!
!
!
يوسف ندا والإخوان والشيعة
مجدي داود
التاريخ: 24/2/1430
المختصر /
لا يزال بعض الإخوان المسلمون مذبذبين في مواقفهم وفى أفكارهم فبالأمس عندما نطق الشيخ يوسف القرضاوي بكلمة حق وحذر الأمة كل الأمة من خطر الشيعة وقف بعض قيادات الإخوان المسلمين موقف المتفرج بينما الشيخ القرضاوي يواجه أكبر حملة من التشويه والإهانة .
واليوم يخرج علينا أحد قادة الإخوان المسلمين ( يوسف ندا ) بمقال غريب نشره على موقع إخوان أون لاين يحمل عنوان ( نحن والشيعة ) يتحدث فيه عن الخلاف بين السنة والشيعة ويتحدث عن الفكر الإسلامي الإخواني , ثم ينتقل الرجل إلى الحديث عن الخلاف بين السنة والشيعة ويحاول جاهداً أن يؤكد أن الخلاف بين السنة والشيعة هو خلاف في الفروع لا في الأصول وأنه يجوز التعبد بالمذاهب الخمسة ( المذاهب السنية الأربعة ومذهب الشيعة الإثنى عشرية ) .
وينتقد الرجل وصف الشيعة الإثنى عشرية بـ ( الرافضة أو المبتدعة ) ولكن ماذا يقول الرجل عن الشيعة إذ لم يكونوا مبتدعة ؟ وأقتبس هنا فقرة من بيان الشيخ القرضاوي عن الشيعة فيقول حفظه الله تعالى ( هناك فرقة واحدة من الفرق الثلاث والسبعين التي جاء بها الحديث هي وحدها (الناجية)، وكلُّ الفرق هالكة أو ضالة، وكلُّ فرقة تعتقد في نفسها أنها هي الناجية، والباقي على ضلال. ونحن أهل السنة نوقن بأننا وحدنا الفرقة الناجية، وكلُّ الفرق الأخرى وقعت في البدع والضلالات، وعلى هذا الأساس قلتُ عن الشيعة: إنهم مبتدعون لا كفارا، وهذا مُجمَع عليه بين أهل السنة . ) , ولقد تعمدت الاقتباس من الشيخ القرضاوي دون غيره لعلمي أنهم يأخذون برأيه دون غيره من العلماء خاصة إن كان من علماء الدعوة السلفية .
ويقول الدكتور يوسف ندا ( ومن أفظع الجنايات هو نسبة الشيعة إلى ابن سبأ الذي لم يثبت في التاريخ المحقق هل كان له وجود حقيقي أم أنه كان أسطورة أريد بها أن يلصق كفره بالشيعة ) , ولكني لا أفهم حقيقة ماذا يقصد الرجل بالتاريخ المحقق ؟ ألم يطلع الرجل على كتب التاريخ الحديثة وأشهرها كتاب ( سيرة أمير المؤمنين على بن أبى طالب للدكتور على الصلابي حفظه الله ) أم أنه يأخذ مصادره من كتب الشيعة فقط كما استشهد بذلك في المقال .
لكن الرجل يناقض نفسه تماما حين يستنكر تطاول الشيعة على أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها وعلى كبار الصحابة والطعن فيهم وتكفيرهم ثم يقول ( فليت شعري كيف يستجيز ذو دين الطعن فيهم ونسبة الكفر إليهم، بل والتعبد بلعنهم؟!. ) , فكيف بعاقل يقول هذا الكلام ثم يأتي في السطر الذي يليه ويقول أنه يجوز التعبد بمذهب الشيعة الإثنى عشري , بالله عليك يا رجل كيف تقول هذا الكلام ؟ أينطق به عاقل ؟ أم هي حمى الدفاع عن الشيعة وأفعالهم ؟ .
ثم يتحدث الرجل عن غلاة الشيعة وأن علماء الشيعة يتبرأون منهم ولا أفهم ما المقصود بالمغالاة في فكر الكاتب ؟ هل تعنى فقط مجرد الإدعاء بأن النبوة كانت لعلي ؟ أليس من المغالاة تكفير أبي بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم أجمعين؛ لأنهم حسب عقائد الشيعة الفاسدة قد اغتصبوا الخلافة من على رضي الله عنه ؟ أليس من المغالاة اتهام أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها بالزنا لأنها فقط لأنها طالبت بالثأر من قتلة عثمان رضي الله عنه ولعب ابن سبأ ( الذى ينكر وجوده ) دوره القبيح في إشعال الحرب بين المؤمنين , ثم بعد ذلك تابت وأنابت إلى ربها وأعادها أمير المؤمنين إلى المدينة معززة مكرمة ؟ .
لو أن الدكتور يوسف ندا جلس أمام شاشات قناة المستقة الفضائية وسمع ما يقوله علماء الشيعة في حق أبى بكر الصديق وعمر بن الخطاب رضي الله عنهما ما أحسبه يقول هذا الكلام ولكن الرجل خدع بكلام الشيعة المعسول ولم يستطع أن يفرق بين الحق والباطل ولا بين الصدق والنفاق في كلامهم , ويجب أن لا ينسى الرجل وكل من يستمعون إلى الشيعة أن القوم يقولون عن التقية أنها من ضروريات المذهب .
ويقول الدكتور يوسف ندا إن الخلاف بين السنة والشيعة هو خلاف سياسي على الولاية والإمامة وأن الخلفاء الراشدين استطاعوا أن يحتووه , ومن المعروف والموجود في كتب التاريخ الثقات ( والواضح أن الرجل لم يقرأ واحداً منها ) أنه لم يكن ثمة خلاف بين الصحابة في موضوع الخلافة حتى يحتووه .
وأخيراً , إن هذا المقال المنشور بموقع إخوان أون لاين يعيدنا من جديد إلى التساؤل عن سر هذه العلاقة القوية بين الإخوان المسلمين والشيعة الإثنى عشرية وعن هذا الدفاع اللا مسبوق من قبل الإخوان عن الشيعة .
المصدر: شبكة القلم الفكرية
http://almokhtsar.com/news.php?action=show&id=10918