بسم الله الرحمن الرحيم و صل اللهم على سيدنا محمد و على آله و صحبه و من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين
أما بعد
إن الفتن التي تحيط بنا عظيمة تتساقط فيها النفوس تباعا و بالجملة إلا من رحم ربي. و طبيعة الفتن أنها تجعل المصيب و المخطئ مفتونين معا فلا يصير المصيب مصيبا إذ يتعدى الحق و يظلم إخوانه رغم أن الأصل فيه الصواب فيصبح مخطئا و أما المخطئ فحين يرى تعدي المصيب عليه يصر على خطئه و يتمادى فيه.
أما باقي المسلمين فيبقون حيارى ينظرون إلى ما سبق من خير الطرفين ثم يختلفون فبعضهم يسمع لهذا و آخرون يسمعون للطرف الآخر ثم قليل منهم يرونها بعين العقل فتنة فيتجنبونها و ينأون عنها بعيدا لكي لا تصيبهم و لا يصيبون منها شيئا فيسلمون منها و ينقصون أنفسهم من أهلها و لست أرى أصوب و لا أتقى و لا أفضل من تركها و تجنبها فإنك إن لم تسلم بذلك من شر الفتنة فقد سلم المسلمون من شرورك لو دخلت و شاركت.
و الفتنة الواقعة في غزة أراد لها من وقعوا فيها أم لم يريدوا شر كلها و ليست و لن تكون أبدا خيرا لأهلها و لا للواقعين فيها. و لست هنا أقف مع طرف لصالح آخر فإنهم جميعا سقطوا في الفتنة و لو توقف الأمر على المعاداة أو الاتهام لكان أهون لكن نفوس مسلمة سقطت نسأل الله أن يرحم المسلمين.
أين الرشد و أين حب الخير للمسلمين؟ ثم أين الرفق و أين اللين؟؟؟ ألسنا نفكر بروية قبل مهاجمة المحتل و ندرس الأمر من كل جوانبه لتفادي الإضرار بأنفسنا و أهلينا من المسلمين فكيف بمن هم عون لنا في النائبات؟ أنصبر على أعدائنا و لا نصبر على إخواننا؟؟
إن ما دعاني للكتابة هنا أن أعضاء من المنتدى أرادوا أن ينقلوا الفتنة إلى هذا المنتدى و لن أشكك في نياتهم فنحسبهم على خير و لا نزكيهم على الله لكن أليس من الأولى النصح للمفتونين بدل التمترس مع فئة على حساب الأخرى و من بعده سب و لعن إخواننا لمخالفتهم لنا ؟؟؟ أليس من الأولى تجنيب ألسنتنا الخوض في الفتنة ما دامت سيوفنا قد سلمت من دماء المسلمين؟؟؟؟
لن أكثر من الكلام لكن أذكركم بالحديث في صحيح البخاري :
حدثنا محمد بن عبيد الله حدثنا إبراهيم بن سعد عن أبيه عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة ح قال إبراهيم وحدثني صالح بن كيسان عن ابن شهاب عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "ستكون فتن القاعد فيها خير من القائم والقائم فيها خير من الماشي والماشي فيها خير من الساعي من تشرف لها تستشرفه فمن وجد منها ملجأ أو معاذا فليعذ به"
اللهم اغفر لنا ذنوبنا و تجاوز عن سيئاتنا و نعوذ بالله من الفتن ما ظهر منها و ما بطن
اللهم لا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا و حبب عبادك الصالحين لنا و حببنا لهم
اللهم احفظ بلادنا و بلاد المسلمين و اجعلها أمنا و أمانا لعبادك المؤمنين
اللهم لا تزغ قلبونا بعد إذ هديتنا و هب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب
اللهم صل و بارك على محمد و على آل محمد كما صليت و باركت على إبراهيم و على آل إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد و صل اللهم على زوجاته أمهات المؤمنين و ذريته و صحابته و من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته