبتمبر كانت تجهيزا للمسرح الدولي لاستقبال أزمة اقتصادية عالمية خطيرة ، والتي بدأت بالفعل منذ صيف 2008وما زالت مستمرة وسوف تظل كذلك إلى أجل غير معلوم ونتائج قد تكون أخطر بكثير جدا مما يتصور كثيرون " فالأزمة المالية عام 1929لم تنته إلا مع بداية الحرب العالمية الثانية في 1939" .
11 سبتمبر مكنت حكام العالم من فرض حالة طوارئ وفرض أحكام عرفية على سكان الكوكب الأرضي تحت ذريعة كاذبة ومخادعة هي " الحرب العالمية على ما يسمى بالإرهاب " .
وقد حذر بعض الحكماء منذ سبعينات القرن الماضي من مسيرة الاقتصاد الأمريكي والسياسات الرعناء للإدارات الأمريكية في قضايا التسليح الخرافي والرخاء الباذخ المفتعل. وقالوا أن ذلك سوف يقود إلى كارثة. ولكن نشوة التفوق السريع الزائف منعت السكارى من أن ينتبهوا .
في اللحظات الأخيرة تمادى الأمريكيون وحاولوا الهروب من أزمتهم الناتجة عن مغامراتهم السابقة بمقامرة أخرى أكبر هي دفع جيوشهم لاحتلال منابع الثروات في بلاد المسلمين من نفط وغاز وأفيون "والذي تزيد عائداته الخرافية عن عائدات النفط والسلاح والذهب مجتمعين".
اندفع المقامرون الأمريكيون أحداث 11 سبتمبر، وتحت رايات الثأر الصليبي احتلوا أفغانستان .. ومن بعدها العراق.
والآن ظهر أنهم في أفغانستان أكلوا طعاما لا يمكن ازدراده ولا هضمه. فهم الآن يختنقون حتى الموت ويقامرون من أجل أحلام مستحيلة كالتي ذكرناها : مثل شراء الذمم وشق الصفوف وإرهاب شعب لم يحدث في تاريخه أن خضع لإرهاب أو خضع لمحتل .
لكن ضغط الأزمة الاقتصادية على أعصاب الإدارة الأمريكية يعمل لمصلحة الإمارة الإسلامية كمعول هدم يدمر الطاقة ويهدم الهمم ويفشل إستراتيجيات "الضرورة" التي يهذي بها أوباما العاجز، المريض بداء الفشل المزمن.
فبينما هو في ذروة الإعداد لكشف الستار عن إستراتيجية الهزيمة المنتقاة: فإما هزيمة بالجنود أو هزيمة منزوعة الجنود، إذا باقتصاد بلاده يوجه له ضربة أقسى من الضربات الأفغانية في الميدان .
فها هي مجموعة " سي آي اي " المصرفية تعلن إفلاسها في بدايات نوفمبر 2009 لتكون خامس أكبر انهيار للشركات في تاريخ الولايات المتحدة ، واعتبر الخبراء الماليون ذلك " ضربة قوية لأعصاب أسواق المال". حتى بلغ عدد البنوك المفلسة هناك منذ بداية الأزمة 120 بنكا.
نقول أن ذلك سينعكس أيضا على الوضع الاجتماعي الداخلي في الولايات المتحدة ففي مقال هام كتبه المرشح السابق للرئاسة الأمريكية " جيسي جاكسون" أشار إلى خطورة تمزق خطير في المجتمع الأمريكي من جراء الأزمة الاقتصادية الحالية التي يرى أنها استهدفت بشكل متعمد السود والملونين من أصول لاتينية وقال أنهم " قد تعرضوا للذبح والسلخ على أيدي المقرضين". وطلب من أوباما تشكيل لجنة خاصة للتحقيق في استهداف المضاربين للأقليات في المجتمع الأمريكي . ثم حذر جاكسون من أن " الأمريكيين جميعا سيدفعون الثمن غاليا " عندما تمضى الأسواق بلا رقابة وعندما تتم ممارسة التمييز بين أبناء المجتمع.
ليس فقط الملونين بل أيضا المسلمين الأمريكيين يتعرضون لضغوط من التمييز فوق طاقة الاحتمال البشرى، إلى أن انفجر الحادث الأخير الذي أقدم فيه ضابط أمريكي مسلم نضال حسن بإطلاق النار على زملائه وقتل ثلاثة عشر منهم في قاعدة عسكرية بسبب اضطهادهم له من أجل أصوله العرقية والدينية، رغم أنه ولد وتعلم في الولايات المتحدة، وهكذا صدقت نبوءة "جيسى جاكسون" سريعا وسوف يؤيدها المستقبل بكل ما هو أفظع وأفدح بما يؤدى إلى تمزق أمريكا وانهيارها، ذلك إلى جانب ضربات المجاهدين في أفغانستان وباقي بلاد المسلمين.
هذا وليس سرا أن ولايات الجنوب الأمريكي بدأت تفـــــــــــكر في
الانفصال عن الإتحاد الأمريكي الذي بات مهددا بخـــــروج في اثنا
عشر ولاية عن سلطته .
إذن العامل الاقتصادي والتمزق الاجتماعي والسياسي الداخلي عناصر تضغط بعنف على تفكير الإدارة الأمريكية وبالتالي على سياستها في أفغانستان التي تستنزف حربها جزءا هاما من موارد الدولة التي هي لا تكفي بالفعل لسداد احتياجاتها، فتعيش هذا العام بعجز في الميزانية يقدر بألف وخمس مئة مليار دولار .
والدولار الذي وصفه خبير مالي صيني في حديث مع فضائية عربية بأنه " تيتانك" مالي ـ إشارة إلى ضخامته وقابليته للغرق السريع ـ فقد بدأ أقرب حلفاء أمريكا بالقفز بعيدا عنه، والمعاملات النفطية أخذت بالتدريج تتعامل بعملات أخرى غيره.
إن الولايات المتحدة معرضة للموت فجأة بسكتة اقتصادية، فعملتها قد تنتهي إلى زوال مفاجئ كعملة لها اعتبار مالي بين الدول .
إذن الزمن يعمل في غير صالح الولايات المتحدة ، وكل يوم يمر على ورطتها في أفغانستان يزيدها ضعفاً ويعرضها لأوخم العواقب وفي مقدمتها الانهيار الاقتصادي والاجتماعي والسياسي الشامل، وهذا يجعل ما ذهب إليه بعض المراقبين يكتسب شيئا من المصداقية حين قال أحدهم أن القادة الأمريكيين في أفغانستان الذين يطالبون بزيادة عديد قواتهم "يريدون إشعال الأرض أكثر إلى حد الإبادة ودون التقيد بحسابات السياسيين أو العلاقات الدولية " .
نقول أن الأمريكيين فعلوا سابقا شيئا مثل ذلك في فيتنام، فاستخدموا أسلحة دمار شامل ضد الشعب وضد الطبيعة وبالذات الغابات التي يحتمي بها الثوار .
ولكن ذلك لم يمنع هزيمتهم ، وإن كانت فيتنام أرضا وشعبا مازالت تعانى حتى اليوم من إثر الإجرام الأمريكي والاستخدام الوحشي لأسلحة الدمار الشامل.
# ولكن إذا فكر الجنرالات الأمريكيين في ارتكاب حماقات إبادة جماعية في أفغانستان فإن ذلك سيكون برهاناً آخر على تمتعهم بغباء إستراتيجي نادر المثال، وكذلك عدم إدراك لعناصر المشكلة الحقيقية .
فأفغانستان ليست قضية منفصلة بل هي جزء مهم من أزمة إسلامية خانقة وخطيرة تشمل كل مجالات الحياة بل ويتسقاط فيها مئات القتلى يوميا .
في العقود الثلاث الأخيرة مثلا فقد المسلمون خلال عدة اعتداءات عليهم ملايين القتلى " في أفغانستان والعراق ولبنان وفلسطين والشيشان والبوسنة والصومال والفلبين ..." .
حاليا أحداث فلسطين وصلت بالتوترات المكتومة شعبيا حدا يائسا وغير مسبوق .
فإذا أضيفت إلها الآن جرائم إبادة جماعية في أفغانستان على أيدي القوات الأمريكية والأوربية ، فإن البركان المنتظر سوف ينفجر بطاقة تدمير غير عادية .
وقد يكون بركانا متعدد الفوهات ومتميع جغرافيا إلى حد بعيد، فلا يكون له خط أول وخط أخير ، بل قد يصبح أوله مثل آخرة، في كتلة خراب واحدة ..
فهل تتحمل الولايات المتحدة وأوروبا مسئولية ذلك وعواقبه ؟؟ .
# سيد " أوباما" أفغانستان ليست حرب " ضرورات" كما تدعى ..إنها حرب "محظورات" فلا تقحم بلادك في المحظور ..
____________________________
ملكنا هذه الدنيا قرونا وأخضعها جدودٌ خالدونـا
وسطـّرنا صحائف من ضياءٍ فما نسيَ الزمانُ ولا نسينا
وكـنّا حينَ يأخذنا وليٌ بطغيانٍ ندوسُ له الجبيـنا
تفيضُ قلوبنا بالهدْي بأسًا فما نُغضي عن الظلم الجفونـا
بنينا حُقبةً في الأرض مُلكًا يدعّمُهُ شبابٌ صالحونـا
شبابٌ ذللوا سُبُلَ المعالي وماعرفوا سوى الإسلامٍ دينا
تعهّدهُم فأنبتهُم نباتـاً كريمًا طابَ في الدنيا غصونًا
إذا شهدوا الوغى كانوا كُماةً يدكون المَعاقِل والحصونا
شبابٌ لم تحطّمهُ الليالي ولم يُسلم الى الخصمِ العرينآ
وان جنّ المساءُ فلا تراهم من الإشفاق الا سآجدينا
كذالك أخرجَ الإسلام قومي شبابا مخلصًا حَرا أمينا
وعلمهُ الكرامةَ كيف تُبنى فيأبى أن يُقيّد أويهونا
قال امير المؤمنين محمد عمر مجاهد :