العودة   شبكة الدفاع عن السنة > المنتـــــــــديات العـــــــــــامـــة > منتدى فضح النشاط الصفوى

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 06-07-09, 03:29 PM   رقم المشاركة : 1
حبرسري
عضو ماسي






حبرسري غير متصل

حبرسري is on a distinguished road


نتائج الانتخابات الرئاسية وتداعياتها على النظام في إيران

صباح الموسوي



صراع الغالب و المغلوب في عملية انتخابية وصفت بأنها الأكثر إثارة للجدل والتجاذبات الفئوية بين أجنحة النظام منذ ان جرت حادثة عزل أول رئيس جمهورية منتخب هو أبو الحسن بني صدر في عام1981 م من قبل الخميني ‘وذلك بعد أن أمضى بني صدر 17 شهرا في منصبه كأول رئيس جمهورية إيرانية منتخب.

فمنذ تلك الحادثة يعد هذا الصراع الحاصل حالياً بأنه شيء لافت للنظر وهام جدا عند البعض، فيما يعده البعض الآخر أمرًا طبيعيًا ومتوقعا مادام أن هناك أجنحة في داخل النظام كل منها يرى أنه الأقدر على تحقيق الأهداف التي رسمها قائد الثورة و مؤسس جمهوريتها "آية الله الخميني"‘ وأنه الأقدر على المحافظة على النظام و حمايته من السقوط، لاسيما في هذه المرحلة الدقيقة التي تشهد فيها المنطقة والعالم موجة من التغيرات السياسية والاقتصادية العاصفة التي أطاحت لحد الآن بالكثير من الحكومات والأنظمة، و مايزال هناك الكثير ممن يتوقع له السقوط أو التغيير.


منذ حادثة عزل و هروب الرئيس " أبو الحسن بني صدر " و التي أعقبتها حرب تصفيات دامية بين الخميني ومعارضيه و التي انتهت بفرض هيمنت أنصار ما سمي بأتباع " ولاية الفقيه المطلقة " على مقاليد النظام والسلطة، فمنذ ذلك الحين أصبحت مسألة انتخابات رئيس الجمهورية مسألة شكلية أكثر منها انتخابات حقيقية.

فعلى الرغم من تنافس بعض رموز النظام في هذه الانتخابات وخسارة بعضهم أمام منافسيهم الذين كانوا يعدون أقل منهم مكانة و شهرة، مثل ما حصل على سبيل المثال في انتخابات الدورة السابعة حيث خسر رئيس مجلس الشورى ( البرلمان ) الشيخ " علي أكبر ناطق نوري" أمام مدير المكتبة الوطنية " محمد خاتمي"، وكذلك الحال أيضًا في انتخابات الدورة التاسعة حيث خسر فيها الرئيس الأسبق للجمهورية و رئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام وقتها الشيخ " علي أكبر هاشمي رفسنجاني " أمام رئيس بلدية طهران الرئيس الحالي أحمدي نجاد، فإن رغم كل هذه المفارقات لم يشتك أيٌ من الخاسرين طوال الدورات الانتخابية التسعة الماضية من تزوير الانتخاب و قد أقروا جميعا بنتائجها وسارت الأمور كما يشتهي النظام وقائده الأعلى " خامنئي " الذي يعد صاحب كلمة فصل الخطاب في هذا الأمر وغيره من الأمور السياسية الأخرى.

ولكن ما هو لافت للنظر في هذه الدورة الانتخابية (العاشرة) أنها قد تميزت عن سابقتها بعدة أمور، سواء على صعيد البرامج التي طرحها المرشحون أو على صعيد الحملات الانتخابية و وسائلها التي تنوعت أكثر من سابقاته، اأو على صعيد المشاركة الجماهيرية التي قيل إنها بلغت "نحو أربعين مليون شخص تقريبًا، أي بنسبة تجاوزت 82% وهذا يعد رقما قياسيا‘ ليس على الصعيد الإيراني وحسب بل وعلى الصعيد العالمي أيضًا حيث مثل هذه النسبة تعد نادرة الحصول حتى في أحسن دول العالم ديمقراطية.

ومهما اختلفنا حول صحة هذا الرقم من عدمه إلا أن المشاركة و باعتراف كل المراقبين كانت عالية وهذا ما شجع المعترضون على الطعن بالنتائج المعلنة رغم موقف المرشد الواضح والمعلن تجاه أحمدي نجاد حيث كان السباق في تهنئة نجاد وهذا دليل كاف على تأييده له.

