العودة   شبكة الدفاع عن السنة > المنتديات الإجتماعية > شؤون الأسرة وقضايا المجتمع

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 09-12-02, 03:45 AM   رقم المشاركة : 1
الموحد 2








الموحد 2 غير متصل

الموحد 2 is on a distinguished road


ألم الطهارة نهشة تؤلم لكنها سريعاً تزول صخرة الخلاص

( ألم الطهارة ... نهشة تؤلم لكنها سريعاً تزول)

( بعد انقطاع ليس بالقصير، رأيت الساحات، مديتنا الحبيبة غارقة في الألم، بين حامله والمبتهج به، رأيت كل ذلك، وقد رأيت من قبل أن الألم قد استحوذ على الكثير من أهل العطاء الخيّر، والصلاح والطهارة، فجالت في خاطري هذه الأفكار، واسترجعت بعضها من ذاكرتي، وكتبتها لكم اليوم لعلنا نغلب الألم الذي نراه )

( الإنسان المتألم ) ... ليس هناك شيء حيّ في عالمنا الأرضي إلا وهو يتألم .
نعم .. يتألم،ُيكلم، ُيجرح، يبكي، يئن، يتراجع، ينكمش، يتوارى، يسكن.
في عالمنا هذا لا بد أن تتألم، ثم تئن، وربما تبكي، وليس هذا بعيب أيها الإنسان، فلولا البكاء والألم لكنت صخرة صماء صامتة بلهاء تقاوم الألم لأنها لا تشعر به.
قطرات المطر تجرح الحجر، وقطرات الدموع تهيج النفوس الشفافة للمزيد من العطاء؛ ذلك العطاء المتسربل بالدموع اللامتناهية من آلمنا نحن البشر، نحن سكان هذا العالم الأليم الأثيم.
كم نحن بحاجة ماسة للبكاء، البكاء الغزير، الذي يغسل ويطهر آلام النفس التي ُتنهش كل يوم
، وفي كل لحظة حينما تتألم الطهارة أمامنا دون أن نحرك ساكناً.

الطهارة تتألم... نعم ؛ في ُطرقاتنا، وبيوتنا، وسياراتنا، وفي عيوننا، ونفوسنا، وفي كل شيء يحيط بنا، حتى كادت من شدة الألم أن تنتحر لتحقق الخلاص من بلاء عالمنا الإنساني.
قد يكون هذا الكلام عند البعض لغزاً، أو سراً، أوطلسماً، أو ضرباً من ضروب الشعوذة أو الرمل والتدجيل، ربما .. لكن يقيني الذي لا يقبل الشك أن هناك أنفساً سماوية تفهم ما أريده، وتدرك ما أرمي إليه، لأن حديثي صفحة مفتوحة لهم، لأنهم بالطهارة يحيون، وبالبر يعملون، فطوبى لهم .

ياربِ .. إني أتألم كثيراً من أجل تلك الطهارة التي تتألم، والتي تنهش في كل لحظة أمامنا نحن البشر الذين اسُتخلفتنا لعمارة هذا العالم. الطهارة يا رب التي بداخل كثير من البشر تفسد، وأنت اعلم بهم يارب من كل أحد، لكنني أتألم لأن الطهارة تتألم.

ياربِ .. أنت حكيم وعادل، لم تخلق شيئاً عبثاً أو بلا حكمة وسبب، حكمتك البالغة، وحكمك العدل، وقضاؤك الحتم، فلك الملك والحمد، والأمر والخلق، أعوذ بنورك وجهك الذي أشرقت له ظلمات السموات والأرض، وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة، أن تضمحل الطهارة في أرضك، ويندرس نورها بسبب خطايانا وجهلنا نحن البشر.

