شوفوا الافلام الهنديه مو قصصكم واليكم الـفـلم...
كانت عمامته خضراء وبيده رمح يخطط فيه الأرض
إمام الزمان (ع) يظهر في صحراء لبناء مسجد فيها!
نقل ......... آية الله السيد محمد كاظم القزويني وهو المؤلف المعروف والخطيب المشهور عن المرجع الديني المعاصر آية الله العظمي الشيخ لطف الله الصافي الكلبايكاني حادثة مدهشة جرت للحاج أحمد العسكري وهو من الأخيار الساكنين في طهران، والقصة تتعلق ببناء مسجد يقع على طريق قم - طهران، وهو الآن على مدخل مدينة قم المقدسة ويسمى: مسجد الإمام الحسن المجتبى (عليه السلام).
يقول أحمد العسكري: قبل سبع عشرة سنة، وفي يوم خميس، جاءني ثلاثة من الشباب - وكانت حرفتهم تصليح السيارات - وقالوا لي: اليوم يوم الخميس، ونريد أن نذهب إلى مدينة قم، إلى مسجد جمكران للتوسل إلى الله تعالى بالإمام المهدي صاحب الزمان (عليه السلام) ولقضاء بعض الحوائج الشرعية، ونحب أن ترافقنا في هذه الرحلة.
فوافقت على ذلك، وركبنا السيارة واتجهنا نحو مدينة قم، وبالقرب من المدينة حصل خلل في السيارة فتوقفت عن السير، وانشغل الشباب بتصليحها، فانتهزت الفرصة وأخذت قليلاً من الماء وابتعدت عنهم لقضاء الحاجة.
فرأيت - هناك - سيداً جميل الوجه، أبيض اللون، أزجّ الحاجبين أبيض الثنايا وعلى خده خال، وعليه ثياب بيضاء وعباءة رقيقة، وفي رجليه نعلان صفراوان، قد تعمم بعمامة خضراء، وبيده رمح يخط به الأرض.
فقلت في نفسي: إن هذا السيد قد جاء - في هذا الصباح الباكر - إلى هذا المكان، وعلى جانب الطريق ويخط الأرض بالرمح! هذا غير صحيح. لأن الطريق عام يمر فيه السواح الأجانب.
كان أحمد العسكري يحكي قصته هذه، وهو يُظهر الندم على ما صدر منه تجاه صاحب الرمح، من سوء الظن وسوء الأدب.
يقول: فتقدمت إليه وقلت له: هذا العصر عصر الدبابات والمدافع والذرّة وأنت تأخذ بيدك الرمح؟! إذهب وادرس العلوم الدينية - وإنما قال له ذلك لأن الرجل كان بزيّ رجال الدين -.
ثم تركتُه.. واتجهتُ نحو موضع بعيد، وهناك جلست لقضاء الحاجة.. فناداني باسمي وقال: لا تجلس في هذا المكان لقضاء الحاجة، لأني قد خططتُ هذا المكان لبناء المسجد.
فغفلتُ عن معرفته باسمي ولم أتمالك أن قلتُ: على عيني. وقُمت فوراً.
فقال لي: إذهب وراء تلك الربوة لقضاء الحاجة، فذهبت هناك، وتبادرت إلى ذهني بعض الأسئلة حول هذا الموضوع، وقررت أن أطرحها على ذلك السيد، وأقول له: لمن تبني هذا المسجد؟! للملائكة أم للجن؟! لأن المنطقة كانت بعيدة عن المدينة وفي صحراء قاحلة.
وبعد ذلك.. أقول له: إن المسجد لم يُشيَّد بعد، فلماذا منعتني عن قضاء الحاجة في هذا المكان؟ - لأن المسجد يحرم تنجيسه إذا وقفت الأرض للمسجد، أما قبل كل شيء فلا يجري عليه هذا الحكم -.
فلما فرغتُ من قضاء الحاجة.. قصدتُ السيد وسلمت عليه، فركّز رمحه في الأرض، ورحّب بي وقال: اعرِض علي الأسئلة التي نويتَ أن تسألني عنها؟!
فلم أنتبه إلى أنه يُخبر عما في قلبي مما لم أتفوه به، وأن هذا ليس أمراً عادياً، بل هو خارقٌ للعادة. وعلى كل حال.. قلت له: يا سيد.. تركتَ الدراسة، وجئت إلى هذا المكان، وكأنك لا تتفكر بأننا في عصر الصاروخ والمدفع.. فما قيمة الرمح؟
وجرى بيني وبينه حوار.. ثم قال لي - وقد ألقى نظره إلى الأرض -: أُخطط للمسجد.
قلت: للجن أم للملائكة؟!
قال: للبشر.
وأضاف: سوف تعمر هذه المنطقة بالسكان.
