العودة   شبكة الدفاع عن السنة > المنتديـــــــــــــات الحوارية > الــــحــــــــــــوار مع الاثني عشرية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 25-01-02, 06:39 PM   رقم المشاركة : 1
الجبل الشامخ
عضو فعال
 
الصورة الرمزية الجبل الشامخ





الجبل الشامخ غير متصل

الجبل الشامخ


ماذا يبث في تلفزيون الدولة الرافضية

كتب احد الكتاب ينتقد ما يبث في التلفزيون الرافضي فأورد هذا اللقاء ومن ثم تعليقه :

كتب: عبد العزيز قمبر

المذيع: يسرنا في هذه الحلقة من البرنامج أن نستضيف فنان الشباب المحبوب (…) للحديث عن آخر إنتاجاته الموسيقية، فأهلا وسهلا بك معنا.

المطرب: أهلا وسهلا بكم وأنا شاكر لكم هذه الفرصة.

المذيع: لقد حقق صوتك الغنائي الشجي رواجا واسعا لأشرطتك وإنتاجاتك خاصة عند الشباب والشابات، رغم قصر عمرك الفني، فهل ذلك بسبب أنك تتبع لونا غنائيا خاصا وجديدا كما يقول جمهورك؟

المطرب: بداية أنا أشكر لكم هذا اللطف، وأتمنى أن تحظى أعمالنا بإعجاب ورضى جمهورنا الحبيب…

المذيع (مقاطعا): بل ستحظى إن شاء الله أيضا برضى حضرة إمام الزمان!!

المطرب (فرحا): أشكر لطفكم!



كان هذا شطرا من مقابلة في برنامج تلفزيوني أسبوعي متخصص في فنون الموسيقى والغناء يبث كل ليلة جمعة. ولم يكن جواد يصدّق عينيه وأذنيه أثناء مشاهدته لهذا البرنامج الذي صعقه وأذهله.

وكانت الصدمة شديدة الوطء على جواد ذا الثامنة والعشرين من العمر، خاصة وأنه يحاول جديا الاقتراب أكثر فأكثر من الاستقامة الدينية إثر تشويق من صديقه الصحافي الذي ما فتئ يدعوه إلى ترك إدمانه على مشاهدة القنوات الفضائية التي يغلب على معظمها الابتذال، وكخطوة أولى عمد جواد أثناء ما كان يقلّب قنوات جهاز استقباله إلى الاقتصار على مشاهدة القنوات الرياضية، لكنه ذات مرة فوجئ بمشهد لرياضة نسوية معينة أجبرته على تحويل القناة إلى أخرى، فاحتار في اختيار قناته إلى أن قاده تفكيره إلى قناة رسمية لدولة يتموضع اسمها في خانة إسلامية إمامية. وهنا وقعت الصدمة! إذ لم يكن يدور في خلده أن كائنا من كان يمكن له أن يستهين بمقام صاحب الزمان صلوات الله وسلامه عليه بهذا الشكل، فكيف إذا كان هذا ممن يمثل مثل تلك القناة الرسمية لمثل تلك الدولة «الإسلامية». وتساءل في قرارة نفسه: «ألا يستحون من تلويث ديننا ومذهبنا على هذا النحو؟! ألا يستحون من مقام الإمام عندما يقحمون اسمه الشريف في برامج الفنون والموسيقى؟!».

ونقل جواد تساؤلاته بكثير من اللوعة إلى صديقه الصحافي، معبرا عن استهجانه وامتعاضه، طالبا تفسيرا لما شاهده وسمعه مما كان يظن في بادئ الأمر أنه سقطة أو كبوة. ولزم الصحافي - الذي اقترن اسمه بالمشاكسات الإعلامية - الصمت خشية من أن تؤثر إجاباته الصريحة في اهتزاز قناعات صاحبه بالدين وهو في طور التزامه ولا يزال غضا طريا، إلا أن إصرار جواد اضطره إلى شرحٍ زاد من وقع الصدمة لدى الشاب المسكين عندما علم بأن ذلك المقطع من ذلك البرنامج ليس شاذا ولا غريبا، بل إن مثل هذه المشاهد أضحت أمرا اعتياديا في وسطٍ لم يقم من هم فيه للدين وزنا إلا في ما يرتبط بمصلحتهم السياسية!