( الطهارة )... أيها الإنسان الباكي المتألم ، مهلاً ورفقاً بنفسك، لا تهلكها بهذا اليأس المتمزق ألماً وبكاءً وحسرة وتقهقراً .
تأمل أيها الإنسان، تأمل في أضعف المخلوقات حولك، تأملها لترى أنك أيها المتألم تكثر اليأس الذي جعلك أضعف من نسمة الهواء وقطرة المطر .
انظر ... هذه الزهرة الرقيقة الناعمة ، انظر إليها وهي لوحدها في قلب الصحراء وفي قبضة الرمال، باسمة ومتفتقة عن أجمل وأروع الروائح ...!

تأملها .... بقوة أيها الإنسان !

تأملها بروحك لا بعينك ، أغمض عينك ، وتأملها بروحك ، تخيل أنك نحلة تطير وتحلق حول هذه الزهرة ، لا لتشتم رائحتها أو تتغذى من رحيقها ، بل وكأنك كوكب من كواكب الفضاء البعيدة يطوف حول مركز المجرة ، ومركز المجرة هي تلك الزهرة الصغيرة !
نعم هي صغيرة ، ولكنها أصبحت مركز المجرة لأنها لم تعد زهرة بل أصبحت فكرة .. مبدأ .. منهج ، في الحياة يعلمنا أن نعيش لغيرنا لأجل المبدأ لا أن نعيش لأجل أنفسنا ، وبذلك نكون مجموعة من الأفراد ولكن في كتلة واحدة ، لأنا أصبحنا جسدا واحدا ورواحاً واحدة بفضل المبدأ الواحد ، الذي هو العيش من أجل مبدأ ، الذي هو مبدأ الحياة .

هذا المبدأ يمنحنا الصدق والأمن الذي نحتاجه كجسر من أجل العبور إلى قلوب الآخرين هؤلاء الآخرين الذين هدمت جميع جسور الأخوة معهم بسبب والوهم .
تأمل في الزهرة الرقيقة ... ونحن حولها مجتمعون ، دون أن تدعونا لنفسها ، ألا تتخيل معي أنها أصبحت مركز الوجود ، وقلب الحياة النابض في صحراء الهلاك .

هي لم تدعونا للتجمهر حولها ، ولكنها لما بذلت الحب والصدق والأمن ، بذلت رائحتها ونورها الرائع ، تجمعنا نحن العطاشى الخائفين؛ لها دون وعي أو ادراك ، لأن الإنسان ينطلق بغريزته نحو ما يكمله، نحو ما يبعث في قلبه الأمن ؛ وفي عيته الجمال، وهل ترى في زمننا هذا أيها الإنسان أكبر مفقود من الصدق والأمن والجمال؟
تأمل في الزهرة بروحك .... واعتقد أنك لا بد أن تعيش وتقاوم ، لأن هناك مجموعة من صغار المخلوقات قد ضلت مثلنا وتحتاج إلى من ينقذها ، وبهذا تكون حياتك مهمة لا من أجلك ، ولكن من أجل الآخرين أيضاً .
تذكر ذلك دائما ، ولتكن زهرة الصحراء( الطهارة) هي مثالك الذي بين عي************ ، عندها تعرف أن شراب الروح أغلى بكثير من شراب الجسد ، وهل هناك قيمة للجسد الميت، والذي من غير روح !؟

تذكر دائماً أيها الإنسان ... أن الفساد المتعاظم في عيونك ومن حولك والمنتشر بين الناس، الناهش في قلبك، المؤلم لروحك، إنما هو ألم الطهارة، لكنه سريعاً سيزول، لأنه مجرد ألم عابر والطهارة هي أصل باقي.
أيها الإنسان المتألم .. لست أحرص من خالق هذا العالم على صلاحه، فكن على يقينك التام أن الله متم نوره، ومنجز وعده، مهما طفح في نظرك الشر، ويجب أن توقن أن الله سيستخلف في أرضه الصلاح والخير.

