العودة   شبكة الدفاع عن السنة > المنتديـــــــــــــات الحوارية > الحــوار مع الــصـوفــيـــة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 30-06-09, 09:51 PM   رقم المشاركة : 1
أبو العلا
مشرف سابق








أبو العلا غير متصل

أبو العلا is on a distinguished road


دمعة على الإسلام

!


!


!

دمعة على الإسلام


مصطفى لطفي المنفلوطي

رحمه الله تعالى



كتب إليَّ أحدُ علماءِ الهند كتاباً يقول فيه: إنه اطلع على مؤلف ظهر حديثاً بلغة (التاميل)، وهي لغة الهنود الساكنين بناقور وملحقاتها بجنوب مدراس... موضوعه: (تاريخ حياة السيد عبد القادر الجيلاني، وذكر مناقبه وكراماته).

فرأى فيه من الصفات والألقاب التي وصف بها الكاتب السيد عبدالقادر، ولقبه بها صفاتٍ وألقاباً هي بمقام الألوهية أليق منها بمقام النبوة؛ فضلاً عن مقام الولاية كقوله: "سيد السموات والأرض" و "النفاع الضرار" و"المتصرف في الأكوان" و"المطلع على أسرار الخليقة" و"محيي الموتى" و"ومبرئ الأعمى والأبرص والأكمه" و"أمره من أمر الله" و"ماحي الذنوب" و"دافع البلاء" و"الرافع الواضع" و"صاحب الشريعة" و"صاحب الوجود التام" إلى كثير من أمثال هذه النعوت والألقاب !

ويقول الكاتب: إنه رأى في ذلك الكتاب فصلاً يشرح فيه المؤلف الكيفية التي يجب أن يتكيف بها الزائر لقبر السيد عبد القادر الجيلاني يقول فيه: "أول ما يجب على الزائر: يتوضأ وضوءاً سابغاً، ثم يصلي ركعتين بخشوع واستحضار، ثم يتوجه إلى تلك الكعبة المشرفة.. وبعد السلام على صاحب الضريح المعظم يقول:



" يا صاحب الثقلين، أغثني وأمدني بقضاء حاجتي، وتفريج كربتي، أغثني يا محي الدين عبدالقادر، أغثني يا ولي عبدالقادر، أغثني يا سلطان عبدالقادر، أغثني يا بادشاه عبدالقادر، أغثني يا خوجة عبدالقادر".

"يا حضرة الغوث الصمداني، يا سيدي عبدالقادر الجيلاني، عبدك ومريدك مظلوم عاجز محتاج إليك في جميع الأمور في الدين والدنيا والآخرة".

ويقول الكاتب - أيضاً -: إن في بلدة (ناقور) في الهند قبراً يسمى "شاه الحميد"، وهو أحد أولاد السيد عبدالقادر - كما يزعمون - وإن الهنود يسجدون بين ذلك القبر سجودهم بين يدي الله، وإن في كل بلدة من بلدان الهنود وقراها مزار السيد عبدالقادر.. فيكون القبلة التي يتوجه إليها المسلمون في تلك البلاد والملجأ الذي يلجؤون في حاجاتهم وشدائدهم إليه، وينفقون على خدمته وسدنته، وفي موالده وحضراته ما لو أنفق على فقراء الأرض جميعاً لصاروا أغنياء.



هذا ما كتبه إليَّ ذلك الكاتب، ويعلم الله أني ما أتممت قراءة رسالته حتى دارت بي الأرض الفضاء، وأظلمت الدنيا في عيني، فما أُبصر مما حولي شيئاً؛ حزناً وأسفاً على ما آلت إليه حالة الإسلام بين أقوام أنكروه بعد ما عرفوه، ووضعوه بعد ما رفعوه، وذهبوا به مذاهب لا يعرفها، ولا شأن له بها.

أي عين يجمل بها أن تستبقي في محاجرها قطرة واحدة من الدمع، فلا تريقها أمام هذا المنظر المحزن، منظر أولئك المسلمين، وهم ركَّع سجَّد على أعتاب قبر ربما كان بينهم مَنْ هو خير مِنْ ساكنه في حياته، فأحرى أن يكون كذلك بعد مماته؟!

أي قلب يستطيع أن يستقر بين جنبي صاحبه ساعة واحدة، فلا يطير جزعاً حينما يرى المسلمين أصحاب دين التوحيد أكثر من المشركين إشراكاً بالله؛ وأوسعهم دائرة في تعدد الآلهة وكثرة المعبودات ؟!