ويرصد المراقبون مشاهد كثيرة من هذا القبيل، تكشف عن واقع مأساوي يكتظ بالانحرافات المدثّرة بتبريرات شرعية ملتوية. ورغم ذلك فإنها لم تحرك غيرة أحد إلا القليل النادر، الأمر الذي يثير تساؤلات كثيرة في الأذهان عن مرد هذا الصمت الغريب.

من تلك المشاهد التي تجرح وتؤلم، ما يُرى في التلفزيون وما يُسمع في الإذاعة من مبالغة مفرطة في استخدام المقطوعات الموسيقية وتوظيفها دينيا أيضا، بحيث لم يعد الرائي أو السامع يميز بين ما هو للدين وما هو للطرب، حتى أن أيام عاشوراء الحسين عليه السلام لم تسلم من تلك المقطوعات التي بدأت تحل تدريجيا محل الشعائر الحسينية المقدسة، إذ لوحظ في السنوات الأخيرة ازدياد وتيرة استخدام هذه المقطوعات في مقابل تناقص عرض المراثي واللطميات، وهو ما يعد بديلا تشويهيا يستحيل القبول به.

وكذلك لا تتورع القنوات الرسمية عن عرض كثير من الأفلام والتمثيليات المشحونة بقصص الغرام، بعضها محلي الصنع والآخر أجنبي، وتُشاهَد فيها كثير من النسوة بلا تستر رغم أن فيهن مسلمات. ويتساءل كثيرون ممن يشاهدون هذه البرامج عن مدى مواءمتها مع الشريعة، هذه التساؤلات يجيب عليها أحد العلماء المهتمين بقوله: «المتابع للبرامج في كثير من ليالي الجمعة وكذلك عصر الجمعة وليالي الأربعاء، يجد أن التلفزيون يعرض أفلاما غير نزيهة، حيث تظهر فيها نساء سافرات متبرجات، ومن الواضح أن النظر إلى بدن الأجنبية محرم لأنه موجب للفساد والإفساد». وتابع في كلمة حول هذا الموضوع: «ربما يقال أن النظر إلى تلك النسوة غير محرم لأنهن كتابيات. والجواب أولا؛ يوجد في كثير من الأفلام نساء مسلمات. ثانيا؛ إن النظر إلى الكتابية محرم عند قسم من علمائنا. ثالثا؛ لو فرضنا جواز النظر إلى الكتابية، فإن من المحرم قطعا بث أفلام كهذه في التلفزيون لأنها توجب الفساد والإفساد في كثير من الشباب، ولأنها علة معدة للانحراف، ولأنها من مصاديق إشاعة الفحشاء، وإشاعة الفحشاء محرّم بداهة بالنص القرآني: إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة».

ولا تخلو المواد التلفزيونية محلية الصنع من المثالب أيضا، فالممثلات يظهرن في تلك الأفلام أو المسلسلات بحجاب ناقص يظهر جزءا من الشعر والرقبة، ناهيك عن استخدامهن لكثير من مساحيق التجميل (المكياج) التي يحرم الظهور بها لغير المحارم. فيما يستصعب على المشاهِد أن يفهم كيف تشترك بعض الفتيات في الغناء - وإن كان بعنوان وطني أو ديني - على مرأى ومسمع من الأجانب وعلى شاشات التلفزة، وهو أمر محرم قطعا.

ونظرة إلى الإنتاج السينمائي كفيلة بتكوين فكرة واضحة عن انحرافاتها وتجاوزاتها للحدود الشرعية. فإعلانات السينما التي تملأ الشوارع بملصقاتها الدعائية الضخمة توضح حالة اللامبالاة بالحدود والأحكام، فما بين صور لنساء في أوضاع فاتنة تعتمد اعتمادا كبيرا على وضعية العينين ومقدار تكحيلهما إلى جوار إبرازٍ واضحٍ لأحمر الشفاه وخصيلات الشعر، إلى صور لممثلين أشبه بالشباب الغربي يمتطون الدراجات النارية وقد صرخت أمواس الحلاقة من كثرة ما أمرّوها على ذقونهم كيلا تبقى فيها شعرة واحدة!

