العودة   شبكة الدفاع عن السنة > المنتـــــــــديات العـــــــــــامـــة > الــــحــــــــــــوار العــــــــــــــــــام

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 10-09-08, 01:05 PM   رقم المشاركة : 1
رقية
عضو ذهبي






رقية غير متصل

رقية is on a distinguished road


الخليجيون والتنبه للدور التركي

للوهلة الأولى تبدو ورقة التعاون التي تم توقيعها قبل أيام بين دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية مجتمعة من جهة وتركيا من جهة أخرى، تبدو متمركزة في الجانب الاقتصادي بالدرجة الأولى، في حين تتجلى أبعادها الاستراتيجية العميقة من دون أن تنفي أهمية التعاون الاقتصادي وتبادل المنافع بين هذه البلدان المسلمة.
وقد قيل:أن تصل متأخراً خير من ألاّ تصل أبداً، وهي حكمة عملية تنطبق كل الانطباق على التنبه المتأخر من قبل هذه البلدان إلى أهمية التنسيق الفعلي في ما بينها، بالمعنى الاستراتيجي بعيد المدى، بدافع الأخوة العقدية بين شعوبها التي يؤلف الإسلام بين قلوبها ويوحد تطلعاتها وأهدافها ويؤسس وحدة شعورية عميقة، بالإضافة إلى القضايا الكبرى التي تحظى بأولوياتها، فضلاً عن مصالحها الحيوية المشتركة على مختلف الصُّعُد والمستويات.
والقراءة الموضوعية المبدئية للاتفاق التاريخي، ترسّخ في الوجدان والعقل معاً، نتيجة منطقية طالما تجاهلتها النخب العلمانية المسيطرة على أكثر بلدان المسلمين، ألا وهي أن القواسم المشتركة بين الشعوب هي التي تؤسس علاقات ثابتة ومتينة بين الدول.وليس أدل على صدق هذه الحقيقة من تجربة التغريب القسري التي بدأت في تركيا بالقوة على أنقاض دولة الخلافة، حيث تعمد التغريبيون تدمير جميع الجسور التي تصل الأتراك بإخوتهم في الدين وجيرانهم في الجغرافيا وشركائهم في التاريخ:العرب.فماذا كانت الحصيلة الفعلية لهذا المسلك المدمر والمستمر منذ قرابة تسعة عقود من الزمان؟أليست حنيناً جارفاً لأكثرية الأتراك إلى هذه الروابط العتيدة، ونفوراً من اللهاث وراء الغرب الذي يرفض دمج تركيا-برغم تغريبها الفوقي الإكراهي المسرف-في نطاق الاتحاد الأوربي؟
وكم بدأت سياسة الانفتاح التركي على المحيط الطبيعي تؤتي من ثمار يانعة آتت أُكُلَها في نمو الاقتصاد والتخلص المذهل من ركام الديون الخارجية الهائلة.
ومن جانب دول الخليج العربية، فإن تركيا مجال شديد الأهمية لها، ليس في المنظور الاقتصادي-على حيويته وأثره الإيجابي الكبير-.فتركيا في جوهرها مسلمة واقعاً بشرياً وإرثاً تاريخياً وفي طموحات الأكثرية الساحقة من مواطنيها.ولذلك يبقى لها دور حاسم في خضمّ الارتطامات الكبيرة التي تمور بها منطقة المشرق الإسلامي، تأسيساً على آفاق المستقبل وإرهاصات الحاضر ناهيك عن موروث الأمس بمزاياه الجمة وسلبياته المحدودة التي ينبغي الاتعاظ منها.
ومن دون جهد يُذْكَر، يمكن رسم خطوط الرهان الاستراتيجي للطرفين، بدءاً من العراق شرقاً، حيث تتقاطع مصالح الحملة الصليبية وأطماع الصفوية المجوسية.وليس مصادفةً أن ذينك العدوين اللذين ينهشان جسد العراق المثخن بالجراح، هما عَدُوّان لكل من عرب الخليج وتركيا في آن واحد، وهي عداوة كانت في الأمس منذ خمسة قرون عبر التآمر الغربي مع إسماعيل الصفوي، وتتجلى اليوم في أوضح صورها، من خلال تفكيك العراق وتمزيقه بين العدوين الحاقدين.
وكما كانت دولة الخلافة العثمانية-بما لها وما عليها-سدّاً منيعاً كبح جماح الصفويين الغزاة، وصخرة صلبة حَمَت الأمة من الهيمنة الصليبية وفلسطين تحديداً من ابتلاع اليهود لها، فإن تركيا اليوم بقوتها الإسلامية الكامنة والمقموعة على أيدي جنرالات التغريب وساسة الغرب المنافق، تظل مؤهلة للنهوض بقسطها من مسؤولية التصدي للمشروعين المتعاضدين:الصليبي والصفوي، بالرغم من اختلاف بعض المعطيات وتباين بعض الظروف عما كانت عليه الحال قبل 500سنة.
ويدرك آيات قم أن تنسيقاً فعلياً يضم الأتراك والعرب في إطار الثوابت الإسلامية المشتركة، يعد هاجسهم الأشد خطراً، بما له من إمكانات بشرية واقتصادية، وبما لديه من رصيد معنوي وموقع جغرافي مؤثر، وقدرة على احتواء الصدمات وتغيير دفة الأحداث بإذن الله.


منقول من موقع المسلم







 
 

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:14 PM.


Powered by vBulletin® , Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
" ما ينشر في المنتديات يعبر عن رأي كاتبه "