وقفات مع قيادة المراة للسيارة

[صالح عبد الله التميمي]

الشيخ د/ سعد بن عبد الله البريك


هل قيادة السيارة من حقوق المرأة؟.


الحق أن قيادة المرأة للسيارة لا تبلغ عند المرأة درجة الضرورة التي تبلغها عند رب الأسرة، فضلاً عن أن تكون حقاً لها ، بل ولا تبلغ درجة الحاجة التي تبلغها عند الشاب العَزب الذي لا يقوم على أسرة، فهي في حقها في الأعم الأغلب من باب التحسينيات التي لا تتضرر بنقصها، والنادر لا حكم له ، ولهذا يُلاحظ في البلاد التي تسمح للمرأة بالقيادة توافر السيارات لدى الشباب أكثر بكثير من توافرها لدى الفتيات . (انظر: قضاء وقت الفراغ لدى الشباب العربي. بدر الدين علي 85 و 158) .
ورغم أن غالب دول العالم تسمح للنساء بالقيادة ، فإن المختار في هذه القضية هو المنع، حتى في البلاد التي سمحت بها، فإن الأولى تركها، وإفراغ الوسع في تجنُّبها لا لكون القيادة محرمة في ذاتها ولكن لما يمكن أن تفضي إليه من المحظورات المتعددة. ومن هذه المحظورات على سبيل المثال لا الحصر :
المفاسد الكثيرة التي يمكن أن تترتب على القيادة من الغياب المتكرر عن المنزل خلافاً لقوله تعالى {وقرن في بيوتكن}، والسفر بغير محرم، والتعرض للمضايقات، والاختلاط بالأجانب، إضافة إلى مشكلات صيانة مركباتهن ضمن أجواء لا تناسب المرأة المسلمة، مع الاضطرار لكشف الوجوه، إلى مفاسد كثيرة يمكن أن تحدث إذا استمرأ المجتمع صورة المرأة السائقة .

فغالب التغيرات الاجتماعية التنازلية تبدأ باليسير ثم تنتهي بما لا قِبَل للمجتمع به، ومعظم النار من مستصغر الشرر؛ ففي بريطانيا قبل خمسين سنة تقريبًا كانت المرأة لا تحصل على رخصة القيادة إلا بعد إذن زوجها . (الوظيفة كأحد إفرازات التحضر في الكويت 128).

ثم ما لبث أن فتح لهن الباب على مصراعيه.