لِمَ يَنْقِمُ المسلمون التثليث من المسيحيين؟ لِمَ يحملون لهم في صدورهم تلك المُوجِدَةَ وذلك الضغن؟ وعلام يحاربونهم؟ وفيم يقاتلونهم، وهم لم يبلغوا من الشرك بالله مبلغهم، ولم يغرقوا فيه إغراقهم؟!



يدين المسيحيون بآلهة ثلاثة، ولكنهم يشعرون بغرابة هذا التعدد وبعده عن العقل، فيتأولون فيه ويقولون: إن الثلاثة في حكم الواحد،

أما المسلمون فيدينون بآلاف من الآلهة أكثرها جذوع أشجار، وجثث أموات، وقطع أحجار، من حيث لا يشعرون!.

كثيراً ما يضمر الإنسان في نفسه أمراً وهو لا يشعر به، وكثيراً ما تشتمل نفسه على عقيدة خفية لا يحس باشتمال نفسه عليها، ولا أرى مثلاً أقرب من المسلمين الذين يلتجؤون في حاجاتهم ومطالبهم إلى سكان القبور، ويتضرعون إليهم تضرعهم للإله المعبود؛ فإذا عتب عليهم في ذلك عاتب، قالوا: إنا لا نعبدهم، وإنما نتوسل بهم إلى الله، كأنهم يشعرون أن العبادة ما هم فيه،

وإن أكبر مظهر لألوهية الإله المعبود أن يقف عباده بين يديه ضارعين خاشعين، يلتمسون إمداده ومعونته،

فهم في الحقيقة عابدون لأولئك الأموات من حيث لا يشعرون.



جاء الإسلام بعقيدة التوحيد: ليرفع نفوس المسلمين، ويغرس في قلوبهم الشرف والعزة والأنفة والحمية، وليعتق رقابهم من رق العبودية، فلا يذل صغيرهم لكبيرهم، ولا يهاب ضعيفُهم قويَّهم، ولا يكون لذي سلطان بينهم سلطان إلا بالحق والعدل، وقد ترك الإسلام بفضل عقيدة التوحيد ذلك الأثر الصالح في نفوس المسلمين في العصور الأولى، فكانوا ذوي أنفة وعزة، وإباء وغيرة، يضربون على يد الظالم إذا ظلم، ويقولون للسلطان إذا جاوز حده : قف مكانك، ولا تَغْلُ في تقدير مقدار نفسك، فإنما أنت عبد مخلوق لا رب معبود، واعلم أنه لا إله إلا الله.

هذه صورة من صور نفوس المسلمين في عصر التوحيد، أما اليوم وقد داخل عقيدتهم ما داخلها من الشرك الباطن تارة والظاهر أخرى فقد ذلت رقابهم، وخفقت رؤوسهم، وضرعت نفوسهم، وفترت حَمِيَّتُهم، فرضوا بخطة الخسف، واستناموا إلى المنزلة الدنيا، فوجد أعداؤهم السبيل إليهم، فغلبوهم على أمرهم، وملكوا عليهم نفوسهم وأموالهم ومواطنهم وديارهم؛ فأصبحوا من الخاسرين.



والله لن يسترجع المسلمون سالف مجدهم، ولن يبلغوا ما يريدون لأنفسهم من سعادة الحياة وهناءتها إلا إذا استرجعوا قبل ذلك ما أضاعوه من عقيدة التوحيد وإن طلوع الشمس من مغربها، وانصباب ماء النهر في منبعه أقرب من رجوع الإسلام إلى سالف مجده ما دام المسلمون يقفون بين يدي الجيلاني كما يقفون بين يدي الله، ويقولون للأول كما يقولون للثاني: "أنت المتصرف في الكائنات، وأنت سيد الأرضين والسموات".

إن الله أغير على نفسه من أن يسعد أقواماً يزدرونه، ويحقرونه، ويتخذونه وراءهم ظهرياً، فإذا نزلت بهم جائحة، أو ألمت بهم ملمة ذكروا الحجر قبل أن يذكروه، ونادوا الجذع قبل أن ينادوه.





يا قادة الأمة ورؤساءها، عَذَرْنا العامة في إشراكها وفساد عقائدها، وقلنا: إن العامي أقصر نظراً، وأضعف بصيرة من أن يتصور الألوهية إلا إذا رآها ماثلة في النصب والأضرحة والقبور، فما عذركم أنتم وأنتم تتلون كتاب الله، وتقرؤون صفاتِه ونعوتَه، وتفهمون معنى قوله -تعالى-:



[قُلْ لا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ الْغَيْبَ إِلا اللَّهُ] (النمل: 65)،

وقوله مخاطباً نبيه: [قُلْ لا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعاً وَلا ضَرّاً] (الأعراف: 188)،

وقوله [وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى] (الأنفال: 17).



