الليبرالي المنافق تركي الحمد والشيعي المجوسي صافي کلبايكاني .
تشابهت قلوبهم :
الليبرالي المنافق تركي الحمد والمجوسي صافي کلبايكاني
الحمدلله رب العالمين , والصلاة والسلام على نبينا محمد , وعلى آله وصحبه أجمعين , ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين
أما بعد :
فالليبرالي تركي الحمد لمن لايعرفه : هو صاحب مقولةٍ من أكفر المقولات وأشنعها , وأعظمها إساءة لله رب العالمين , وهو صفيق الوجه , قليل الحياء , لايرعوي عن غيِّه , ولا ينزع عن سفهه , وقد غرَّه حلم الله عليه , ثم سكوت ولاة الأمر عن محاكمته , ولهذا فقد أظهر من قبيح مكنونه , وصدأ داخلته , وخبث طويته , مايجعل المتأمل في حاله , والناظر في ماضيه وحاضره , لايرى بينه وبين أعداء الملة الحاقدين عليها فرقا , بل هو في عداوة هذا الدين ومهاجمته والنيل منه , تحت ذريعة الإصلاح والتطوير , أكثر وضوحاً , وأشدَّ جرأة من كثير من الأعداء الأصليين .
ليس بغريب عليه ولاعلى غيره من بغال الليبرالية نشر الفساد تحت شعار الإصلاح – زعموا - , ( وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا إنما نحن مصلحون ) , وهؤلاء قد سبقهم في هذا المكر الكُبَّار , قائدهم ومقَدَّمُهم إبليس , حين أغوى أبانا آدم عليه السلام , وأغراه بالمعصية , حيث قال : ( إني لكما لمن الناصحين ) , ثم تبعه في منهجه فرعون , الذي زعم أنه رب العالمين , ومع هذا فقد وصف موسى عليه السلام بأنه مفسد , ووصف نفسه بأنه يهدي إلى سبيل الرشاد , وهكذا منهج الأبالسة والشياطين من الجن والإنس , إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها .
قرأت تعليقات لشاتم ربِّنا , والساخر من ملائكة الله ورسله وقضاء الله وقدره , حول التعيينات الجديدة , والتي تناول فيها الأمور بشكل وقح وسيِّء , حيث زعم – فض الله فاه – أن الملك عبدالله تعيَّن منذ ثلاث سنوات , وأن عهده الإصلاحي لم يبدأ إلا بعد تلك التعيينات الأخيرة , مما يدل بمفهومه أن ما مضى من عهده كان خاليا من الإصلاح , كما يدل أيضا أن العهود التي سبقته لم يكن فيها إصلاح !!! .
ولمعرفة ماهية وحقيقة هذا الإصلاح الذي يرى أنه تحقق , أو سيتحقق , أو العوامل المساعدة لتحققه , يرى – شاتم ربنا - أن أولى خطوات الإصلاح إقالة الشيخ العلامة صالح اللحيدان , لأنه في رأيه قد أحرج الدولة بفتاويه غير المسؤولة , وأنه قام تقريبا بتدمير كل ما فعلته المملكة لتحسن صورتها بعد احداث 11 سبتمبر/ايلول" 2001 !!!!!!!!!!!! , ومن ثم تعيين المرأة بمنصب قيادي لأنه حسب رأيه : "مؤشر الى ان اشياء كبيرة ستحدث في المستقبل على صعيد وضع المراة" !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!! .
أما الهيئة وما أدراك مالهيئة , والتي هي في نظر- شاتم ربنا - : " لا تراعي اي شيء اسمه حقوق الانسان " ، واسمها كان في صلب عدة قضايا تناولتها الصحافة العالمية , فإنه يرى : انه " اذا بقيت الممارسات كما هي ، فان المشكلة تكمن في جهاز الهيئة نفسه ، وعندئذ يجب ان تقلم اظافرها او تلغى تماما وتلحق بوزارة الداخلية " .
