أصل البحث ماخذوه من ملف وورد حمل من موقع الشيخ عبد الرحمن الدمشقية
وهي رسالة الرد على شبهات الأحباش واسماه الشيخ " الردود الدمشقية على الشبهات الحبشية "
وسوف نقتصر فقط على نقل الشبهة والرد عليها :
الشبهة رقم ( 1 )
1- ما هي العبادة عند اللغويين ؟
العِبَادةُ عِنْدَ اللُّغَوِيّيْنَ الطَّاعةُ معَ الخُضوعِ.قالَ الأَزْهَرِيُّ الذي هُوَ أحَدُ كِبارِ اللُّغَوِيّيْنَ في كتَابِ تَهذِيبِ اللُّغَةِ نَقْلاً عَن الزَّجَّاجِ الذي هوَ مِنْ أشْهَرِهِم: العِبَادَةُ في لُغَةِ العَربِ الطَّاعَةُ مَعَ الخُضُوعِ، وقالَ مثلَهُ الفَرّاءُ كما في لسانِ العَرَبِ لابنِ منظور. وقَالَ بَعْضُهُم: أقْصَى غَايَةِ الخُشُوع والخُضُوعِ، وقالَ بَعْضٌ: نِهَايةُ التَّذلُّلِ كَما يُفْهَم ذَلكَ مِن كَلامِ شَارحِ القَاموسِ مُرتَضى الزَّبيدِيّ خَاتِمَةِ اللّغَوِيّين، وهَذا الذي يَسْتَقِيمُ لُغَةً وعُرْفًا.
الـــرد المــــفــصــل
إذا تقرر أن الدعاء أفضل العبادة كما قال مجاهد وابن عباس رضي الله عنه (( أفضل العبادة الدعاء )) (رواه الحاكم وصححه ووافقه الذهبي1/667) . فصرفها للموتى شرك في العبادة. ولا نعرف في الاسلام شركا جائزا مع الكراهة. الشرك كله محرم صغيرا كان أم كبيرا.
هذا ولا ننسى أن النبي صلى الله عليه وسلم وصف الدعاء بأنه عبادة، والأحباش يردون قول النبي فقالوا الدعاء ليس عبادة لأنه ليس نهاية التذلل. فتأملوا من يزعمون محبة النبي ويحتفلون بمولده وهم يبطلون قوله.
إقرأوا قول علمائكم في أن الدعاء نهاية التذلل
نعم العبادة هي الطاعة مع التذلل. ولكن الدعاء أيضا تذلل بل نهاية التذلل كما صرح به علماء معتبرون عندكم كابن حجر والزبيدي والرازي والمناوي.
• الزبيدي صاحب تاج العروس حمل العبادة على المعنى اللغوي أي الدعاء ليس إلا إظهار غاية التّذلّل والافتقار» وقال عن رواية « الدعاء مخ العبادة » قال الزبيدي: « أي خالصها، وإنما كان مخاً لها لأن الداعي إنما يدعو الله عند انقطاع أمله مما سواه، وذلك حقيقة التوحيد والإخلاص، ولا عبادة فوقها لما فيه من إظهار الافتقار والتبري من الحول والقوة وهو سمة العبودية واستشعار ذلّة البشرية » [إتحاف السادة المتقين 5/29].
• قول الحافظ ابن حجر: « الدّعاء هو غاية التّذلّل والافتقار » [فتح الباري 11/95]. وقال مثله الزبيدي [فتح الباري 11/149 وانظر إتحاف السادة المتقين 5/4].
• قال الفخر الرازي: « المقصود من الدعاء إظهار الذلة والانكسار » وقال: « وقال الجمهور الأعظم من العقلاء: الدعاء أعظم مقامات العبادة » [لوامع البينات شرح أسماء الله تعالى والصفات ص91 تحقيق طه عبد الرؤوف سعد ط: دار الكتاب العربي].
• وذكر الحليمي: « أن الدعاء من التخشع والتذلل لأن كل من سأل ودعا فقد أظهر الحاجة وباح واعترف بالذلة والفقر والفاقة لمن يدعوه ويسأله » [المنهاج في شعب الإيمان 1/517 ط: دار الفكر 1979].
• وهو قول المناوي « الدّعاء هو غاية التّذلّل والافتقار » [فيض القدير2/44].
ولم أجد ما نسبه الأحباش إلى الزبيدي في قاموسه (تاج العروس). بل وجدت من كلامه ما يناقض ما نسبوه إليه.
ولا يشترط للشيء أن يكون نهاية التذلل حتى يكون شركا.
فإن الرياء ليس فيه صورة نهاية التذلل وهو شرك.
والرجل قال للنبي (ما شاء الله وشئت) فقال له رسول الله (أجعلتني لله ندا؟ قل ما شاء الله ثم ما شاء محمد).
وكان بعض الصحابة في حداثة عهدهم بالإسلام رأوا المشركين يعلقون سيوفهم عند شجرة يظنون البركة تحل بها، فقالوا للنبي اجعل لنا ذات أنواط كما لهم ذات أنواط فقال " قلتم والذي نفسي بيده كما قال قوم موسى { اجْعَل لَّنَا إِلَـهًا كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ } الأعراف 138، إنها السنن لتركبُنّ سنن من كان قبلكم " (رواه الترمذي (2181) في الفتن بإسناد صحيح ).
-----------------------