ولكن السؤال الذي قد يخطر في بال أي قارئ أو متابع للشأن الإيراني هو: لماذا أفرزت هذه الدورة الانتخابية كل هذا التجاذب بين أجنحة النظام مادام أن القيادة العليا للبلاد هي ذات القيادة التي جرت تحت عباءتها الدورات الانتخابية السابقة، بالإضافة إلى أن الخطاب السياسي لهذه القيادة لم يشهد حدوث أي جديد يشير الى إمكانية حصول تغيير في التوجهات السياسية للنظام، سواء على الصعيد الداخلي أو الخارجي .

إذًا لماذا كل هذه الاتهامات المتبادلة والمصادمات الحاصلة الآن بين الجناح الذي قيل إنه كسب الانتخابات والمدعوم من المرشد، وبين الجناح الذي قيل إنه خسرها ولجأ الى الشارع ليتخذه غطاء يواجه به الجناح الذي أعلن فوزه؟!.

والإجابة على هذا السؤال ربما تكون محرجة إلى حداً ما بالنسبة للبعض و ربما لا تكون كذلك عند البعض الآخر ممن يعرف طبيعة النظام الإيراني والعقلية السياسية التي يدير بها البلاد منذ ثلاثين عاما، خصوصا وأن المعترضين لم يبدوا اعتراضهم على أصل العملية الانتخابية التي شابها الكثير من الشوائب، وإنما أصل اعتراضهم جاء على نتيجتها، وهذا بحد ذاته مأخذ عليهم كونهم ارتضوا إقصاء الآخرين عن هذه الانتخابات والقبول بخوضها رغم شوائبها الواضحة التي تنفي عنها أي وجه من وجوه الديمقراطية المزعومة التي خاض هؤلاء المعترضون العملية الانتخابية على أساسها.

وبالعودة الى قراءة ما سبق إجراء العملية الانتخابية من تصريحات ومواقف من قبل كل الطرفين، نجد أن الجناح الفائز كان قد سبق له ان أعلن و على لسان رئيس المكتب السياسي لقوات الحرس الثوري أن الجناح المنافس يعد لعملية انقلاب مخملي، وهذا اتهام لم يسبق ان وجه لأي من أجنحة النظام من قبل، بينما ركز خطاب الخاسرين في تصريحاتهم على سياسة أحمدي نجاد طوال السنوات الأربعة الماضية حيث وصفوها بأنها كانت مضرة لمصالح البلاد، لاسيما السياسة الخارجية، وقد انتقدوا موقفه من محرقة "الهلكوست" اليهودية وتصريحاته تجاه الكيان "الإسرائيلي" على اعتبار أن هذه التصريحات كانت قد أعطت الذريعة للغرب وتحديدا الولايات المتحدة الأمريكية لتشدد من موقفها تجاه إيران و دفعت بمجلس الأمن لإصدار الكثير من العقوبات ضدها.

وبينما كان الجناح الفائز يشدد في حملته الانتخابية على خطورة ما يسميها المؤامرات التي تستهدف النظام و وحدة البلاد و خطورة الدور "الإسرائيلي" المزعوم في هذه المؤامرات التي اتخذت ذريعة لتوجيه القمع لمخالفي النظام وتطبيق المزيد من سياسات سلب الحريات الصحفية و سياسات القمع الطائفي والعنصري ضد القوميات والأقليات الدينية والمذهبية، والتشديد على المضي قدما في بناء الترسانة العسكرية وعلى رأسها المشروع النووي و الذي كلف البلاد ضريبة باهظة انعكست على الأوضاع المعيشية والاجتماعية للإيرانيين عامة، فإن في مقابل ذلك كان الجناح الخاسر يرى أن هذه مجرد ذرائع يراد منها الاستمرار بالإمساك بمقاليد السلطة؛ فالخطر الحقيقي الذي كان يتهدد إيران قد زال بزوال نظام حزب البعث في العراق ونظام حركة طالبان في أفغانستان وأن مشاركة إيران في احتلال البلدين والإطاحة بنظاميهما من قبل أمريكا قد حازت رضى ألأخيرة وحلفائها الذين أصبحوا ينظرون إلى إيران على أنها شريك في العملية السياسية الجارية في العراق وأفغانستان.

