هل يجب أن نتبرأ منها

[موسى المدني]

بسم الله الرحمن الرحيم و صل اللهم على سيدنا محمد و على آله و صحبه و من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين أما بعد
هذه خواطر أكتبها لكلمة كثر تداولها بين الناس و خاصة لدى المخالفين لأهل السنة من الروافض و أهل البدع و غيرهم ممن يشك كل امرئ في أهدافهم و مطامحهم
إن هذه الكلمة هي وصف أهل السنة المتبعين لكتاب الله و سنة رسوله صلى الله عليه و سلم بفهم السلف الصالح من الصحابة الكرام رضوان الله عليهم و التابعين لهم بإحسان من القرون المفضلة و الأئمة المتبوعين و هي *الوهابية*
و إنني وجدت أن الكثير من هؤلاء المخالفين يطالبون إما علنيا أو ضمنيا بالتبرء منها أو نفيها عن أنفسنا لأنها بنظرهم تهمة يجب التخلص منها أو للهروب من المواجهة و الحوار بأن يصفك بها و هي صفة نقص عندهم و تحجر في الفهم و قصر النظر و تعصب لها بدون وجه حق
و الأسئلة التي أود أن أطرحها و أحاول الكتابة حولها هي :
هل يجب علينا أن نتبرأ من *الوهابية* و نصبح بذلك مقبولين؟
هل يجب أن ننفي هذه الصفة عن أنفسنا؟
هل ندافع عنها؟
هذه أسئلة تتطلب أولا معرفة ما هي *الوهابية* و مدى انطباقها علينا أو مدى مخالفتنا لها أو مدى مخالفتها لنا و مخالفتها للإسلام من كتاب و سنة
فما هي الوهابية يا ترى؟؟
أولا إن المقصود بالوهابية فرقة من الناس يتبعون رجلا إسمه محمد بن عبد الوهاب من جزيرة العرب و كان يكفر المسلمين و يبدعهم و يحاربهم بقوة السلطان و جاء بمذهب جديد لا أصل له في الإسلام
هذا التعريف هو تعريف من يجعل التسمية تهمة لمن التزم بالسنن الظاهرة عامة و أهل السعودية خاصة
لكن ما مدى مصداقية هذا القول؟؟؟
أولا التكفير : أما هذه التهمة فبحمد الله فإن الإمام رحمه الله له رسائل و كتابات لن يجد فيها أحد إلا ما تواترت صحته من أن شرط التوحيد هو التصديق المنافي للتكذيب و أن الله سبحانه و تعالى يغفر الذنوب جميعا إلا الشرك فمن فسد توحيده بالشرك كيف يكون له أن يكون مسلما موحدا مؤمنا؟؟ و الإمام رحمه الله أكد على التوحيد و رد على كل ما ينافيه و المسلم موحد وجوبا فإن لم يكن موحدا لم يكن أبدا مسلما و قد كان الشرك منتشرا بين الناس بما يفعله الصوفية و القبورية و غيرهم من الفرق الضالة من الشرك و هم من حاربهم الإمام رحمه الله
في حديث رسول الله صلى الله عليه و سلم : (أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر)، فسئل عنه فقال: (الرياء) وعن ابن مسعود رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (من مات وهو يدعو من دون الله نداً دخل النار) [رواه البخاري]. ولمسلم عن جابر رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (من لقي الله لا يشرك به شيئاً دخل الجنة، ومن لقيه يشرك به شيئاً دخل النار). أفبعد بيان القرآن أن كل الذنوب قابلة للغفران إلا الشرك و بعد هذه الأحاديث التي تؤكد على التوحيد و تحذر من الشرك لا يخاف المرء على نفسه و على إخوانه أن يقعوا فيه فيظل سعيهم و هم يظنون أنهم يحسنون صنعا؟؟؟ أليس ذلك حرص من الإمام على تصفية الأمة من مظاهر الشرك و ما يؤدي بصاحبه إلى الردى و الهلاك في جهنم؟؟؟ أعاذنا الله و إياكم منها. إن من أشرك فقد كفر فهل هذا القول جديد أليس في معتقدنا أن من لم يكفر كافرا فهو كافر؟؟؟ و هنا يجب التوضيح في مسألة تكفير شخص بعينه و بين تكفير الفعل فالإمام رحمه الله لم يصدر حكمه على الناس بالكفر و الشرك بل حكم على الأفعال و لم يخف على الإمام أن يوضح ذلك فهو لم يذكر أحدا بعينه بل ذكر افعال الشرك و الكفر المنافية للتوحيد و التي تخرج من الملة. و إننا نقول كما يقول كل مسلم أن من قال بتحريف القرآن فهو كافر و من أنكر يوم القيامة كافر فهل نحن نكفر الموحدين أم نكفر الكافرين؟؟؟
ثانيا المذهب الجديد : ؟؟؟؟؟ هل كان الإمام رحمه الله فقيها أم محدثا أم أتانا بمذهب جديد خالف فيه من سبقوه من الأئمة؟؟؟ ألم يكن حنبلي المذهب؟؟؟ في الحقيقة لم أجد سمة واحدة لمذهب جديد في أقواله أو كلماته و لن أنقص من حقه أبدا إذا قلت بأنه لم يأت بأي شيئ جديد بل كل ما فعله و نسأل الله أن يجزيه عنا و عن المسلمين كل خير هو إحياء السنة و محاربة البدعة و الدعوة إلى الرجوع إلى المنبع الصافي لهذا الدين. فكانت دعوته مباركة فنسأل الله أن يجزيه عن كل سنة أحياها و عن كل بدعة حاربها و قضى عليها.
فأعود إلى سؤالي الأول و هو التبرؤ من هذه الدعوة بسؤال جديد : مم نتبرأ؟ و اي شيء نتبرأ منه في هذه الدعوة؟؟؟؟ في الحقيقة لم أجد ما أتبرأ منه فليأتنا من يدعي وجوب التبرء منها ما يجب التبرؤ منه.
السؤال الثاني : هل ننفيها عن أنفسنا؟؟؟ و جوابها بسؤال ماذا ننفي؟؟؟ فإن كان ما ذكرناه نوافق عليه بل نعتقده فماذا ننفي؟؟؟
السؤال الثالث : هل يجب الدفاع عنها ؟؟؟ لم أجد إجابة إلا نعم رغم أنني وجدت من يتبرؤ منها و يفصلها عن أهل السنة و ينفيها عن نفسه لكن لو علم و عرف الناس ما جاء به الإمام و خالفوا أنفسهم الأمارة بالسوء و خالفوا أهواءهم ما تجرأ أحد على ذلك لأنه ينفي الدين عن نفسه و لدافع عن تلك الدعوة المباركة لأنه بها يدافع عن الدين الحق و ما يفعل الحاقدون و الطاعنون و ما يبتغون من ذلك إلا الطعن في الدين.
إن بعضا من السفهاء أصبح يطعن في البخاري رحمه الله ليس لشيء إلا اتباعا للهوى و طعنا في الدين بحجة أن الغير رفضوه و لم يدخل عقولهم من النصارى و المشركين و لست أدري ربما يأتي يوم يطالبنا بعضهم بأن نجعل الصلوات الخمس في وقت واحد لأننا نضيع أوقاتنا فيها و أن إتقان العمل يتنافى مع قطعه خمس مرات في اليوم و ربما نشكك في عدد الركعات لأنها لم تذكر في القرآن ......؟؟؟ ربما نصبح مذهبا أو فرقة جديدة *البخارية* لأننا وجدنا الحق في صحيح البخاري رحمه الله و عملنا به
أخيرا اقول إن دعوة الإمام بن عبد الوهاب لم تكن بدعا من القول أو أمرا جديدا مخالفا لما تواترت صحته فمما نتبرأ و ماذا ننفي بل يجب علينا الدفاع عنه لأن من طعن في الإمام ليس إلا مبتدعا أو مشركا أو متبع هوى و من يزعم اتهامنا بالوهابية فنقول أننا نفتخر بذلك و نسأل الله أن يجعلنا ممن يدعون بدعوته إلى التوحيد و الرجوع إلى السنة الصحيحة و يجعلنا ممن يحارب البدعة و عسى أن يختم لنا الله بها فنفوز فوزا عظيما.
رحم الله الشيخ الإمام و جزاه عن المسلمين كل خير و هدانا و إياكم إلى سواء السبيل و ختم لنا بخاتمة نحب أن نلقى الله بها و أن يتجاوز عنا و يتوب علينا.