أين إيمانك، أين عقيدتك .. أيها الإنسان المتألم ؟
إن فكرة الفساد والانحلال ما تزال تخيل لك فتتصورها في كل مكان؛ ووراء كل شيء وتحسبها قوة طاغية تظل الحياة والأحياء؛ وترى الخير بجانبها ضئيل واجف مذعور، وكأن الخير سوف ينتحر ويتلاشى ويموت أمام فكرة الفساد الأخلاقي الذي سيطر على روحك !
ولم تعلم أيها الإنسان المتألم أن الفساد هذا ليس سوى فكرة ضئيلة حسيرة بجانب قوى الخير الكثيرة؛ وما يكاد يصنع الفساد شيئاً إلا أن يقرص الخير قرصة، أو يلسعه لسعة، أو ينهشه نهشة ثم يفر هارباً، لكن سرعان ما تنسى الحياة ألم الفساد، وتعود قوى الخير تتدفق من جديد.

أيها الإنسان المتألم .. إياك أن تتمثل لك صورة الفساد جبلاً عظيماً يخيل لك أنه يطل على كل شيء، فيجثم الألم والحزن على قلبك، فتعجز عن العمل للخير!
لقد قيل أيها الإنسان ...إننا حين نتجاوز المظهر المزور البراق لشجرة الشر؛ ونفحص عن قوتها وصلابتها ؛ تبدو لنا واهنة هشة نافشة في غير صلابة حقيقية، على حين تصبر شجرة الخير على البلاء وتتماسك للعاصفة ؛ وتظل في نموها الهادىء البطيء ؛ لا تحفل بما ترجمها به شجرة الشر من أقذاء وأشواك .

أيها الإنسان المتألم ... أقسم لك أن الخير غالب، لكن الشر لا بد من وجوده ليكون امتحان ُتختبر فيه هل تتحمل قرصات الألم؟
أيها الإنسان المتألم ... عبر جسر الشر، تصل إلى جنة الخير، ولذلك لا بد أن تتألم الطهارة، ولا بد أن ترى الفساد، ولا بد أن تتألم، كل ذلك لا بد منه، لأنه الطريق نحو مملكة الخير.

[ALIGN=LEFT]منقـــــــــــــــــــــــــول عن الأخ الفاضل / صخرة الخلاص .. منتدى زحل .[/ALIGN]







التوقيع :
[align=center]
عـتـِبتُ علَى عَمروٍ فلمَّا تَركـتُهُ :: وجَربتُ أقواماً بَكَيتُ على عَمروٍ
[/align]
من مواضيعي في المنتدى
»» افقهوا يا مسلمون: فإن من كفّر الصحابة لا يتورع عن تكفيركم.
»» ملخص محاضرة لباس المرأة إلى أين للشيخ د. خالد السبت
»» لقب الخوئي الجديد ( شيطان التكفير ) كما يزعم الموسوي في المناظرة
»» القصيدة التي أدمعت عينا الأسد المجاهد (عثمان الخميس) في مناظرات " فضائية المستقلة "
»» الإسلام اليوم مقال الاثنين
 
قديم 09-12-02, 02:09 PM   رقم المشاركة : 2
قالية الروافض
عضو مميز





قالية الروافض غير متصل

قالية الروافض


Re: ألم الطهارة ... نهشة تؤلم لكنها سريعاً تزول... (صخرة الخلاص)

اقتباس:
الرسالة الأصلية كتبت بواسطة موحد
[B
.. مبدأ .. منهج ، في الحياة يعلمنا أن نعيش لغيرنا لأجل المبدأ لا أن نعيش لأجل أنفسنا ،

.[/COLOR][/ALIGN] [/B]

مااجمل الحياة في ظل المباديء الراسخة


موضوع جميل بارك الله فيك ... مع تحفظي على بعض العبارات






 
 

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:34 AM.


Powered by vBulletin® , Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
" ما ينشر في المنتديات يعبر عن رأي كاتبه "