العودة   شبكة الدفاع عن السنة > المنتـــــــــديات العـــــــــــامـــة > الــــحــــــــــــوار العــــــــــــــــــام

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 28-07-08, 07:48 PM   رقم المشاركة : 1
ملهم
عضو نشيط







ملهم غير متصل

ملهم is on a distinguished road


سفر الحوالي والمهمة المنتظرة داخل البيت السلفي في السعودية


في ظل هذه الأحداث المتتابعة، تبعرث أوراق المدرسة السلفية الإصلاحية، وأصبحت اليوم بحاجة ماسة للملمة أوراقها، وترتيب مواقفها، وحشد طاقاتها، والسير باتجاه استئناف مسيرتها الإصلاحية وفق الظروف الحالية، ويظل الشيخ "سفر الحوالي"، هو الرجل المؤهل لإعادة تأهيل المسيرة الإصلاحية وسط ظروف موضوعية ينبغي المسارعة في استثمارها.
عُرف تيار الصحوة الذي بزغ نجم رموزه خلال التسعينات بالمدرسة السلفية الإصلاحية، والذي زاوج القائمون عليه بين العلم الشرعي السلفي بمحدداته وقواعده وبين النشاط الدعوي الحركي الحريص على متابعة مستجدات واقع الأمة الفكري والسياسي.
وقد حمل هذا التيار على عاتقه الكثير من المهام والمسئوليات العظام وذلك يتبني حزمة من المطالب الإصلاحية على الصعيد السياسي والثقافي الاجتماعي، وكان لتلك المسيرة الغنية بأحداثها نجاحاتها وإخفاقاتها والتي توقفت مع اعتقال رموزها في منتصف العقد الماضي، وعقب فترة الاعتقال خرج رموزها من السجن بمراجعات وتوجهات مغايرة لأدائهم الدعوي في التسعينات.

وقد ساهمت "الفوضوية" وانعدام التنسيق في اضطراب مواقف رموزها وتباين مواقفهم أحياناً، خاصة تلك الرموز التي برزت عبر نافذة الوعظ ومنبر الجمعة، فقد أصبح الارتجال والاضطراب، وانعدام التنسيق بين العلماء والرموز "ماركة سعودية مسجلة"، لم تسلم منها معظم التيارات.

حتى التيار السلفي الرسمي، شهد في الإعلام المحلي مؤخراً عدة ردود وتباينات في مواقفه تجاه بعض القضايا الفقهية، وهذا يمكن فهمه في إطار النفرة السلفية المألوفة من أي عمل منظم، ووفق أدبياته التي تؤكد عدم الخضوع للأشخاص أو التنازل عن أي رأي توصل إليه العالم باجتهاد، ولكن ما لا يمكن فهمه أن هذا الاضطراب والتباين والتشرذم لم تسلم منه حتى رموز مدرسة الإخوان، الذين تسلل إليه داء الاضطراب والتشرذم، مع ما هو معلوم في تراث الإخوان الفكري وأدبياته من أهمية التنسيق ووحدة المواقف.

إن اضطراب مواقف رموز التيار السلفي الإصلاحي في عالم ما بعد 11 سبتمبر إزاء كثير من القضايا الدعوية والإصلاحية، ساهم في شيوع الحيرة والبلبة لدى الشباب والأتباع، خصوصاً في ظل تبني بعض الرموز من الصف الثاني للخطاب السلفي الرسمي، وابتعاد أحد أكبر رموز المدرسة السلفية الإصلاحية عن أدبيات ومحددات الخطاب الإصلاحي، وتبعه في ذلك بعض المثقفين الإسلاميين، سيما وأن محنة التيار السلفي في أعقاب أحداث العنف كانت تدفع بالمرء للدخول ضمن هذا الخطاب في ظل أجواء إتهامية وتشكيكية كان خصوم الإصلاحيين من الليبراليين والخلوف يجهدون في اضرام نارها وتأجيج أوارها.

كما فضل قسم آخر من الشباب وطلبة العلم العودة مرة أخرى إلى أدبيات السلفي التقليدي، باعتباره في نظرهم أكثر ثباتاً تجاه مجمل القضايا، سيما وأن الغموض والإجمال كان غالباً على خطاب الرموز الإصلاحية، مما ولد "أزمة فهم" وأزمة ثقة بين الرموز والشباب، وفاقم هذا كله انحياز فئات من السلفيين التقليديين للسلفية الجهادية نتيجة لوجود تشابه كبير في التنظير بين التيارين حتى أضحت "السلفية الجهادية" أقرب إليهم من التيار السلفي الإصلاحي، إلا أن ولوغ التيار الجهادي في الدماء المعصومة وأعمال العنف، عّجل بطلاق بائن بين التيارين مما دفع الكثيرين للعودة مجدداً للتيار السلفي التقليدي.