[نورا]

اقتباس: المشاركة الأصلية كتبت بواسطة موسى الفاطمي     دعوة الإمام بن عبد الوهاب لم تكن بدعا من القول أو أمرا جديدا

صدقت أخي .. وليتهم يأتون بشيء خالف فيه الإمام رحمه الله القرآن الكريم وسنة رسول الله ..
ولكن هو الحقد الأعمى فقط ..
فالإمام بفضل من الله وبرحمة العلي القدير .. طهر شبة الجزيرة من الشركـ والتوسل والتضرع بالقبور وغيرها .. ووضح للناس الجهل والضلال الذي كان سائدً عندهم ..

ليت من يدعى عليه وعلينا أن يكلف نفسه قليلاً ويثقفها ولا يكتفي بدور الببغاء فقط ..

جزاكـ الله خيراً .. أخي موسى ..

" حسبي الله ربي لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم "

[الوافي 4]

الأخ موسى الفاطمي السلام عليكم
أولا يا اخ موسى نحن لم ندعي اننا وهابيون بل الروافض هم من أطلق هذا اللقب علينا, وأنا أراه شرف لنا ان نكون كذلك مادام هذا اللقب يبث الرعب في قلوب الروافض,ثانيا حتى لو تخلينا وتبرأنا
من لقب الوهابيه سيقولون سلفيون ولو تبرانا من السلفيه سيقولون تكفيريون ...الخ.. مع ان كتبهم
المزيفه تطفح بتكفير المخالفين لهم وحتى الإسماعيليه هم يكفرونهم مع انهم روافض مثلهم.

