!
!
!
بأبي أنت وأمي يا رسول الله
ميمية الـحبِّ من نورٍ ومن حِكَـمِ *** مدادها من معاني نونْ والقـــلمِ
سالت قريحة صـب في محبتــكم *** فيضاً تدفق مثل الهاطل العـــممِ
كدمع عيني إذا مـا عشت ذكركم *** أو خفقِ قلبي بنارِ الشوق مضـطرمِ
يزري بنابغةِ النعمــانِ رونقــها *** ومن زهير وماذا قـال في هــرمِ
دع سيفَ ذي يزن صفحـاً ومادحه *** وتبعــاً وبنــي شــداد في إرمِ
ولا تعرج على كسـرى ودولتــه *** وكلِّ أصيد أو ذي هـالة وكمــي
وانسخ مدائحَ أربابِ المديـح كمـا *** كانت شريعتُه نســخا لدينهــمِ
رصع بها هامـة التـاريخ رائعــة *** كالتاج في مفرق بالمجد مرتســـمِ
فالهجرُ والوصـلُ والدنيا وما حملت *** وحبُّ مجنونِ ليلى ليس من همـمـي
دع المغـاني وأطـلال الحبيـب ولا *** تلمح بعينك برقا لاح في أضـــمِ
وانسَ الخمـائل والأفنـان مائلـة *** وخيمـة وشويهات بذي سـلــمِ
هنـا ضياء هنـا ري هنـا أمــل *** هنا رواء هنا الرضوان فاستلـــمِ
ميميـة لو فتى بوصيـر أبصرهـا *** لعوذوه برب الحــل والحـــرمِ
أثنـي على مَنْ أتـدري مَنْ أبجِّـله *** أما علمت بمـن أهديته كلمـــي
في أشجعِ الناس قلبـاً غيرَ منتقـم *** وأصـدق الخلق طرّاً غيرَ متهـــمِ
أبهى من البـدر في ليـل التمام وقل *** أسخى من البحر بل أرسى من العلـمِ
أصفى من الشمس في نطق وموعظة *** أمضى من السيف في حكم وفي حكمِ
أغـرُ تُشرق مـن عينيـه ملحمـةٌ *** من الضيـاءِ لتجلو الظُّلْـم والظُّلَـمِ
في همةٍ عصفت كـالدهرِ واتقـدت *** كم مزقت خـرافــات ومن صنمِ
أتى اليتيـمُ أبو الأيتـام في قــدر *** أنهى لأمته ما كــــان من يتـمِ
محررُ العقلِ باني المجـــدِ باعِثُنـا *** من رقدةٍ في دثارِ الشــركِ واللمـمِ
بنـور هديـك كحّلنـا محاجـرنا *** ما كتبنا حروفنا صغتــها بــدمِ
من نحن قبـلك إلا نقطـة غـرقت *** في اليمِّ بل دمعةٌ خرساءُ في القــدمِ
أكـاد أقتـلعُ الآهـات من حرقي *** إذا ذكرتُك أو أرتاعُ من ندمـــي
لما مدحتك خلت النجـم يحملـني *** وخاطري بالســـنا كالجيش محتدمِ
الفـرس والروم واليونان إن ذكـروا *** فعند ذكراه أسمــال على قـــزمِ
هم نـمّقوا لوحـة بالرِّقِ هائــمة *** وأنت لوحك محفوظٌ من التُّـــهمِ
أهديتنـا منبر الدنيـا وغـار حـرا *** وليلـة القـدر والإسـراء للقـممِ
والحوض والكـوثر الرقـراق جئت به *** أنت المزمل في ثوب الهدى فقـــمِ
الكـونُ يسـألُ والأفـلاكُ ذاهلـةٌ *** والجن والإنس بين الـــلاء والنعمِ
والدهـر محتفـل والجــو مبتهـج *** والبدرُ ينشق والأيامُ في حــــلمِ
سـرب الشياطيـن لما جئتنا احترقت *** ونارُ فارس تخبو منـــك في نـدمِ
وصفـد الظلـم والأوثان قد سقطت *** وماء ساوة لمــا جئت كـــالحممِ
قحطانُ عدنانُ حازوا منـك عزتهـم *** بــك التشرفُ للتأريخ لا بـــهمِ
عقـودُ نصـركِ في بـدرِ وفي أحـد *** وعدلُنا فيك لا في هيئة الأمــــمِ
شـادوا بعلمـك حمراءً وقرطبــةً *** لنهرك العذبِ هـب الجيل وهو ظمي
ومن شريعتـك الغـراء قـد لبست *** دمشقُ تاج سنـاها غيرَ منثــــلمِ
رداء بغـداد من برديـك تنسجـه *** أيدي رشيد ومأمـون ومعتصـــمِ
وسـدرةُ المنتهـى أولتـك بهجتـها *** على بساطِ من التبجيـل محتـــرمِ
دارست جبريـل آياتِ الكتـابِ فلم *** ينس المعلمُ أو يسهو ولم يهــــمِ
اقـرأ كتـابـك والأيام شـاهـدةٌ *** بصدق قولك يا من برَّ في القســمِ
قرَّبْـتَ للعـالم العلـوي أنفسنــا *** مسكتنا متنَ حبلٍ غيرَ منصــــرمِ
نُصـرتَ بالرُّعبِ شهـراً قبل موقعة *** كأن خصمك قبل الحرب في صمــمِ
إذا رأوا طفـلاً في الجـو أذهلــهم *** ظنوك بين بنودِ الجيشِ والحشــــمِ
بك استفقـنا علـى صبـح يـؤرقه *** بلال بالنغمة الحرا على الأطــــمِ
إن كـان أحببتُ بعـد الله مثلَك في *** بدوٍ وحضرٍ ومن عربٍ ومن عجــمِ
فلا اشتـفى ناظري من منظرٍ حسـن *** ولا تفوَّه بالقول السديدِ فمــــي
================
لفضيلة الشيخ عائض القرني
جزاه الله تعالى خيرا
وصلى الله على نبينا محمد
وعلى آله وصحبه وسلم
================