بسم الله الرحمن الرحيــم ..
الحمد لله رب العالمين , والصرة والسلام على خليل الله نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وعلى آله وأصحابه ومن
سار على نهجهم إلي يوم الديــن ..
وبالله تعالى وحدهـ نستعين ,,
***
سبحان اللـــه .. أعجب كــل العجب لإحــوال أذناب الغرب القائلون بالليبراليه فلقد باتت ضمائرهم كما ضمائر
رؤوسهم .. لهم مشاعر لايردون لإحـــد مساسهـــا .. بسوء .. ونحن كمسلمين .. لا نملك ..
ولايحق لنا أن نفكر بمجرد التفكير .. كي لاتذاع .. بإنها حرية الرأي / الصحافه/ الشخصية/ تقبل النقد
من الآخـــر ..
وفي الجانب الآخر من الإنسانية -المداعاة طبعا- الآف من القتلى .. أطفالا رضعا .. نساء .. شيوخا..
وحينما ..نشير بأصابعنا ..
ترتفع الأصوات .. بــــــ الحرب ضد الإرهاب ..
فــحسبي الله وكفــى ,,
وصدق الشيخ الشنقيطي حينما فسر قوله عز وجل :
( يعلمون ظاهرا من الحياة الدنيا ) الآيه..
اعلم أنه يجب على كل مسلم أن يتدبر آيه سورة الروم تدبرا كثيرا , وإيضاح ذلك :
أن من أعظم فتن آخر الزمان التي ابتلي بها ضعاف العقول من المسلمين شدة إتقان الإنفرنج لإعمال الحياة
فظنوا أن من قدر عليها أنه على الــحق , وهذا جهل فاحش , وفي هذه الآيه إيضاح لهذه الفتنة وتخفيف
لشأنها...
//
\\
//
مع النقل ..
دخلتُ البارحةَ منزل أحد الكتاب السعوديين، فجلتُ بناظري في أرجاء منزله، فوجدتُ المجلس، وغرفة النوم، وغرفة
المعيشة، وحتى دورة المياه -أكرمكم الله - وجدتها مترعةً بأصنافٍ مختلفةٍ من (الفئران)!! ومن ثم.. وجدتُ السيد
(ميكي ماوس) منتشيًا وسط الجموع، يحف به المعجبون والمعجبات، وبجواره صديقته الشهيرة (ميني)، كان يُراقصها
بطربٍ بالغ، يتمايل من أثر (الشراب)، رأيت (ميكي) يُقاسم الكاتب - المذكور أعلاه - مأكلَه ومشربَه، بل.. ويقاسمه
حتى حماقته!!
كل ذلك.. لأنه ذبّ عن عِرضه في عموده الصحفي، أقصد عِرض (ميكي ماوس)!! لا تستغربوا، فما قلتُ إلا الحق!
وليس غير الحق أقول! فخطيبهم (الألثغ) قام بين الصفوف يدعو لنصرة (ميكي ماوس)، وتخليصه من براثن (الصحوة)،
والدعاة!! وموجز الخبر لمن لم يبلغه.. أن الشيخ (محمد المنجد) كان يتحدث في برنامجه الأسبوعي (الراصد) في قناة
المجد، كان يتحدث عن تأثير أفلام الكرتون على شخصية الطفل، وذكر فيما ذكر شخصية (ميكي ماوس)، وتطرق لنظرة
الشريعة للفئران، وأنها تسمى (فويسقة)، وأنها كائنات ممقوتة شرعًا وعقلاً وفطرة، ثم ختم قوله بأن الفئران أو
(ميكي ماوس) تُقتل في الحل والحرم! ثم ماذا حدث بعد ذلك؟! ثارتْ ثائرة (الفئران) السعودية!! ومن ثم.. قامتْ
ب***** (رابطة) تضم شتاتها، وتجمع سوادها، أسموها (رابطة أنصار الفئران)! قاموا بترجمة المقطع بلغة أسيادهم،
وحرفوه عن مواضعه، وادَعوا بأن: ( شيخًا سعوديًا يدعو إلى قتل شخصية "ميكي ماوس" الأمريكية)!! وماذا بعد؟!
طارتْ بذلك وكالات الأنباء العالمية، وتم عرض المقطع في عدد من الفضائيات، وتم عقد جلسات حوارية لمناقشته، كما
هو الحال مع فتوى الشيخ (صالح اللحيدان) في القنوات الفضائية! ذهلتُ من هذا السخفِ الموغلِ في الحضيض، ومن
هذه الدونية المسفّة في التعامل مع المخالف، فأنْ تُبغض شخصًا، وتراه كريهًا في ناظريك.. كل ذلك لا يبرر لك أن تَفجر
في خصومتك معه، ولا أن تنزل بمروءتك لمستوى لا يليق! ولست أدري.. هل كان استهزاء هذه (الرابطة) بشخصِ
الشيخ المنجد فقط، أم أن ذلك يتعداه لما هو أبعد من ذلك، فيتعداه إلى قائل هذا النص، ومشرِّعه، حبيبنا صلى الله
عليه وسلم، الثابت عنه بالحديث الصحيح؟! ولست أدري -كذلك- لماذا ثارت حفيظة هذه (الرابطة) عندما مُسَّ جناب
(الفئران)، وهُدِّد كيانها، ولماذا كل هذا التعاطف المحموم لنصرتها، فهل يمتلك أحدهم مزرعةً لتربية الفئران؟! وليت
شعري أي تربية ستكون؟! أم أن أحدهم افتتن بجمال (ميني)، وحسن قوامها، فأراد أن يكون قيسها المنتظر، وأرادها
ليلاه.. ملكةً مختارةً من بين كل الفأرات؟!
أم أن سبب ذلك يعود لأن الشيخ المنجد مس شيئًا مقدسًا لدى أسيادهم، وتعرض للرمز الأكثر شهرةً في الثقافة
الأمريكية؟! فثاروا حميةً لأجله! إلى الحد الذي يُنقل عن الرئيس الأمريكي "جيمي كارتر" قوله: (ميكي ماوس هو رمز
للشعور الودّيّ، متخطيًا كل اللغات والثقافات، وعندما يرى المرء ميكي ماوس فإنه يرى السعادة.. (!!.، أم أن شيئًا من
ذلك لم يكن، بل.. لأن (الفئران) على أشكالها تقع؟!
أحد الأقزام في صحيفة سعودية.. أساء للشيخ المنجد، ولمزه بما لا يعيبه أصلاً، فإن كانت (وطنيته) المزعومة هي
التي دعته ليقول ما يقول، فوالله إن الشيخ المنجد لخيرٌ من ملء الأرض من أمثاله، ومثلهم معه، وإني لأعتذر فوق ذلك
للشيخ المنجد - باسم كل الأحرار من هذا البلد - أَنْ وازنتُ بينه وبين (نصير الفئران) ذاكَ! بقي أن أقول: إنني خرجتُ
مسرعًا من منزل الكاتب – نصير الفئران – وأنا أضع يدي على أنفي من هول ما أجد، ابتعدتُ كثيرًا كثيرًا؛ حتى تهدأ
نفسي، وتنتظم أنفاسي، إلا أنني توقفت فجأة وسط الطريق؛ تُسائلني نفسي.. متعجبةً من معاشر (الفئران) التي
تنادت لنصرة (ميكي ماوس)!!
بقلم الكاتب / محمد بن صالح الشمراني – الظهران