حديث عن تيار داخلي يستهدف ولاية الفقيه وشخص خامنئي بعد مقتل قادة كبار من الحرس الثوري
حديث عن تيار داخلي يستهدف ولاية الفقيه وشخص خامنئي بعد مقتل قادة كبار من الحرس الثوري
استهداف قادة الحرس الثوري في ايران اثار من جديد الحديث عن وجود تيار داخل ايران يعمل على تقويض الجمهورية الاسلامية من الداخل، وموجّه بالأساس ضد نظام ولاية الفقيه ورمزية الولي الفقيه وشخص خامنئي بشكل خاص، وذلك بوسائل متعددة منها الاغتيال المباشر.
ستة من كبار قادة الحرس الثوري قتلوا في تفجير قيل ان انتحاريا نفذه في منطقة "بيشين" وتحديداً في مدينة "سرباز" المحاذية لاقليم بلوشستان الباكستاني.
موقع "ثانية نيوز" الذي يديره نجل الرئيس محمود أحمدي نجاد تحدث عن اغتيال نائب قائد القوات البرية في الحرس الثوري ولكن ليس في ملتقى الوحدة بين زعماء القبائل والوجهاء من "السنة والشيعة" وانما خلال حضوره معرضا للصناعات اليدوية ما يثير تساؤلات جدية عن اغتيالات سابقة حصلت لقادة كبار في مؤسسة الحرس الثوري التي يقودها ويشرف عليها المرشد الاعلى آية الله علي خامنئي.
مسؤول العلاقات العامة في الحرس الثوري كان أعلن تفاصيل العملية بقوله "ان القادة الكبار استشهدوا الساعة الثامنة صباحاً تقريباً في تفجير ارهابي نفذه أحد عملاء الاستكبار العالمي مواد تفجيرية كانت معه في مكان الاجتماع الخامس لزعماء القبائل في منطقة بيشين في بلوشستان".
رمضان شریف ذكر بعض أسماء القتلى من قادة الحرس الثوري وهم نور علي شوشتري ومحمد زاده مرادي قائد الحرس في ايران شهر وقائد اللواء مشاة صاحب الزمان ثار الله علي علویان. وقال في بيانه الثاني عصر يوم الحادث ان عدد الشهداء بلغ 31 والجرحى 25حال بعضهم خطير، مضيفاً ان عدداً من المسؤولين المحلين والوجهاء قتلوا في العملية، وهو ما حصل بالفعل.
ويؤكد كتاب مدونات في المنطقة ان عددا من المسؤولين الأمنيين قتل ايضاً.
وعلى الفور وجّهت السلطات أصابع الاتهام الى "الاستكبار العالمي وعملائه" وسارع التلفزيون إلى ذكر بريطانيا بالاسم وحمل موقع نجل الرئيس الاصلاحيين وبشكل خاص مهدي رفسنجاني نجل هاشمي رفسنجاني عبر موقعه "آينده" مسؤولية التحريض على قتل قادة الحرس الثوري.
موقع نجل أحمدي نجاد وزع الاتهامات بالتحريض يمنة ويسرة ولم يوفر قناة "العربية" و"سي ان ان" و"بي بي سي".
محللون يروجون لوجهة نظر الحكومة اشاروا بأصابع الاتهام إلى جماعة "جند الله" حتى قبل ان تتبنى الجماعة اغتيال استهداف قادة الحرس الثوري.
ولفت موقع "تابناك" التابع لقائد الحرس الثوري الأسبق الجنرال محسن رضائي, الانتباه إلى "خرق أمني خطير في جهاز استخبارات الحرس الثوري، وأيضاً إلى ان منفذي الاعتداء كانوا يعلمون بمكان وجود قادة الحرس الثوري وتوقيت تحركاتهم في منطقة تقتضي أقصى درجات الحيطة الأمنية، مشيراً بشكل خاص إلى ان مكان الاعتداء الذي تكررت فيه عمليات "جند الله" من ذبح وقتل وتفجير مسجد قبل الانتخابات الأخيرة هو جزء من مثلث أمني خطير حيث باكستان والصراع مع طالبان الباكستانية وأفغانستان وقوات الناتو الضائعة بين التخوم والجبال بحثاً عن سلام لاتزال القاعدة وطالبان الافغانية تحددان ملامحه على طريقتها الخاصة!