وتغلب على هذه الأفلام قصص العشق والغرام، ويكفي أن يقرأ المتتبع أسماءها ليعرف محتواها، فمن «أسطورة الحب» و«حب في الأتوبيس»، إلى «عيناها» و«امرأتان» و«عشق بلا حدود». وهكذا لا يجد أحد هنالك أي ذنب أو خجل في أن يقتطع تذكرة سينمائية لمشاهدة فيلم هذه فصول قصته باختصار: «امرأة جميلة لكنها مطلقة تركب حافلة وتجلس في وضع فاتن ليقابلها شاب وسيم، فيلقي التحية عليها محاولا استمالتها وهي تتجاوب معه، ثم يخرجان سوية ويحلم كلٌ منهما بالآخر ليلا، ثم يلتقيان صدفة في الحافلة نفسها (والصدفة هذه على غرار صدف الأفلام الهندية) فيتفقان على موعد تتبعه مواعيد للخروج والتنزه والمشي سوية، ويصرّح الشاب لها بحبه، ويحادث أهله بغية مساعدته على الزواج منها، فيرفض والده قائلا: أنا قلت الجوازه دي مش حَ تتم يعني مش حَ تتم (وهذا النص مترجم من اللغة الأصلية إلى اللهجة المصرية)، وتبدأ معاناة الشاب والشابة، وتتواصل أحداث الفيلم ما بين مشهد هندي النكهة وآخر مصري اللون في جو رومانسي حميمي ساحر»!

أما الإنتاج السينمائي الديني، فعلى قلته وندره؛ إلا أنه هو الآخر لم يسلم من التلويث، إذ تشتمل الأفلام على كثير من الأغاني والموسيقى المطربة، عدا عن الأدوار النسوية المسيئة. يقول مسؤول في مشروع سينمائي إسلامي هو الأول من نوعه في المنطقة واصفا تجربة مشروعه: «منذ أن فكرت الهيئة التطوعية التي نعمل في صفوفها بتأسيس أول سينما إسلامية إمامية، كان واضحا لدينا أن اعتمادنا في ما يخص المادة الفيلمية المعروضة سيكون مرتكزا على الإنتاج السينمائي الديني لتلك الدولة، لكننا فوجئنا بأفلام تحتوي على مقاطع ومشاهد لا يمكن تمريرها لاشتمالها على إشكالات شرعية عدّة، منها على سبيل المثال حفلات العرس التي يصاحبها غناء وطرب ورقص وتزيين للنساء. فاحترنا في كيفية معالجة كل ذلك، واضطررنا إلى إعادة منتجة هذه الأفلام واقتطاع هذه المشاهد قدر المستطاع، أما الموسيقى التصويرية فإننا لم نتمكن من حذفها بشكل كامل مع الأسف».

ويذكر المسؤول بعض انعكاسات العرض لدى الجمهور قائلا: «رغم أننا حققنا نجاحا منقطع النظير، خاصة أن عرضنا جرى في أيام الحسين عليه السلام واستقطب أكثر من أربعة آلاف متفرج، إلا أن بعض الحاضرات وجهن لنا كلاما قاسيا بعض الشيء (…) قالت إحداهن لي شخصيا بعد انتهاء العرض: إنني لو كنت أعلم بأن في العرض مثل هذه الموسيقى لما حضرته! في حين حاسبتنا أخرى في اتصال هاتفي قائلة: كيف تعرضون هذا الفيلم الذي تظهر فيه هذه الممثلة بشكل فتان وكيف تدعون أنه فيلم ديني؟ لو كنت أعلم لما سمحت لزوجي وأبنائي بالحضور لأنهم قد يفتنون بجمال تلك المرأة! وكانت هناك إحدى المؤمنات المسنات توجه لنا كلاما شديدا ظانّة أننا منتجو الفيلم، ومهما حاولنا شرح أننا لسنا سوى دار عرض لا دخل لنا في عملية الإنتاج، وأننا قمنا ما بوسعنا لأجل تنزيه الفيلم عن موارد الإشكال، إلا أنها أصرت على توجيه اللوم لنا وبقت على ظنها من أننا نحن المنتجون! (…) إن هذه الحالات وإن كانت نادرة إلا أنها دفعت الهيئة التي يقع مشروعنا تحت هيمنتها إلى النظر بشكل جدي إلى جدوائية المشروع من أساسه، ولولا أننا تمكنا عبر آلية فنية معينة من التوصل إلى إمكان فصل الموسيقى التصويرية ومختلف المشاهد محل النظر عن المادة الفيلمية، لربما اتخذت الهيئة قرارا بتجميد عمل الدار السينمائية أو تصفية المشروع».