وفي إحدى البلاد المحافظة كانت المرأة لا تركب المواصلات العامة الصغيرة إلا مع محرم لها، ثم تبدل الوضع وتوسع الأمر دون نكير. وهكذا طبائع الناس تنتقل من الأهون إلى الأشد بالتدريج حتى يصبح الممنوع مرغوبًا فيه، والسيارة ليست حصنًا للمرأة من أن تُنال بسوء، أو تتعرض للفتنة، أو تفتن غيرها ، ولا سيما إذا تعطلت مركبتها في أماكن لا تأمن فيها المرأة على نفسها.
إن الشريعة مبناها على جلب المصالح ودفع المفاسد، فما غلبت مصلحته أباحته، وما غلبت مفسدته منعته. والمأمورات والمنهيات في الشريعة تشتمل كل منهما على مصالح ومضار، والحكم في كل منها على الأغلب. يقول العز ابن عبد السلام: "المصالح المحضة قليلة وكذلك المفاسد المحضة، والأكثر منها اشتمل على المصالح والمفاسد... والإنسان بطبعه يؤثر ما رجحت مصلحته على مفسدته، وينفر مما رجحت مفسدته على مصلحته" . (قواعد الأحكام في مصالح الأنام wrk/ 12.).
وتقديم ما غلبت مصلحته على مفسدته من مسائل الإجماع عند العلماء، الثابتة بالكتاب والسنة والعقل، خاصة في هذا العصر الذي اختلطت فيه المصالح بالمفاسد بصورة كبيرة.وما أفضى إلى حرام حرام.
والمسألة الفرعية التي يختلف في حكمها الناس: يُؤخذ فيها بالإجماع، فإن لم يُوجد، أخذ بالأحوط، ثم بالأوثق دليلاً، ثم يُؤخذ بقول من يُظن أنه أفضل وأعلم. ولا شك أن ترك المرأة لقيادة السيارة في هذا العصر هو الأوثق والأحكم ، فضلاً عنه أنه الأحوط على أقل تقدير؛ فإن"فعل ما يُخاف منه الضرر إذا لم يكن محرماً فلا أقَلَّ أن يكون مكروهاً"، حتى وإن تكلف رب الأسرة مهام نقل نسائه، أو اضطر لجلب السائق الأجنبي لتولي هذه المهمة فإن هذا في العموم أهون الشرين، وأخف الضررين؛ لأن الضرر الخاص الذي تكلفه هذا الأب وأمثاله، وما يمكن أن يحصل من السائق الأجنبي يُتحمل في سبيل دفع الضرر العام الذي يمكن أن يعم المجتمع بتوسيع دائرة قيادة النساء للسيارات، فإن المفسدة العامة المنع فيها أشد من المفسدة الخاصة.
وفضلاً عما سلف من المحظورات الشرعية ، هناك الضرر الصحي الذي يلحق المرأة من قيادة السيارة :
فمن المعلوم أن الشريعة تنهى عن التعرض للهلاك؛ وحفظ النفس من مقاصدها وقيادة المرأة للسيارة يعرضها للتلف لأن السيارة آلة عنيفة لا تناسب طبيعة الإناث.
كشفت نتائج دراسة أجريت في جامعة جيسين في ألمانيا أن انخفاض مستوي هرمون التستوستيرون لدى النساء يجعلهن أقل مهارة في ضبط وضع السيارة .
وأكدت دراسة بريطانية على مجموعة من النساء السائقات أن 58% منهن يتوفين قبل الأربعين، و60% منهن يصبن بأمراض نفسية، وقالت الدراسة: إن قيادة المرأة للسيارة لا تليق ولا تتناسب معها". (سياقة المرأة للسيارة تقصر العمر1 ) .
ولا تزال هذه الآلة تتصف بالعنف حتى بعد تطورها، فإن حوادثها على المستوى العالمي في غاية القسوة، وغالبًا ما يتعرض لها العُزَّاب من الشباب، والنساء المبتدئات، وينفرد الشباب بأعنف وأشد حوادثها. وقد أشارت الإحصاءات إلى أن نسبة ضحايا حوادث المرور في دول الخليج تفوق نسبتها في أمريكا وبريطانيا (مجلة قطوف صفر 1419هـ. 123) ؛ إذ يهلك في كل ساعة سبعة أشخاص في دول مجلس التعاون الخليجي، ويهلك في المملكة العربية السعودية وحدها ـــ التي سجلت أعلى معدل لحوادث السير في العالم ـــ حوالي سبعة أشخاص يوميًا (المصدر السابق ربيع الثاني 1423هـ 123 ).

ولا شك أن قيادة النساء للسيارات سيزيد من نسبة تعرضهن للهلاك، إلى جانب ما يحدثه من استنـزاف للبيئة وتلويثها.
ويحاول بعض المتحمسين لتمرير موضوع قيادة المرأة للسيارة بضبطه من خلال منعهن من السفر بسيارتهن خارج المدن، والسماح لهن بقيادتها في فترات النهار دون الليل. وقد اتضح من خلال بعض الدراسات المحلية بالمملكة العربية السعودية أن 79% من حوادث السيارات تحصل داخل المدن، و65% منها تحصل في فترات النهار، كما أن 65% من هذه الحوادث تشارك فيها سيارات من الحجم الصغير . (انظر: الحوادث المرورية في المملكة العربية السعودية ، عبد العزيز أحمد دياب 10 ـ 11) . وهو الحجم المناسب من السيارات المرشح للمرأة.

ثم إن مستوى التعليم والزواج لا دخل لهما في التقليل من حوادث السيارات؛ فقد دلت إحدى الدراسات في المملكة العربية السعودية على أن أكثر من 76% من السائقين المشتركين في حوادث المرور من المتعلمين، وأكثر من 53% منهم من المتزوجين؛ مما يدل على أن التعليم والزواج لم يخففا من أزمة الحوادث المرورية . (الحوادث المرورية والعناصر الحاكمة لها ، جمال عبد المحسن عبد العال 28) .
وأهم من هذا كله الضعف الصحي العام الذي لا تنفك عنه المرأة في العموم لجهة آثار الدورة الشهرية، ومضاعفات النفاس وفترة الحمل، من حيث: الانفعالات النفسية، وارتفاع الضغط، وكثرة الصداع، والتوتر، والقلق، والتذبذب، والكآبة، وحدة المزاج، والآلام العامة خاصة في الحوض والظهر، والغثيان، وما يصيب عامة النساء الحوامل من الاضطرابات النفسية، وما يرافق ذلك من انكماش فطري طبيعي في حجم الدماغ عندهن أثناء الحمل، وما يصاحب ذلك من ضعف الذاكرة، وصعوبة التذكر. إلى جانب تأثير هذه الأعراض على الاتزان العام، مما قد يدفع المرأة في هذه الظروف الفطرية إلى شيء من العنف والعجلة في بعض المواقف . (أصول الطب النفساني ، فخري الدباغ 214 و 253 و 346.) .

