العودة   شبكة الدفاع عن السنة > المنتـــــــــديات العـــــــــــامـــة > الــــحــــــــــــوار العــــــــــــــــــام

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 24-06-09, 10:01 PM   رقم المشاركة : 1
مفوز المبارك
عضو ماسي







مفوز المبارك غير متصل

مفوز المبارك is on a distinguished road


الإهانة للأمة المهانة



الإهانة للأمة المهانة !



كتبه / شريف عبد العزيز
الصدر يحترق، والدم في العروق يغلي، وخفقات القلب المتلاحقة، غيظاً وكمداً مما حدث، قد صمت آذني وأوجعت قلبي، وقد جافني النوم من عظم الشعور بالمهانة، ومن وقع الإهانة، وأعظم من ذلك مرور الكرام بل قل اللئام علي هذا الحدث بلا وقفة ولا حساب ولا حتى تعليق من قريب أو بعيد على من أطلق سهام الإهانة .

منذ أيام شن الصهيوني المتكثلك ساركوزي الديوث [ واعذروني في هذا الوصف ] زوج سيئة السمعة، متعددة الخلان، كارلا بروني، حملة قاسية على النقاب واصفاً إياه بأحط الأوصاف، وأنه من رموز الاستعباد والوحشية ومصادرة حقوق المرأة، ونحن لسنا بصدد الدخول في مناقشات فقهية حول مشروعية النقاب ووجوبه، فمحلها كتب الفقه وحِلَق العلم، كما أننا لسنا بصدد الحديث عن انهيار منظومة الحياة الاجتماعية في فرنسا، والوضعية المزرية التي عليها المرأة الفرنسية، ولا عن الاستعباد الحقيقي التي عليه المرأة الغربية عمومًا، في ظل حضارة الأشياء الأوروبية، التي تتعامل مع المرأة على أنها شيء من الأشياء، ولكننا سنناقش قضية هي الأخطر في مسيرة الأمة المسلمة، وهي مسلسل الإهانات المتكررة، والتي منذ أن دارت عجلتها وهي لا تتوقف عند حد أو يردعها رادع .

مسلسل الإهانات طال كل الثوابت والمقدسات والقيم والمبادئ والشعائر

فمسلسل الإهانات طال كل الثوابت والمقدسات والقيم والمبادئ والشعائر، من رأس الأمة وسيد البشرية محمد صلي الله عليه وسلم، إلى نصوص القرآن، والصحابة والعلماء والمناسك، وبنود الشريعة، والحجاب والحدود، والنظم الاجتماعية، والتعاليم الإسلامية، وأنصبة المواريث والشهادات، ودس أعداء الأمة أنوفهم في كل شيء يخص الأمة الإسلامية، في عدائية فاضحة للإسلام وأهله، لا يجرؤون على عُشر معشارها مع اليهود الذين أقاموا كيانهم الغاصب علي أساطير المحرقة النازية والاضطهاد الديني لهم، حتى أصبح من ينكر وجود المحرقة أشد جرماً وإثماً من منكر الخالق نفسه عز وجل .


ساركوزي لم يهاجم النقاب كما فعل سلفه شيراك، بل تمادى في مهاجمة الدول والجماعات التي تحرص نساؤها علي ارتدائه، واصفاً إياهم بالتخلف والاستعباد


ساركوزي لم يهاجم النقاب كما فعل سلفه شيراك، بل تمادي في مهاجمة الدول والجماعات التي تحرص نساؤها على ارتدائه، واصفاً إياهم بالتخلف والاستعباد، أي أنه فاق سلفه المأفون في مهاجمة الإسلام والمسلمين في بلاد بعينها، وهي بلاد الخليج وغيرها، التي تنعم بنوك بلاده بأرصدة العديد من هذه الدول، وتقوم صناعات ضخمة في بلاده على استثمارات هذه الدول وعوائد النفط فيها، خاصة صناعة السلاح والطيران المدني، والتي تستورد من هذه المصانع بعدة مليارات سنوياً، والتي أيضا تستقبل على أراضيها قاعدة عسكرية ضخمة، يراقب بها هذا الديوث وبطانته الخليج العربي والمنطقة بأكملها .

هذا الديوث نسِي أو تناسي كل هذه المنافع التي تعود على بلاده من علاقاتها الاقتصادية المتينة مع هذه الدول، وراح يكيل لها ولدينها، ولرجالها ونسائها والنظام الأسري والاجتماعي فيها، السباب والشتم والقدح، غير مبالٍ بغضبة العرب والمسلمين؛ لأنه وبمنتهي الصراحة لا يقيم لهم وزناً، ولا يحسب لهم حساباً، فهو يعلم علم اليقين أن رد الفعل لن يتجاوز الشجب والإدانة من بعض الأطراف غير الرسمية، فهو يعلم أن الحكومات العربية والمسلمة، لا تهتم بمثل هذه الاتهامات، لأنها قد نست أو تناست أهم وظائف الحاكم والحكومة، وهي حراسة الدين وسياسة الدنيا به، وذلك تحت شعار "للدين ربٌّ يحميه"، وانشغلت هذه الحكومات بحراسة الكراسي والعروش الصغيرة، وتأمين رغبات الحاكم وبطانته، وأصبحت القضية لا تعنيها أو حتى تشغل بالها، لذلك أمن الديوث غضبتها وانبسط في هجومه على الدين والأمة .