أيها الفضلاء :
حين يتحدث هذا المخلوق الساقط , عن حقوق الإنسان , وهو الذي لم يراعِ حقَّ ملايين البشر , باستهانته بمعبودهم جلَّ في علاه , وبسخريته من مقدساتهم وعقائدهم , فهل بقي بعد هذا التزييف شيء ؟ .
وهل فوق تلك الحماقة من حماقة ؟ .
وحين يرى – شاتم ربنا والساخر من ملائكته - أن العلامة الإمام الشيخ صالح اللحيدان , قد أحرج الدولة بفتاويه , ويصفها بغير المسؤولة , مع أنها تستند إلى شريعة الله تعالى , ومع أن الشيخ ممن عرفت عنه الحكمة والاتزان , فهل يرى هذا المستأجَر الهجين , أن الذي سيرفع رأس الدولة عاليا , ويجعلها في مصاف الدول المتقدمة والحضارية , أن يقال : " إن الله والشيطان سواء وجهان لعملة واحدة " ؟ , تعالى الله عما يقوله الكافرون علواً كبيراً .
وحين يرى أن الهيئة التي أقضَّت مضاجع الشهوانيين البهيميين , الذين يريدون المجتمع فوضى بلا أخلاق , تشكِّل بوقوفها ضد أهل الزيغ والفساد , مصدر قلق وإحراج لبلادنا في الصحف العالمية , ولذلك فيجب تقليم أظفارها , أو إلغاء كيانها , فهل يرى – شاتم ربنا – أن الذي سيحسن صورتنا عند الغرب , وسيمنحنا نياشين القبول في إعلامهم , أن يخادن الرجل حليلة جاره , أو يتعرض لمحارم المسلمين بالهتك والفجور , كما كان هشام العابر الفاجر يمارسه حسب اعترافاته الإجرامية ؟ .
أيها الفضلاء :
مامضى من تصاريح هذا الوغد , وربما مايخفيه مما ينتظر ساعة الصفر للبوح به , أو مايمارسه في الخفاء مما أظهره الله لبعض خلقه , وعسى الله أن يأتي باليوم الذي يُكشف فيه المستور , لايبعد في خبثه , وقلبه للحقائق , واستغفاله للناس , وتزييفه للواقع , وفجوره في الخصومة , وإمعانه في اللجج , من تصريحات آية الشيطان المجوسي لطف الله صافي کلبايكاني , والذي وصف الرافضة عبَّاد القبور , ومايمارسونه من خرافاتهم بـ " الموحدين " !!!! ,
وإذا كان التوحيد بدعاء الأموات من دون الله , وطلب قضاء الحاجات منهم , وتفريج الكربات بقدرتهم , وشفاء المرضى برحمتهم وأمرهم , فماهو الشرك ياترى ؟ .
يقول المجوسي كلبايكاني : ( هذه الفرقة التي تقوم في الحرمين الشريفين أيضاً ، وتحت مسمى " الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر" ، بالتعدي على الحقوق الإنسانية والإسلامية للناس من خلال زعزعة الأمن ، قد أساءت باستخدامها العنف والقسوة الشديدة وبذرائع واهية إلى الآلاف من الموحدين الأبرياء، والزوار المحبين للنبي (محمد) وأهل بيته ) , وهذا الكلام رغم أنه كذب صريح كعادة المجوس , حيث لم يكن للهيئة أي دور في مواجهة أحداث الشغب والتخريب , التي قام بها الرافضة في البقيع , وفي حمى المسجد النبوي الشريف , بل كانت المواجهة مع رجال الأمن , وإنما ألصقت التهمة بالهيئة زورا , وذلك لنفيها عن المجرم الحقيقي " الرافضة " , الذين جرت عادتهم من قديم , على التبرك بالقبور , ودعاء الأموات , وحين منعوا من ذلك , ورأوا أنه لاسبيل لهم للوصول إلى مبتغاهم , وإحياء الوثنية في مدينة من جاء لطمسها وإزالة معالمها صلى الله عليه وسلم , واستفادة من التوتر القائم في الساحة بسبب تصريحات بعض دهاقنة الرافضة , واستغلالاً لبعض الظروف المحلية والإقليمية , فقد استجاب غلمانهم لتحريض ساستهم , وتدرَّع ذكورهم بإناثهم , ثمَّ كشفوا أقنعة البغي , عن وجوه تكتنز بالضغينة , وأظهروا من سوء معتقدهم , ودَخَن موروثهم , مايجلو حقيقة التوحيد الذي يدَّعيه آياتهم ومراجعهم .
