نبوءات لم تتحقق
2- نبوءته عليه الصلاة و السلام في حَسر نهر الفرات
عن جبل من ذهب
أولاً: الأحاديث:
أ-حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا حسن بن موسى ثنا زهير عن سهيل عن أبيه
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم:
(يحسر الفرات ، أو لا تقوم الساعة حتى يحسر الفرات عن جبل من ذهب،
فيقتتل عليه الناس ، فيقتل من كل مائة تسعة و تسعون)
يا بني ، فإن ادركته فلا تكونن ممن يقاتل عليه .
ب- عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
(يحسر الفرات عن جبل من ذهب، فيقتتل الناس ، فيقتل من كل مائةً تسعون)
أو قال (تسعة و تسعون ، كلهم يرى أنه ينجو).
أخرجه البخاري في كتاب الفتن ، و مسلم في كتاب الفتن .
ج- عن ابي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول لله صلى الله عليه و سلم :
(يحسر الفرات عن جبل من ذهب ، فيقتتل الناس عليه ، فيقتل من كل عشرة
تسعة)
أخرجه البخاري في كتاب الفتن ، مسلم بنحوه في كتاب الفتن و أشراط الساعة.
د-عن عبد الله بن الحارث قال : وقفت أنا و أبي بن كعب في ظل أجم حسان فقال
لي اُبي : ألا ترى الناس مختلفة أعناقهم في طلب الدنيا ؟ قلت : بلى ، قال :
سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول : (يوشك الفرات أن يحسر عن
جبل من ذهب ، فإذا سمع به الناس ساروا إليه ، فيقول من عنده : و الله لئن
تركنا الناس يأخذون فيه ليذهبن ، فيقتتل الناس حتى يقتل من كل مائة تسعة
و تسعون)
أخرجه مسلم في كتاب الفتن و أشراط الساعة .
...........................
يحسر = يكشف
أجم = الشجر الكثيف الملتف .
...........................
ثانياً : دراسة المسائل العقدية في الأحاديث :
مسألة :
إنكشاف نهر الفرات و إنحساره عن جبل من ذهب آية من الآيات التي تسبق
قيام الساعة ، و يتبع ذلك إقتتال الناس عليه فيقتل من كل مئة تسعة و تسعون
كما دلت عليه الأحاديث .
مسألة :
في معنى إنحسار هذا الجبل ، و هل هو جبل ذهب على الحقيقة أم المراد كثرة
الخيرات و تفجر الأرض بالذهب الأسود ...النفط ؟.
يفهم من كلامه صلى الله عليه و سلم أنه جبل على الحقيقة ، و هو جبل ينكشف
بسبب إنحسار مياه الفرات عنه و تبني الدولة التركية اليوم على نهر الفرات
سد عظيم بإسم اتاتورك الهالك ، و هو من أضخم السدود في العالم ، و لعلها
تهدد بعض الدول بقطع المياه عنها به ،(1)
و في هذا إرهاص لإنحسار مياه هذا النهر و الله تعالى أعلم .(2)
قال الشيخ حمود التويجري يرحمه الله في رده على أبي عبية :
( وقد زعم ابو عبية أن الفرات قد إنحسر عن الذهب البترولي الأسود )
و قال بذلك أيضاً محمد أحمد عبد العزيز محقق كتاب النهاية لإبن الأثير .
و الجواب عن هذا من وجوه :
أولاً :
أن النبي صلى الله عليه و سلم نص على جبل الذهب نصاً لا يحتمل التأويل ،
و من حمل ذلك على البترول الأسود فقد حمل الحديث على غير ما أريد به
و هذا من تحريف الكلم عن مواضعه.
ثانياً :
أن البترول ليس بذهب حقيقة و لا مجازاً ، و أما تسمية بعض الناس له
بالذهب الأسود ، فليس مرادهم أنه نوع من أنواع الذهب ، و إنما يقصدون
بذلك أنه يحصل من ثمنه الذهب الكثير ، فلذلك يطلقون عليه الذهب الأسود ،
إعتباراًبما يستثمر منه .
ثالثاً :
أن النبي صلى الله عليه و سلم أخبر أن الفرات يحسر عن جبل من ذهب ،
أي ينكشف عنه لذهاب مائه ، فيظهر الجبل بارزاً على وجه الأرض ، و هذا
لم يكن إلى الآن و سيكون فيما بعد بلا ريب ، و بحور البترول الأسود لم
ينحسر الفرات عنها ، و ليست في مجرى النهر ، و إنما هي في باطن الأرض
و إستخراجها إنما يكون بالتنقيب عنها بالآلات من مسافات بعيدة في باطن الأرض
رابعاً :
أن الذي جاء في الحديث الصحيح هو حسر الفرات (عن كنز من ذهب)، و في
الرواية الأخرى (عن جبل من ذهب) و تخصيص الفرات بالنص ينفي أن يكون ذلك
في غيره ، و من المعلوم أن بحور البترول ليست في نهر الفرات ، و إنما هي في
مواضع كثيرة في مشارق الأرض و مغاربها و هي في البلاد العربية المجاورة للعراق
أكثر منها في العراق .