إنكم تقولون في صباحكم ومسائكم وغدوكم ورواحكم:

وكل خير في اتباع من سلف * وكل شر في ابتداع من خلف



فهل تعلمون أن السلف الصالح كانوا يجصصون قبراً، أو يتوسلون بضريح؟

وهل تعلمون أن واحداً منهم وقف عند قبر النبي – صلى الله عليه وسلم - أو قبر أحد من أصحابه وآل بيته، يسأله قضاء حاجة، أو تفريج هَم؟

وهل تعلمون أن الرفاعي والدسوقي والجيلاني والبدوي أكرم عند الله، وأعظم وسيلة إليه من الأنبياء والمرسلين، والصحابة والتابعين؟

وهل تعلمون أن النبي – صلى الله عليه وسلم - حينما نهى عن إقامة الصور والتماثيل نهى عنها عبثاً ولعباً؟

أم مخافة أن تعيد للمسلمين جاهليتهم الأولى؟



وأي فرق بين الصور والتماثيل وبين الأضرحة والقبور،

ما دام كل منها يجر إلى الشرك، ويفسد عقيدة التوحيد؟


والله ما جهلتم من هذا، ولكنكم آثرتم الحياة الدنيا على الآخرة؛

فعاقبكم الله على ذلك بسلب نعمتكم، وانتقاض أمركم،

وسلط عليكم أعداءكم يسلبون أوطانكم،

ويستعبدون رقابكم، ويخربون دياركم،

والله شديد العقاب.

ا. هـ مختصرا

http://majles.alukah.net/showthread.php?t=972


--------------------------------------------------------------------------------

[1] مؤلفات مصطفى لطفي المنفلوطي الموضوعة الكاملة ص311-316.







من مواضيعي في المنتدى
»» الكفر وضوابط تكفير الأعيان
»» هل أنت راض عن الله؟
»» البعد الغيبي في توجهات السياسة الإيرانية
»» قناة الجزيرة والثنائي الشيعي غسان وعباس
»» نصائح بالصور لك أختي
 
قديم 01-07-09, 10:14 AM   رقم المشاركة : 2
A N M A R
عضو نشيط







A N M A R غير متصل

A N M A R is on a distinguished road


اللهم اعز الأسلام والمسلمين

شكرا لك ياخي وجزاك الله خير







 
قديم 01-07-09, 10:25 AM   رقم المشاركة : 3
أبو العلا
مشرف سابق








أبو العلا غير متصل

أبو العلا is on a distinguished road


وجزاك الله تعالى خيرا أخي الكريم أنمار

شرفني مرورك الطيب

بورك فيك ونفع الله بك







من مواضيعي في المنتدى
»» أحداث زاهدان هل انقلب السحر على الساحر ؟ الشيخ د. سعد البريك
»» أسوأ أزمة إنسانية
»» الأحواز عربية وإن طال ليل اغتصابها
»» خبراء يؤكدون أهمية الوضوء صحيًّا
»» التصوف المنشأ والمصادر / كتاب الكتروني رائع
 
قديم 01-07-09, 02:43 PM   رقم المشاركة : 4
سني بيروت
عضو ماسي







سني بيروت غير متصل

سني بيروت is on a distinguished road


رحمك الله ايها العلامة ايها الاديب الكبير مصطفى لطفي المنفلوطي ... او كتب قرأتها في حياتي كانت لهذا الأديب

عبرات كتاب رائع

لي عودة للتعليق







 
قديم 01-07-09, 06:34 PM   رقم المشاركة : 5
أبو العلا
مشرف سابق








أبو العلا غير متصل

أبو العلا is on a distinguished road




أخي الكريم سني بيروت

جزاك الله تعالى خيرا

شكرا على طيب المرور

غفر الله لك ولجميع المسلمين







من مواضيعي في المنتدى
»» حرق صورة الخميني يشعل الداخل الإيراني
»» المشروع الإيراني الصفوي الفارسي / مقدماته وأخطاره ووسائل التصدي له
»» الصوفية من موسوعة الفرق المنتسبة للإسلام
»» نظام ولاية الفقيه وظلم أهل السنة في إيران
»» تقنيات الحظ السعيد / فهد عامر الأحمدي
 