وتشير العديد من الدراسات والإحصاءات المختلفة إلى ارتفاع نسبة تعرض المرأة أكثر من الرجل للاضطرابات النفسية، وحدة الانفعال، والانهيارات النفسية خاصة في هذه الفترات الفيسيولوجية، وبعد الولادة، وفي سن اليأس، وبعد عمليات الإجهاض . (الاضطرابات النفسية لدى المرأة ، محمد أحمد النابلسي 64 و 66 ـ 67 ) . ومن المعلوم أن واحدة من هذه الأعراض الجسمية لا تسمح للرجل واقعيًا ولا نظاميًا بالقيادة، فكيف بها مجتمعة ؟.
بل إن في الجانب الاقتصادي ما يؤيد منع المرأة من قيادة السيارة :
فاستهلاك المدخرات في شراء السيارات ، وتجميد الأموال فيها، والاستنـزاف المالي في مصروفاتها، وخسائرها التي تُقدر في دول الخليج ببليون دولار، وفي المملكة وحدها بملياري ريال، إضافة إلى ضغط الحركة المرورية في البلاد التي تكاد تتسع لسيارات الرجال.
فقد أشارت إحدى الدراسات أن عدد السيارات في المملكة تضاعف 38 مرة في الفترة ما بين عام 1391هـ وعام 1413هـ، كما أشارت الدراسة إلى أن ما بين كل 1000 شخص في المملكة هناك 350 شخصًا يمتلكون سيارة خاصة، رغم أن النساء لا يقدن فيها السيارات، في حين يملك في بريطانيا السيارة الخاصة من كل 1000 شخص 306 شخص ما بين رجل وامرأة . (الحوادث المرورية والعناصر الحاكمة لها جمال عبد المحسن عبد العال 17 ـ 19).
وحتى ولو استقرأنا التاريخ نجد أنه لا يؤيد دعاة قيادة المرأة للسيارة ؛ فعلى الرغم من الفارق الكبير بين طبيعة وظروف قيادة السيارة وقيادة الدواب فإن النساء منذ القديم لم يكنَّ من أهل الخيل والفروسية إنما الخيل من مطايا الرجال. (السرخسي. شرح كتاب السير الكبير. ج 1، ص 136 ـ 137) .

والسيارات الخاصة أشبه مراكب هذا العصر بها ، فهي من هذه الجهـة متعلقة بالرجولة إلى حد كبير . ولهذا لا يجد الباحث ذكرًا للنساء عند ذكر الخيل والفروسية؛ لما اشتمل عليه ركوب الخيل من البطولة والكر والفر، مما لا يناسب الطبيعة الأنثوية، بل إن بعض القبائل في القديم كانت تُحرِّم على النساء ركوب الخيل لمعتقدات وأخلاق اجتماعية كانوا يرونها.
ومع أن الإبل كانت من أوسع مراكب النساء العربيات وألطفها بأحوالهن، ومع هذا لم يكنَّ ـــ في الغالب ـــ ينفردن بركوبها، فقد ارتبط ركوبهن عليها بالهوادج المستورة، التي يتولى قيادتها عادة ساقة الإبل من الرجال ؛ ولهذا ارتبط الهودج بالمرأة في تنقلها وأسفارها، وحتى على مستوى التعريف اللغوي والاصطلاحي فالهودج مركوب المرأة (ابن منظور. لسان العرب. ج 2، ص 389. (هدج) ، بل إن تفسير رؤية الهودج في المنام يعبره أهل التعبير بالمرأة . (النابلسي. تعطير الأنام في تعبير المنام. ص 466).

بل لا تزال بعض القرى في أمريكا حتى الآن نفسها تحظر على النساء ملامسة مقود السيارة لمعتقدات دينية وتاريخية .ويحرم عليهن الجلوس في المقعد الأمامي إلى جانب الزوج أو الابن أو حتى الوالد.

[الوافي 4]

وفقك الله يا أخونا صالح التميمي على نقل هذا المقال الهادف

الحين الشوارع زحمة من كثر السيارات و المركبات بأنواعها ويبون الحريم يسوقن سيارات0

اذا تعطلت عليها السيارة في شارع نائي وش بتسوي المسكينة!!!!!!!

على كل من ينادي بسواقة المرأه مثل الواطي آل زلفه يطلع برا المملكة ويخلي حريمه

يسوقن على كيفهن لا يجي و يطالب النساء عندنا بالسواقة0

[نورا]

ليتهم يستمعون لأوجاعنا وأحزاننا ومشاكلنا حقاً ..
فلم أرى أسخف ممن قال دفاعاً عن المرأة نطالب بقيادتها للسيارة ..
فما نحتاجه والله هو أكبر من قيادة مركبة ..
ولكن أين المطبلون لحقوق المرأة .. وأين المنادون بحرية المرأة ..
أنحصرت عقولهم الصغيرة في قطعة حديد وخمار ...