ولا تقف التجاوزات عند هذا الحد، بل تعدته إلى حدود لم يكن يدور في البال أنها قد تقع يوما من الأيام في بلاد أعلن مسؤولوها أنها تطبق الدين وفق مذهب أهل البيت عليهم السلام. فثمة مسابقة قومية تقيمها الدولة نفسها للعبة الشطرنج التي يُجمع الفقهاء على تحريمها نظرا لنهي الأئمة عليهم السلام بشدة عنها، حيث ورد عن الإمام الصادق عليه السلام ما معناه أن الناظر إلى هذه اللعبة - لا المشترك فيها فحسب - كالناظر في فرج أمه. وعلى رغم ذلك فإن المسؤولين ضربوا بهذه النصوص المتشددة عرض الحائط ولم يكترثوا.

ومن المؤشرات الخطيرة أيضا التي تُسَجل كدلالة على التجاوزات والانحرافات، حضور المرشد الديني بنفسه - وهو الذي يمثل بحكم صفته الدين وأحكامه - احتفالات تقيمها مدارس أو جامعات أو نقابات لمناسبات عدّة، مثل تخريج دفعة من الطلبة أو إحياء ذكرى ثورية، ويتخلل هذه الاحتفالات عزف منفرد وجماعي على الآلات الموسيقية التي يصاحبها غناء مشترك لشباب وشابات. وتكون الصورة على هذا النحو: رجل الدين الأول في البلاد، يجلس في مقعد وإلى جواره رجالات الدولة المعممون، وأمامهم مغنون وعازفون يدندنون!

ولئن كانت هذه التجاوزات تمثل انحرافات يمكن تغاضي بعضٍ عنها، ممن لا يعيرون أهمية للعمل بوظيفة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فإن هناك طامة كبرى ربما يصعب على أولئك الذين يهتمون بهذه الوظيفة أن يقفوا مكتوفي الأيدي تجاهها وإن كان التصدي لها يسبب توترا قد لا يقع موقع الرضى عند آخرين.

والطامة الكبرى هذه تكمن في لجوء بعض محلات التسجيلات «الإسلامية» المتفرعة من أجهزة تلك الدولة تياريا إلى إنتاج وبيع أشرطة غنائية تتضمن آيات قرآنية ملحنة ضمن سياق معزوفة موسيقية! ولا غرو في الأمر بعد إذ استوعبت تلك المشاهد والأمثلة!

فمن ضمن ثلاثة أشرطة ملئت بالأغاني التي يصفها من قاموا بتأديتها بأنها «دينية»، ثمة مقطع ملحّن بأحدث أجهزة الموسيقى الغربية الحديثة، وهذا المقطع جزء من قصيدة خاصة بميلاد قطب الأكوان الزهراء سلام الله عليها. لكنك تفاجأ عندما تدير الشريط بآية قرآنية تأتي ضمن ثنايا المعزوفة! فيقول المؤدي بمصاحبة الموسيقى: «إنا أعطيناك الكوثر.. نزل بها جبريل وبشر» ترلم.. ترلم لم!!