إن التوحيد الذي يزعمه هذا المجوسي الأفاك يكمن في رأيه وحسب عقيدته بأن تُشدَّ الرحال لزيارة النبي صلى الله عليه وسلم وآل بيته , وهذه الزيارة يلزم منها حسب معتقدات هؤلاء المجوس , البراءة من صنمي قريش أبي بكر وعمر ( رضي الله عنهما وأرضاهما وآذن بحربه من آذاهما ) , ويلزم منها حسب معتقده " التوحيدي " دعاء الأموات من آل البيت الأطهار , والتمرغ على ثرى قبورهم , ولعن غيرهم من الصحابة الأخيار , والتبول على قبورهم .
أيها الفضلاء :
هكذا يشترك الرافضة المجوس في تزوير الحقائق , مع بغال الليبرالية ومطايا الانحلال , حيث توحَّد جهدهم ضدَّ معلم من معالم الفضيلة , ورأوا أنه يقف ضدَّ حقَّ الإنسان , في حين كشفت لنا أطروحاتهم عن نظرتهم لهذا الحقِّ الذي وقفت الهيئة ضدَّه , فإذا به في جانب المجوس , منعهم من الشرك المبين , ودعاء الأموات دون رب العالمين , وفي جانب بغال الليبرالية , منعهم من ممارسة القذر والانحراف الفكري والسلوكي تحت دعوى الحرية الشخصية .
لقد تشابهت قلوبهم , وأصبحوا وكأنهم يرمون عن قوس واحدة , وكلهم يزعم أنه يريد الإصلاح والخير , وكلهم يرى أن عمله حقٌّ له مشروع , وأن منعه منه تطاول على هذا الحق , وتجاوز للمباح والمشروع .
وهذا يجعلنا نسأل عن مدى تلك الحقوق , وإلى أين سينتهي سقفها ويقف ؟ .
إذا كان الشرك في بلد التوحيد حقَّا للرافضة وغيرهم من الخرافيين , والانحلال الأخلاقي والفكري حقا لبغال الليبرالية والعلمانيين , فماذا بقي في شريعة الله لم ينتهك ؟ , وماذا بقي للدولة من قيمة وقدر ؟ , وهل أصبحت الدولة في نظرهم حارسا للشرك والممارسات القذرة ؟ .
وإذا كان الأمربالمعروف والنهي عن المنكر في نظر الرافضة المجوس وبغال الليبرالية , تدخلاً في الحريات , وانتهاكاً لحقوق الإنسان , وضرباً من ضروب التطرف والتشدد , ورمزاً للإرهاب والأصولية , فماذا أبقوا للأمة من مُتَعَلَّق تستمسك به لنيل الخيرية والفلاح ؟ , وهل سيؤمن هؤلاء في يوم من الأيام على سفينة الأمة أن تغرق , أم أنهم معاول هدم فيها , بل هم من يجرها إلأى القاع لتغرق فيه , وتُطمر في أوحاله ؟ .
أيها الفضلاء :
لا أجد فرقاً بين شاتم ربِّنا الليبرالي الرجس , ولابين عابد القبر المستغيث بغير الله الرافضي النجس , كلهم يشمت بالشريعة ويشتمها , وكلهم يسيء إلى الله , وكلهم يطالب بإلغاء الهيئة , وكلهم يريد الفوضى باسم الحرية وحقوق الإنسان , وكلهم يزعم الإصلاح والنصيحة , وينسب نفسه للمنهج الصحيح , وكلهم أدوات للشيطان , وكلهم لايرى الحقَّ إلا في رأيه وتوجهه , رغم أنه من أبعد الناس عن الدين وتعاليمه !!! .