خامساً :
أن البترول من المعادن السائلة ، و الذي أخبر النبي صلى الله عليه و سلم بإنحسار
الفرات عنه هو الذهب المعروف عند الناس ، و هو من المعادن الجامدة ، و من جعل
المعدنين سواء فقد ساوى بين شيئين مختلفين .
سادساً :
أن النبي صلى الله عليه و سلم أخبر أن الناس إذا سمعوا بإنحسار الفرات عن جبل
من ذهب ، ساروا إليه ، فيكون عنده مقتلة عظيمة ، يقتل فيها من كل 100 تسعة
و تسعون ، و هذا لم يكن إلى الآن ، و معلوم أن البترول الأسود قد وجد في العراق
منذ زمن طويل ، و لم يسر الناس إليه عند ظهوره ، و لم يكن بسبب خروجه قتال
البتة .
سابعاً:
أن النبي صلى الله عليه و سلم نهى من حضر جبل الذهب ، أن يأخذ منه شيئاً و من
حمله على الذهب البترولي الأسود ، فلازم قوله : أن يكون الناس منهيين عن الأخذ
منه ، و هذا معلوم البطلان بالضرورة .
مسألة :
هل ظهرت هذه العلامة أم لا ؟.
و الجواب : أنها لم تظهر إلى يومنا هذا ، و قد تقدم في كلام التويجري أنها لم تظهر بعد .
مسألة :
في قوله (فإن أدركته فلا تكونن ممن يقاتل عليه) و ورد في رواية ذكرها ابن حجر
(فمن حضره فلا يأخذ منه شيئاً) ثم قال : هذا يشعر بأن الأخذ منه ممكن ، و على
هذا فيجوز أن يكون دنانير ، و يجوز أن يكون قطعاً ، و يجوز أن يكون تبراً)
مسألة :
في نهي النبي صلى الله عليه و سلم أن يُقاتل عليه أو يُؤخذ منه شيئاً ، و قد أورد
ابن حجر السبب في ذلك النهي ، ثم رجح فقال :
(قال بعض العلماء : إنما النهي عن الأخذ منه لأنه للمسلمين ، فلا يؤخذ إلا بحقه ،
قلت : و ليس الذي قال ببين ، و الذي يظهر أن النهي عن أخذه من الفتنة و القتال
عليه ، ثم قال : فوضح أن السبب في النهي عن الأخذ منه ما يترتب على طلب الأخذ
منه من الإقتتال ، فضلاً عن الأخذ ، و لا مانع أن يكون ذلك عند خروج الناس للحشر ،
لكن ليس ذلك السبب في النهي عن الأخذ منه )
المصدر
موسوعة أشراط الساعة في مسند الإمام أحمد و زوائد الصحيحين جمعاً و تخريجاً شرحاً و دراسة
لفضيلة الشيخ الدكتور / خالد بن ناصر بن سعيد الغامدي .حفظه الله
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1)
المصدر : ويكيبيديا
سد أتاتورك
سد أتاتورك (بالتركية:Atatürk Barajı) هو سد يقع في تركيا على نهر الفرات يقع في محافظة شانلورفا جنوب شرق الأناضول.
ويعتبر سد اتاتورك من أكبر السدود الركامية في العالم حيث تم بناه بالصخور والردم ويبلغ ارتفاعه 184 متراً وطوله 1820 م.
أبتداء تشيده عام 1983 وأنجز عام 1992 وقد صنع السد بحيرة صناعية تبلغ مساحتها السطحية 817 كم2 ويبلغ حجم المياه المجمعة في السد قرابة 48 مليار متر مكعب
ويعد سد اتاتورك واحداً من السدود الضخمة في العالم حيث تم بناءه بالصخور والخرسانة ويبلغ أرتفاع السد 184 متراً وطوله 1820 م.
ويتواجد على السد ثمانية توربينات لتوليد الكهرباء تولد ما مقداره 2400 ميغاواط بالساعة.
سد اتاتورك
و إذا أصبحت الحياة خطرة في العراق الشقيق .....ماذا سيفعل الناس لو وجدوا ذهباً؟؟؟؟؟!!!