الجهات الرسمية المعنية بالأمر مثل الأزهر ومنظمة المؤتمر الإسلامي، والهيئات الدينية الناطقة باسم المسلمين، مثل المجامع الفقهية والجامعات الإسلامية، فهذه أيضا لم يبال بها الديوث

أما الجهات الرسمية المعنية بالأمر مثل الأزهر ومنظمة المؤتمر الإسلامي، والهيئات الدينية الناطقة باسم المسلمين، مثل المجامع الفقهية والجامعات الإسلامية، فهذه أيضا لم يبالِ بها الديوث؛ ذلك لأنه قد خَبَرَها من قبلُ أيامَ سلفه شيراك، عندما كان الديوث يتبوأ منصب وزير الداخلية، وقد طاف أنحاء العالم الإسلامي لجس نبض العالم الإسلامي تجاه منع الحجاب في المدارس الفرنسية سنة 2004، وقد سمع الديوث ورأى مِن ردِّ فعل العلماء الرسميين، مثل شيخ الأزهر ومفتي مصر، ومفتي سوريا، وغيرهم ما يثلج صدره ويُطمْئِن قلبه تجاه ملف الإهانة والاستهزاء بالأمة، ولمَ لا وقد أعطاه شيخ الأزهر ومفتي مصر وقتها ضوءً أخضر بخصوص هذا الشأن، في واحدة من مهازل الشيخ والمفتي التي لم ولن تنقطع حتى الآن، وقد توجه وقتها شيخ الأزهر بخطاب لمسلمي فرنسا مازال الناس حتى وقتنا الحاضر يعانون من آثاره أشد المعاناة، والله حسبنا ونعم الوكيل.

أما الشعوب المقهورة والمغلوبة علي أمرها، فلقد علم الديوث أن غاية سعيها، وأقصى ما في جعبتها، أن تخرج في جماعات ومظاهرات حاشدة، تعبر فيها غضبها، وتصرخ وتبكي وتولول مثل النساء، على أمجاد لم يحافظوا عليها مثل الرجال، ثم ما تلبث هذه الشعوب حتى تعود إلي لبيوتها

أما الشعوب المقهورة والمغلوبة على أمرها، فلقد علم الديوث أن غاية سعيها، وأقصى ما في جعبتها، أن تخرج في جماعات ومظاهرات حاشدة، تعبر فيها غضبها، وتصرخ وتبكي وتولول مثل النساء، على أمجادٍ لم يحافظوا عليها مثل الرجال، ثم ما تلبث هذه الشعوب حتى تعود إلى لبيوتها، لتلتف حول شاشات الفضائيات الأوروبية، تتابع الأفلام والمسلسلات والمباريات، وتتعاطى من أفيون النفوس وخالب العقول ما يجعلها تنسي الإساءة وتواصل السير، باحثة عن ملهاة جديدة تنشغل بها، وفي انتظار جرح جديد وإساءة جديدة، ليخرجوا للشوارع مرة أخرى لينفثوا ما في صدورهم من غيظ وكمد، ليس على الإساءة والإهانة، ولكن على ضيق العيش وآلام الأوضاع الاجتماعية الصعبة .

ساركوزي الديوث علم ذلك كله جيدًا، فأقدم على خطوة كان من الطبيعي جداً أن يحسب لها ألف حساب لو علم أن أحداً ما سيردعه ويوقفه عنده حده، والأمة رغم كل أدوات الضغط التي تمتلكها، والخطوات التأديبية التي تستطيع أن تتخذها، مازالت حبيسة عجزها، وقد هانت عليها كل الثوابت والقيم والشعائر، فهي الآن كما قال شاعر العصر المتنبئ :

مَن يَهُن يسْهُل الهوانُ عليهِ

ما لِجُرحٍ بِميِّتٍ إيلامُ






التوقيع :
نسأل الله تعالى العلي القدير, أن يكفينا تغيير العنوان, وقفل الموضوع أو حذفه, والإعتداء على ترتيب ما أقومأنا بترتيبه, وعلى تحرير المضامين, بعضها أو كلها. التي لا تتعارض مع سياسة المنتدى, واحترام مشاعرنا وتقدير جهودنا.. اللهم آمين.
من مواضيعي في المنتدى
»» الليبرالي أحمد العرفج متجاوزاً حدوده النساء السعوديات تمثلهن امرأة لوط اسقاط له معى
»» قصة إسلام فتاة على البالتوك مؤثرة جدا
»» تحذير جهازي أخترق قبل قليل وأنا أدون في موضوع فضائل علي في كتب السنة؟!
»» كارثة تكفيرية كل الفتوحات بعد عصر النبوة لم تكن إسلامية لأنها تحققت على أيدي الكفار
»» من عقائد الباطنية الإسماعيلية ؟
 
 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:15 PM.


Powered by vBulletin® , Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
" ما ينشر في المنتديات يعبر عن رأي كاتبه "