[موسى المدني]

اقتباس: المشاركة الأصلية كتبت بواسطة قاهر المشركين     الأخ موسى الفاطمي السلام عليكم أولا يا اخ موسى نحن لم ندعي اننا وهابيون بل الروافض هم من أطلق هذا اللقب علينا, وأنا أراه شرف لنا ان نكون كذلك مادام هذا اللقب يبث الرعب في قلوب الروافض,ثانيا حتى لو تخلينا وتبرأنا من لقب الوهابيه سيقولون سلفيون ولو تبرانا من السلفيه سيقولون تكفيريون ...الخ.. مع ان كتبهم المزيفه تطفح بتكفير المخالفين لهم وحتى الإسماعيليه هم يكفرونهم مع انهم روافض مثلهم.

أخي الكريم
إن قصد من يسمينا بذاك الإسم إنما يعني : الوهابية = أهل السنة
اي أن هدف التسمية هو تشويه الصورة بإعطاء إسم آخر يقصد منه ذر الرماد على العيون و نحن نعلم أنه لا مشاحة في الألفاظ
فهي اسماء أراد بها أعداء الإسلام أن يطعنوا في الدين لكن يظهرون أنهم يقصدون فئة بعينها و ليس كل المسلمين فيقع من يجهل الإمام و دعوته في المصيدة بأن يظن أنهم يقصدون المتشددين أو الإرهابيين فيرى أنهم محبين للمسلمين إلا أنهم ينتقدون أو "ينصحون" لهم بأن هناك فرقة ضالة فينا
و لو حاولنا التبرء منها فإننا نقع في الفخ و نحقق أهداف أعداء الدين و هي محاولة للتفرقة بين أهل السنة و جعلها مدخلا لتمرير خزعبلاتهم و ضلالهم
هل أحمد بن حنبل وهابي؟؟؟؟
هل ابن تيمية وهابي؟؟؟
هل الأئمة المتبوعون وهابيون؟؟؟
أنا لا أريد ان نتسمى بهذا الإسم فنحن أهل السنة نتبع كتاب الله و سنة رسوله صلى الله عليه و سلم وفق فهم السلف الصالح فإن كان ذاك معنى الوهابية (و هو بالتأكيد ما يقصده من يسمينا بهذا الإسم) فلا يضرنا ذلك ابدا بل هو مدعاة لحمد الله عليه فالإمام رحمه الله لم يأتنا بشيئ جديد خالف فيه كتاب الله أو سنة رسوله صلى الله عليه و سلم أو السلف الصالح
المشكلة أن بعضا من أهل السنة حين جهل دعوة الإمام و أخذ بكل الإفك الذي قيل فيها دون بحث أو روية ظن أن تلك الدعوة المباركة خالفت و خرجت عن الدين و هذا ما يجب التأكيد عليه
فإن كنا ندافع عن دعوة الإمام فليس لكونها نفت و خالفت ما قبلها و ليس لكون صاحبها الإمام رحمه الله و جزاه عن المسلمين خيرا معصوما أو صاحب مذهب جديد لكن لعلمنا أن من يطعن فيها ما يريد من ذلك إلا الطعن في الإسلام علم ذلك أو لم يعلم
ملاحظة مهمة : أخي الكريم
ليس الروافض وحدهم من سمونا بهذا الإسم بل إن كل صاحب بدعة من صوفية و قبورية و ملاحدة و ليبراليون يسمون أهل السنة بالوهابيين و إنك تجد في طعنهم يوردون كلاما لبعض الصوفية و القبورية و غيرهم من أصحاب الأهواء و البدع و يوهمون القارئ أنهم من أهل السنة و يطعنون في دعوة الإمام لذلك أظن أن من المهم أن نبين للناس و أهل السنة خاصة أن من طعن في دعوة الإمام ليس من أهل السنة المعتبرين أو ممن يؤخذ بقوله كما أن البعض يستشهد بفرقة كانت قبل دعوة الإمام بقرون سموها بالوهابية و هي فرقة ضالة و لا شك لكن من لا يعرف التاريخ يسقطها على دعوة الإمام
إن المراد من كلامي هو رفع اللبس عن دعوة الإمام و بيان أن كل من يطعن فيها إنما يريد بها الطعن في الدين
و جزاكم الله خيرا أخي الكريم و أختنا نورا و جعلكم من أهل الحق و متبعيه و الداعين إليه و ختم لنا جميعا بخاتمة نحب أن نلقى بها الله

[Fahad Bin Ahmed]

امين ولك مثل الدعاء الذين دعوة لنا به

جزاك الله خير الجزاء على الموضوع الرائع الذي ابحث عنه ففي هذا الموضوع قد قمت بالاجابة على كثير من الاسئلة التي كانت تدور في ذهني

وفقك الله لعمل الخير