أما "جند الله" التي غيرت اسمها إلى "حركة المقاومة الشعبية" لتخفف قليلا من توجهها الطائفي السني المتشدد وتحاول الظهور كحركة من أجل الحصول على حقوق قومية، فإنها تبنت العملية لانها تعتقد انها عملية واحدة وهي استهداف ملتقى زعماء القبائل من نظرية تقول ان هؤلاء يجتمعون لتأييد السلطة فهم "من وجهة نظر الجماعة المتطرفة" كفار مستحقون للقتل!
"جند الله" قالت في بيان على الإنترنت ان انتحاريا يدعى "عبدالواحد محمدي سر اواني" نفذ العملية رداً على ما سماها جرائم النظام المستمرة ضد شعب البلوش، وأثارت بذلك جملة من الأسئلة الصعبة عن قدرتها الاستخبارية في مقابل ضعف جهاز استخبارات الحرس الثوري ووزارة الاستخبارات وباقي أجهزة الأمن الداخلي التي أخفقت في تهيئة الأمن وشروطه للاجتماع، وهو ليس الأول لأنه الخامس الذي كان يفترض ان يعقد لزعماء القبائل بمشاركة قادة الحرس ومسؤولين أمنيين وأعضاء في البرلمان وأئمة الجمعة في عموم الاقليم.
كذلك من المهم ان نعرف ان الحرس الثوري تولى أخيراً مهمة حماية هذه المنطقة التي تضج وتعج ابضاً بشبكات تهريب المخدرات، وهي شهدت هجرة عناصر طالبان وتنظيم القاعدة بعد سقوط حكومة الحركة في افغانستان بما في ذلك من تشابه جغرافي عرقي ومذهبي، بما يجعل تقبل ان تكون "جند الله" قادرة بالفعل على تنفيذ عملية نوعية بحجم قادة الجرس الذين قضوا فيها.
نائب قائد الحرس الثوري نورعلي شوشتري بدأ نشاطه في الحرس الثوري في نيسابور منذ بدايات الثورة الاسلامية وقبلها كان من المقربين إلى المرشد خامنئي في أيام النضال ضد الشاه. وكان له دور كبير وبارز اثناء الحرب مع العراق.
وهو أيضاً قائد قوات "القدس" في جنوب شرق البلاد ولديه نفوذ فعال في مرافق اقتصادية حيوية في خراسان في ضوء سيطرة الحرس الثوري على أكثر المنشآت الاقتصادية تأثيراً في ايران.
ويتذكر الإيرانيون موقف شوشتري "السياسي" إلى جانب موقعه العسكري وانه كان واحداً من 24 قائداً في الحرس الثوري وجهوا عام ١٩٩٩ رسالة تحذير للرئيس الاصلاحي محمد خاتمي هددوه تلويحاً من الانقلاب العسكري عليه بحجة رواج الانفلات القيمي في عهده، برغم انه أقل من رفاقه تدخلاً في الشؤون السياسية.
وتشير مصادر المعارضة الإيرانية إلى ان إقليم سيستان وبلوشستان. ربما يكون شهدت تفجيرين مذكرين بما يصفونه "قتل مشكوك" لـ11 قائداً عسكرياً كبيراً في الحرس الثوري في حادث تحطم طائرة "فالکون" عسكرية في كانون الثاني (يناير) ٢٠٠٥ِ، ومن القتلى قائد القوات البرية احمد كاظمي ونائبه وقائد لواء ٢٧ رسول الله وغيرهم.
وصدرت آنذاك إشارات قوية واضحة من قائد الحرس محمد رحيم صفوي دون ان يكررها عن اتهام عناصر "معاندة وحاقدة" بتفجير الطائرة قبل ان يعزل برغم ان سنة بقيت من عمر ولايته ليحل مكانه محمد علي جعفري ونظرياته التي جعلت هذه المؤسسة العسكرية تنغمس بشكل غير مسبوق في العمل السياسي وقمع الحرس للاحتجاجات على نتائج الانتخابات ورفضه المصالحة مع الاصلاحيين.
وتجدر الاشارة ايضاً الى سقوط طائرة أنطونوف تابعة للحرس الثوري العام 2006 في مطار مهرا باد ومقتل ٣٦ من الضباط الكبار.