قلت له: أخبرني: حينما أردتُ قضاء الحاجة قلت لي: «هنا مسجد» مع العلم أن المسجد لم يشيد بعد؟
فقال: إن سيداً من ذرية فاطمة الزهراء (عليها السلام) قد قُتل في هذا المكان واستُشهد، وسوف يكون مصرعه محراباً، لأن عليه أُريق دم ذلك الشهيد.
ثم أشار إلى جانب من الأرض وقال: وفي ذلك المكان تُبنى المرافق الصحية، لأن أعداء الله وأعداء رسوله قد صُرعوا في ذلك المكان.
ثم التفت خلفه وقال: وفي هذا الموضع تُبتنى الحسينية، وجرت دموعه على خدّيه، حين تذكّر الإمام الحسين الشهيد (عليه السلام) فبكيتُ لبكائه.
ثم قال: وخلف هذا المكان تُبنى مكتبة، وأنت تُهدي إليها الكُتب..
قلت: أوافق؟. لكن بثلاثة شروط:
1 - أن أعيش إلى زمان تشييد المكتبة.
فقال: إن شاء الله.
2 - وأن يُبنى المسجد هنا.
فقال: بارك الله.
3 - وأن أُهدي إلى المكتبة بقدر استطاعتي، ولو كتاباً واحداً، امتثالاً لأمرك يا بن رسول الله.
فضمني إلى صدره.. فقلت له: من الذي يبني هذا المسجد؟
قال: (يد الله فوق أيديهم).
قلت: أنا أعلم أن يد الله فوق أيديهم!
فقال: سوف ترى المسجد حينما يتم بناؤه، وأبلغ سلامي إلى المتبرع لبناء المسجد.
ثم قال لي: وفقك الله للخير.
فتركتُ السيد، واتجهتُ نحو السيارة التي كانت واقفة على جانب الشارع، وقد تم إصلاحها، فسألني الإخوة: مع من كنت تتكلم تحت حرارة الشمس؟
قلت: أما رأيتم ذلك السيد مع الرمح الطويل.. كنت أكلمه؟
قالوا: وأي سيد؟
فنظرت خلفي.. ها هنا وهناك.. فلم أر أحداً، بالرغم من أن الأرض كانت منبسطة لا توجد فيها ارتفاعات وانخفاضاتّ!
فاستولت عليّ حالة ذهول ودهشة، وركبت السيارة وأنا في حالة لا أستطيع وصفها!..
كان الأصدقاء يتكلمون معي ولا أستطيع أن أجيبهم.. ولا أعرف كيف صليت الظهر والعصر!!
وأخيراً.. وصلنا إلى مسجد جمكران وأنا مشتت الفكر، وجلستُ أبكي في المسجد وكان عن يميني شيخ وعن شمالي شاب، ثم صليت الصلاة التي تصلى في هذا المسجد، وأردت أن أسجد بعد الصلاة، فرأيت سيدا تفوح منه رائحة طيبة فقال لي: آقاي عسكري.. سلام عليكم. وجلس عندي - وكان صوته يشبه صوت ذلك السيد الذي رأيته في الصباح - ونصحني نصيحة. فسجدت وقرأت ما ينبغي قراءته في السجود، ثم رفعت رأسي فلم أره، فسألت عنه من الذي عن يميني وشمالي.. فقالا: لم نر أحدا.
فكأن الأرض ارتجفت تحتي.. وفقدتُ الوعي، فجاء أصدقائي وتعجبوا مما جرى عليّ، ورشوا على وجهي الماء.
ورجعنا إلى طهران، فحدثتُ أحد العلماء بما جرى. فقال: إنه هو الإمام المهدي، فاصبِر حتى ننظر هل يبنى المسجد!
وانقضت سنوات وجئتُ إلى قم - في إحدى المناسبات - فلما وصلتُ إلى تلك المنطقة رأيت الأعمدة مرتفعة في ذلك المكان، فسألتُ عن القائم ببناء المسجد؟
فقيل لي: رجل اسمه: الحاج يد الله رَجَبيان، فلما سمعتُ هذا الاسم انهارت أعصابي وغمر العرق جسمي ولم أستطع الوقوف على قدمي، فجلست على الكرسي وعرفتُ معنى كلام الإمام (عليه السلام) حين سألته: من الذي يبني المسجد؟ فقال: يد الله فوق أيديهم.
فذهبتُ إلى طهران واشتريتٌ أربعمئة كتاب، وأوقفتُها لتلك المكتبة، والتقيتُ بالحاج يد الله رَجبيان وبلغته سلام سيدي ومولاي صاحب الزمان عجل الله تعالى فرجه الشريف.
وهذا المسجد يعتبر اليوم من المساجد الضخمة في أطراف مدينة قم المقدسة، وقد سميت المنطقة باسم المسجد، وفيه تعقد الدروس الحوزوية والمباحثات الفقهية تيمنا وتبركا بظهور المولى في هذا المكان المقدس.