د.أبو زهري يكشف تفاصيل مثيرة حول وفاة شقيقه في مصر
حوار مع: د.سامي أبو زهري الناطق باسم حركة حماس
أعلنت السلطات المصرية يوم الثلاثاء الماضي 13 / 9 عن وفاة يوسف حمدان أبو زهري داخل السجون المصرية بعد ستة أشهر من اعتقاله .
و في اليوم التالي تم جلب وتشييع جثمان الشهيد في قطاع غزة فذهلت عيون التي شاهدت الجثمان وأدرك الجميع أنهم يقفون أمام جريمة نكراء جرت تفاصيلها في أقبية التحقيق وخلف قضبان السجون المصرية ولذلك كان لا بد من معرفة التفاصيل وتسليط الضوء على بشاعة التعامل مع المعتقلين الفلسطينيين في السجون المصرية إدراكا لمصيرهم .
و كان لفلسطين الآن حوارا مطولا مع شقيق الشهيد يوسف د. سامي أبو زهري الناطق باسم حركة حماس كشف خلاله عن تفاصيل مثيرة حول استشهاد شقيقه واصفا الحادثة بالجريمة وبكل ما تحمل هذه الكلمة من معنى .
وحمل الناطق باسم حماس جهاز أمن الدولة وإدارة سجن برج العرب وإدارة المستشفى الجامعي لجامعة الإسكندرية المسؤولية الكاملة عن مقتل شقيقه متهما إياهم بالتورط في هذه الجريمة ، وأكد أبو زهري أن عائلته سترفع قضية رسمية عبر الجهات القانونية لملاحقة المتورطين في هذه الجريمة وستجري اتصالاتها مع المنظمات الحقوقية للتحرك في التحقيق وضمان كشف الحقيقة حول مقتل يوسف .
كما وأشاد أبو زهري خلال مقابلة خاصة مع فلسطين الآن باستياء جهاز المخابرات العامة المصري واعتذاره رسميا عبر اتصال معه مما حدث وتقدم السيد عمر سليمان وأركان الجهاز بالعزاء للعائلة إلا انه قال :" مع تقديرنا لذلك فإن هناك جريمة وقعت تفرض على الجهات المسئولة التحقيق فيها لمنع تكرارها وضمان تقديم المتورطين فيها إلى العدالة.
إليكم الحوار
*هل لك أن توضح لنا ظروف الاعتقال والتحقيق مع أخيك قبل استشهاده؟؟
* اعتقل يوسف من قبل جهاز أمن الدولة المصري في شهر أبريل 2009 م من بيته في مدينة العريش حيث أنه متزوج من فتاة مصرية من مدينة العريش وتم نقله للقاهرة للتحقيق معه ، وخلال التحقيق تعرض للتعذيب الشديد أقله استخدام الكهرباء ، وحسبما ذكر في اتصاله معي بعد انتهاء هذا التحقيق ونقله للعريش أنه لا يكاد يرى وبصره أصيب بضعف حاد جدا ".
ظروف سجن العرب تعد قاسية جدا ، والتحقيق معه كان يدور حول شخصي لإدانتي وبعد نقله إلى العريش تم إبلاغه انه سيتم الإفراج عنه بعد يومين ، إلا أن المفاجأة كانت بعد أسبوع من إبلاغه بالإفراج أنهم نقلوه إلى سجن برج العرب قريبا من الحدود الليبية بالجوار من مرسى مطروح هناك في الصحراء لأجل التعذيب والنيل من معنوياته ونفسيته " .
*ما الذي حدث في مستشفى جامعة الإسكندرية وخاصة وانتم حملتهم إداراتها المسؤولية أيضا
*تلقيت اتصالا يوم الخميس 8 / 8 من أحد الأشخاص وأبلغه بأن يوسف موجود في غرفة استقبال في مستشفى جامعة الإسكندرية ، ومن ثم تحدثت مع أخي فاخبرني أنه ومنذ أسبوعين يعاني من نزيف وأن الدم يخرج بشكل متواصل من فمه وأسفله وان إدارة السجن ترفض نقله للعلاج ولم ينقل للمستشفى إلا بعد ان انهار تماما .
وخلال حديثي معه أبلغني أن الشرطة المرافقين له أبلغوه أن إدارة المستشفى ترفض استقباله وأنهم سيجرون له اسعافات أولية وسيعاد للسجن مرة أخرى " ، ومن ثم اعيد للسجن وكان هذا الاتصال الأخير .
وعود وتواطؤ
* كيف وصلكم نبأ وفاته
*يوم الثلاثاء 13 / 10 اتصل أحد السجناء من داخل سجن برج العرب وأبلغ عائلته بوفاة يوسف وطلب منهم إبلاغ عائلة أبو زهري بذلك ، وأضاف عندما تم إبلاغنا اتصلت مباشرة باحد المسئولين المصريين وتأخر رده نحو ثلاث ساعات واضطررنا أن نعلن في وسائل الإعلام خبر الوفاة قبل أن يصلنا تأكيد من السلطات المصرية حول وفاة يوسف ، وبعد نشر الخبر للإعلام وصلنا تأكيد رسمي من قبل السلطات المصرية بوفاته ".