قديم 09-07-09, 08:34 PM   رقم المشاركة : 7
أبو العلا
مشرف سابق








أبو العلا غير متصل

أبو العلا is on a distinguished road


قال الشيخ حافظ بن أحمد حكمي رحمه الله تعالى

في منظومة سلم الوصول إلى علم الأصول





فصل

في بيان ما وقع فيه العامة اليوم مما يفعلونه عند القبور

وما يرتكبونه من الشرك الصريح والغلو المفرط في الأموات



ومَنْ عَلَى القَبْرِ سِراجاً أوقَدَا *** أوِ ابْتَنى عَلَى الضَّرِيحِ مَسْجِداً

فإنّه مُجَدِّدٌ جِهَــــارا *** لِسُنَنِ الْيَهُودِ والنصَـارَى

كَمْ حَذَّرَ الْمُخْتَارُ عَنْ ذَا وَلَعَنْ *** فَاعِلهُ كَمَا رَوَى أهْلُ السُّنَنْ

بلْ قَدْ نَهَى عَن ارْتِفَاعِ الْقَبْرِ *** وَأَنْ يُزَادَ فِيهِ فَوْقَ الشِّبْـر

وَكلُّ قَبْرٍ مُشرِفٍ فَقَدْ أمَـرْ *** بِأَنْ يُسَوَّى هَكَذَا صَحَّ الْخَبَرْ



وحذْرَ الأُمَّةَ عَنْ إطْرَائِــهِ *** فَغَرَّهُمْ إبْلِيسُ باسْتِجْرائِـهِ

فَخَالَفوهُ جَهْرَةً وارْتَكَبُــوا *** ما قدْ نَهَى عَنْهُ ولَمْ يَجْتَنِبُوا

فَانْظُرْ إليْهِمْ قَدْ غَلوْا وَزَادُوا *** وَرَفَعُوا بنَاءََهَا وَشَــادُوا

بالشِّيدِ والآجُرِّ وَالأحْـجَارِ *** لا سيَّمَا في هَذِه الأعْصَـارِ

وَلِلْقَنَادِيلِ عَلَيْهَا أوْقَــدُوا *** وَكَمْ لِوَاءٍ فَوْقَهَا قَدْ عَقَدُوا



وَنَصَبُوا الأعْلاَمَ وَالرَّايَـات *** وَافْتَتَنُوا بِالأعْظمِ الرُّفَـاتِ


بَلْ نَحَروا في سَواحِهَا النَّحَائِرْ *** فِعْلَ أُولي التَّسْيِيبِ والْبَحَائِرِ

والْتَمَسُوا الْحَاجَاتِ مِنْ مَوْتَاهُم *** وَاتَّخَذُوا إلَهَهُمْ هَوَاهُــمْ

قَدْ صَادَهُمْ إبْليِسُ في فِخَاخَه *** بَلْ بَعْضُهُمْ قَدْ صَارَ منْ أفْرَاخِه

يَدْعوا إلى عِبَادَةِ الأوْثَــانِ *** بالْمَالِ والنَّفْسِ وبِاللِّسَـانِ



فَلَيْتَ شِعْري مَنْ أبَاحَ ذَلِكْ *** وَأوْرَطَ الأُمَّةَ في المَهَالِـكْ

فَيَا شَدِيدَ الطُّولِ والإِنْعَـامِ *** إلَيْكَ نَشْكُوا مِحْنَةَ الإسْلاَمِ






من مواضيعي في المنتدى
»» السيستاني في الميزان بقلم كاتب شيعي
»» 300 منظمة تنصيرية تعمل على تغيير الهوية الإسلامية
»» صور إسلامية نافعة
»» وجه إيران الآخر
»» شاهد عيان.. هذا ما حصل في سجن التسفيرات ببغداد
 
قديم 20-08-09, 04:59 PM   رقم المشاركة : 9
أبو العلا
مشرف سابق








أبو العلا غير متصل

أبو العلا is on a distinguished road


اللهم صلِّ على نبينا محمد

وعلى آله وصحبه وسلم






 
قديم 07-09-09, 07:13 PM   رقم المشاركة : 10
أبو فراس السليماني
عضو ماسي








أبو فراس السليماني غير متصل

أبو فراس السليماني is on a distinguished road


جزاك الله خيرا مشرفنا أبا العلا

ووفقك الرحمن







 
 

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:08 AM.


Powered by vBulletin® , Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
" ما ينشر في المنتديات يعبر عن رأي كاتبه "