في ظل هذه الأحداث والفتن المتتابعة، ظل الشيخ العلامة "سفر الحوالي" بمثابة الرقم الصعب في المعادلة، فمع تصديه للتيار الجهادي بكل قوة وحزم، بل والمساهمة في تسليم بعض المطلوبين، وتدشينه لخطاب سلفي إصلاحي تجاه "الآخر"، كما في رسالته إلى الرئيس الأمريكي وبيانات الحملة العالمية لمقاومة العدوان، إلا أن محاولات التخوين والتضليل، التي اجتهد الجهاديون والتقليديون في إلصاقها به، لم تفلح في تشويه صورته كما أفلحت في تشويه رفاقه.

ومع وجود قدر كبير من التعتيم والتضييق على نشاطه الدعوي والإعلامي، إلا أن إصابته بجلطة دماغية قبل ثلاث سنوات، والتعاطف الشعبي المذهل الذي تبعه تعاطف رسمي، كشف مكانة وثقل سفر الحوالي في المجتمع، ولا يزال الشيخ سفر الحوالى يحظى باحترام وإجلال كبيرين من عموم السلفيين بكافة توجهاتهم، باستثناء تيار العنف الذي نبذه الجميع.

في ظل هذه الأحداث المتتابعة، تبعثرت أوراق المدرسة السلفية الإصلاحية، وأصبحت اليوم بحاجة ماسة للملمة أوراقها، وترتيب مواقفها، وحشد طاقاتها، والسير باتجاه استئناف مسيرتها الإصلاحية وفق الظروف الحالية، ويظل الشيخ "سفر الحوالي"، هو الرجل المؤهل لإعادة تأهيل المسيرة الإصلاحية وسط ظروف موضوعية ينبغي المسارعة في استثمارها.

في ظل العجلة المتسارعة من الحراك ثقافي والفكري داخل المجتمع السعودي، والعوامل الواجب استثمارها لإعادة تأهيل المدرسة السلفية الإصلاحية تتمثل فيما يلي:

أولاً: الهجمة الليبرالية الشرسة والسافرة على القيم والرموز الإسلامية وجرأة الأقلام الليبرالية في الهجوم على رموز التيار السلفي التقليدي بشقيه ( الرسمي والمستقل)، مما يدفع بإتجاه إعادة ثنائية تحالف (السلفية التقليدية والإصلاحية ) التي سادت في أوائل التسعينات ضد التيار الليبرالي، ولئن عاب البعض على صبغة التحالف القديم الوقوف عند بعض الفرعيات، فالمأمول ضبط معالم هذا التحالف بقراءة شرعية فاحصة لمفاصل الانحراف الليبرالي، ولغة إعلامية حديثة، تتخذ من دستور البلد المعلن وهو الشريعة الإسلامية وأمن البلاد ووحدته، وهو مطلب شرعي ووطني قاعدة تنطلق منها لصد الهجمة الليبرالية، فالتيار السلفي الرسمي في أوج قوته في التسعينات لم يتمكن من حماية المسيرة الإصلاحية مع قناعته برموزها فكيف بحاله اليوم؟؟

ثانياً: اضمحلاح شعبية التيار السلفي الجهادي في الداخل والذي استطاع منظروه ملأ الفراغ الذي أحدثه غياب شيوخ الصحوة في منتصف التسعينات وبلغ ذروته بعد أحداث 11 سسبتمبر، ولكن شعبيته انهارت بعد الدخول في أعمال عنف عصفت بأمن البلد، وفتكت بالأنفس المعصومة، فنفض الناس أيديهم عنه، وأصبح المتراجعون عن تأييده أو التعاطف معه بحاجة لمشروع إسلامي سلمي نهضوي للسير في ركابه، وهذا ما هو متوافر في أدبيات السلفية الإصلاحية ورؤيتها الجامعة بين الأصالة والمعاصرة.

ثالثاً: القبول الكبير الذي تحظى به شخصية سفر الحوالي عند كافة أطياف السلفيين على صعيد الشيوخ وصعيد الشباب، مما قد لا يتوفر في شخصية أخرى ، وهذا من شأنه أن يختصر الكثير من المعوقات لإعادة استئناف مسيرة الدعوة والإصلاح، وواجب المحيطين بالشيخ سفر الحوالي، وهم قلة اليوم تنبيه الشيخ لهذا الدور الكبير الذي بإمكانه الاضطلاع به، خاصة وأن الشيخ بدأ بالتعافي من مرضه واستقبال الزوار والكتابة والقراءة، شفى الله الشيخ سفر من كل داء.

رابعاً: عجز كافة التيارات الإسلامية عن وضع برنامج إسلامي دعوي متكامل في ظل طوفان فكري منحرف، وانفتاح ثقافي، وتحديات غير مسبوقة على كافة الصعد السياسية والثقافية والاجتماعية.

