في اللغة العامية كلمة همبكة يقصد بها الهراء الذي لا معنى له ..!!
فنحن نعرف أن شيوخ الطريق الصوفية يستميتون لئلا يفلت دلخ من براثن شيخه، ولن تجد أبداً شيخاً صوفياً يرضى أن يتحول دلخه لطريقة صوفية أخرى ( ليستدلخ ) عند شيخ غيره ..!!
إلى الحد الذي نجد فيه بعض شيوخ الصوفية يضلل من يخرج عن طريقته لطريقة صوفية أخرى ..!!
ومعذورون هم ..!!
وبالطبع إذا ذهب دلخه ليستدلخ عند شيخ آخر فهذا يعني أن الرقيق نقصوا واحداً ، وصدقاته ونذوره - أي صدقات ونذور الدلخ - ستذهب لكيس شيخ آخر ..!!
ومن الأمثلة الشاهدة على هذا ، نجدها في كتاب سياحة في التصوف الحضرمي لأكرم بن مبارك عصبان :
ففي الفصل الثاني - التصوف العملي - يقول المؤلف تحت عنوان : الحجر على الطريقة:
بعد أن أصبحت الطريقة الحضرمية قائمة على أصولها ، ولها شيوخها ومنهاجها التي تسير عليه فُرض حولها سياج حتى لا تختلط بغيرها ، ولا يتخبط أتباعها فيخطفهم أصحاب الطرق الأخرى.
قال الحداد : ولا ينبغي لأحد من آل باعلوي أن يخالف المنهج الذي درج عليه أسلافهم ولا أن يميل عن طريقهم وسيرهم وأن يتبع وينحو ويلقي القياد لكل من يدعي التسليك والتحكيم ممن يخالف سيرهم وطريقتهم لأن طريقتهم هي التي يشهد لصحتها الكتاب العزيز والسنة الكريمة وسيرة السلف !!
( العقود اللؤلؤلية لمحمد بن حسين الحبشي ص 3 )
وكان عبد الله بن عمر بن يحي يلوم من السادة العلويين من يتعلق بغير طريق أسلافه ويقول أنه لا يفتح منه شيء وأنه يصاب ، وأنهم لهم غيرة شديدة على من خرج من طريقتهم إلى طريقة أخرى من أولادهم أو ممن دخل في طريقهم ، ويرى أن أعظمهم غيرة على ذلك الفقيه المقدم وأبو بكر العدني وعبد الله بن علوي الحداد كما أن محمد بن علوي السقاف عاب على بعض السادة بسبب تحكمه لبعض المسلكين في ذلك الزمن يعني من غيرهم.
( عقد اليواقيت ج 1 ص 30 - 129 ، غاية القصد والمراد ج2 ص 194 )
وأقول أنا البرقعي : لاحظوا أخوتي في الله الترهيب التالي للدلوخ :
وحكوا أن أحد الحضارم أخذ طريقة السنوسي فرأى في المنام كأن القيامة قد قامت وأنه أراد أن يدخل في جماعة السنوسي فطردوه وقالوا له : أنك لست من أصحابنا ، وأنك من جماعة الفيه المقدم وذاك موقفه ، وأشاروا إليه فذهب ووجد موقفاً عظيماً ودخل فيه ، فلما انتبه ترك طريقة السنوسي ممن حينئذ وأخذ طريقة آل باعلوي.
ومن ذلك ما وقع لعمر البار أن بعض مشائخ اليمن قصد أن يجيزه على طريقة نقشبندية فلقي بعض مجاذيب آل باعلوي وهو السيد سالم بن حسن بن شيخ فأول ما ذكره به قول الشيخ عمر المحضار : ومن جانا وبايخضع حمانا نكثر في بلده الصائبات.
( القرطاس في شرح راتب العطاس ص 114 )
[ نقلاً من كتاب سياحة في التصوف الحضرمي للمؤلف أكرم بن مبارك عصبان ص 108 - 109 من إصدار موقع الصوفية ]
ولي عودة بإذن الله للتعليق على همبكة آل باعلوي وإضافة أقوال بعض شيوخ الطريق الأخرى بإذن الله ..!!