أما عن باقي المعزوفات فحدّث ولا حرج؛ فأسماء المعصومين عليهم الصلاة والسلام وأحاديثهم تُقحم في سياق موسيقي وكأن شيئا لم يكن! وكرد فعل معاكس؛ تحرك بعض المؤمنين وعبّروا عن استيائهم واستنكارهم لهذه الأعمال المنسلخة دينيا، والتي تمثل تشويها بليغا للمذهب ومساسا بقداسة وحرمة القرآن الحكيم والمعصومين صلوات الله عليهم. بيد أن القائمين على محلات التسجيلات تلك كانوا يتذرعون بضرورة مسايرة العصر! وكانوا قد نسخوا عبر آلات التصوير الاعتيادية مجموعة من فتاوى بعض المراجع والعلماء حول الغناء والموسيقى (لدى المنبر نسخة منها) وسلّموها للمحتجّين. ورغم أن هذه الفتاوى لا تبرر الفعلة الشائنة، إلا أنها جُعِلت غطاء تبريريا انطلى على كثير من البسطاء الذين لا يتمكنون بحكم ثقافتهم الدينية المتوسطة من تمييز الحكم الشرعي أو فهم نص الفتوى. وعلى فرض الجواز - وهو مستحيل - فإن هناك تساؤلا عريضا يقول: لماذا ينساقون إلى الموسيقى؟ أليست هناك أساليب وأدوات أخرى تحفظ كرامة الدين والمذهب أم أن التبليغ والعمل الإسلامي توقف اليوم على هذه «التعبئة» الغنائية وهذه النفحة «الإيمانية» الموسيقية؟!

ويعزو المراقبون هذه الحالة الانحدارية في تمييع الدين إلى عاملين أساسيين. أولهما؛ رواج الشعور بالدّون الثقافي مقابل الغرب، الأمر الذي جعل أدوات الثقافة الغربية من موسيقى وغناء وشطرنج وأفلام وما أشبه تبدو في مظهر حضاري استقطابي فرض التبعية والانقياد. وثانيهما؛ الإسقاطات الفكرية والثقافية التي خلقها النظام السياسي، وهي الإسقاطات التي جعلت النظرة إلى الشرع وأحكامه تتم عبر منظار الحكم، لا أن النظرة إلى الحكم تتم عبر منظار الشرع وأحكامه.

وحول هذا العامل الأخير يقول مستشار متخصص في هذا الملف يعمل لدى هيئة إمامية: «عندما نقيّم هذه التجربة، فإننا ينبغي أن نقيس مقدار ما حققته على صعيد البنى العقائدية والفكرية والثقافية أساسا، لا أن نجعل الشعارات السياسية أو الاستهلاكيات الإعلامية مقياسا أو معيارا. ومن هنا فإن النظرة السوية إلى هذه التجربة تكشف أرقاما وحقائق مرعبة من قبيل: أن سبعين بالمئة من الشعب لا يصلون إثر إحباط من الحكم الديني، وأن نسبة البغاء زادت خلال سنة واحدة إلى ستة أضعاف بفعل عوامل الفساد والقوانين، وأن الحوزات الدينية والمرجعيات تعاني من قيود وضغوط وتدخلات، وأن اختلالا خطيرا وقع في المفاهيم العقائدية جعل النظرية السياسية أصلا من أصول الدين، وأن المفاهيم العرفانية الصوفية تسللت إلى الدائرة العقائدية كذلك، وأن الأنظمة الاقتصادية اصطبغت بالصبغة الاشتراكية بدلا من الإسلامية. ولم يأت كل ذلك إلا بسبب حصر الدين في بوتقة الوجهة السياسية، أي أن أحكامه تُفَصَّل على حسب تلك الوجهة وما تقتضيه ليس إلا».