والأغرب من هذا أن تلك المستنقعات الآسنة , تتحدث باستعلاء , وكأن قِياد البلاد بأيديها , بل وكأن ساسة الدولة لا يأتمرون إلا بأمرهم , ولا يصدرون إلا عن رأيهم !!! .
ومن تأمل ماينطق به شاتم ربنا تركي الحمد , ولغته في الخطاب , وعلوُّ نبرته , يمكن له أن يقف على حقيقة لاتختلف في تقريرها عيناه مع أذنيه , إذْ تُجمع هذه الحواس على أنه يملي على الدولة إملاءً , ولا أدري متى ستنتهي قلة الحياء هذه , ومتى ستضع الدولة له ولأمثاله من الجناة المحادِّين لله ولرسوله حدَّاً رادعا , وعقاباً مانعاً ؟ , بل والسؤال الأهم : من يقف وراءه حتى يقف بهذه الجرأة , ويتمتع بطرحه بهذه الحرية الفجَّة ؟ .
وقل مثل ذلك في حقِّ كل رافضي تجرأ على عقيدة التوحيد , وجرَّم بفجور مَن أنكر خرافات الرافضة وشركياتهم , وحرَّض عليه منظمات الغرب , بل وطالب بإلغاء مؤسسات الدولة الشرعية , حتى يتاح له نشر عقيدة الشرك وعبادة القبور , أو وقف خلف تلك القطعان الضالة محرِّضا على الفتنة , ومشعلا لصهاريج وقودها .
أيها الفضلاء :
يجب أن يعلم شاتم الذات المقدسة وغيره من الخونة الأرجاس , ومثلهم الرافضة الأنجاس , أننا دون عقيدتنا فداء , وأنه لن يكون للشرك بحول الله بعد اندراس معالمه حياة وفينا عين تطرف , وأنه ليس الذي يحول بينهم وبين خرافاتهم رجال الهيئة وقوات الأمن فحسب , بل كل المسلمين في هذه البلاد يقفون ضدهم , ويرفضون بغيهم وعدوانهم , ولولا ثقة المسلمين بحكمة رجال الأمن , ومن خلفهم ولاة الأمر , وتفويضهم أمر ردع المحادِّين الجناة إليهم , وحسن ظنهم بهم , وأنهم أمناء على عقيدة المسلمين , وبلاد الحرمين , وأن عموم المسلمين يرون في قادة هذه البلاد حرصا على سلامة المعتقد , وبعدا عن مظاهر الشرك , ودعوة إلى التوحيد الخالص , ومحاربة لما يخالفه أو يهدمه , لكان للمحادِّين الجناة مع " عموم المسلمين " مواقف لايحسدهم عليها الصديق , وسيرثي لحالهم بعدها العدو .
وأنا هنا أقسم غير حانث , أنه وبعد الفوضى الأخيرة التي أحدثها الرافضة في البقيع , وفي ساحات الحرم , لولا تقدير الله تعالى , ثم ما مارسه كثير من الأغيار من ضبط النفس , وما بذله أهل العلم من تهدئةٍ للشباب , وتوصيةٍ بأن يُترك أمر المعالجة للجهات المختصة , لآل الأمر إلى خلاف ما آل إليه , ولهذا فمحاولات العبث والفوضى التي يمارسها الأعداء , وادعاء أن لهم الحقَّ في ممارسة مايصادم عقيدة المسلمين , فيستعلنوا بالنيل من رموزالأمة , ويستهينوا بمشاعرالموحدين , فهم كمن يعبث بالنار المتأججة , فيكون أول المحترقين بها .
