بسم الله الرحمن الرحيم
سأعطيكم نسفا لهذه النظرية من كتاب الله وأقوال أئمة أهل البيت عليهم السلام،وهذا الموضوع كان جوابا على أحد الرافضة الذي يدافع عن فرية "علم الغيب"و الذي تم تكميم فمه بهذه الأقوال.
فالله تعالى هو الذي قال:
1- {وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا وَلا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ وَلا رَطْبٍ وَلا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ} (الأنعام:59).
2- {فَقُلْ إِنَّمَا الْغَيْبُ لِلَّهِ} (يونس: من الآية20).
3- {قُلْ لا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ} (النمل: من الآية65).
4- {قُلْ لا أَقُولُ لَكُمْ عِنْدِي خَزَائِنُ اللَّهِ وَلا أَعْلَمُ الْغَيْبَ} (الأنعام: من الآية50).
5- {وَلا أَقُولُ لَكُمْ عِنْدِي خَزَائِنُ اللَّهِ وَلا أَعْلَمُ الْغَيْبَ} (هود: من الآية31).
6- {قُلْ لا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعاً وَلا ضَرّاً إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ} (الأعراف: من الآية188).
7- {قُلْ مَا كُنْتُ بِدْعاً مِنَ الرُّسُلِ وَمَا أَدْرِي مَا يُفْعَلُ بِي وَلا بِكُمْ إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى إِلَيَّ وَمَا أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ مُبِينٌ} (الاحقاف:9).
8- {عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ}
فهذه الطائفة من الآيات واضحة كل الوضوح في حصر علم الغيب بالله.
ولعل أوضح آية تنفي علم الغيب عن النبي وسلم هي قوله تعالى على لسان نبيه:
{ وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ} (الأعراف: من الآية188). {قُلْ لا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ} (النمل: من الآية65).
فلماذا تركتم هذه الآيات الكثيرة ؟
وحتى أطيب خاطركم أترك الامام المهدي عليه السلام يرد عليكم.
الإمام المهدي يتبرأ ممن يقول أن الأئمة يعلمون الغيب:
روى الطبرسي في كتاب [الاحتجاج] قال:
وَمِمَّا خَرَجَ عَنْ صَاحِبِ الزَّمَانِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ - رَدّاً عَلَى الْغُلَاةِ - مِنَ التَّوْقِيعِ جَوَاباً لِكِتَابٍ كُتِبَ إِلَيْهِ عَلَى يَدَيْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ هِلَالٍ الْكَرْخِيِّ
يَا مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيٍّ، تَعَالَى اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَمَّا يَصِفُونَ، سُبْحَانَهُ وَبِحَمْدِهِ لَيْسَ نَحْنُ شُرَكَاءَهُ فِي عِلْمِهِ، وَلَا فِي قُدْرَتِهِ، بَلْ لَا يَعْلَمُ الْغَيْبَ غَيْرُهُ كَمَا قَالَ فِي مُحْكَمِ كِتَابِهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى {قُلْ لا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ} وَأَنَا وَجَمِيعُ آبَائِي مِنَ الْأَوَّلِينَ آدَمُ وَنُوحٌ وَإِبْرَاهِيمُ وَمُوسَى وَغَيْرُهُمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَمِنَ الْآخِرِينَ، مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَعَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ وَالْحَسَنُ وَالْحُسَيْنُ وَغَيْرُهُمْ مِمَّنْ مَضَى مِنَ الْأَئِمَّةِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ أَجْمَعِينَ إِلَى مَبْلَغِ أَيَّامِي وَمُنْتَهَى عَصْرِي عَبِيدُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ يَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ {وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ أَعْمى قالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيراً قالَ كَذلِكَ أَتَتْكَ آياتُنا فَنَسِيتَها وَكَذلِكَ الْيَوْمَ تُنْسى}
يَا مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيٍّ قَدْ آذَانَا جُهَلَاءُ الشِّيعَةِ وَحُمَقَاؤُهُمْ وَمَنْ دِينُهُ جَنَاحُ الْبَعُوضَةِ أَرْجَحُ مِنْهُ.
وَأُشْهِدُ اللَّهَ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَكَفَى بِهِ شَهِيداً وَمُحَمَّداً رَسُولَهُ وَمَلَائِكَتَهُ وَأَنْبِيَاءَهُ وَأَوْلِيَاءَهُ وَأُشْهِدُكَ وَأُشْهِدُ كُلَّ مَنْ سَمِعَ كِتَابِي هَذَا أَنِّي بَرِيءٌ إِلَى اللَّهِ وَإِلَى رَسُولِهِ مِمَّنْ يَقُولُ إِنَّا نَعْلَمُ الْغَيْبَ أَوْ نُشَارِكُ اللَّهَ فِي مُلْكِهِ أَوْ يُحِلُّنَا مَحَلًّا سِوَى الْمَحَلِّ الَّذِي نَصَبَهُ اللَّهُ لَنَا وَخَلَقَنَا لَهُ أَوْ يَتَعَدَّى بِنَا عَمَّا قَدْ فَسَّرْتُهُ لَكَ وَبَيَّنْتُهُ فِي صَدْرِ كِتَابِي
وَأُشْهِدُكُمْ أَنَّ كُلَّ مَنْ نَتَبَرَّأُ مِنْهُ فَإِنَّ اللَّهَ يَبْرَأُ مِنْهُ وَمَلَائِكَتَهُ وَرُسُلَهُ وَأَوْلِيَاءَهُ.
