إيران تعتقل إمامًا سنيًا بارزًا في مدينة زاهدان
كشفت مصادر إعلامية إيرانية، يوم السبت، عن قيام السلطات الأمنية باعتقال رجل الدين السني مولوي عبد الغني الإمام المؤقت لصلاة الجمعة في مدينة زاهدان عاصمة إقليم سستان بلوشستان ذي الأغلبية السنية في جنوب شرق البلاد .
وأكد موقع "نوروزنيوز" الإصلاحي أن مولوي عبد الغني وضع قيد الاعتقال يوم الخميس، موضحًا أنه "بعد استدعائه إلى محكمة رجال الدين في مدينة مشهد اعتُقل عبد الغني وأُرسل إلى السجن يوم الخميس".
ولم يعطِ الموقع مزيدًا من التفاصيل بشأن الاتهامات الموجهة للشيخ عبد الغني.
وشنت السلطات الإيرانية حملة اعتقالات في صفوف رجال الدين السنة عقب هجوم استهدف اجتماعًا لقادة الحرس الثوري وبعض رؤساء القبائل في منطقة سرباز الحدودية الشهر الماضي. وقال التليفزيون الإيراني عقب الهجوم إن جماعة "جند الله" السنية أعلنت مسئوليتها عن الهجوم.
وأعلنت السلطات الإيرانية، في وقت سابق هذا الشهر، عن اعتقال مجموعة من رجال الدين السنة في إقليم بلوشستان بتهمة التعاون مع الأجانب، زاعمةً أن وجود تلاميذ وطلاب من جنسيات غير إيرانية في المدارس الدينية للسنة البلوش يشكل انتهاكا لنظام المدارس الدينية في البلاد.
أهل السنة في إيران
وتمنع إيران منذ عام 1936، أية أنشطة لأهل السنة على أراضيها, بينما تسمح لليهود بأداء شعائرهم بحرية تامة.
وتبلغ نسبة أهل السنة ثلث السكان في إيران أي حوالي 15 إلى 20 مليونًا, إلا أنهم يمنعون من إقامة ولو مسجد واحد لهم في طهران العاصمة وغيرها من المدن الكبرى. وبالإضافة إلى أنهم محرومون من أبسط الحقوق، فإنه يمنع إسناد أي مسؤولية لهم، بل ولم يعين حتى الآن (باستثناء عهد خاتمي) أي عضو في الحكومة.
وفكك النظام الإيراني تكتلاً لأهل السنة كان قائمًا في عهد الحكومة السابقة داخل مجلس الشورى.
اضطهاد حكومة نجاد للسنة
وعقب تفجير سرباز المشار إليه سابق، وجه أحد كبار رجال الدين السنة في إقليم بلوشستان انتقادات شديدة لـ"سياسات حكومة أحمدي نجاد ضد السنة في البلاد" معربًا عن امتعاضه من "الإجراءات الحكومية السرية والعلنية".
وكشف مولوي عبدالحميد إسماعيل زهي، إمام جمعة السنة في مدينة زاهدان، خلال خطبة الجمعة (30 أكتوبر الماضي) عن "ضغوط تعرض لها السنة خلال الأعوام الأربعة الماضية من عمر حكومة أحمدي نجاد".
وفي معرض إشارته إلى تفاقم ممارسة الضغوط الطائفية ضد أهل السنة في ظل حكم أحمدي نجاد، قال "في طريقي إلى الحج توقفت في طهران والتقيت بعض كبار المسؤولين الحكوميين، فأبلغوني بأنه طفح الكيل تجاه أهل السنة، وأنهم لا يطيقون الحرية المذهبية التي يتمتع بها أهل السنة وكأنهم كانوا يخططون لبعض الإجراءات، وطرحوا في تلك اللقاءات بعض المخططات التي ليس من المصلحة التطرق إليها هنا".
وأكد مولوي عبدالحميد أن بعض كبار المسؤولين في حكومة نجاد يسيئون علانية لمعتقدات أهل السنة، في إشارة إلى سب الصحابة رضوان الله عليهم من قبل الشيعة. وقال: "المشكلة الأولى كنا قد شهدناها في تلك الفترة (الدورة الأولى لرئاسة أحمدي نجاد) تمثلت في الإساءة غير المسبوقة لمقدسات أهل السنة الأمر الذي أدى إلى نشوب اشتباكات في مدينة زاهدان ولكن تم تسوية المشكلة بشكل ما".
كما تطرق مولوي خلال خطبته المشار إليها إلى قيام السلطات بهدم مدرسة "عظيم آباد" الدينية قائلاً إن هذا الإجراء ترك مرارته علينا جميعا رجالا ونساء وشيبا وشبابا، متسائلاً "كيف يتم هدم تلك المدرسة الدينية العظيمة لأهل السنة؟ فنحن انتقدنا ذلك وبعثنا برسائل إلى المسؤولين وحاولنا الحد من توسيع نقاش المشكلة، ولكن للأسف فإن المسالة لا تزال ترواح مكانها".