وفي تقديري، فإن التيار السلفي الإصلاحي هو الأقدر بإذن الله بالتعاون والتكامل مع كافة القوى على وضع برنامج إصلاحي متكامل يحافظ على مكتسبات جيل كامل من الشباب، والسير بهم وفق منهج إسلامي يجمع بين معاصرة الأحداث والمحافظة على الهوية، والعمل على بناء جيل إسلامي جديد يحمل الراية من جيل التسعينات ويواصل المسيرة، فالتيار السلفي الرسمي يوشك برحيل كبار رموزه أن يتحول لمؤسسة رسمية شبيهة بمؤسسة الأزهر في مصر، والتيار السلفي التقليدي بسبب تخندقه حول فرعيات، وبطء حراكه، وضعف مواءمته للمستجدات يشهد نزيفاً في صفوفه، ويشعر الكثير من أنصاره بالعجز عن المواءمة بين ما يعتبرونه التزاماً دينياً، ومتطلبات الواقع المعاش.

وثمة تناقص في شعبية التيار السلفي التقليدي في طبقة المثقفين الإسلاميين ( نساء ورجالاً) تجلى هذا في تغيرات وتقلبات ظهرت على بعضهم، مما دفع ببعض التقليديين لاتهامهم بالعصرنة والعقلنة، بالإضافة إلى أن فئة الشباب الجامعيين المتطلع للفكر والثقافة أصبح لا يجد أجوبة على الكثير من الأسئلة، سيما وأن المناخ الإعلامي المفتوح ساهم في امتداد المعرفة بشكل أفقي، ولم يسلم من شبهات واستشكالات، مما شكل ذهنية شباب يختلف في ثقافته ومعرفته عن شباب التسعينات، فهو شباب يحاور ويناقش ويستشكل ويستشف الفروق بين الثوابت والمتغيرات وهذا مالا تطيقه طبيعة تربية التيار السلفي التقليدي بل تنظر إليه بالكثير من التوجس والتشكك.

فاللغة الوثوقية التي يطرح فيها التقليديون أفكارهم وآراءهم فيها حول مسائل اجتهادية تضعف موقفهم لدى المتلقين وتكسر معيار التفريق بين بين دائرتي الثوابت والمتغيرات، مما يفضي بهم في أحسن الأحوال إلى الخلط بين الدائرتين، هذا إن لم يؤد بهم الأمر للالتحاق بالتيار الليبرالي.

وأما التيار الإخواني فيعاني من نخبوية رموزه، وتشتت جهوده، مع اعتقادي أن طبيعة شباب الصحوة في السعودية وعلى الأخص في المنطقة الوسطى لا يمكن أن تسلم قيادتها لمفكر إسلامي، أيا كان، أو داعية منفتح غير مؤهل على طراز عمرو خالد، فالقوة العلمية الشرعية ذات الجماهيرية الطاغية شرط لا بد من توفره لتحقيق التأثير المأمول، وهذا ما يفتقده تيار الإخوان.

ولا أزعم أن التيار السلفي الإصلاحي بوضعه الحالي بإمكانه القيام بالدور المأمول، مالم يعجّل رموزه بإعادة تأهيل كوادر وأنشطة التيار، إلا أن ما يميز هذا التيار عن غيره، أن أطره الشرعية العامة ومحدداته الفكرية هي الخيار المناسب لإبقاء جذوة الخيار الإسلامي في الصدارة، خاصة في ظل الأوضاع الراهنة.

وفي خاتمة المقال، يجدر التنبيه إلى أن المراد من التسميات الواردة في المقال عن السلفيين التقليديين والإصلاحيين ، قراءة المشهد السلفي بكافة تفاصيله، وتمييز تلك الاجتهادات داخل البيت السلفي، وقناعة صاحب المقال بالمدرسة السلفية الإصلاحية لا يعني تضليل أو تجريم ما عداها فعامة الأطياف الدعوية داخلة ضمن دائرة الاجتهاد الذي لن يعدم أصحابه أجر الإجتهاد، وتوجه المدرسة الإصلاحية وتراثها العلمي وتاريخها الدعوي يدفع باتجاه تحقيق التكامل والتعاون مع كافة الأطياف الإسلامية.






التوقيع :
قال جعفر الصادق رحمه الله «ما أنزل الله آية في المنافقين إلا وهي فيمن ينتحل التشيع». [ رجال الكشي ]
من مواضيعي في المنتدى
»» تكفير :ليس على ملة إبراهيم إلا الشيعة الإمامية الاثنى عشرية
»» كنت أراك يزيدا واليوم أنت الحسين
»» عاجل تعيين الشيخ عادل الكلباني إمام للحرم
»» جماعة فلسطينية تفضح حماس وتتهمها بالتبعية لإيران وتحذر من إنتشار التشيع في غزة
»» جواسيس يغادرون إيران خوفا من غارات أميركية وطهران تجري مناورات جوية ضخمة برمضان
 
 

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:27 AM.


Powered by vBulletin® , Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
" ما ينشر في المنتديات يعبر عن رأي كاتبه "