أيها الفضلاء :
وبعد هذا فيحق لي أن أتوجه إلى القيادة بصفتها الأمين على شعائرنا ومشاعرنا ومقدساتنا , ولأن بيننا وبينها عهد وميثاق على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم , وبما أن الله أكرمهم برعاية مقدسات المسلمين , وجعل ضمن مسؤولياتهم أفضل البقاع التي يفد إليها ملايين البشر , ويتجه إليها بأعظم صلة بينه وبين الله , كل مسلم على ظهر هذه البسيطة , أن يتقوا الله تعالى في مقدسات المسلمين , وأن يأخذوا على أيدي هؤلاء السفهاء , الذين استطالوا ببغيهم , واستعلنوا بخبث عقيدتهم , وأن يلزموهم بما نصَّت عليه أنظمة هذه البلاد , إن كانوا من أهلها , أو كانوا من خارجها , وأن يحاسبوا كل مفتات منهم على الأنظمة أشدَّ المحاسبة , كما يحاسب غيرهم , وأن تُغلب في معاملتهم المصلحة الشرعية , على الاعتبارات السياسية , لأنه لا أمان لهؤلاء الخونة مهما ارتخت أعناقهم , بل ولاء كثير منهم لأشياخهم ومعمَّميهم في بلاد فارس , وقبلتهم إلى قم أو النجف .
إنه ليحز في الخاطر , ويؤثر في النفس , وهو أمر تحدَّث عنه كثير من الشباب والعامة , بلغة المتضجر الساخط , أن تتم مواجهة بعض التصرفات من شباب أهل السنة بحزم وصرامة , رغم أن دافعها في مجمله الغيرة والنصيحة , وإن كانت في طريقتها تجاوزت وأخطأت , كماحدث في مستنقع اليمامة مثلاً , بينما يتم التعامل مع الرافضة بلين وعفو مع بشاعة مايمارسونه , وسوء مايرتكبونه .
ومن المفارقات العجيبة , أن إعلام الرافضة استشاط غضباً , وانبرى مدافعاً عن أبناء ملته , وتنادى ساسة القوم من الرافضة للتصريح والتجريح , وعلت أصواتهم بالمطالبة بإطلاق سراح الجناة , ومعاقبة من حال بينهم وبين بغيهم وعدوانهم , وجعلوا من الجاني المجرم الذي قذف رجال الأمن بالأحذية , والعلب المليئة والفارغة , وتجرأ على قلب سيارة الأمن باستخفاف , وصار يردد السب والشتم لرموز السنة , ويهدد ويتوعد بالانتصار , فجعلوا منه مضطهدا بريئا ومعتدى عليه , في حين يخرس إعلامنا عن ذكر تلك الجرائم , ولا تحظى منه بتغطية كمثل التغطية التي حظي بها إنكار المشائخ الفضلاء لمسرحية الإكليل , رغم أن طريقتهم كانت بهدوء تام , وحسب الطرق الشرعية , إلا أن الصحف جعلت المشايخ المحتسبين ببغيها وعدوانها متشددين , وشبَّهت أسلوبهم الشرعي في الإنكار بالاقتحام !!!!!!!!!!!! .
أيها القادة في هذه البلاد المباركة , إننا ندرك حساسية الموقف , ونعلم حرجه عليكم داخلياً وخارجياً , ولكننا نؤمن إيمانا راسخا , أن أي دولة لها حقُّ السيادة على محيطها , وأن ماتقرره من نظام في محيط سلطانها , يجب أن تلتزم به كل الطوائف والفئات , ويلتزم به الوافد مهما كانت جنسيته وعرقه , كما يتقيد به المقيم والمواطن , ولهذا فلا يمكن أن نتصور أن رجل المرور مثلا أو غيره سيقبل بتجاوز أحد للإشارة وهي حمراء , وليس لأحد أن يعتذر بقطعها كونه وافدا أو جاهلا , فإذا كان هذا في حقِّ هذه الإشارة , فتجاوز المسموح به شرعاً إلى الممنوع المحرم الذي هو من أعظم المحرمات أمر مرفوض , ونحن وإن كنا نرغب أن يترك المخالف فعله عن قناعة وتديُّن لله , لكن إن لم يتحقق ذلك , فلا أقل من أن يستخفي بفعله , ولايظهره ويجاهر به , حتى وإن كان هذا الذنب والمحرَّم من دينه وعقيدته , ولنا في عدم السماح لهؤلاء المخربين بإقامة مظاهرات البراءة كما يزعمون خير مثال .