وأضاف: «إذا أخذنا هذه الأرقام والحقائق ووضعناها على هامش الاستيعاب، فإننا نكتشف أن تلك الانحرافات والتجاوزات التي جعلت الآيات القرآنية مثلا تلحّن وتؤدى بمصاحبة الموسيقى، لم تأت إلا على خلفية هذا الاختلال الكبير في ميزان الدين - السياسة، والعلاقة بينهما. دعونا لتبسيط الحقيقة نورد مثالا، ففي أوائل هذا العهد وقبل أن يظهر هناك معسكر محافظ وآخر إصلاحي، كتبت صحيفة نظامية مقالا تحت عنوان (إشتباهات أمير المؤمنين) عليه السلام، قالت فيه أن الإمام سلام الله عليه اشتبه وأخطأ في القبول بعملية التحكيم في صفين! ورغم أن هذا الطعن في العصمة والقداسة يعد خطيرا جدا، إلا أنه مر مرور الكرام وكأن أمرا لم يكن! لأن الأمر - آنئذ - لم يكن يتعرض للوجهة السياسية النظامية، ولو أن المقال كان تحت عنوان (إشتباهات الإمام القائد) مثلا لقامت الدنيا ولم تقعد، ولاعتُبِر هذا المقال تجرؤا على مقام ما يسمونه بالولاية ربما كان عرض الصحيفة إلى المنع من الصدور ورئيس تحريرها إلى السجن المؤبد، لأن الأمر يتعارض حينئذ مع الوجهة السياسية والمصلحية للنظام. وهكذا مرّ كلام المذيع التلفزيوني عن إمام الزمان أرواحنا لتراب مقدمه الفداء، عندما أجرى لقاء مع ذاك المطرب، مرور الكرام بلا مساءلة أو حتى مجرد توبيخ، بل إن الأمر بات اعتياديا جدا».

وعند سؤاله عن أسباب عدم إثارة تيار المحافظين لهذه الانحرافات وعدم تصديه لها رغم أنها تشكل - طبيعيا - مادة قوية للانقلاب على الإصلاحيين، يجيب المتخصص في هذا الملف بالقول: «يجب أن نفهم أن تصنيف الساسة هنالك إلى محافظين وإصلاحيين لا ينبع إطلاقا من الوجهة الدينية لكلا الفريقين، بل هي الوجهة السياسية التي تميز بينهما، فجوهر الخلاف هو على نظرية الحكم، ومن الطبيعي أن يغلف هذا الخلاف بطابع ديني فيظهر فريق المحافظين بمظهر المدافع عن القيم والأصالة الدينية، فيما يظهر الإصلاحيون على النقيض من ذلك (…) إن الضجة السياسية التي أعقبت بث التلفزيون قبل أشهر لحفل غنائي راقص ظهرت فيه بعض العاريات على هامش مؤتمر في برلين الألمانية، لم تكن الغيرة على الدين باعثه، بل الخصومة السياسية. إن الضجة لم تثر إلا لأن الفريق الإصلاحي شارك في هذا المؤتمر، وإلا فليكشر المحافظون عن أنيابهم في ما يتعلق بإنتاجات السينما الإيرانية مثلا، أو في ما يتعلق بأولئك الباعة المتجولين الذين لا يتورعون عن بيع مختلف أصناف الأغاني الرخيصة حتى مقابل العتبات المقدسة وعند أبوابها، إلا أن السينما وأولئك ما داموا ليسوا طرفا في اللعبة السياسية فإن أمرهم وما يفعلونه ليس مهما لأحد. وهنا مكمن الخطورة».

هذا قليل من كثير وهذا كاتب منهم وفيهم..







التوقيع :
عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال :

كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أبيض مشرباً بياضه حُمرة … كأن العرق في وجهه اللؤلؤ ، لم أر قبله ولا بعده صلى الله عليه وسلم .
[gl]ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون[/gl]
من مواضيعي في المنتدى
»» الحــجــامة والــتــطـبـيـر
»» اريد جواب فهل احد يجيبني
»» سلسلة رؤية صــاحـب الـزمــان ((والله خرافات وقالوا دين))
»» الائمة يرون الملائكة يخدمون علي رضي الله عنه
»» انظر لعلك تعرف احد هؤلاء
 
قديم 25-01-02, 07:28 PM   رقم المشاركة : 2
Guest





######
عيب يا بابا عيب
ما يصير كده أنت مافي كويس

تم التحرير من قبل المدجج رضوان الله عليه مرة ثالثة يا البدري بتطلع بره المنتدى أنت فاهم شكلك غبي ما تفهم







 
 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:26 PM.


Powered by vBulletin® , Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
" ما ينشر في المنتديات يعبر عن رأي كاتبه "