من أعظم خصائص للأمة الإسلامية: أن اللَّه شرفها بالعناية بـ (الإسناد) دون غيرها من الأمم، حتى غدا الإسناد الشرط الأول في كل علم منقول فيها حتى في الكلمة الواحدة، يتلقاها الخلف عن السلف، والمتأخرون عن السابقين حتى ثبتت نصوص الشريعة وعلومها، وأصبحت راسخة البنيان محفوظة من التبديل والتغيير.
وتتجلى عظمة علم الإسناد في كون علم الرجال شطر علم الحديث؛ كما قاله أمير المؤمنين في الحديث علي بن المديني.
ولقد أبلى علماء الملة وأمناء الشريعة بلاءً حسنًا في الذب عن السنة النبوية والشريعة الإسلامية، فلم يعرفوا المحاباة فيمن يتكلمون فيه؛ لأن الأمر دين، ولم تأخذهم لومة لائم فيمن جرَّحوه، ولو كان من عشيرتهم الأقربين؛ لأن الأمر نصح للَّه، ولرسوله، ولكتابه، وللمؤمنين.
لقد وصل الأمر بعلماء الإسلام من الحيطة والتثبت أن يظن بأنهم يريدون تزويج من يسألون عنه.
قال الحسن بن صالح: «كنا إذا أردنا أن نكتب عن رجل سألنا عنه حتى يقال لنا: أتريدون أن تزوجوه»«الكفاية في علم الرواية» (ص 93).
ولهذا كله كانت سنة رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أحب إليهم من آبائهم وإخوانهم وأزواجهم وعشيرتهم.
حتى وصل الأمر يا شيعة العالم إلى الآباء سئل علي بن المديني عن أبيه، فقال: «اسألوا غيري»، فقالوا: سألناك؛ فأطرق، ثم رفع رأسه، وقال: «هذا هو الدين؛ أبي ضعيف»«المجروحين» (2/ 14-15).
هذا هو علم سلفنا من أهل السنة يا شيعة العالم لذا قال التابعي الجليل محمد بن سيرين: «اتقوا اللَّه يا معشر الشباب! وانظروا عمن تأخذوا هذه الأحاديث؛ فإنها دينكم»رواه ابن أبي حاتم في «الجرح والتعديل» (2/ 15)، وابن حبان في «المجروحين» (1/ 22)، والرامهرمزي في «المحدث الفاصل بين الراوي والواعي» (ص 415).
عموما أيها الشيعة الكلام في علم الإسناد طويل لأنه من أساس الدين وضروراته
لذا قال محمد بن سيرين أيضاً : «إن هذا العلم دين؛ فانظروا ممن تأخذوا دينكم»رواه مسلم في «مقدمة صحيحه» (1/ 84 - شرح النووي)، وابن حبان في «المجروحين» (1/ 22).
والشيعة ليس عندهم اهتمام للإسناد وإن حصل فهو للبركة فقط !!!فكيف يا شيعة بالله عليكم تطمئن قلوبكم من حديث بلا إسناد وإن وجد فهو متهلهل
لذا قال عبدالرحمن بن عمرو الأوزاعي: «ما ذهاب العلم إلا ذهاب الإسناد»«التمهيد» (1/ 57).
فأين دينكم وأين هذا العلم يا بشر أين !!
قال محمد باقر المجلسي المتوفى سنة 1111ه كمافي رسائل أبي المعالي عن العلامة المجلسي ص 459:
( فإننا لا نحتاج إلى سند لهذه الأصول الأربعة وإذا أوردنا سنداً فليس إلا للتيمن والبركة والإقتداء بسنة السلف )