أما بشأن ما يقال عن الخطر "الإسرائيلي" الذي يتهدد إيران فإن هذا الكيان و بعد حرب عام 2006 التي شنها على حزب الله و حرب غزة أواخر عام 2008م، قد تغيرت مواقفه وسياساته من النظام الإيراني بشكل كبير، فهذه الحروب ما كانت لتشن على حزب الله وحماس لولا وجود ضوء أخضر من قبل النظام الإيراني، فهذا النظام كان راغبا في قيام الكيان "الإسرائيلي" بضرب حركتي حماس وحزب الله وذلك لإضعافهما وجعلهما يشعران باستمرار بحاجتهما لإيران. وهذا ما تم بالفعل حيث أصبحت حماس بعد حرب غزة أكثر التصاقا بالنظام الإيراني حد الذي دفع أحد قادتها إلى تأييد الاحتلال الإيراني للجزر الإماراتية الثلاث.

أما بالنسبة لحزب الله الذي لم يُخفِ يوما ما تبعيته لنظام ملالي طهران، فقد قام بعملية اختراق كبيرة و سافرة للأمن القومي المصري بدوافع إيرانية.

وكان الجناح الذي أعلنت خسارته في هذه الانتخابات، و المسمى بالإصلاحي، كان قد أعرب عن اعتقاده أن الفرصة الآن أصبحت أكثر مواتية من ذي قبل لاسيما بعد وصول الديمقراطيين بقيادة الرئيس " باراك أوباما" إلى إدارة البيت الأبيض، حيث وكما هو معلوم أن الديمقراطيين يعدون حلفاء النظام الإيراني؛ فهم من ساهم بإطاحة نظام الشاه ودعم الخميني على حساب باقي التيارات الإيرانية التي كانت معارضة للشاه آنذاك.

ولهذا يعتقد هؤلاء الإصلاحيون الخاسرون انه لم يعد هناك مبرر لتبقى إيران على نهجها السياسي المتبع مادام أن الموقف الأمريكي و"الإسرائيلي" قد تغير‘ وأن على النظام ان يخلق النقاب عن وجهه كما سبق وعملها في عام 1997م حين جاء بخاتمي لتلميع صورة إيران في أعين العالم.

ولكن إذا كان كل ما تقدم هو مجرد وجهات نظر الجناحين المتنافسين أو ما يعرف بكل من الجناح المتشدد الفائز والجناح الإصلاحي الخاسر في الانتخابات الرئاسية الأخيرة، فما هي إذن وجهت نظر المراقبين و ماهي قراءتهم للأحداث الدامية التي يشهدها الشارع الإيراني والتي انطلقت عقب هذه الانتخابات؟.

لقد قدم المراقبون قراءات مختلفة لتلك الأحداث، بعضها كانت تحفل بالتفاؤل حيث إن عملية تزوير النتائج واضحة بشكل فاضح لاسيما وأن هناك شرائح اجتماعية وسياسية ودينية واسعة تضم مختلف القوميات والطوائف، كانت قد قاطعت الانتخابات وبعضها الآخر كان قد صرح بتأييده للتيار الإصلاحي الذي أصبح يمثله اليوم ميرحسين موسوي.

فيما كان موقف البعض الآخر من المراقبين حياديا إلى حد ما حيث رأى أن ما يجري ليس سوى سحابة صيف عابرة تنقشع ويعود الشمل لالتئام حفاظا على النظام الذي يعد القارب الذي يحمل الجميع.

أما القسم الآخر من المراقبين فيرون أنه لا يمكن لهذه الأحداث أن تمر دون أن تترك أثرا بالغا على مسيرة النظام الإيراني وتوجهاته السياسية على الصعيدين الداخلي و الخارجي.

فما جرى كان أكبر مما توقعه جميع الأجنحة حيث إن غضب الشارع الإيراني الذي كان مدفونا ً في الصدور قد وجد الفرصة والوسيلة للظهور والتعبير عن ذاته وأن ما يجري أكبر من توقعات المخططين وأنه سوف يقلب ظهر المجن على الذين يستترون به لإحراج منافسيهم من الجناح الآخر وأن الشارع يستغل هذه الفرصة ليقول كلمته الأخيرة في هذا النظام الأجوف.

وبعد هذا يبقى للمراقب سؤل يوجهه إلى المطبلين للنظام الإيراني والمنبهرين بالديمقراطية الإيرانية المزعومة وبالشعارات الثورية للرئيس أحمدي نجاد وغيره من بيادق النظام الإيراني؛ ليقول لهم: ترى ماذا وجدتم في هذه المسرحية الانتخابية؟ وهل مازلتم مؤمنين بديمقراطية نظام ولاية الفقيه المطلقة؟!.

http://islammemo.cc/Tkarer/Tkareer/2.../16/83611.html






 
 

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:32 PM.


Powered by vBulletin® , Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
" ما ينشر في المنتديات يعبر عن رأي كاتبه "