وَجَعَلْتُ هَذَا التَّوْقِيعَ الَّذِي فِي هَذَا الْكِتَابِ أَمَانَةً فِي عُنُقِكَ وَعُنُقِ مَنْ سَمِعَهُ أَنْ لَا يَكْتُمَهُ مِنْ أَحَدٍ مِنْ مَوَالِيَّ وَشِيعَتِي حَتَّى يَظْهَرَ عَلَى هَذَا التَّوْقِيعِ الْكُلُّ مِنَ الْمَوَالِي، لَعَلَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَتَلَافَاهُمْ فَيَرْجِعُونَ إِلَى دِينِ اللَّهِ الْحَقِّ وَيَنْتَهُونَ عَمَّا لَا يَعْلَمُونَ مُنْتَهَى أَمْرِهِ، وَلَا يَبْلُغُ مُنْتَهَاهُ؛ فَكُلُّ مَنْ فَهِمَ كِتَابِي وَلَمْ يَرْجِعْ إِلَى مَا قَدْ أَمَرْتُهُ وَنَهَيْتُهُ فَلَقَدْ حَلَّتْ عَلَيْهِ اللَّعْنَةُ مِنَ اللَّهِ وَمِمَّنْ ذَكَرْتُ مِنْ عِبَادِهِ الصَّالِحِينَ.بحار الأنوار ج : 25 ص : 267.
ونخرج من هذا النص بعدة أمور:
1- أن هذا الكتاب كان رداً على الغلاة كما فهمه الراوي أو الطبرسي.
2- نفي علم الغيب عن الأئمة وعن الأنبياء عليهم السلام.
3- أنهم عبيد الله ولا يشاركونه في علم الغيب ولا الخلق ولا الرزق.
4- أن من يدعي مثل هذه الأمور لهم يؤذيهم وهو من الجهلاء والحمقاء.
5- أن من يدعي مثل هذه الأمور للأئمة فهو ضعيف الدين وخفيف إلى حد أن جناح البعوضة أقوى منه.
6- أن هذه الرسالة أمانة في عنق كل من سمعها أن لا يكتمها عن أحد من شيعة أهل البيت عليهم السلام.
7- تبليغ هذه المفاهيم التي ذكرها الإمام في هذا الكتاب إلى كل الشيعة وكل من سمعها عليه أن يبلغها لبقية الشيعة .
8- أن من يدعي علم الغيب للأئمة فهو من الغلاة كما هو صريح هذا النص.
9- الإمام المهدي عليه السلام يأمل بل ويأمر كل من سمع كتابه هذا وفهمه عليه أن يرجع عن معتقده الباطل من القول بأن الأئمة يعلمون الغيب
10- ومن لم يرجع عن المعتقدات الباطلة فسوف تحل عليه اللعنة من الله وهي إبعاده عن رحمته ويحل عليه غضبه.
11- هذه الرواية من الإمام المهدي عليه السلام في نفي علم الغيب عنهم تتطابق مع الآيات القرآنية التي خصصت علم الغيب بالله وحده دون خلقه.
وحتى نزيد الطين بلة نضيف التالي:
وقال العلامة الطبرسي رحمه الله ردّاً على من اتهم الشيعة الإمامية الإثني عشرية بأنهم يدّعون علم الغيب لأئمتهم : ( إن هذا القول ظلم منه لهؤلاء القوم - يعني الشيعة - ولا نعلم أحداً منهم بل أحداً من أهل الإسلام يصف أحداً من الناس بعلم الغيب، ومن وصف مخلوقاً بذلك فقد فارق الدين، والشيعة الإمامية براء من هذا القول، فمن نسبهم إلى ذلك فا الله فيما بينه وبينهم ) (1) .
وقال أيضاً : ( ولا نعلم أحداً منهم - يعني الشيعة - استجاز الوصف بعلم الغيب لأحد من الخلق، فإنما يستحق الوصف بذلك من يعلم جميع المخلوقات وهذه صفة القديم سبحانه العالم لذاته لا يشركه فيها أحد من المخلوقين، ومن اعتقد أنّ غير الله سبحانه يشركه في هذه الصفة فهو خارج على ملة الإسلام ) (2) .
_________________
(1) تفسير مجمع البيان 3/ 447 .
(2) تفسير مجمع البيان 5/ 353 .
في انتظار ردودكم على المهدي والطبرسي الذين نعتقد نفس اعتقادهم في هذه المسألة.