عندما استلمنا تصريح الدفن مع الجثمان فوجئنا أن تاريخ الوفاة يوم السبت 10 / 10 أي أنه توفي قبل أربعة أيام من إبلاغنا بالأمر مع الأخذ بعين الاعتبار أننا لم نبلغ رسميا إلا بعد انتشار الأمر في وسائل الإعلام .
*بعد رؤية جثمان الشهيد.. هل كانت آثار التعذيب ظاهرة؟
*ما يدلل على فظاعة جريمة إدارة سجن برج العرب أن الشاب السجين الذي أخبر بوفاة يوسف أكد لأهله ان يوسف مكث يوما كاملا في غرفة الاعتقال بعد وفاته وقبل أن ينقل على المستشفى ، وحينما استلمنا الجثمان كان بحالة صعبة جدا ولم يستطع الأطباء إجراء التشريح اللازم بسبب تحلل الأنسجة الداخلية وعدم توفر الأجهزة اللازمة لهذه الحالات ، كما أن الجثمان تم تشريحه في القاهرة قبل أن يصلنا وهذا ساعد في تسريع عملية التحلل .
أوجه هذه الجريمة تكمن في التعذيب البشع خلال الاعتقال ورفض علاجه رغم النزيف الذي كان يعاني منه ، وأيضا رفض المستشفى استقباله وعلاج الحالة رغم صعوبتها وتشارك في ذلك إدارة سجن برج العرب في اهمالها في انقاذ حياته وإبقائه في المعتقل رغم حالته الخطرة وأيضا اهمالها في الحفاظ على الجثمان مما أدى لتحلله بشكل كبير جدا ما اضطرنا لعدم السماح لأهله بالنظر إليه ووداعه .
*هل كان هناك تواصل مع شقيقك وهو في السجن
*نعم لقد تمكن يوسف من الاتصال بأهله عدة مرات طوال الأشهر الست من اعتقاله إلا أنه نفى تمكن اهله من زيارته خلال فترة اعتقاله ، حيث تعرض للتعذيب الشديد في سجن برج العرب في الفترة الأخيرة وانه خلال اتصاله القبل الأخير بي قال لي بالحرف الواحد :" أخرجوني من هنا بأي ثمن فوضعي الصحي لم يعد يحتمل " .
تحرك ومطالبات
*هل هناك تحرك رسمي من قبل حركة حماس
*قيادة الحركة قدمت يوم الأربعاء 14/8 طلبا رسميا بالتحقيق في ملابسات الحادث لكن حتى اللحظة لم يتسلموا أي تقرير طبي رسمي حول أسباب الوفاة.... الجهات المصرية قالت بأسباب متضاربة حول سبب الوفاة ، لكن الحركة لا زالت بانتظار جواب رسمي بهذا الشان .
في ذات اليوم الخميس أجرينا عدة اتصالات مع مسئولين مصريين لإنقاذ حالته الصحية وتوفير العلاج له واتصلت شخصيا بهم كما واتصل الدكتور محمود الزهار والأخ أيمن طه وكان الرد بانهم وعدونا بعمل اللازم لذلك " .
وتساءل أبو زهري مستنكرا نفي الأمن المصري ان يكون التعذيب هو سبب الوفاة وان السبب يعود لمرض طبيعي قائلا "طالما أنه كذلك فلماذا لم يعالجوه ؟؟؟" وأشار إلى أن هذا التبرير من قبل الأمن المصري غير مقبول وهو من يتحمل المسئولية .
*ماذا عن اعتذار المسؤولين المصريين
*علينا أن نشيد ان جهاز المخابرات العامة عبر عن استيائه البالغ واعتذاره لما حدث وتقدموا بالعزاء للعائلة سواء السيد عمر سليمان او أركان الجهاز ، فمع تقديرنا لذلك فإن جريمة وقعت تفرض على الجهات المسئولة التحقيق فيها لمنع تكرارها وضمان تقديم المتورطين فيها للعدالة".
*ما هو موقف العائلة ومن يتحمل المسؤولية
*عائلة أبو زهري سترفع قضية رسمية عبر الجهات القانونية بهذا الشأن وستجري اتصالات مع كل الجهات الحقوقية للتحرك وضمان كشف الحقيقة.
*هناك ثلاث جهات تتحمل المسئولية كاملة عن هذه الجريمة وهي جهاز أمن الدولة وإدارة سجن برج العرب وإدارة المستشفى الجامعي لجامعة الإسكندرية " ، خاصة وأنه لم يكن هناك ما يستوجب اعتقال يوسف بدليل أنهم أحضروه من مدينة العريش بعد انتهاء التحقيق معه وأبلغوه بقرار الإفراج عنه ، كما أن نيابة امن الدولة أصدرت عدة مرات قرارا بالإفراج عنه ولكن لم يجري التنفيذ بذلك .
*ماذا عن مصير ملف المعتقلين في سجون مصر بعد استشهاد يوسف
*هذه الحادثة تدق ناقوس الخطر تجاه مصير المعتقلين الفلسطينيين في السجون المصرية وليس هناك أي مبرر لاستمرار اعتقالهم عدا عن تزايد القلق حول مصيرهم في هذه السجون
*مصر تلعب دور مهم ورئيسي في المنطقة والشعب الفلسطيني حريص على هذا الدور لذلك فإن قضية المعتقلين الفلسطينيين في السجون المصرية يجب أن تنتهي .
المصدر:
موقع فلسطين اليوم.