باركـ الله في الشيخ البريكـ وفي أخي التميمي على هذا المقال الذي يخاطب فيهم عقولهم ..

" اللهم أنعم علي برضاكـ وعفوكـ ومغفرتكـ "

[M.Noman]

ولكن ماذا اذا كان الزوج مقعد او اعمى او مريض,,انا لا اختلف معكم في المفاسد,,ولكن لا ارى ان هناك حرج ان اكتمل النصاب الشرعي,,فالسيارة للضرورة,ولا ارى تعميم الحكم فيها

[صالح عبد الله التميمي]

بارك الله فيك أخي قاهر المشركين .. أشكرك على المرور ..


بارك الله فيك أختي نورا .. والأفضل أن يكون مثل هذه المواضيع .. تطرح من قبلكن يانساء ..

[صالح عبد الله التميمي]

[PHP]

M.Noman عضو ذهبي







براك الله فيك أخي .. لكن أذا كانت المراة مثل ماوصفت , يكون لها أولاد .. أو قرائب , إلى غير ذلك , واذا حدت الظروف لمثل ماوصفة , تأتي بسواق , ويكون زوجها هو المحرم ..

فالحلول كثيرة , ولله الحمد , بدون قيادة المرآة ..

[سني بيروت]

ارى ان المملكة و لما تقتضيه من وضع ... تقوم بتلك الاجراءات التي وفرت كثيرا من المشاكل

بالامس شاهدت برنامج عيشوا معنا فاتصلت امرأة تشتكي و رد الثانية بالقول ان ما يحصل هو حرص من ولاة الامر و العائلة على النساء

لذلك ارى ان المسالة منحصرة بما ينطبق مع وضع المملكة العربية السعودية التي يصعب ان يتعمم لما لهذه الارض الطيبة من خصوصية ...

شكرا

[صالح عبد الله التميمي]

ياأخ سني بيروت : لاتنخدع بقول القنوات الفضائية .. فالبرنامج الذي ذكرت من أخبث البرامج على وجه الاطلاق .. بل القائمين عليه هدفهم الرئيسي هو تغريب الشعب السعودي ..

فقناة mbc .. LBC ..والعربية .. أخبث من القنوات الاسرائيلية .. بل أن القائمين عليه والمقدمين مثل مقدم برنامج عيشوا معنا .. وايضاً صناعة الموت .. هؤلاء من أكفر أهل الأرض .. ولو لي من الأمر شيء لفصلت أعناقهم عن رقابهم

[خالد السلفي]

المفاسد التي ستجلبها قيادة المرأة

أكثر من المنافع

فأتوقع أنه من الأفضل أن تعمل المملكة على وضع حلول لبعض الحالات التي تحتاج إلى السيارة وذلك بوضع سائق أو غير ذلك


لا أن تضر المجتمع لمصلحة قلة من الناس لهم ظروف معينة

[سني بيروت]

اقتباس: المشاركة الأصلية كتبت بواسطة صالح عبد الله التميمي     ياأخ سني بيروت : لاتنخدع بقول القنوات الفضائية .. فالبرنامج الذي ذكرت من أخبث البرامج على وجه الاطلاق .. بل القائمين عليه هدفهم الرئيسي هو تغريب الشعب السعودي .. فقناة mbc .. Lbc ..والعربية .. أخبث من القنوات الاسرائيلية .. بل أن القائمين عليه والمقدمين مثل مقدم برنامج عيشوا معنا .. وايضاً صناعة الموت .. هؤلاء من أكفر أهل الأرض .. ولو لي من الأمر شيء لفصلت أعناقهم عن رقابهم

اخي صدقت و لكن المشاركة التي ادلت بها المرأة المتصلة لتكذيب ما يقال من انتقاد سافر

و في احد المرات اتصل احد المسؤولين في الهيئة مع البرنامج و طرح كل الامور مع المذيعة و بالفعل لم تستطع ان تجد اي خرق من قبل الهيئة سوى بعض الاخطاء و التي سبق و اشار اليها المتصل و قال لها نحن بشر نخطئ و لكننا نصحح الاخطاء و لو لا اننا نخطئ لما تقدمنا بشكل صحيح و لو بطيئ

كان الكلام راقيا جدا من المسؤول و احبط كل محاولات الخروقات الاعلامية

حفظ الله بلادك اخي التميمي