لقد رأينا في بلاد الشرق والغرب تعليمات ومواد اتخذوها لأنفسهم , وجعلوها نظاما سائدا بينهم , ورسموا على بعضها رسوما وعقوبات , ورأينا احترام أهلها لها , وتقيُّد الزائرين بمضمونها , فهل نحن بمعزل عن العالم حتى نلام إذا منعنا من يريد مخالفة ديننا وعقيدتنا , أو أوقعنا في حقه عقوبة جرَّاء مخالفته ؟ .
ثم إننا نرى وخاصة مع دولة المجوس , أن يكون الأخذ بالحزم والصرامة هو المقدم والأصل , لأنها قد أثبتت عبر السنين , ومنذ انطلاق ثورة الصنم الهالك الخميني , أنها لاتفد إلى مقدساتنا رغبة في الخير , ولا طمعا في الزلفى , بل عامة قصدها الإفساد والتخريب , وإذا كانت ستتحدث عن حقوق الإنسان , واحترام الطوائف , وحرية التدين بما يعتقده الإنسان من مذاهب , فعليها أن تفتح سجلها مع إخواننا من أهل السنة في إيران , والذين يزيد عددهم على ثلاثة عشر مليون مسلم , ومع هذا فهم يعيشون أسوأ الظروف , ويتعرضون لأشد صنوف الإذلال والامتهان , ويترتكب في حقهم المجازر الوحشية , والممارسات القذرة , من الاعتقالات والتعذيب والاعتداءات الجنسية وغيرها , فهل الإنسان في نظر الرافضة هو من يعتقد معتقدهم , أما ماسواه فهو ناصبي حقُّه النار , والقتل والتشريد والدمار ؟ .
لفتة
يحاول بعض الناس أن يكون حمديَّا أكثر من المارق تركي الحمد نفسه , حيث يذهب إلى تكلُّف المخارج له , واعتبار أن مقولاته الكفرية الشنيعة ,جاءت ضمن رواية أدبية , وأنه ناقل للكفر الذي دار فيها , وناقل الكفر ليس بكافر , وغير ذلك من المبررات الساذجة , والورع البارد , وهذه الأعذار رغم سذاجتها , لأن من يقول بها يدرك أن تلك العبارات الشنيعة لو قيلت في حق أي إنسان , لجاز له شرعاً وقانونا ملاحقة قائلها وتأديبه , وليس له حجة في كونه ناقلا لها .
ثم لو سلمنا جدلاً أنه ناقل , فكان يجب عليه أن ينوه إلى شناعتها والبراءة منها , فكيف والأمر عكس هذا تماماً , حيث اعترف الحمد بأنه بطل رواياته , وأنه هو هشام العابر , فهل بعدما أقرَّ بفجوره , نذهب لنتكلَّف له الأعذار ؟ , وهل يستحق مَن بلغت أذيته ذات الله المقدسة , أن يحظى منا بأي قدر أو احترام ؟ .
اللهم اهدِ ضال المسلمين , وعافِ مبتلاهم , وفكَّ أسراهم , وارحم موتاهم , واشفِ مريضهم , وأطعم جائعهم , واحمل حافيهم , واكسُ عاريهم , وانصر مجاهدهم , وردَّ غائبهم , وحقق أمانيهم .
اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه , والباطل باطلا وارزقنا اجتنابه , ولاتجعله ملتبسا علينا فنضل . اللهم أصلح أحوال المسلمين وردهم إليك ردا جميلا
اللهم أصلح الراعي والرعية
هذا والله أعلى وأعلم , وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
وكتبه :
سليمان بن أحمد بن عبدالعزيز الدويش .